دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 وأقم الصلاة لذكري 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم السابع
بتاريخ 1423هـ | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
أنت عندما تكون عقيدتك باطلة، ثم تقول: سبحان الله، هل الله سيتعامل مع كلمة سبحان، وأنت تقولها لقلقة، أم سيتعامل مع ما ينطوي عليه قلبك؟ عندما قال المنافقون: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} (المنافقون: 1) ماذا قال الله لهم؟ {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} هو يعلم أنهم في قرارة أنفسهم مكذبين بأنه رسول الله، هم يقولون قولاً، وأكدوا {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} ألم يسمهم كاذبين؟
ذلـك الـذي يقـول: سبحان ربي العظيم، وهو ينطوي على عقائد باطلة تتنافى مع تنزيه الله، إنـه كـاذب، وإنه في نفس الوقت يشهد على نفسه بالباطل، يشهد على نفسه بأن هذه العقيدة، كل من يفهم لا يجوز أن ينسبها إلى الله.
فتسبيح الله في الصلاة هو تنزيهه في ذاته، وتنزيهه في أفعاله، وتنزيهه في تشريعاته، لا يجوز أن ينسب إليه مـا لا يليـق نسبته إليه، لا يجوز أن ننسب إليه مـا يقتضي تشبيهـاً لـه بخلقـه، ولا ما يقتضي تجسيماً، لا يجوز أن ننسب إليه في أفعاله ما يجعله ظالماً، أو يجعله يتصرف تصرفاً يخرج عن الحكمة، تصرفاً عبثاً، تصرفاً ليس فيه حكمة.
أيضاً هذه قضية مهمة جداً، تنزيهه في تشريعاته عما لا يليق به، أنت عندما تقول إنك توحد الله فأنت لا تشبهه، لكنك تعتقد في تشريعاتـه مـا لا يجوز نسبته إليه، فإن المسألة واحدة كما لو شبهته؛ لأن المشكلة هي فقط مشكلة أنك ستضيف نقصاً إلى الله، تقدم الله ناقصاً وهو سبحانه وتعالى ذو الجلال، وهو الكامل الكمال المطلق.
فتنزيه الله في تشريعه قضية مهمة، وعندما ترى أي عقيدة وإن جاء بعدها ستيـن ألـف حديـث وأنت تراها لا تنسجم مع تنزيه الله سبحانه وتعالى، مع تسبيحه، تؤدي إلى نسبة القبح إليه، فلا يمكن أن تكون صحيحة.
القـرآن الكريـم كلـه يـدور حـول الثنـاء على الله، أليست أول لفظة نقولها في الفاتحة بعد {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـنِ الرَّحِيـمِ} (الفاتحة: 1) {الْحَمْـدُ للّهِ} (الفاتحة: 2) لاحظ كم التناقض الكبير بين من يعتقد بـأن الله سبحانـه وتعالـى يقـدر القبائح، ويقدر كل هذه الأشياء السيئة، وبين قوله: {الْحَمْدُ للّهِ} الحمد لله هي شهادة لله سبحانه وتعالى أنه يستحق الثناء؛ لأنه عظيم؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يصدر منه ما يعتبر نقصاً، ما يعتبر عيباً.
الناس عندما يثنون على شخص معين أليس على أساس أنه صدر منه ما يستحق به الثناء؟ وعندما يلومون شخصاً أليس على أساس أنه صدر منه ما يستحق به أن يذم؟ عندمـا أقـول: الحمـد لله هي شهادة بالثناء على الله، وأن الله أهل الثناء.
أنت عندمـا تعتقـد بـأن القبائـح مـن الله، وتؤمـن بالقدر خيره وشره من الله، وأن كل شيء بقضاء وقدر، وأن كل شيء في هذه الدنيا يحصل من أعمال الناس هو بقضاء وقدر، وأن الله يريـده، مـا هكـذا عقيدتهم؟ إذاً الله هو وراء كل شر، والله وراء كل قبيح، والله وراء كل مذمة! أليس معنى هذه أنه أرادها وقدرها؟
إذاً فهل من هو وراء كل شر وقبيح يستحق أن تثني عليه؟ ألم يلعن هو إبليس؟ ألم يلعن الله إبليس وذمه {اخْـرُجْ مِنْهَـا مَـذْؤُومـاً مَّدْحُـوراً} وهو فعل فعلة واحدة في البداية استحق بها أن يذم، وأنت تضيف إلى الله آلاف الجرائم والقبائح! فكيف تقول بأنه يستحق أن تثني عليه؟
إن من هو مصدر القبائح، ومصدر الفواحش، ومنه الشر، ومنه السوء - هكذا خلاصة عقيدتهم - هل هو جدير بأن يثنى عليه وهو هو من لعن إبليس على واحـدة منهـا، مما ينسبونها إلى الله! إذاًً فهم عندما يقولون: الحمد لله، أليست شهادة بالثناء على الله؟ تثني عليه وأنت تعتقد أنه وراء كل قبيح، ووراء كل شر في هذه الدنيا، وأن كل عمل يصدر من الناس في هذه الدنيا هو بإرادة الله!
هم هكذا يقولون - اقرأوا [العقيدة الواسطية] وشرحها - إن كل شيء يحصل في هذه الدنيا الله يريده، والله يقضيه ويقدره! إذاً فهل الله على مقتضى قولهم هذا يستحق أن يُثنى عليه؟ أبداً.
فهو يعلمنا بأن الحمـد لـه، {الْحَمْدُ للّهِ}، الثناء لله؛ ولنفهم أنه أهل للثناء، وأن شهادتنـا بأنـه أهـل للثناء هي تعني أنه يجب أن ننزهه عما يتنافى مع الثناء عليه، فترى عقائدهم متنافية مع الصلاة، متنافية مع القرآن، متنافية مع أذكار الصلاة، متنافية مع كل شيء في هذه الدنيا، عقائدهم يشهد كل شيء بأنها باطلة؛ لأن كل شيء يسبح الله، {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: 1).
فكل شيء يتنافى مع التنزيه لله فإن كل شيء يسبح لله هو شاهد على بطلان هذه الشيء، أنه باطل، لا يجوز أن ينسب إلى الله، سواء كان فيما يتعلق بذات الله، أو بأفعاله، أو بتشريعاته.
🔹 وأقم الصلاة لذكري 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم السابع
بتاريخ 1423هـ | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
أنت عندما تكون عقيدتك باطلة، ثم تقول: سبحان الله، هل الله سيتعامل مع كلمة سبحان، وأنت تقولها لقلقة، أم سيتعامل مع ما ينطوي عليه قلبك؟ عندما قال المنافقون: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} (المنافقون: 1) ماذا قال الله لهم؟ {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} هو يعلم أنهم في قرارة أنفسهم مكذبين بأنه رسول الله، هم يقولون قولاً، وأكدوا {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} ألم يسمهم كاذبين؟
ذلـك الـذي يقـول: سبحان ربي العظيم، وهو ينطوي على عقائد باطلة تتنافى مع تنزيه الله، إنـه كـاذب، وإنه في نفس الوقت يشهد على نفسه بالباطل، يشهد على نفسه بأن هذه العقيدة، كل من يفهم لا يجوز أن ينسبها إلى الله.
فتسبيح الله في الصلاة هو تنزيهه في ذاته، وتنزيهه في أفعاله، وتنزيهه في تشريعاته، لا يجوز أن ينسب إليه مـا لا يليـق نسبته إليه، لا يجوز أن ننسب إليه مـا يقتضي تشبيهـاً لـه بخلقـه، ولا ما يقتضي تجسيماً، لا يجوز أن ننسب إليه في أفعاله ما يجعله ظالماً، أو يجعله يتصرف تصرفاً يخرج عن الحكمة، تصرفاً عبثاً، تصرفاً ليس فيه حكمة.
أيضاً هذه قضية مهمة جداً، تنزيهه في تشريعاته عما لا يليق به، أنت عندما تقول إنك توحد الله فأنت لا تشبهه، لكنك تعتقد في تشريعاتـه مـا لا يجوز نسبته إليه، فإن المسألة واحدة كما لو شبهته؛ لأن المشكلة هي فقط مشكلة أنك ستضيف نقصاً إلى الله، تقدم الله ناقصاً وهو سبحانه وتعالى ذو الجلال، وهو الكامل الكمال المطلق.
فتنزيه الله في تشريعه قضية مهمة، وعندما ترى أي عقيدة وإن جاء بعدها ستيـن ألـف حديـث وأنت تراها لا تنسجم مع تنزيه الله سبحانه وتعالى، مع تسبيحه، تؤدي إلى نسبة القبح إليه، فلا يمكن أن تكون صحيحة.
القـرآن الكريـم كلـه يـدور حـول الثنـاء على الله، أليست أول لفظة نقولها في الفاتحة بعد {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـنِ الرَّحِيـمِ} (الفاتحة: 1) {الْحَمْـدُ للّهِ} (الفاتحة: 2) لاحظ كم التناقض الكبير بين من يعتقد بـأن الله سبحانـه وتعالـى يقـدر القبائح، ويقدر كل هذه الأشياء السيئة، وبين قوله: {الْحَمْدُ للّهِ} الحمد لله هي شهادة لله سبحانه وتعالى أنه يستحق الثناء؛ لأنه عظيم؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يصدر منه ما يعتبر نقصاً، ما يعتبر عيباً.
الناس عندما يثنون على شخص معين أليس على أساس أنه صدر منه ما يستحق به الثناء؟ وعندما يلومون شخصاً أليس على أساس أنه صدر منه ما يستحق به أن يذم؟ عندمـا أقـول: الحمـد لله هي شهادة بالثناء على الله، وأن الله أهل الثناء.
أنت عندمـا تعتقـد بـأن القبائـح مـن الله، وتؤمـن بالقدر خيره وشره من الله، وأن كل شيء بقضاء وقدر، وأن كل شيء في هذه الدنيا يحصل من أعمال الناس هو بقضاء وقدر، وأن الله يريـده، مـا هكـذا عقيدتهم؟ إذاً الله هو وراء كل شر، والله وراء كل قبيح، والله وراء كل مذمة! أليس معنى هذه أنه أرادها وقدرها؟
إذاً فهل من هو وراء كل شر وقبيح يستحق أن تثني عليه؟ ألم يلعن هو إبليس؟ ألم يلعن الله إبليس وذمه {اخْـرُجْ مِنْهَـا مَـذْؤُومـاً مَّدْحُـوراً} وهو فعل فعلة واحدة في البداية استحق بها أن يذم، وأنت تضيف إلى الله آلاف الجرائم والقبائح! فكيف تقول بأنه يستحق أن تثني عليه؟
إن من هو مصدر القبائح، ومصدر الفواحش، ومنه الشر، ومنه السوء - هكذا خلاصة عقيدتهم - هل هو جدير بأن يثنى عليه وهو هو من لعن إبليس على واحـدة منهـا، مما ينسبونها إلى الله! إذاًً فهم عندما يقولون: الحمد لله، أليست شهادة بالثناء على الله؟ تثني عليه وأنت تعتقد أنه وراء كل قبيح، ووراء كل شر في هذه الدنيا، وأن كل عمل يصدر من الناس في هذه الدنيا هو بإرادة الله!
هم هكذا يقولون - اقرأوا [العقيدة الواسطية] وشرحها - إن كل شيء يحصل في هذه الدنيا الله يريده، والله يقضيه ويقدره! إذاً فهل الله على مقتضى قولهم هذا يستحق أن يُثنى عليه؟ أبداً.
فهو يعلمنا بأن الحمـد لـه، {الْحَمْدُ للّهِ}، الثناء لله؛ ولنفهم أنه أهل للثناء، وأن شهادتنـا بأنـه أهـل للثناء هي تعني أنه يجب أن ننزهه عما يتنافى مع الثناء عليه، فترى عقائدهم متنافية مع الصلاة، متنافية مع القرآن، متنافية مع أذكار الصلاة، متنافية مع كل شيء في هذه الدنيا، عقائدهم يشهد كل شيء بأنها باطلة؛ لأن كل شيء يسبح الله، {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: 1).
فكل شيء يتنافى مع التنزيه لله فإن كل شيء يسبح لله هو شاهد على بطلان هذه الشيء، أنه باطل، لا يجوز أن ينسب إلى الله، سواء كان فيما يتعلق بذات الله، أو بأفعاله، أو بتشريعاته.