و لليل حكاية أخرى..✨
الجزء الثّاني و العشرين 2⃣2⃣
و لكن أرى من واجبي أن أوجّهكِ و أُحافظ عليكِ، فأنتِ عرضي، و لكنّكِ في كثير من الأحيان لم تكوني تفهميني، أردتُ أن أبلغكِ امتعاظي و حنقي، و ألفتكِ إلى بعض أخطائكِ فكان ما كان، أمّا أن أتخلّى عن حبيبة عمري فـ هيهات، نور قلبي بتول، أحببت أن أبوح لكِ بالكثير منذُ قلتُ لكِ: تسريحٌ بإحسان، لا تعلمين كيف كنتُ أتقطّع من الدّاخل حينها، حبيبتي، حينما مرضتِ في النّجف و كنتِ مُصابة بالحُمّى لم أنم طوال اللّيل خوفاً عليكِ، أخذتكِ في أحضاني و ما بارحتكِ أبداً، بتول ثقي أنّني أحبّكِ و كفى.
حبيبتي.. أتذكرين ليلة زفافنا، تعاهدنا ليلتها أنّ كلّ واحد منّا سيودع ذاته لينصهر في الآخر فنكون روحٌ واحدة، لا نفترق أبداً مهما كانت الظّروف، أو تظنّين أنّني أخلف الوعد؟ لا يمكن يا روح علي، أحبّكِ.
ثمّ وقّع رسالته بــ: رفيق دربكِ و حبيبكِ علي.
تأخّرت بتول، تُرى ما الّذي أصابها؟ كانت رحمة تحدّث نفسها، و هي في حالة قلق على بتول، فطرقت باب الغرفة، فلم ترد بتول خافت كثيراً، فتحت الباب بهدوء، و إذا ببتول تحتضن الرّسالة و دموعها تنهمر بلا توقّف، اقتربت رحمة منها، جلست على السّرير، و هي تناديها: بتول عزيزتي، ما بكِ؟ هل ثمّة مكروه؟ ما الّذي كتبه علي في رسالته؟
بتول تنظر إلى رحمة و قد انحبس لسانها عن الكلام، فبدأت رحمة في الإمساك بكتفيها و الضّغط عليهما: بتول كلّميني، هل أنتِ بخير؟
فقالت بتول: يحبّني، علي ما زال يحبّني يا رحمة، علي كما عرفته لم يتغيّر، كنتُ متيقّنة من حبّه لي، و لكن أين أنتَ يا علي؟ أين أنتَ يا نور قلبي؟ ترى هل تركتني و رحلت؟
فتحتضنها رحمة محاولة تهدئتها، و إذا بالباب يُطرَق، فتردّ رحمة: من الطّارق؟ و إذا بها زوجة صاحب الحملة تستأذن بالدّخول، فتمسح بتول دموعها و تقول: تفضّلي أختاه على الرّحب و السّعة، فتدخل السّيّدة و تبدأ بالإطمئنان على بتول و من ثمّ تعرض عليها الذّهاب معهم لزيارة الإمامين الجوادين (ع) في بغداد في صبيحة اليوم التّالي، فتبدي بتول موافقتها شريطة موافقة الطّبيب خصوصاً بعدما جرى عليها حين زيارة الإمام الحسين (ع)، فتخبرها السّيّدة أنّها سترتّب كلّ ذلك و سيكون كلّ شيء على ما يرام، و تتّفق معها على تفاصيل سفرهم لبغداد و تنصرف.
في ليل ذلك اليوم تغادر بتول سريرها و تفترش مصلّاها، و تمكث في محرابها الّذي اشتاقته كثيراً، تناجي الله و ترفع كفّيها بالدّعاء: إلهي كيف أدعوكَ و أنا أنا، و كيف أقطعي رجائي منكَ و أنتَ أنتَ، إلهي إذا لم أسألك فتعطيني، فمن ذا الّذي أسأله فيعطيني، إلهي إذا لم أتضرّع إليكَ فترحمني فمن ذا الّذي أتضرّع إليه فيرحمني، إلهي فكما فلقت البحر لموسى (ع) و نجّيته، أسألكَ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجمعني بحبيب عمري، و تردّه لي سالماً مُعافى يا رب العالمين.
يتبع…🔁
الجزء الثّاني و العشرين 2⃣2⃣
و لكن أرى من واجبي أن أوجّهكِ و أُحافظ عليكِ، فأنتِ عرضي، و لكنّكِ في كثير من الأحيان لم تكوني تفهميني، أردتُ أن أبلغكِ امتعاظي و حنقي، و ألفتكِ إلى بعض أخطائكِ فكان ما كان، أمّا أن أتخلّى عن حبيبة عمري فـ هيهات، نور قلبي بتول، أحببت أن أبوح لكِ بالكثير منذُ قلتُ لكِ: تسريحٌ بإحسان، لا تعلمين كيف كنتُ أتقطّع من الدّاخل حينها، حبيبتي، حينما مرضتِ في النّجف و كنتِ مُصابة بالحُمّى لم أنم طوال اللّيل خوفاً عليكِ، أخذتكِ في أحضاني و ما بارحتكِ أبداً، بتول ثقي أنّني أحبّكِ و كفى.
حبيبتي.. أتذكرين ليلة زفافنا، تعاهدنا ليلتها أنّ كلّ واحد منّا سيودع ذاته لينصهر في الآخر فنكون روحٌ واحدة، لا نفترق أبداً مهما كانت الظّروف، أو تظنّين أنّني أخلف الوعد؟ لا يمكن يا روح علي، أحبّكِ.
ثمّ وقّع رسالته بــ: رفيق دربكِ و حبيبكِ علي.
تأخّرت بتول، تُرى ما الّذي أصابها؟ كانت رحمة تحدّث نفسها، و هي في حالة قلق على بتول، فطرقت باب الغرفة، فلم ترد بتول خافت كثيراً، فتحت الباب بهدوء، و إذا ببتول تحتضن الرّسالة و دموعها تنهمر بلا توقّف، اقتربت رحمة منها، جلست على السّرير، و هي تناديها: بتول عزيزتي، ما بكِ؟ هل ثمّة مكروه؟ ما الّذي كتبه علي في رسالته؟
بتول تنظر إلى رحمة و قد انحبس لسانها عن الكلام، فبدأت رحمة في الإمساك بكتفيها و الضّغط عليهما: بتول كلّميني، هل أنتِ بخير؟
فقالت بتول: يحبّني، علي ما زال يحبّني يا رحمة، علي كما عرفته لم يتغيّر، كنتُ متيقّنة من حبّه لي، و لكن أين أنتَ يا علي؟ أين أنتَ يا نور قلبي؟ ترى هل تركتني و رحلت؟
فتحتضنها رحمة محاولة تهدئتها، و إذا بالباب يُطرَق، فتردّ رحمة: من الطّارق؟ و إذا بها زوجة صاحب الحملة تستأذن بالدّخول، فتمسح بتول دموعها و تقول: تفضّلي أختاه على الرّحب و السّعة، فتدخل السّيّدة و تبدأ بالإطمئنان على بتول و من ثمّ تعرض عليها الذّهاب معهم لزيارة الإمامين الجوادين (ع) في بغداد في صبيحة اليوم التّالي، فتبدي بتول موافقتها شريطة موافقة الطّبيب خصوصاً بعدما جرى عليها حين زيارة الإمام الحسين (ع)، فتخبرها السّيّدة أنّها سترتّب كلّ ذلك و سيكون كلّ شيء على ما يرام، و تتّفق معها على تفاصيل سفرهم لبغداد و تنصرف.
في ليل ذلك اليوم تغادر بتول سريرها و تفترش مصلّاها، و تمكث في محرابها الّذي اشتاقته كثيراً، تناجي الله و ترفع كفّيها بالدّعاء: إلهي كيف أدعوكَ و أنا أنا، و كيف أقطعي رجائي منكَ و أنتَ أنتَ، إلهي إذا لم أسألك فتعطيني، فمن ذا الّذي أسأله فيعطيني، إلهي إذا لم أتضرّع إليكَ فترحمني فمن ذا الّذي أتضرّع إليه فيرحمني، إلهي فكما فلقت البحر لموسى (ع) و نجّيته، أسألكَ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجمعني بحبيب عمري، و تردّه لي سالماً مُعافى يا رب العالمين.
يتبع…🔁