و لليل حكاية أخرى..✨
الجزء الرّابع و العشرين 4⃣2⃣
أكملت بتول إنصاتها للزيارة الجامعة التي شعرت لأول مرة في حياتها بعمق معانيها، وهي التي طالما قرأت عن عظمتها واستحباب المواظبة عليها، وبالخصوص في قصص العرفاء وكيف أنّ الإمام المهدي (عج) يؤكد عليها لما تحمله من مضامين عالية، اقتربت رحمة منها: بتول الحملة سيتوجهون للمضيف لتناول وجبة الغداء، فهل نمضي معهم؟ فردت بتول: نعم عزيزتي، رغم أنّه لارغبة لي بالطعام، ولكن من باب التبرك بضيافة الكاظمين (ع) وبالفعل توجهت مع الحملة للمضيف، وانتهوا من وجبتهم عند قرابةالخامسة، طلبت بتول من رحمة أن تتوجها للصحن المطهر للإستعداد لصلاة الجماعة، وامتثلت رحمة لطلبها بعد ان ناولتها أدويتها، واطمأنت على صحتها، اتخذت بتول زاوية بالقرب من باب الرجاء وظلت تتأمل في جمال القبتين الشريفتين وتناجي ربها: يا راد يوسف على يعقوب ردّ علي حبيبي"بدأت الدموع تتساقط كالآليء على وجنتيها، كانت دموعها تغني عن أي حديث وإذا بصوت الأذان يعلو: الله أكبر فتمتمت بتول"الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، مولاي يا باب الحوائج، أنا على يقين أنك تسمع كلامي وترد سلامي، فسلام على قلبك الرؤوم، مولاي أقسم عليك بحق جدتك فاطمة وضلعها المكسور إلا ماجبرت كسر قلبي بعودة عليّ، في تلك اللحظة شعرت بتول بنسيم عليل يداعب وجهها ودموعها تكاد لاتتوقف عن الإنهمار، وإذا بها ترى خرقة بيضاء تتدلى أمام عينيها، فترفع بتول رأسها رويداً لتعرف مصدرها، وإذا بها إمرأة طاعنة في السن، سيماء الإيمان على محياها، تبتسم في وجهها وتقول لها: سيعود، صدقيني سيعود، خذي هذه العصابة، إنها عزيزة على قلبي، ولكنكِ أحوج إليها مني"تناولت بتول العصابة، وقرأت ما خطّ عليها: وإذا قد كتب عليها حتماً سننتصر، ووجدتها ملطخة بالدماء، فتساءلت، وهي تمسح دموعها: أماه ما قصة هذه العصابة" فتبتسم المرأة: إنها لولدي الشهيد، ولكن حان وقتها لتكون إليكِ بنيتي{ وكلي واشربي وقري عيناً'} فتنفجر بتول في البكاء: لي؟! لي أنا؟! ومن أنا ومن أكون حتى أستحقها"فردت عليها"هكذا شاء الله بنيتي، في أمان الله"تمضي هذه الأم الجليلة وتترك بتول غارقة في حيرتها، تحتضن بتول تلك العصابة التي شعرت انّها هدية السماء إليها.
تقام الصلاة وتلتحق بتول بالمصلين، ومن ثم تستأذنها رحمة:"عزيزتي سأغيب عنك لوقتٍ قصير ثم سنعود للمشفى مع سيارة الإسعاف، أمّا الحملة فقد غادروا إلى كربلاء"فقالت بتول: لابأس عزيزتي، حتى يتسنى لي توديع الإمامين، انتظركِ"اختفت رحمة بين زحمة الزوار فأخرجت بتول العصابة تتأملها، فسافرت بها إلى عالم آخر، عالم كلّه أمل، وتسليم لقضاء الله وقدره، عيونها لاتفارق القبة المذهبة، سرحت حتى شعرت أنها تطير في ساحة ملكوتية فجأة وإذا بيد تحط على كتفها،تراه من......
يتبع…🔁
الجزء الرّابع و العشرين 4⃣2⃣
أكملت بتول إنصاتها للزيارة الجامعة التي شعرت لأول مرة في حياتها بعمق معانيها، وهي التي طالما قرأت عن عظمتها واستحباب المواظبة عليها، وبالخصوص في قصص العرفاء وكيف أنّ الإمام المهدي (عج) يؤكد عليها لما تحمله من مضامين عالية، اقتربت رحمة منها: بتول الحملة سيتوجهون للمضيف لتناول وجبة الغداء، فهل نمضي معهم؟ فردت بتول: نعم عزيزتي، رغم أنّه لارغبة لي بالطعام، ولكن من باب التبرك بضيافة الكاظمين (ع) وبالفعل توجهت مع الحملة للمضيف، وانتهوا من وجبتهم عند قرابةالخامسة، طلبت بتول من رحمة أن تتوجها للصحن المطهر للإستعداد لصلاة الجماعة، وامتثلت رحمة لطلبها بعد ان ناولتها أدويتها، واطمأنت على صحتها، اتخذت بتول زاوية بالقرب من باب الرجاء وظلت تتأمل في جمال القبتين الشريفتين وتناجي ربها: يا راد يوسف على يعقوب ردّ علي حبيبي"بدأت الدموع تتساقط كالآليء على وجنتيها، كانت دموعها تغني عن أي حديث وإذا بصوت الأذان يعلو: الله أكبر فتمتمت بتول"الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، مولاي يا باب الحوائج، أنا على يقين أنك تسمع كلامي وترد سلامي، فسلام على قلبك الرؤوم، مولاي أقسم عليك بحق جدتك فاطمة وضلعها المكسور إلا ماجبرت كسر قلبي بعودة عليّ، في تلك اللحظة شعرت بتول بنسيم عليل يداعب وجهها ودموعها تكاد لاتتوقف عن الإنهمار، وإذا بها ترى خرقة بيضاء تتدلى أمام عينيها، فترفع بتول رأسها رويداً لتعرف مصدرها، وإذا بها إمرأة طاعنة في السن، سيماء الإيمان على محياها، تبتسم في وجهها وتقول لها: سيعود، صدقيني سيعود، خذي هذه العصابة، إنها عزيزة على قلبي، ولكنكِ أحوج إليها مني"تناولت بتول العصابة، وقرأت ما خطّ عليها: وإذا قد كتب عليها حتماً سننتصر، ووجدتها ملطخة بالدماء، فتساءلت، وهي تمسح دموعها: أماه ما قصة هذه العصابة" فتبتسم المرأة: إنها لولدي الشهيد، ولكن حان وقتها لتكون إليكِ بنيتي{ وكلي واشربي وقري عيناً'} فتنفجر بتول في البكاء: لي؟! لي أنا؟! ومن أنا ومن أكون حتى أستحقها"فردت عليها"هكذا شاء الله بنيتي، في أمان الله"تمضي هذه الأم الجليلة وتترك بتول غارقة في حيرتها، تحتضن بتول تلك العصابة التي شعرت انّها هدية السماء إليها.
تقام الصلاة وتلتحق بتول بالمصلين، ومن ثم تستأذنها رحمة:"عزيزتي سأغيب عنك لوقتٍ قصير ثم سنعود للمشفى مع سيارة الإسعاف، أمّا الحملة فقد غادروا إلى كربلاء"فقالت بتول: لابأس عزيزتي، حتى يتسنى لي توديع الإمامين، انتظركِ"اختفت رحمة بين زحمة الزوار فأخرجت بتول العصابة تتأملها، فسافرت بها إلى عالم آخر، عالم كلّه أمل، وتسليم لقضاء الله وقدره، عيونها لاتفارق القبة المذهبة، سرحت حتى شعرت أنها تطير في ساحة ملكوتية فجأة وإذا بيد تحط على كتفها،تراه من......
يتبع…🔁