تتسلط الأفكَارُ عَقلي وتَتلاطم أمْواج حَيرتي بأسئلةٍ عُنوانها أنتَ! فَحوى سُطورها استِفساراتٌ حَولك وَعن حالك وسَائر أحوالِك، أُمسك عَلى ما في نَفسي مِنك مُغيّظةً لئِلا أُفسِد الأمر أكثَر، رُغم كَونك مَن يختلق الفَجوات ويشُقّ طُرقاً مُغايرة، مَع ذلك فأنَا ألحَقُك أيَّا مكانٍ تَقصده، لكنّك تَهرب وتَهرب ولا تكتفِي مِن الهَرب عنِي ومنِي، ومع الأسفِ لا تَعود إليّ، أيجدُر بي سُؤالك "لِماذا" لتُجيبنِي؟ أم أنك سَتقول جُملتك التي حَفِظتُها عن ظَهر قَلْب "دَعينا مِن هَذا" أين أنتَ الآن؛ فكُلِّي رِضَا بِمُجرد أن أراك دُون تَفوهِي بشيء، فقط أن ألمحكَ!
قُل لي أراقت لك تلك الأماكِن التي تَلتجئُ إليها بَغية ألا تَتقاطع سُبلنا، هَل ساعدتك المَقاهي التي تَرتادها بِحُجة إيجاد السَكينة التي غادرتك مُذ قَابلت عَيْناي؟ أبِهذا البُعد برأيك ستَعود ظَافراً، ولكن عَلى مَن؟ وأيُّ حُروبٍ تلك التي تَخوضهَا لتَفوز بِها! لِمَ أجدُكَ مُتّخمٌ بالأسرار وكأنك لستَ سوى سِّردابٌ قَديم، سَقيمٌ لا تُرجى مِنهُ راجية ولا حَتى وَاهية!! أتساءلُ فِي قرارة نَفسي لماذا عَليّ الركض فِي مِضمارٍ شاغِر أوقَعتني فِيه مشاعرٌ أقلُ ما يُقال عَنها أنّها تنتدرِج تحت مَعنى السُخف، أأركُض لأُمسك بك أم لأتَجاوزك أو لأتراخَى فأجعلك تَكسب جَولةً بلا حُكام أو جَماهير، بِلا كُؤوس أو قَلائد، لا أدري!
جُلَّ مَعرفتي تَكمُن في أنَّني أستمُر في تعقُّب خُطَاك، وأنتَ تَستمرُ في الجَري والهَرب، لكن مع الأيّام واستِطالة الأمَر، قَدمايّ جفّت عُروقها وتَيبّست أعصابها وبِالتَالي قَلْبي تَوقف دَمهُ الذي يَضخُ حُبّاً تَراجِيدياً أضنَاني وأضْنك عَيْشي وأتْلَف رُوحي! أمَا الآن فأنّي قد تَضعضعتُ وَهأنَا أرفعُ رايتِي -أيّاً كُنتُ- مُستسلِمةً أو مُتعبَة؛ فَفِي كِلا الحَالتين عُدتُ خَائبة، لقد خَسرتُ الحَرب معك ولم أجتز مِضمارك العَسر، كَما أنّي لم أُسَلِم قَلْبي من نُدوبٍ ستَبقى عالقةً على جُدرانه مَدىً وعُمراً، هأنَا أقِفُ كَسيفةً مَحسورةً عَابسة أُجرجِرُ أذيال خَيبتي وأمشِي دُون هِداية؛ أيقظتنِي نَظرتُك الخَالية الخَالِصة مِن ما يُسمَى بالحُبّ، وَبها كَردّ فِعلٍ أخِير هأنا أعُود لمَنزلي وَحيدةً نَاصِعة الأسَى لا تَشُوبني شائِبةُ فَرح! فَلا نَفعاً أجَادنِي في كُل ذاك السَعي، ولا فَلاحاً أصابنِي مع كُل تلك الجُهود، أرغبُ بشدّة أن أنخرط فِي البُكاء حدّ النَحيب، لكنّي أعجزُ؛ أشعُر كما لو أن غَمائِماً سَوداء تَحتشدُ في صَدري، كَما لو أنّهُ المَساحةُ الفارِغة للاكتِظاظ بِه وجَعلِه مَركزاً للإعياء والإرهَاق وَللالتِباسات المُوجِعَة..
'خُلُود.
قُل لي أراقت لك تلك الأماكِن التي تَلتجئُ إليها بَغية ألا تَتقاطع سُبلنا، هَل ساعدتك المَقاهي التي تَرتادها بِحُجة إيجاد السَكينة التي غادرتك مُذ قَابلت عَيْناي؟ أبِهذا البُعد برأيك ستَعود ظَافراً، ولكن عَلى مَن؟ وأيُّ حُروبٍ تلك التي تَخوضهَا لتَفوز بِها! لِمَ أجدُكَ مُتّخمٌ بالأسرار وكأنك لستَ سوى سِّردابٌ قَديم، سَقيمٌ لا تُرجى مِنهُ راجية ولا حَتى وَاهية!! أتساءلُ فِي قرارة نَفسي لماذا عَليّ الركض فِي مِضمارٍ شاغِر أوقَعتني فِيه مشاعرٌ أقلُ ما يُقال عَنها أنّها تنتدرِج تحت مَعنى السُخف، أأركُض لأُمسك بك أم لأتَجاوزك أو لأتراخَى فأجعلك تَكسب جَولةً بلا حُكام أو جَماهير، بِلا كُؤوس أو قَلائد، لا أدري!
جُلَّ مَعرفتي تَكمُن في أنَّني أستمُر في تعقُّب خُطَاك، وأنتَ تَستمرُ في الجَري والهَرب، لكن مع الأيّام واستِطالة الأمَر، قَدمايّ جفّت عُروقها وتَيبّست أعصابها وبِالتَالي قَلْبي تَوقف دَمهُ الذي يَضخُ حُبّاً تَراجِيدياً أضنَاني وأضْنك عَيْشي وأتْلَف رُوحي! أمَا الآن فأنّي قد تَضعضعتُ وَهأنَا أرفعُ رايتِي -أيّاً كُنتُ- مُستسلِمةً أو مُتعبَة؛ فَفِي كِلا الحَالتين عُدتُ خَائبة، لقد خَسرتُ الحَرب معك ولم أجتز مِضمارك العَسر، كَما أنّي لم أُسَلِم قَلْبي من نُدوبٍ ستَبقى عالقةً على جُدرانه مَدىً وعُمراً، هأنَا أقِفُ كَسيفةً مَحسورةً عَابسة أُجرجِرُ أذيال خَيبتي وأمشِي دُون هِداية؛ أيقظتنِي نَظرتُك الخَالية الخَالِصة مِن ما يُسمَى بالحُبّ، وَبها كَردّ فِعلٍ أخِير هأنا أعُود لمَنزلي وَحيدةً نَاصِعة الأسَى لا تَشُوبني شائِبةُ فَرح! فَلا نَفعاً أجَادنِي في كُل ذاك السَعي، ولا فَلاحاً أصابنِي مع كُل تلك الجُهود، أرغبُ بشدّة أن أنخرط فِي البُكاء حدّ النَحيب، لكنّي أعجزُ؛ أشعُر كما لو أن غَمائِماً سَوداء تَحتشدُ في صَدري، كَما لو أنّهُ المَساحةُ الفارِغة للاكتِظاظ بِه وجَعلِه مَركزاً للإعياء والإرهَاق وَللالتِباسات المُوجِعَة..
'خُلُود.