💥 الخوف من المعاصي
۩ العلاَّمة محمد بن عبدالله السبيل رحمه الله
_*🗒️https://bit.ly/3B5g5uM .*_
_*📝https://alsubail.af.org.sa/ar/node/2038 .*_
الْخُطْبَةُ الْأُولَــــــــى⚠️
الحمد لله مجيب السائلين، ومثيب الطائعين، المنتقم من الظالمين: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}[غافر: 3].
أحمده سبحانه على جزيل نواله، وأشكره على ترادف إحسانه،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله*، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه،
واعلموا أن الله -سبحانه -خلقكم لتعبدوه وتوحدوه، وأمدكم بالنعم الوافرة لتشكروه، وقد وعدكم على شكره الجزاء الوافر والسعادة في دنياكم وأخراكم،
فاعرفوا حق خالقكم، وقدروه حق قدره، واشكروه حق شكره،
فإنه سبحانه شكور حليم يجزل العطاء لمن أطاعه واتقاه، وقد جعل جزاء الشاكرين الزيادة من الخير والعطاء، والتوفيق لما يحب ويرضى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: 7].
ووعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات العيشة الهنية في الدنيا، والسعادة الأبدية في الأخرى، كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97].
كما أنه سبحانه شديد العقاب لمن تمرد عليه وعصاه، وبارزه بالذنوب والمعاصي، وقد جعل سبحانه جزاء من خالف أمره وعصاه الذلة والهوان، وضيق الصدر، وشتات الأمر في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، يقول سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه: 124].
وإن صاحب المعصية إذا استمر عليها ولم يقلع عن ذنبه ومعصيته، فإنه يخشى عليه من العقوبة العاجلة، في هذه الدنيا، مع مايدخر له من العذاب والنكال في الآخرة، وإن عذاب الآخرة هو العذاب الأليم السرمدي، الذي لانهاية له، ولا أمد له ينتهي،
فما أشقى من تعرض لسخط الله، وما أسوأ مصيره،
يقول سبحانه عن أهل المعاصي الذين أفرطوا فيها ونسوا خالقهم، وأمنوا مكره، وعذابه: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}[الزخرف:55].
أي: فلما أغضبونا باستمرارهم على الطغيان، وعدم الرجوع إلى الله، والتوبة إليه، والإقلاع عما هم عليه من الذنوب والمعاصي، فكان عاقبة أمرهم أن الله سبحانه عاجلهم بالعقوبة، وأنزل بهم بأسه، كما قال تعالى عن الأمم السابقة التي كذبت رسله ولم تمتثل أمره: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[العنكبوت: 40].
وقال على لسان نبيه شعيب- عليه السلام -مخاطبا قومه، ومحذرا لهم من مغبة الذنوب، والمعاصي: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}[هود: 89].
إنه لمما يؤسف له أشد الأسف، أن كثيرا من الناس إذا من الله عليهم بالنعم الوافرة، والصحة والعافية لم يؤدوا شكر هذه النعم، ولم يقوموا بواجبها، ولم يصرفوها فيما يعود عليهم نفعه في دينهم، ودنياهم، ومعاشهم ومعادهم،
ولكن قد جعلها الكثيرون سلما لنيل الشهوات المحرمة، وارتكاب مانهوا عنه من الظلم، والفواحش، واتخاذ الآلهة من دون الله، وإشراك غيره في عبادته،
فالبعض منهم صرفوا نعم الله فيما يسخطه، وأضافوا نعمه لغيره، وصرفوا العبادة لغير الله فجعلوا يتضرعون ويلجأون إلى غيره من أصحاب القبور، والأموات، ويعظمونها، وينذرون لها، ويبذلون الأموال الطائلة في التقرب لغيره: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر: 19].
وأعرضوا عن قوله سبحانه:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}[فاطر].
۩ العلاَّمة محمد بن عبدالله السبيل رحمه الله
_*🗒️https://bit.ly/3B5g5uM .*_
_*📝https://alsubail.af.org.sa/ar/node/2038 .*_
الْخُطْبَةُ الْأُولَــــــــى⚠️
الحمد لله مجيب السائلين، ومثيب الطائعين، المنتقم من الظالمين: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}[غافر: 3].
أحمده سبحانه على جزيل نواله، وأشكره على ترادف إحسانه،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله*، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه،
واعلموا أن الله -سبحانه -خلقكم لتعبدوه وتوحدوه، وأمدكم بالنعم الوافرة لتشكروه، وقد وعدكم على شكره الجزاء الوافر والسعادة في دنياكم وأخراكم،
فاعرفوا حق خالقكم، وقدروه حق قدره، واشكروه حق شكره،
فإنه سبحانه شكور حليم يجزل العطاء لمن أطاعه واتقاه، وقد جعل جزاء الشاكرين الزيادة من الخير والعطاء، والتوفيق لما يحب ويرضى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: 7].
ووعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات العيشة الهنية في الدنيا، والسعادة الأبدية في الأخرى، كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97].
كما أنه سبحانه شديد العقاب لمن تمرد عليه وعصاه، وبارزه بالذنوب والمعاصي، وقد جعل سبحانه جزاء من خالف أمره وعصاه الذلة والهوان، وضيق الصدر، وشتات الأمر في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، يقول سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه: 124].
وإن صاحب المعصية إذا استمر عليها ولم يقلع عن ذنبه ومعصيته، فإنه يخشى عليه من العقوبة العاجلة، في هذه الدنيا، مع مايدخر له من العذاب والنكال في الآخرة، وإن عذاب الآخرة هو العذاب الأليم السرمدي، الذي لانهاية له، ولا أمد له ينتهي،
فما أشقى من تعرض لسخط الله، وما أسوأ مصيره،
يقول سبحانه عن أهل المعاصي الذين أفرطوا فيها ونسوا خالقهم، وأمنوا مكره، وعذابه: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}[الزخرف:55].
أي: فلما أغضبونا باستمرارهم على الطغيان، وعدم الرجوع إلى الله، والتوبة إليه، والإقلاع عما هم عليه من الذنوب والمعاصي، فكان عاقبة أمرهم أن الله سبحانه عاجلهم بالعقوبة، وأنزل بهم بأسه، كما قال تعالى عن الأمم السابقة التي كذبت رسله ولم تمتثل أمره: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[العنكبوت: 40].
وقال على لسان نبيه شعيب- عليه السلام -مخاطبا قومه، ومحذرا لهم من مغبة الذنوب، والمعاصي: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}[هود: 89].
إنه لمما يؤسف له أشد الأسف، أن كثيرا من الناس إذا من الله عليهم بالنعم الوافرة، والصحة والعافية لم يؤدوا شكر هذه النعم، ولم يقوموا بواجبها، ولم يصرفوها فيما يعود عليهم نفعه في دينهم، ودنياهم، ومعاشهم ومعادهم،
ولكن قد جعلها الكثيرون سلما لنيل الشهوات المحرمة، وارتكاب مانهوا عنه من الظلم، والفواحش، واتخاذ الآلهة من دون الله، وإشراك غيره في عبادته،
فالبعض منهم صرفوا نعم الله فيما يسخطه، وأضافوا نعمه لغيره، وصرفوا العبادة لغير الله فجعلوا يتضرعون ويلجأون إلى غيره من أصحاب القبور، والأموات، ويعظمونها، وينذرون لها، ويبذلون الأموال الطائلة في التقرب لغيره: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر: 19].
وأعرضوا عن قوله سبحانه:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}[فاطر].