عظُمَ المُصابُ وجلّتِ الآلامُ
في كلِّ صقعٍ يُزدرى الإسلامُ
أنّى نظرتَ فثمَّ جُرحٌ نازِفٌ
والمجدُ يُرثى والشعوبُ تُضامُ
أنّى اتّجهت فأمةُ الاسلام في
نصبٍ، وذلٍّ .. سبّباهُ لئامُ
أنَّى استدرتَ، فأنّةٌ أو دمعةٌ
أو لوعةٌ أو مِحنةٌ وحُطام!
إن ما سَألتَ القُدسَ عن مَأساتِنا
وعنِ الأسى، ردَّت عليكَ الشّامُ!
وإذا نظرتَ إلى العراقِ وجُرحِها
باحَ الدَّمارُ وأومأَ الإيلامُ
وإذا كتمتَ الآهَ من فَرطِ الرّدى
نطقَ الهَوانُ، وأفصحَ الإجرامُ
وإذا سألتَ: أما هُنا من فارسٍ؟
رُفِعَ الهوانُ فحُكِّمَ استسلامُ!
يا أمة المليارِ! قد عُرِفَ العدا
شفَّ المكائدَ مئزرٌ ولِثامُ!
ومخططاتُ الغَربِ بانت جهرةً
فَضحَت حقيقةَ كُنهِها الأيّامُ
لا الحقُّ يُرجَعُ بالسّلامِ ولا العُلا
يُحظى بهِ إن حُكِّمَ الإحجامُ
السِّلمُ دَيدنُ كلّ غِرٍّ تاجرٍ
رَضِيَ القضيَّةَ تُشترى وتُسامُ
السّلمُ هَاويةُ الشّعوبِ لذِلَّةٍ
خُطَّت يُدبّرُها لنا الحُكَّامُ
السّلمُ أكذبُ خُدعةٍ منسوجةٍ
حِيكَت وفصّلَ ثوبَها الظُّلامُ
بالسِّلمِ نَرقى؟ رُبّما! لكِن إذا ..
بُعِثَ الرّجال من القُبُورِ وقامُوا
يا مسلمون! أتُخدعونَ بفريةٍ
راجَت، يُسوّقُ زُورها الإعلامُ؟
هدف الرُّعاة يُسيّرونا عندهُم
تبعًا، كما تُتسيَّرُ الأغنامُ
وختامها؟ إما المَراعي دار أو
جلدٌ وسَلخٌ بعدهُ الإعدامُ
إن لم نُثبّت بالعقيدةِ قلبنا
فمُحالُ أن تتثبّتَ الأقدامُ!
هل يُغلبُ الأعداءُ في قولٍ بِلا
عَملٍ؟ وهل يُبري السِّقامَ سِقَامُ؟
هل تُشرقُ الأنوارُ دونَ مَعاركٍ
مُحقَ الدُجى فيها وماتَ ظلامُ؟
هل تهطلُ الأمطارُ دونَ تصادمٍ
غلبَت بهِ -شُمَّ الجِبالِ- غَمامُ؟
هل تُرجِعُ الأحلامُ ماضٍ غابرًا
أم هل يُعيد لنا التراث منامُ ؟
كلَّا؛ وإن كنتم ظننتُم مجدَنا
حُلمًا، مُحالٌ أن يعودَ فنامُوا!!
#عائشة_حسين
٢٣ / ١ / ٢٠١٨
@maaly_2