"الكاتب و العرضحلچي"
🖊ماجد الشويلي
صحيح أن الكتابة موهبة وقدرة على سبك شذرات الالفاظ المتناثرة بقوالب جمالية جذابة تستهدف ايصال فكرة او معلومة ما ليتلقفها القارئ وهو يستمتع بقرائتها . الا انها قبل ذلك كله مسؤولية شرعية واخلاقية وأمانة مجتمعية .
ومن هنا فان على الكاتب والمحلل السياسي على وجه الخصوص ان يتوخى الدقة بكل شئ ويفرغ مابوسعه بغية الوصول للحقيقة وعرضها على القراء كما هي دون تحريف او تزييف .
نعم ؛صحيح أن على المحلل السياسي ان يقدم تصوراته واستنتاجاته واستشرافاته لمآلات الاحداث والوقائع الا أن عليه بالدرجة الاساس ان لايوغل بفلسفة مواقف الاخرين خاصة وهو في معرض الدفاع عنهم بالنحو الذي لاتنبري فيه حتى الجهة المستهدفة للدفاع عن نفسها بالشكل الذي انبرى هو فيه للدفاع عنها .
وهو يذكرنا بذلك (العرضحلچي) الذي جاء له رجل وطلب منه ان يكتب له عريضة تَظَلُّمٍ للمحكمة فانفتحت قريحة (العرضحلچي) واخذ بلي عنق التعابير لينظم منها لوحة تراجيدية ابكت الرجل نفسه صاحب التظلم .
واخذ بالعويل قائلا ((يابويه اني صاير بيه كل هذا الضيم ومادري))
وفعلا تجد بعض الكتاب يعملون على تطويق بعض مواقف الزعماء والساسة بهالة من القداسة هي بطبيعتها نسج من خيالاتهم الثملة ليس الا .!!
وسلام على امير البلاغة والبيان علي ع الذي قال :
((عجبا للسلطان كيف يحسن وهو اذا اساء وجد من يزكيه ويمدحه))
@Majed_Alshowaily