💛| كيف احتلت فرنسا الجزائر ؟
#سلسلة_أيام_ابن_باديس
بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789م ، أصيبت فرنسا بانهيار اقتصادي و تعرضت إلى مجاعة قاسية نتيجة الحصار الاقتصادي و العسكري اللذين فرضتهما الدول الأوروبية المعادية للثورة الفرنسية، و لم تجد فرنسا أمامها إلا اللجوء إلى الجزائر لشراء القمح منها، و قد كانت الجزائر إذ ذاك من الدول العربية التابعة للدولة العثمانية، و واليها هو الداي حسن باشا، فما كان منه إلا أنه قرر دعم فرنسا ووضع فائض المحصول من الحبوب تحت تصرفها، و أقرضها ربع مليون فرنك دون فائدة لشراء ما يلزمها، و من أجل ذلك أسست فرنسا خطا ملاحيا خاصا لنقلها
هكذا أحسنت الجزائر إلى فرنسا و فتحت لهم أبوابها، و في المقابل كانت فرنسا تقبض لكنها تؤجل الدفع مما رتب عليها ديونا تجارية اتجاه الجزائر، و أخذت تماطل في سدادها، و في عام 1827 م حين قدم قناصل الجول الأجنبية لتهنئة الداي حسن بمناسبة عيج الفطر، جرى حوار بينه و بين قنصل فرنسا PIERRE DUVAL و طلب منه أن يبلغ حكومته بضرورة الاسراع في تسديد ديونها، فأساء القنصل الرد، فأمره الداي حسن بالخروج من حضرته، لكن Duval أبى أن يفعل، فلوح الباش في وجه القنصل بمروحة كانت في يده، فكتب القنصل رسالة إلى بلاده يروي فيها ما حدث، و ادعى أن الباشا قام بضربه ثلاث مرات
و من حادثة المروحة هذه، اتخذت فرنسا لنفسها عذرا لعدم إرجاع دينها و احتلال الجزائر و الاستيلاء على خزينتها التي كانت تحتوي على 150 مليون فرنك، و في هذه الفترة كانت الدولة العثمانية في عصر ضعفها و صارت تلقب بالرجل المريض، زيادة على تحطم أسطول الجزائر البحري الذي لم يبقى منه إلا خمسة سفن
و هنا بدأت فرنسا تقابل الإحسان الجزائري بقرار الاستعمار، فأرسلت قطعة من أسطولها إلى الجزائر و طلبت من الداي الاعتذار للقنصل فرفض، فقامت فرنسا بمحاصرت الجزائر بحريا لمدة ثلاث سنوات
و في سنة 1830 م، أعلن شارل العاشر الحرب على الجزائر بطابع ديني باعتبار حربه هذه حملة مسيحية ضد بلاد البرابرة المسلمين، فتحركت القوى الفرنسية بجيش قوامه أربعون ألف جندي، مزودين بأحدث الأدوات الحربية و أسطول بحري مكون من 700 سفينة بقيادة الجينيرال DU BOURMONT و تحركوا من ميناء طولون إلى الساحل الغربي للجزائر، و أنزلوا القوات بسيدي فرج و هجموا على مدينة الجزائر، و رغم قلة العتاد و العباد قاوم الجزائريون الغزاة لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام هؤلاء الظلمة و تم الدخول إلى العاصمة الجزائر يوم 5 يوليو 1830 م و توقيع الداي حسين معاهدة الاستسلام، و بها انتهى حكم الدولة العثمانية و خروج واليها من البلاد الجزائرية إلى الأبد
و من العاصمة انطلقت فرنسا لاحتلال بقية المناطق
T.me/mariamewadih
#سلسلة_أيام_ابن_باديس
بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789م ، أصيبت فرنسا بانهيار اقتصادي و تعرضت إلى مجاعة قاسية نتيجة الحصار الاقتصادي و العسكري اللذين فرضتهما الدول الأوروبية المعادية للثورة الفرنسية، و لم تجد فرنسا أمامها إلا اللجوء إلى الجزائر لشراء القمح منها، و قد كانت الجزائر إذ ذاك من الدول العربية التابعة للدولة العثمانية، و واليها هو الداي حسن باشا، فما كان منه إلا أنه قرر دعم فرنسا ووضع فائض المحصول من الحبوب تحت تصرفها، و أقرضها ربع مليون فرنك دون فائدة لشراء ما يلزمها، و من أجل ذلك أسست فرنسا خطا ملاحيا خاصا لنقلها
هكذا أحسنت الجزائر إلى فرنسا و فتحت لهم أبوابها، و في المقابل كانت فرنسا تقبض لكنها تؤجل الدفع مما رتب عليها ديونا تجارية اتجاه الجزائر، و أخذت تماطل في سدادها، و في عام 1827 م حين قدم قناصل الجول الأجنبية لتهنئة الداي حسن بمناسبة عيج الفطر، جرى حوار بينه و بين قنصل فرنسا PIERRE DUVAL و طلب منه أن يبلغ حكومته بضرورة الاسراع في تسديد ديونها، فأساء القنصل الرد، فأمره الداي حسن بالخروج من حضرته، لكن Duval أبى أن يفعل، فلوح الباش في وجه القنصل بمروحة كانت في يده، فكتب القنصل رسالة إلى بلاده يروي فيها ما حدث، و ادعى أن الباشا قام بضربه ثلاث مرات
و من حادثة المروحة هذه، اتخذت فرنسا لنفسها عذرا لعدم إرجاع دينها و احتلال الجزائر و الاستيلاء على خزينتها التي كانت تحتوي على 150 مليون فرنك، و في هذه الفترة كانت الدولة العثمانية في عصر ضعفها و صارت تلقب بالرجل المريض، زيادة على تحطم أسطول الجزائر البحري الذي لم يبقى منه إلا خمسة سفن
و هنا بدأت فرنسا تقابل الإحسان الجزائري بقرار الاستعمار، فأرسلت قطعة من أسطولها إلى الجزائر و طلبت من الداي الاعتذار للقنصل فرفض، فقامت فرنسا بمحاصرت الجزائر بحريا لمدة ثلاث سنوات
و في سنة 1830 م، أعلن شارل العاشر الحرب على الجزائر بطابع ديني باعتبار حربه هذه حملة مسيحية ضد بلاد البرابرة المسلمين، فتحركت القوى الفرنسية بجيش قوامه أربعون ألف جندي، مزودين بأحدث الأدوات الحربية و أسطول بحري مكون من 700 سفينة بقيادة الجينيرال DU BOURMONT و تحركوا من ميناء طولون إلى الساحل الغربي للجزائر، و أنزلوا القوات بسيدي فرج و هجموا على مدينة الجزائر، و رغم قلة العتاد و العباد قاوم الجزائريون الغزاة لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام هؤلاء الظلمة و تم الدخول إلى العاصمة الجزائر يوم 5 يوليو 1830 م و توقيع الداي حسين معاهدة الاستسلام، و بها انتهى حكم الدولة العثمانية و خروج واليها من البلاد الجزائرية إلى الأبد
و من العاصمة انطلقت فرنسا لاحتلال بقية المناطق
T.me/mariamewadih