إفتحي ذراعيّكِ , وأحضني العالم برّمته
إحضني والدتكِ كلّ صباح قبل أن تخرجي لتحضني حبيبكِ ,أحضنيها طويلاً قبل أن تكذبي بشأن الذهاب إلى المدرسة , إستمري بأعطاء العناق حتّى تمتلئكِ بالأمومة ..
في الشّارع, أحضني المتسوّل العجوز الذي لا أنفك حديثي له عنّكِ , أحضنيه ودفئيه جيداً ,فبجيبه صوتي البارد نحو لفّت إنتباهكِ ;
في المقهى, أحضني النّادل الأسمر الذي أستلّم العمل بعدي وإستنشقي عطر خيباتي ,
إحضني الذين ينوّا الرحيل في المحطّات, وقاسميهم المسافات .. نبضة .. نبضتين ... لا أكثر
إحضني متشرّداً أفترشَ الرصيف حتّى تتعرّقي من برد عظامه , إحضني باعة المناديل الورقيّة, حتى يشفوا من الإنفلونزا , إحضني طفلاً لتتذكّري براءتكِ , عانقي النهر حتّى يروي لكِ حلمي التي نهشت الأسماك وسادته ,
إحظني الدرب , الغيوم, إحضني خيبات من في الحانات والخبز وقصائد الشعراء والخوف والحرب والأغنيات ...
إحضني كلّ شيء, ثمّ تعالي إحضنيني , إحضنيني طويلاً
لأنسى كلّ العالم الذي حضنتيه .