♦️ كان والدي الشيخ بهجت (قدّس سرّه)
🔰- عندما یذهب والدي إلى مجلس ما كان یدخل بهدوء، ویجلس بسرعة فی إحدى الزوایا قبل أن ینهض أحد من مكانه لتحیّته، هذه واحدة من خصائصه فیما یتعلق بالمجالس على خلاف الآخرین.
🔰- لم یدرّس التفسیر قطّ، ولكنه كان یتدبّر آیات القرآن في الأسحار، وبین الطلوعین، وفي أواسط النهار في أیّام شهر رمضان.
🔰- كان یراعي قراءة الأدعیة الواردة في لیالي القدر، حیث یبقى مستیقظاً ویضع القرآن الكریم على رأسه، ولم یكن یعتبر دعاء وضع المصحف على الرأس خاصّاً بلیالي القدر، ویرى أنّنا نحرم أنفسنا كثیراً من العبادات لمجرّد أنّها خصّصت بزمان معیّن، ولذلك كان یوصي بوضع المصحف على الرأس في الشدائد والأوقات العصیبة، كما إنّه فی لیالي الجمعة كان یفعل الأمر نفسه.
💥إضافة إلى ذلك كان یواظب على قراءة حدیث الكساء لیلاً قبل النوم، ولا ینام إلّا على وضوء، ثمّ لمّا واجه مشاكل تعیقه عن الوضوء استعاض عنه بالتیمّم، وفي بعض اللیالي التي یرید إحیاءها كان یستریح قلیلاً لینهض مجدداً وهو یقول بأنّ السیدة فاطمة الزهراء علیها السلام كانت (في ليالي القدر تعالج أهل بيتها بقلّة الطعام).
🔰- كان عمل آیة الله بهجت فی جمیع أیّام الوفیات هی قراءة الزیارة الخاصّة بالشخصیة المتوفّاة، إضافة إلى ذلك كانت تعتریه حالات خاصّة ممزوجة بالألم والحزن، وحینما كان یحضر على العشاء فی لیالي الوفاة یحكي للأطفال قصصاً تاریخیة فی هذا المجال طبقاً لما ورد فی الروایات من أخبار الشهادة وعیناه قد امتلأتا بالدموع، ولسانه یتبرّأ من أعداء أهل البیت علیهم السلام، فی حین أنّه قد یمزح مع الأطفال فی اللیالي الأخرى.
🔰- لقد كانت له دقّة عجیبة فی تعیین عید الفطر، ولا یرضى بالحكم السریع بثبوت الهلال، بل لا یصدر حكماً بذلك كعادته. وكان یوصي بعدّة مقدّمات، يقول مثلاً: إذا كنتم تستطیعون الصلاة بقراءة ألف مرّة لسورة التوحید فافعلوا، وإذا لم تستطیعوا قراءة الألف فاقرؤها مائة مرّة. وكان یوصي الآخرین بإتیان الأعمال كما هي فی الروایات، ولم یحمّـل أحداً ما كان یستطیع هو بنفسه الإتیان به، كما إنّ عدم الاستطاعة فی العبادة لم یكن له معنى بالنسبة إلیه، فكان یمتلئ طاقة وقوّة بالعبادة، ولم یتظاهر بذلك أمام أحد أبداً، وإن اعترض شخص ما على معدّل عبادته فسیقول إنّ هناك من یأتي بأضعاف عبادتي، وتراه دائماً یعرّف الأشخاص الذین كانوا أكثر منه عبادة وزهداً ويمدحهم، وبالطبع كان یفعل ذلك لیُبدي قلّة عمله.
🔰- على الرغم من أنّني كنت معه ما یقرب من خمسین عاماً لم أكن أعلم أنّ مجموع عباداته بنحو متّصل یبلغ إحدى عشرة ساعة في اليوم، وكان یتعامل مع الوقت والثواني كقطرات ماء لا ینبغي أن تذهب هدراً، فكان یحرص بشدة على أن لا یضیّع الثواني بلا جدوى، ولكنّه لم یبیّن ذلك لأسرته، ولم یظهر نفسه أمامهم، وإذا أحسّ بأن أحداً انتبه له فسیصرفه عنه بنحو أو آخر، وله بذلك خبرة وافرة، وإذا بقي ذلك الشخص حاضراً وأصرّ كثیراً على مراقبته فسیعمل على أن لا یجلب انتباهه أكثر، ثمّ فهمنا بعد ذلك بأنّه یرى أن هذا الأمر یتنافى مع الإخلاص.
🔰- كانت الصلاة ترهقه بشدّة، ویتحمّل خلالها عبئاً ثقیلاً ویتعرّق بكثرة، ولكنّه فی عبادات أخرى كزیارة الأئمة الأطهار علیهم السلام یبدو علیه النشاط، فقد كان یزور ضریح السیدة فاطمة بنت موسى بن جعفر علیهما السلام یومیّاً لمدّة ساعتین بعد صلاتي المغرب والعشاء، ولمّا أخذ یواجه مشكلة من الناحیة الجسمیة كان یتشرّف بالذهاب في أوقات خاصة، وعندما یرجع من الزیارة كنّا نتیقن بأنّه اكتسب طاقة عظیمة.
💥ولم یعرف الشيخ التعب في العبادة أبداً، ولم أرَ النوم قطّ متعلّقاً بأهدابه وهو مشغول بالتعبّد.
👥 حوار مع ابن العارف الرباني الشيخ بهجت (قدّس سرّه)، أجرته وكالة «رسا» الإيرانية مع نجل الشيخ بهجت حجة الإسلام الشيخ علي (دام عزه) بشيء من التصرّف.
🌹@min_fiqihnahn
🔰- عندما یذهب والدي إلى مجلس ما كان یدخل بهدوء، ویجلس بسرعة فی إحدى الزوایا قبل أن ینهض أحد من مكانه لتحیّته، هذه واحدة من خصائصه فیما یتعلق بالمجالس على خلاف الآخرین.
🔰- لم یدرّس التفسیر قطّ، ولكنه كان یتدبّر آیات القرآن في الأسحار، وبین الطلوعین، وفي أواسط النهار في أیّام شهر رمضان.
🔰- كان یراعي قراءة الأدعیة الواردة في لیالي القدر، حیث یبقى مستیقظاً ویضع القرآن الكریم على رأسه، ولم یكن یعتبر دعاء وضع المصحف على الرأس خاصّاً بلیالي القدر، ویرى أنّنا نحرم أنفسنا كثیراً من العبادات لمجرّد أنّها خصّصت بزمان معیّن، ولذلك كان یوصي بوضع المصحف على الرأس في الشدائد والأوقات العصیبة، كما إنّه فی لیالي الجمعة كان یفعل الأمر نفسه.
💥إضافة إلى ذلك كان یواظب على قراءة حدیث الكساء لیلاً قبل النوم، ولا ینام إلّا على وضوء، ثمّ لمّا واجه مشاكل تعیقه عن الوضوء استعاض عنه بالتیمّم، وفي بعض اللیالي التي یرید إحیاءها كان یستریح قلیلاً لینهض مجدداً وهو یقول بأنّ السیدة فاطمة الزهراء علیها السلام كانت (في ليالي القدر تعالج أهل بيتها بقلّة الطعام).
🔰- كان عمل آیة الله بهجت فی جمیع أیّام الوفیات هی قراءة الزیارة الخاصّة بالشخصیة المتوفّاة، إضافة إلى ذلك كانت تعتریه حالات خاصّة ممزوجة بالألم والحزن، وحینما كان یحضر على العشاء فی لیالي الوفاة یحكي للأطفال قصصاً تاریخیة فی هذا المجال طبقاً لما ورد فی الروایات من أخبار الشهادة وعیناه قد امتلأتا بالدموع، ولسانه یتبرّأ من أعداء أهل البیت علیهم السلام، فی حین أنّه قد یمزح مع الأطفال فی اللیالي الأخرى.
🔰- لقد كانت له دقّة عجیبة فی تعیین عید الفطر، ولا یرضى بالحكم السریع بثبوت الهلال، بل لا یصدر حكماً بذلك كعادته. وكان یوصي بعدّة مقدّمات، يقول مثلاً: إذا كنتم تستطیعون الصلاة بقراءة ألف مرّة لسورة التوحید فافعلوا، وإذا لم تستطیعوا قراءة الألف فاقرؤها مائة مرّة. وكان یوصي الآخرین بإتیان الأعمال كما هي فی الروایات، ولم یحمّـل أحداً ما كان یستطیع هو بنفسه الإتیان به، كما إنّ عدم الاستطاعة فی العبادة لم یكن له معنى بالنسبة إلیه، فكان یمتلئ طاقة وقوّة بالعبادة، ولم یتظاهر بذلك أمام أحد أبداً، وإن اعترض شخص ما على معدّل عبادته فسیقول إنّ هناك من یأتي بأضعاف عبادتي، وتراه دائماً یعرّف الأشخاص الذین كانوا أكثر منه عبادة وزهداً ويمدحهم، وبالطبع كان یفعل ذلك لیُبدي قلّة عمله.
🔰- على الرغم من أنّني كنت معه ما یقرب من خمسین عاماً لم أكن أعلم أنّ مجموع عباداته بنحو متّصل یبلغ إحدى عشرة ساعة في اليوم، وكان یتعامل مع الوقت والثواني كقطرات ماء لا ینبغي أن تذهب هدراً، فكان یحرص بشدة على أن لا یضیّع الثواني بلا جدوى، ولكنّه لم یبیّن ذلك لأسرته، ولم یظهر نفسه أمامهم، وإذا أحسّ بأن أحداً انتبه له فسیصرفه عنه بنحو أو آخر، وله بذلك خبرة وافرة، وإذا بقي ذلك الشخص حاضراً وأصرّ كثیراً على مراقبته فسیعمل على أن لا یجلب انتباهه أكثر، ثمّ فهمنا بعد ذلك بأنّه یرى أن هذا الأمر یتنافى مع الإخلاص.
🔰- كانت الصلاة ترهقه بشدّة، ویتحمّل خلالها عبئاً ثقیلاً ویتعرّق بكثرة، ولكنّه فی عبادات أخرى كزیارة الأئمة الأطهار علیهم السلام یبدو علیه النشاط، فقد كان یزور ضریح السیدة فاطمة بنت موسى بن جعفر علیهما السلام یومیّاً لمدّة ساعتین بعد صلاتي المغرب والعشاء، ولمّا أخذ یواجه مشكلة من الناحیة الجسمیة كان یتشرّف بالذهاب في أوقات خاصة، وعندما یرجع من الزیارة كنّا نتیقن بأنّه اكتسب طاقة عظیمة.
💥ولم یعرف الشيخ التعب في العبادة أبداً، ولم أرَ النوم قطّ متعلّقاً بأهدابه وهو مشغول بالتعبّد.
👥 حوار مع ابن العارف الرباني الشيخ بهجت (قدّس سرّه)، أجرته وكالة «رسا» الإيرانية مع نجل الشيخ بهجت حجة الإسلام الشيخ علي (دام عزه) بشيء من التصرّف.
🌹@min_fiqihnahn