#فوائد_من_غزوة_الأحزاب (2)
حوصر المسلمين أشد الحصار و زلزلوا زلزالا شديدا، فمن أمامهم قريش وغطفان بخيلهم و رجلهم يحاولون اجتياز الخندق.
الصحابة في وضع الدفاع باستبسال يرمون من يقترب من الخندق بالنبال، حتى اشتد الوضع فما عاد بمقدورهم أداء الصلاة فجمع النبي بنفسه بعض صلواته!!
يأتي خبر نقض بني قريظة للعهد و تنتشر الفوضى داخل الجيش؛ ويجتهد المنافقون في بث سمومهم (محمد يعدنا بكنور كسرى والآن الواحد منا لا يأمن أن يقضي حاجته!!)، و يتزعزع بعض الصحابة خوفا على أهاليهم الذين بقوا دون حماية! (هكذا وصل الحال دون أن يهاجم اليهود العائلات فكيف لو فعلوا؟؟ إذا لانهار الجيش! و رضي الله عن صفية التي حمت الإسلام بذكائها).
يجتهد رسول في تأمين صفه الداخلي، فيرسل الدوريات أحيانا تنظر حصون العائلات؛ و يعلم يقينا أن الدفاع وحده لابد و يوصل للهزيمة-بشكل أبطأ لكنها الهزيمة- ؛فيعمل عقله بحثا عن حل مساند للدفاع حتى يكسر هذا الحصار!
بعد #صبر طويل من المجاهدين في مناجزة العدو و #تفكير عميق من قيادة المجاهدين يقول نبي الله لصاحبته: أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره!!!!! (لماذا الان؟؟ ما الذي حدث؟؟)
و يحدث أمر من أعجب ما حدث في تاريخ الحروب؛ فيأتي (أحد قادة المشركين) نعيم بن مسعود متخفيا ومتسلسلا دون علم أحد و يمثل أمام قائد المجاهدين و يقول: [يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي؛ فمرني ما شئت] : )
ولن أفصل في هذه النقطة الآن(أين كان ومتى أسلم وكيف جاء ولماذا جاء؟!) خاصة أن بعض قومي يظنون أن قائد من جيش المشركين أعجبه الإسلام فأسلم وأخفى إسلامه و ذهب للقاء قائد جيش أعدائه يعرض عليه أن يخدمه لكسر الجيش الذي جاء رفقته؛ فيثق فيه قائد جيش المسلمين و يعيده إلى الكفار!!!!!
بل والعجيب أن هذا الرجل تحديدا صاحب علاقة قوية بقادة طرفي معسكر العدو: (قريش و بني قريظة) و هذه صفة ضباط الإختراق عند أجهزة الإستخبارات وفق قواعد المخابرات الحديثة (موثوقا وذا تاريخ نظيف وليس مثار للشك!) . [اترك فهم هذه النقطة للقارئ؛ فليعمل عقله!]
يثق رسول الله و يشرح له تدبير خدمة الإسلام في عدة وصايا ختامها: [الحرب خدعة]!
ينطلق ضابط استخبارات النبي إلى قادة يهود بني قريظة و يجتمع بهم فيناقشهم في خطة الحرب ثم يظهر لهم أنه يناصحهم حبا بهم؛ فيقول: قد علمتم ودي لكم .. فيقولون: لست عندنا بمتهم!! (تأمل لأي درجة يثقون به)؛ فيقول: إن قريشا ليسو من أهل هذا البلد مثلكم وإن حروبهم مع محمد لم تكن حاسمة(يشير إلى غزوة أحد)؛ فلربما يرجعون لبلدهم كعادتهم و يتركونكم لمحمد فينتقم منكم!! [ذكاء وإقناع ضابط استخبارات] !
فيقولون : قد أشرت بالصواب؛ فماذا نفعل؟!
رجل استخبارات ذكي كنعيم لن يثير الشك حوله فيقول: ارجعوا فعاهدوا محمدا! فذكاؤه أرقى من هذا (الرجل يريد كسر كامل الجيش دفعة واحدة)!!
فيقول لهم: اطلبوا من قريش أن ترهنكم من قادتها-فتضمنوا أنهم لن يرجعوا قبل القضاء على محمد! : )
فيفرحوا برأيه: قد أشرت بالصواب.
ثم يرجع نعيم إلى قادة قريش؛ فيناصحهم مظهرا حبا لهم؛ فيقول: قد علمتم ودي لكم؛ فيقولوا: لست عندنا بمتهم! : )
فيقول: قد بلغني أن قريظة خافوا محمدا و يريدون التراجع عن حلفهم معنا، و يرجعوا فيعاهدوا محمدا عن طريق تسليمهم بعضا من قادتنا لمحمد حتى يقبلهم!!
وما رأيك يا نعيم؟!
(لا يقول لهم فلنرجع عن غزو محمد فيثير الشك حوله و يقع بعد أن يتأكدوا من صحة كلامه!)
بل يقول: فلنسرع و نستحث قريظة للهجوم معنا و ننهي الحرب قبل أن يرجعوا عن حلفهم!
فيرسل قادة قريش لليهود؛ فيأتي ردهم: ارهنونا بعض قادتكم!!! (كما حذرهم نعيم حرفيا)! فقالوا: لقد صدق نعيم!!
فيرد قادة قريش: لن نرهنكم أحدا!
فيقول قادة قريظة: لقد صدق نعيم!!
فدبت الفرقة والفتنة بين صف الكفار وضاعت الثقة وتزعزع الصف!!
فانقلب الحال رأسا على عقب؛ ونتيجة ذالك ظهر داخل جيش قريش المخيم خارج المدينة توجه يقول: (نرجع لبلادنا فقد انكسر حلفنا ولا فائدة من بقائنا)!!!
فانظر ضربة واحدة بذكاء من رجل واحد ماذا تصنع بجيش عرمرم ..
#يتبع
@mnarat_aljihad