📘قال ابن القيم رحمه الله :
« وليَعلَمِ اللَبِيبُّ أنَّ مُدمِني الشَّهَوَاتِ يَصِيرُون إلى حَالَةٍ لا يَلتَذُونَ بِهَا ، وَهُم مَعَ ذَلِكَ لا يَستَطِيعُونَ تَركِهَا لأنَّها قَد صَارَت عِندَهُم بِمَنزِلَةِ العَيشِ الَّذِي لا بُدَ لَهُم مِنه ،
ولِهَذا تَرَىٰ مُدمِن الخَمرِ والجمَاع لا يَلتَذ بِهِ عِشرَ مِعشَار إلتِذَاذ مَنْ يَفعَلهُ نَادِرًا فِي الأحيَان ،
غَيرَ أن العَادة مُقتَضِيَة ذَلِك فَيُلقِي نَفسَهُ فِي المَهالِكِ ؛ لِنَيل مَا تُطَالِبَهُ بِهِ العَادَة ولَو زَالَ عَنهُ رَين الهَوَى لَعَلِمَ أنَّهُ قَد = شُقِيَّ مِن حَيثُ قَدرِ السعَادَة ، واغتُمَ مِن حَيثُ ظَنَّ الفَرَح ، وألِمَ مِن حَيثُ أرَادَ اللَّذَة ،
فَهُوَ = كَالطَائِرِ المَخدُوعِ بِحَبَّةِ القَمحِ لا هُوَ نَالَ الحَبَّة وَلا هُوَ تَخَلَصَ مِمَّا وَقعَ فِيه ».
[ رَوضَةُ المُحبِين || ١ / ٤٨٠ ]
« وليَعلَمِ اللَبِيبُّ أنَّ مُدمِني الشَّهَوَاتِ يَصِيرُون إلى حَالَةٍ لا يَلتَذُونَ بِهَا ، وَهُم مَعَ ذَلِكَ لا يَستَطِيعُونَ تَركِهَا لأنَّها قَد صَارَت عِندَهُم بِمَنزِلَةِ العَيشِ الَّذِي لا بُدَ لَهُم مِنه ،
ولِهَذا تَرَىٰ مُدمِن الخَمرِ والجمَاع لا يَلتَذ بِهِ عِشرَ مِعشَار إلتِذَاذ مَنْ يَفعَلهُ نَادِرًا فِي الأحيَان ،
غَيرَ أن العَادة مُقتَضِيَة ذَلِك فَيُلقِي نَفسَهُ فِي المَهالِكِ ؛ لِنَيل مَا تُطَالِبَهُ بِهِ العَادَة ولَو زَالَ عَنهُ رَين الهَوَى لَعَلِمَ أنَّهُ قَد = شُقِيَّ مِن حَيثُ قَدرِ السعَادَة ، واغتُمَ مِن حَيثُ ظَنَّ الفَرَح ، وألِمَ مِن حَيثُ أرَادَ اللَّذَة ،
فَهُوَ = كَالطَائِرِ المَخدُوعِ بِحَبَّةِ القَمحِ لا هُوَ نَالَ الحَبَّة وَلا هُوَ تَخَلَصَ مِمَّا وَقعَ فِيه ».
[ رَوضَةُ المُحبِين || ١ / ٤٨٠ ]