معنى الحمد لله
❁ ❁ ❁
يَظُنّ بعضنا أن معنى كلمة (الحمد لله) هو نفسُ معنى كلمة (الشكر لله). وفي هذا الفَهْم قصورٌ لا يخفى.
الحمد لله أعمّ من الشُكْر له وأعظم، ولذلك كانت كلمة (الحمد لله) أعظم الكلمات الثلاث: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) كما ذكر ذلك الحافظ ابن رَجَب، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم: (والحمد لله تملأ الميزان).
فالحمد لله كلمةٌ عظيمة شريفة لها معانٍ كثيرة، منها: الشُكر الله، فإذا قال العبد (الحمد لله) فقد عبّر عن شُكره لله تعالى.
ومن معاني (الحمد لله): إثبات المحامد والمدائح والكمالات لله، والثناء عليه بما هو أهله، وبيان تعظيمه وتمجيده، وإجلاله وتوقيره ومحبّته.
فإذا قلتَ (الحمد لله) فكأنك قُلت: الشكر لله، والثناء على الله، والتعظيم لله، والإجلال لله، والتوقير لله، والتمجيد لله.
وكأنك قُلتَ أيضاً: أنا أُثبِتُ لله صفات الكمال والجمال والجلال، وأقرِن ذلك بتعظيمي ومحبتي له سبحانه. إلى غير ذلك من المعاني.
قال الإمام المُفسّر ابن جُزَيّ الأندلسي:
فيا لها من كلمة جَمَعَتْ ما تضيق عنه المُجلّدات، وتقف دونه عقول الخلائق.
ختاماً أقول: هذه الكلمة بالغةٌ في القَدْر والشَرَف أعظمَ المبالغ، ومهما قيل في تفسيرها من العبارات، فلن يبلُغ حقيقة كُنْهِها ومضمون معناها، ولقد أصاب العلّامة ابن بدران حين قال:
هذا الكلمة (الحمد لله) مهما فُسّرتْ، كان معناها أظهرَ وأعظمَ ممّا قيل في تفسيرها.