" عذرا وطني "
لم أستطع أن أعيش فيک حياة طبيعية ، لم أستطع أن أحقق فيک أحلامي المتواضعة ، تلاشت طموحاتي ، وانكمش الأمل ، أجتاثني اليأس ، وأصبحتُ مملكة من الحزن ، أعيش أسوء أيام حياتي ، بينما يعيش جميع الشباب في عمري في باقي أنحاء العالم أسعد لحظات حياتهم ، لا تلوموني إن كرهت وطني ، لأنني لا أعلم معنى كلمة "وطن" منذ نشأتي وأنا لا أسمع سوى أصوات الرصاص ، وهتافات المظاهرات ، هذا قتل هذا ، وذاک أُغتيل ، مدرسةٌ بجوارنا قذفت بقذيفة ، صور الدماء والجثث المحروقة لا تفارق مخيلتي ، حين يسألونک أنت من أي مدينة ، وحين تجيب بنظرون لک نظرة إحتقار ، بينما في باقي الدول يرحبون بک ، شعب متفکک حكومات ، وأطياف ، قبلية ، وعرقية ، وعنصرية ، بلد لاتوجد فيها مقومات الحياة الطبيعية ، تعليم منهار ، وصحة متهالكة ، أمن متصدع ، وبنية تحتية معدومة ، لا تلومونني حين أقارن نفسي بالحياة في باقي دول العالم ، لا تلومونني حين أفكر في الهجرة ، أو بالأحرى الهجرة إلى السماء، من المفترض أن أن أعيش حياة أفضل ، كباقي الدول ، من المفترض أن أتذكر طفولة مملوءة بالألعاب ، وأناشيد الروضة ، مملوءة بالبراءة ، والنقي ، لا بحطام المباني ، وصراخ الأطفال ، نديب النساء ، بصور الأشلاء ، مملوءة بالتهجير ، مملوءة بالحزن والبكاء ...
هل من المفترض أن أكون ذات وطنية فائضة ، بعد كل هذا ،،
هذه ليست معاناتي أنا وحدي ، بل هي معاناة جيل بأكمله ، ...!
......
بــ#ــقلمي ⁦✍🏻⁩⁦🖇️⁩✨
كبرياااء 🖤