•
|[ أقسام الإستغاثة ]|
✍ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
الإستغاثة طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك، وهو أقسام :
الأول : الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ } وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلىٰ الله عليه وسلم إلىٰ المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعًا يديه مستقبل القبلة يقول : " اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة الإسلام لا تعبد في الأرض"، وما زال يستغيث بربه رافعًا يديه حتىٰ سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه علىٰ منكبيه ثم ألتزمه من ورائه، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك فأنزل الله هذه الآية .
الثاني : الإستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين علىٰ الإغاثة فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية قال الله تعالىٰ : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ } .
الثالث : الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين علىٰ الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالىٰ في قصة موسىٰ : { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَىٰ الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } .
الرابع : الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرىٰ وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة .
[] شرح ثلاثة الأصول (٦٥/١-٦٦) []
|[ أقسام الإستغاثة ]|
✍ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
الإستغاثة طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك، وهو أقسام :
الأول : الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ } وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلىٰ الله عليه وسلم إلىٰ المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعًا يديه مستقبل القبلة يقول : " اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة الإسلام لا تعبد في الأرض"، وما زال يستغيث بربه رافعًا يديه حتىٰ سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه علىٰ منكبيه ثم ألتزمه من ورائه، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك فأنزل الله هذه الآية .
الثاني : الإستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين علىٰ الإغاثة فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية قال الله تعالىٰ : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ } .
الثالث : الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين علىٰ الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالىٰ في قصة موسىٰ : { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَىٰ الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } .
الرابع : الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرىٰ وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة .
[] شرح ثلاثة الأصول (٦٥/١-٦٦) []