ㅤ
« هَذهِ الشُّهورُ والأعوَامُ واللَّيَالِي والأيَّامُ كُلُّهَا مَقَادِيرُ لِلآجَال ، ومَوَاقِيتُ لِلأعمَال ، ثُمَّ تَنقَضِي سَرِيعًا ، وتَمضِي جَمِيعًا.
والَّذِي أوجَدَهَا وابتَدَعَهَا وخَصَّهَا بالفضَائِل وأودَعَهَا بَاقٍ لا يَزُولُ ، ودَائِمٌ لا يَحُولُ ؛ هُو فِي جَمِيع الأوقَاتِ إلَهٌ وَاحِدٌ وَلأعمَالِ عِبَادِهِ رَقِيبٌ مُشَاهِدٌ.
فَسُبحَان مَن قَلَّبَ عِبَادَهُ فِي اختِلافِ الأوقَاتِ بَينَ وظَائِف الخَدمِ ؛ لِيُسبِغَ عَليهِم فِيهَا فَوَاضِلَ النِّعَمِ ، ويُعَامِلَهُم بِنهَايةِ الجُودِ والكَرمِ.
لَمَّا انقَضَتِ الأشهرُ الثَّلاثَةُ الكِرَامُ التِي أوَلُهَا الشَّهرُ الحرَامُ وآخِرُهَا شَهرُ الصِّيامِ ، أقبَلْت بَعدهَا الأشهرُ الثَّلاثةُ ، أشهرُ الحَجِّ إلى البَيتِ الحرَامِ ، فَكمَا أنَّ مَن صَامَ رمضَانَ وقَامَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقدَّم مِن ذَنبِه ؛ فَمَن حَجَّ البَيتَ ولَم يَرفُثْ ولَم يَفسُقْ رَجَعَ مِن ذِنُوبِهِ كَيومِ وَلدتْهُ أُمُّه ،
فمَا يَمضِي مِن عُمرِ المُؤمِن سَاعةٌ مِن السَّاعَاتِ إلَّا وللَّـهِ فِيهَا عَليهِ وَظِيفَةٌ مِن وظَائِفِ الطَّاعَاتِ ؛
فَالمُؤمِنُ يَتقَلَّبُ بَينَ هَذهِ الوَظَائِف ، ويَتقَرَّبُ بِهَا إلى مَولَاه وهُوَ رِاجٍ خَائِف ».
ابنُ رَجَب - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ لطَائِفُ المَعَارِف || ٣٩٨ ]
« هَذهِ الشُّهورُ والأعوَامُ واللَّيَالِي والأيَّامُ كُلُّهَا مَقَادِيرُ لِلآجَال ، ومَوَاقِيتُ لِلأعمَال ، ثُمَّ تَنقَضِي سَرِيعًا ، وتَمضِي جَمِيعًا.
والَّذِي أوجَدَهَا وابتَدَعَهَا وخَصَّهَا بالفضَائِل وأودَعَهَا بَاقٍ لا يَزُولُ ، ودَائِمٌ لا يَحُولُ ؛ هُو فِي جَمِيع الأوقَاتِ إلَهٌ وَاحِدٌ وَلأعمَالِ عِبَادِهِ رَقِيبٌ مُشَاهِدٌ.
فَسُبحَان مَن قَلَّبَ عِبَادَهُ فِي اختِلافِ الأوقَاتِ بَينَ وظَائِف الخَدمِ ؛ لِيُسبِغَ عَليهِم فِيهَا فَوَاضِلَ النِّعَمِ ، ويُعَامِلَهُم بِنهَايةِ الجُودِ والكَرمِ.
لَمَّا انقَضَتِ الأشهرُ الثَّلاثَةُ الكِرَامُ التِي أوَلُهَا الشَّهرُ الحرَامُ وآخِرُهَا شَهرُ الصِّيامِ ، أقبَلْت بَعدهَا الأشهرُ الثَّلاثةُ ، أشهرُ الحَجِّ إلى البَيتِ الحرَامِ ، فَكمَا أنَّ مَن صَامَ رمضَانَ وقَامَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقدَّم مِن ذَنبِه ؛ فَمَن حَجَّ البَيتَ ولَم يَرفُثْ ولَم يَفسُقْ رَجَعَ مِن ذِنُوبِهِ كَيومِ وَلدتْهُ أُمُّه ،
فمَا يَمضِي مِن عُمرِ المُؤمِن سَاعةٌ مِن السَّاعَاتِ إلَّا وللَّـهِ فِيهَا عَليهِ وَظِيفَةٌ مِن وظَائِفِ الطَّاعَاتِ ؛
فَالمُؤمِنُ يَتقَلَّبُ بَينَ هَذهِ الوَظَائِف ، ويَتقَرَّبُ بِهَا إلى مَولَاه وهُوَ رِاجٍ خَائِف ».
ابنُ رَجَب - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ لطَائِفُ المَعَارِف || ٣٩٨ ]