~
رُؤيا "13"
-
بقيت رؤيا ساكنة في مكانها مصدومة من كلام والدها ، صحيح أنه أخبرها وأختها بذلك مسبقًا لكنها لم تصدق أن ذلك سيحدث فعلًا وأن والدها لن يتراجع عن قراره ، لم تكن ردة فعلها سوى الدعاء فرفعت كفيها قائلةً: اللهم افعل بي ماتراه خيرًا لي ، وستجدني من الصابرات ، مرت الأيام سريعًا ولم تشعر رؤيا بها إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قدِم إليها والدها في الظهيرة وقال لها: كوني على أتم الإستعداد ، أريدك أن تكوني نجمة بجمالك هذه الليله ثم غادرها ، أما رؤيا بدأت بالتفكير: ماهكذا تكون النظرة الشرعية ، خروجي بكامل زينتي لرجلٍ أجنبي لم يصبح بعد حلالًا لي ، اعذرني يا أبي لكن لن أفعل ماقلته لي ، وفي بداية الليل توجهت ليال لغرفة رؤيا وهمّت بفتح الباب لكنه كان مغلقًا ، فطرقته عدة مرات ولم تجبها رؤيا ، فنادت والدها وقدِم إليها وسألها: ماذا بك؟ فأجابته: إن باب غرفة رؤيا مغلق وقد طرقته عدة مرات ولم تجبني ، فغضب الأب حينها وطرق الباب بقوة ونادى: رؤيا ، هيا افتحِ الباب ، مهما فعلتِ فلن يغير ذلك من الأمر شيء وستخرجين شئتِ أم أبيتِ ، هيا افتحِ الباب حالًا وإلا كسرته عليك ، لحظات وإذا بباب البيت تطرق فارتبك الأب حينها ونظر لابنته ليال وقال لها: لقد أتى ، حاولي مع أختك رؤيا ولا تغادرِ مكانك مالم تفتح الباب ، فقالت ليال: حاضر ، ثم ذهب لفتح الباب وقبل ذلك ألقى نظرة سريعة على البيت ليتأكد أن كل شيء جاهز وفي مكانه ، الحلويات والعصير والفطائر ، ثم فتح الباب و رحب بصديقه بحرارة واستقبله في صالة الضيوف ، جلسوا على الأريكة وبدؤا بالحديث ثم قال صديقه إبراهيم: أين عروستي؟ أهي جاهزه؟ فأنا متشوقٌ لرويت وجهها المليح وجسدها الفاتن ، فتلعثم الأب وقال: حسنًا ، الآن أناديها لك ، فتوجه الأب لغرفة رؤيا و وجد ليال واقفةً عند الباب و رؤيا لم تفتحه بعد ، فطرقه مرةً أخرى وقال: رؤيا أخرجِ هيا بسرعه ولا تحرجيني أمام صديقي ، فسمع صوت قفل الباب وقد فتح فعلت الفرحة وجهه وعندما فتحت رؤيا الباب وخرجت أمامه تغيرت ملامح وجهه لغضب وعبوس ، فقال لها: ألم أقُل لك ألا ترتدِ هذه الخرقة السوداء؟ ألم آمرك أن تضعِ المساحيق على وجهك وترتدي أجمل الألبسة؟ هل قصرت في توفير ماسيجعلك جميلة وأنيقة؟ على العكس بل وفرت كل ذلك لكنك عصيتني وخالفتي أمري ، والآن بأي وجه أقابل صديقي وماذا سأقول له؟ فقالت رؤيا:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ، فقال والدها: وماذا سيصنع قولك هذا؟ لن يسمن ولن يغني من جوع ، حدق بها قليلا ثم عاد لصديقه وقال له وعلامات الخجل تعلو وجهه: إن ابنتي ليست مستعده و ... سكت قليلًا لما رأى أن صديقه ينظر لناحية أخرى لناحية رؤيا ، فقد أتت إليه وهي بحجابها وليال خلفها ، نظر إليها بتمعن من الأعلى إلى الأسفل وقال: مالي أرى جميلتي بلباسٍ أسود ! لِما لا تُظهر لي جمالها؟ أريد أن أكحل عيني بجمالك المخفي خلف تلك العباءة ، فقالت رؤيا: لست حلالًا لك بعد ، وسأبقى بحجابي إلى أن تصبح حلالًا لي ، فقطّب حاجباه وقال: وما المانع من أن تظهري لي ماغطيتِه بعباءتك؟ فأجابته: المانع هو أن ديننا لا يسمح لي أن أظهر زينتي لك وأنت لست حلالًا لي ، فتأفف ولوا فمه ثم وجّه نظره لـليال وقد اتسعت عيناه وقال بانبهار: سبحان من سواك ! ماهذا الجمال؟.
#يتبع
بقلم/ #عقيلة_بني_هاشم
قناة:
https://t.me/rw7_w_ry7an