#ما_هو_الإنتظار_السلبي؟!
بقلم : رويدة الدعمي
أقف كثيرًا عند عبارة ( الشعب يريد ظهور الإمام) اتأملها وأعرف جيدًا إن الذين يرفعونها في ساحات الاعتصام يتمنون ظهور صاحب الزمان أرواحنا فداه ليخلص العراق والعالم من الظلم والفساد..
لكن هل إن أمنيتنا الصادقة هذه ترفع عنا واجبنا تجاه الفساد بحجة انتظارنا للقائد الحقيقي الذي سيحارب الفساد؟!
هل يجوز لنا - بحجة انتظارنا للموعود - أن نغمض أعيننا ونصم آذاننا ونخرس ألسنتنا تجاه كل ما يحصل حولنا من ظلم وجور؟
أدهشني حقيقةً موقف البعض من الاخوة المؤمنين الذين وقفوا موقف المعارض للمظاهرات في العراق وعندما كنت اسألهم عن السبب في اعتراضهم يكون جوابهم : أن العراق لا يصلحه إلا ظهور صاحب الزمان.
خطابي لكل من يفكر بهذه الطريقة هو التالي :
إن الهدف الأول الذي من أجله حفظ الله حياة الإمام الثاني عشر عليه السلام إلى يومنا وكما أشار القرآن الكريم إلى ذلك هو الوعد الإلهي بأن يظهر الله - على يديه - الدين كله ويجعله سائدًا على الأديان الأخرى ويتمثل هذا المفهوم في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الَّدِينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33 ] .
ونحن نعرف بأن دين الإسلام لم يظهر على بقية الأديان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الآن هناك أديان تسود وتظهر أكثر من الإسلام.. فالآية الكريمة ستتحقق في زمن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله والثاني عشر من ولده كما تؤكد الروايات الشريفة وعند كلا الفريقين من علماء المسلمين.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الهدف الحقيقي لظهور صاحب الزمان هو إظهار دين الإسلام وسيادته على بقية الأديان وليس فقط لأجل محاربة الفساد ونشر العدل كما يتصور الكثير!
لذلك يجب أن تكون نظرتنا ليوم الظهور وللقائد الموعود نظرة أكثر شمولية وأوسع فهمًا وعلمًا.. فإن كان الفساد لا يمكن محاربته الا بظهور الدين كله - كما يرى البعض - فلماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام على يزيد طلبًا للإصلاح؟ ألم يقل عليه السلام ( ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولكن خرجت لطلب الإصلاح..) ألم يكن يعلم الإمام الحسين عليه السلام أن فساد يزيد سوف لن ينتهي وبإن أتباع يزيد سوف يبقون بأفكارهم ونهجهم حتى ظهور القائم الذي سيقضي عليهم ويقلع أفكارهم من الجذور؟!
هو حتمًا كان يعلم بكل ذلك فلماذا خرج لطلب الإصلاح إذًا؟!
ولماذا يحثنا الله تعالى وبعشرات الآيات الكريمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه الظالم وقول كلمة الحق دون أن تأخذنا في الله لومة لائم؟!
إن الانتظار السلبي أحبتي هو أن ننتظر من إمامنا تغيير واقعنا المأساوي المرير دون أن نتحرك خطوة واحدة باتجاه ذلك التغيير! في حين أن القرآن الكريم يصدح بقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فكيف يهيأ الله لنا حياة كريمة في ظل إمامنا الموعود روحي فداه ونفوسنا راضية قانعة بحياة الذل والخنوع!!!!
بقلم : رويدة الدعمي
أقف كثيرًا عند عبارة ( الشعب يريد ظهور الإمام) اتأملها وأعرف جيدًا إن الذين يرفعونها في ساحات الاعتصام يتمنون ظهور صاحب الزمان أرواحنا فداه ليخلص العراق والعالم من الظلم والفساد..
لكن هل إن أمنيتنا الصادقة هذه ترفع عنا واجبنا تجاه الفساد بحجة انتظارنا للقائد الحقيقي الذي سيحارب الفساد؟!
هل يجوز لنا - بحجة انتظارنا للموعود - أن نغمض أعيننا ونصم آذاننا ونخرس ألسنتنا تجاه كل ما يحصل حولنا من ظلم وجور؟
أدهشني حقيقةً موقف البعض من الاخوة المؤمنين الذين وقفوا موقف المعارض للمظاهرات في العراق وعندما كنت اسألهم عن السبب في اعتراضهم يكون جوابهم : أن العراق لا يصلحه إلا ظهور صاحب الزمان.
خطابي لكل من يفكر بهذه الطريقة هو التالي :
إن الهدف الأول الذي من أجله حفظ الله حياة الإمام الثاني عشر عليه السلام إلى يومنا وكما أشار القرآن الكريم إلى ذلك هو الوعد الإلهي بأن يظهر الله - على يديه - الدين كله ويجعله سائدًا على الأديان الأخرى ويتمثل هذا المفهوم في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الَّدِينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33 ] .
ونحن نعرف بأن دين الإسلام لم يظهر على بقية الأديان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الآن هناك أديان تسود وتظهر أكثر من الإسلام.. فالآية الكريمة ستتحقق في زمن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله والثاني عشر من ولده كما تؤكد الروايات الشريفة وعند كلا الفريقين من علماء المسلمين.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الهدف الحقيقي لظهور صاحب الزمان هو إظهار دين الإسلام وسيادته على بقية الأديان وليس فقط لأجل محاربة الفساد ونشر العدل كما يتصور الكثير!
لذلك يجب أن تكون نظرتنا ليوم الظهور وللقائد الموعود نظرة أكثر شمولية وأوسع فهمًا وعلمًا.. فإن كان الفساد لا يمكن محاربته الا بظهور الدين كله - كما يرى البعض - فلماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام على يزيد طلبًا للإصلاح؟ ألم يقل عليه السلام ( ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولكن خرجت لطلب الإصلاح..) ألم يكن يعلم الإمام الحسين عليه السلام أن فساد يزيد سوف لن ينتهي وبإن أتباع يزيد سوف يبقون بأفكارهم ونهجهم حتى ظهور القائم الذي سيقضي عليهم ويقلع أفكارهم من الجذور؟!
هو حتمًا كان يعلم بكل ذلك فلماذا خرج لطلب الإصلاح إذًا؟!
ولماذا يحثنا الله تعالى وبعشرات الآيات الكريمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه الظالم وقول كلمة الحق دون أن تأخذنا في الله لومة لائم؟!
إن الانتظار السلبي أحبتي هو أن ننتظر من إمامنا تغيير واقعنا المأساوي المرير دون أن نتحرك خطوة واحدة باتجاه ذلك التغيير! في حين أن القرآن الكريم يصدح بقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فكيف يهيأ الله لنا حياة كريمة في ظل إمامنا الموعود روحي فداه ونفوسنا راضية قانعة بحياة الذل والخنوع!!!!