||مذبحة سربرنيتسا الكارثيّة ||
ارتكبتها ميليشيات الأرثوذكس الصربية تحت نظر العالم الدوليّ متمثلًا بأهم أجهزته في الأمم المتحدة ، تصنّف بأنها أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية راح ضحيتها حوالي ثمانية آلاف من المسلمين البوشناق "البوسنة والهرسك" العزّل ونزح على إثرها عشرات الآلاف من المدنيين واستمرت لمدة اسبوع .
ㅤ ㅤ ㅤ
كان لجمهورية البوسنة والهرسك الإشتراكية دور كبير في محيطها بسبب موقعها الجغرافي المركزي ضمن الإتحاد اليوغسلافي وقد عرفت هذه الجمهورية بتعدد الأعراق متمثلة بأغلبية البوشناق المسلمين وقد جاوزت نسبتهم الـ44%من مجمل السكان ويمثل الصرب الأرثوذكس منهم الـ31% أما الكروات الكاثوليك فيمثلون الـ17% وبعد إعلان السيادة الوطنية في أكتوبر عام1991م بدأت جمهورية يوغوسلافيا السابقة في التفكك وفي فبراير عام1992م أجري إستفتاء للإستقلال قاطعه الممثلون السياسيون للصرب والبوسنة .
ㅤ ㅤ ㅤ
وبعد نتائجه التي أفضت لصالح الإستقلال اعترف رسميًا بجمهورية البوسنة والهرسك من قبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في أبريل عام1992م على إثر ذلك قامت قوات صرب البوسنة بدعم من الحكومة الصربية بقيادة "سلوبودان ميلوسيفيتش" والجيش الشعبي اليوغوسلافي بالهجوم على جمهورية البوسنة والهرسك من أجل توحيد وتأمين الأراضي الصربية ، نجم عن هذا الهجوم صراع عنيف وحملات إبادة ممنهجة وتطهير عرقي للسكان خاصة المسلمين البوشناق في البوسنة الشرقية ، بالقرب من الحدود مع صربيا .
وقعت المذبحة في مثل هذا اليوم عام1995م في منطقة سربرنيتسا وهي منطقة تخضع لوصاية أمنية بمعنى أنها محمية من قوات حفظ الأمن الدوليّة وحلف شمال الأطلسي حيث أعلنت الأمم المتحدة في إبريل من عام1993م أن منطقة وادي درينا سربرنيتسا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حمايتها ممثلة بكتيبة من قوات حفظ السلام الهولندية إثر إتفاق مبرم عقب قيام البوسنة بمطالبتها الإستقلال عن يوغوسلافيا ، وتحت ذريعة خضوعها لتسمية “منطقة أمنية” قامت الأمم المتحدة بنزع الأسلحة من سكانها المسلمين الذين كانوا يدافعون بها عن أنفسهم أمام جبروت الجيش الصربي ، ويفترض من هنا أن يقوم المجتمع الدوليّ بحمايتهم لكن بعد أن أجبر أهل المنطقة على نزع السلاح بالكلية وتسليمها للأمم المتحدة قامت القوات الدولية بالإنسحاب المبرمج بل ومنعت حتى أي قوات من الدخول للدفاع عنهم وبذلك خلت الساحة تماماً امام الصرب لينفذوا أشنع الغارات وأبشع الجرائم في إبادة الشعب البوسني المسلم .
فلا حول ولا قوة الا بالله.