شيماء مصطفى


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan



Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


أحيانًا تؤدي المبالغة في البحث عن نماذج تفسيرية لبعض الظواهر أو الأفكار إلى الخروج باستنباطات أقل ما يُقال عنها أنها غريبة، إذ إنّها كثيرًا ما تُعرِّج في حيز النكارة واللامنطق، وهذا الأمر وإن كان في ظاهره سبرٌ للواقع ومحاولةٌ لفهمه، إلا أنه على وجه الحقيقة يؤدي إلى تزييف ذات الواقع، حيث سيغدو الواقع مُفسَرًا بناءً على قراءة مبالَغ فيها أو لامنطقية، وبالتالي ستُفتح على إثرها جبهات سجالية جديدة لتتبُع هذه النماذج التي كان بإمكاننا تجاوزها إلى الجبهات الخاوية، وهي كثيرة.
والله المستعان..،،


للحظة أتخيل البحوث العلمية بدون تجربة جوزيف طومسون عالم الذرة ومكتشف الإلكترون في تجربته الشهيرة، بل قل للحظة أتخيل المآل العلمي التجريبي بدون السببية!
في الواقع يمكن القول بأن استمرار الملاحدة في بحوثهم العلمية مدعين تنكرهم للمبادئ العقلية الضرورية هو انقلاب إقراري، وجحودٌ غير مُبرَر في ظل التفسير العقلي، لكنهم علموا أن إقرارهم بمبدأ السببية يفضي وجوبًا إلى الإيمان بالله عز وجل، ولو آمنوا لخرَّ سقف الإلحاد على رؤوسهم، فهم لم يلحدوا لعجز الإسلام عن الإجابة، وإنما ألحدوا لأنهم رفضوا الحل الوحيد الصحيح مهما كان المآل، فالآثار التي سببتها الإلكترونات على لوح كبريتيد الخارصين الذي وضعه طومسون ليس إلا تحقيقًا لمبدأ السببية، والإقرار بهذه التجربة هو إقرار ضمني بمبدأ السببية، فلا تقنعني بوجود تجربة علمية لم تعتمد على الأقل في أحد أطوارها على مبدأ السببية، يستحيل ذلك قولًا واحدًا، بل بحكم دراستي للصيدلة فإن كل العلوم التي درستها تتمحور حول السببية أو حسٍ بُحِث عن سببه أو بُحث في سببه أو بُحث لسبب، والخبر الذي ترتب في بادئه على السببية، وكل مرضٍ ندرس له دواء نبحث عن سببه الدقيق حتى يعمل عليه الدواء بشكل دقيق ليكون "سببًا" في التداوي.
فمن عجب العجاب أن ترى في نفس دعوى انتحار العقل ادعاء العلم والعقلانية!
ثم دعوى الانتحار هذه تُغَّلَّف ببريق ثقافةٍ غالبة لتلقى قبولًا بين من ألجأهم إليها انهزامهم النفسي.
فيقينًا بالنسبة لي أن البواعث النفسية للانحرافات الفكرية والعقدية هي الأكثر حضورًا، فأيُ عقلٍ فيه من السواء درجاته الدنيا يقبل انتحاره وتنكره لنفسه وسقوطه في مآزق فلسفية لا مناص له منها!
حقًا .. داء الرأي الهوى، ولو حُيِّدَ الهوى والبواعث التي تطرأ على النفس لَمَا ضل أحد، بل شرط دخول الجنة بعد خوف الله عز وجل هو نهي النفس عن الهوى، لأن الهوى لا يقتصر على الإضلال، بل يُزيِّن هذا الضلال ويُضفي عليه بريقًا يكاد سناه يذهب بدين الناس، وقد أذهب بالكثير..،،


لا حول ولا قوة إلا بالله .. هي عماد الحياة
فجميعنا لا حول ولا قوة بنا ولنا إلا بالله العلي العظيم.
أي قدرة عندنا فهي بحول الله وقوته.
أي علم عندنا فهو بفضل الله ومنَّته.
أي مكاسب لدينا فهي بكرم الله ورعايته.
ليس لنا من الأمر شيء.
فالعلم الذي تمتلكه وتستظهره وتثق به، لو شاء الله لذهب به في لمحة بصر! فلا تغتر بما تعلم، وتذكر، لا حول ولا قوة إلا بالله.
والمال الذي تملكه وتظن أنّك المهيمن عليه، لو شاء الله لخسف به الأرض، سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فلا تفخر بالمال ولا تمنع حقه، وتذكر، ليس لك من الأمر شيء.
أما القدرة التي عندك والصحة التي تسري في جسدك وتظن أنها حقٌ مكتسب لا يمكن فقدانه ولا تعبأ به أصلًا، ولا تتخيل توقف من عهدته لا يتوقف، لو شاء الله لجعلك طريح الفراش لا حول بك ولا قوة، وتذكر، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فليس لنا من الأمر من شيء، إنما الأمر كله لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..،،




منذ نعومة أظافرى، هناك .. حيث أحقاب الحياة المبكرة، لطالما انتابنى الفضول حول هذا المشهد، ربما كان تحديًا فلسفيًا بالنسبة لي، كنت أتساءل حول هذه الأضواء البعيدة، أين مصدرها؟ لماذا أتت؟ لماذا تظهر في الليل وتخفت في النهار؟
تسلل إلى ظني في بداية الأمر، أن ثمة الهاوية هناك، حيث منتهى الخلائق، ربما حافة الأرض، لا حياة خلفها، أضواء إنذار، عالمٌ آخر.
ظللت فترة أعتقد ذلك، ولكن.. لم أجد أحدًا يفيض باهتمامه على تلك الأضواء مثلي!
لا يخافون من مجهولٍ أبديٍ خلفها!
لماذا إذًا؟!
أفي غفلةٍ هم؟
أم طُمست أبصارهم حتى غاب عنها هذا المشهد المهيب المروع!
ولكن مع تعاقب الشمس والقمر في فلكيهما، حيث انكشاف جزء من أسرارهما وأنت ماكثٌ في مكان ما على الأرض، لترى هذا التعاهد الأبدي بينهما، حتى يقضي في ذلك مُقيم أفلاكهما؛ شعرتُ أن هناك غموضًا أشد من مجرد هاوية!
قلت فلربما عالم آخر مُحَقَق، وليس محض نهاية عالم آخر في مكان ما!
ظننت أن هناك كائنات ربما فضائية، أو بشرٌ مشوَّهون، أو مكان خطر للغاية القصوى!
كلما نظرت لهذا المشهد من الشرفة، أرى فيه دربًا من الغموض قد امتزج بدروبٍ من الترقب وألوانٍ من الحيرة وفيضٍ من الإشكالات وسيلٍ من علامات الاستفهام؟!
من إذا يُعلي تلك الأضواء!
وذات يوم سافرنا رحلة، هناك، حيث مررنا بطريق الجبل ذاته، كنت مترقبة بشدة، أخشى من عواقب الولوج في تلك المغامرة التي تحبس الأنفاس، وإذا بي أجد طريقًا عاديًا جدًا، عليه سيارات يقودوها أُناس مثلنا، بل قل، يشبهوننا تمامًا!
وأين الهاوية!!
أترقبها لنهاية الطريق...
ما هذا لم نسقط إذًا! لا زلنا على قيد الحياة!
وأكثر من ذلك .. أضواء الطريق هي التى تسبب ذلك، فهي أضواء بيضاء يتخللها أضواء ملونة!
مِن السيارات إذًا تنبع هذه الألوان ..
أيستطيع الضوء أن يجتاز هذه الصحراء الضاربة ظُلمات في جوف الليل بمفرده؟
كيف له هذا؟
هلّا أعلمنى من أين استجلب جسارته؟
أم هو ضوء نجمٍ بائدٍ مسافر من أعماق الزمان حيث أزمنة الفرسان!
هل نفس ضوء الطريق هو هو من يصلني كل مرة؟
أم تداخل مع أثر النجم البائد؟
أم هناك فجوة زمنية تربط بين أزمنة مترامية لم ألحظها أثناء مروري على الطريق!؟
أم ثقبٌ أسود انتقل بيننا وبدأت تمر الأشياء كالبرق ليحتضنها بداخله حضنًا أبديًا؟
ربما أستطيع سماع صوت سعادة تلك الأضواء، لطالما لم يحفل بها أحد!
فوجدَت بل أحست حثيثًا يلاحقها دومًا ..
وبعد مرور سنوات أو لك أن تقول سُنيّات مرت كأحقاب مترامية الساعات، تقلب علىَّ فيها كثير من الخبرات، ومن قصص الأولين وجدت مربط الفرس فيما بحثتُ من التحديات.
إن كان السير خلف أضواء خافتة تقبع في نهاية صحراء فارغة يمر بها أنعامٌ وأناسي كُثُر، جعلني أطيل بها النظر وأُمعن في الدليل، فتذكرت الخليل، عندما نظر إلى ما هو أعظم غاية وأرشد سبيل، فقال الشمس المتوهجة أيمكن أن تكون إلهًا جليل؟
وصل لذلك بعدما أمعن في النجم والقمر بتجرد نبيل.
وبعد طول حيرة، أيقن أنه لا يمكن أن يخلقه محض ضوء عليل..
فاصطُفىَّ ليكون الخليل، عندما وجه وجهه للخالق البارئ الجبار.
الله .. وحده الواجب معرفته، واجد الوجود، حىٌ قيوم لا يموت.
الله .. إن وصلت إليه فلا شىء مفقود.
الله .. إن فقدته فأنت حىٌ قابعٌ في مواتٍ بائد، ولم يُكتب لك الخلود.
أضواء خافتة في طبعها، تنعكس ملايين الانعكاسات بمجرد أن تصل إليَّ.
ستظل مصدرَ إلهامٍ لي .. طالما لا زلت أتنفس.
مصدرٌ يقربني من واجد الوجود، فهو أحق بكل دليل وكل إغراق فكرٍ نبيل ..،،


قال الله سبحانه وتعالى" وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" (136)[آل عمران]


عند النظر إلى تسلسل هذه الآيات نجد أنها تحوي النجاة الكاملة في طيات حروفها الشريفة، فنرى بعد أمر الله عبادَه باجتناب النار، رسم لهم خريطة توضح معالم سبيل النجاة، فذكرها إجمالًا ثم فصّل فيها ثم أورد الجزاء الجزيل كتتمة للمشهد، فإن النجاة كل النجاة تكمن في طاعة الله ورسوله، وبدأ عز وجل بالتفصيل في خير درب تجب المسارعة فيه، وصوّر شكل الجزاء كحافز للمسارعة قبل بدأ الطريق، ثم ذكر نعوتًا لعباده الصالحين السالكين هذا الطريق، ليذكرهم مرة أخرى بعظيم الجزاء بعد الكد والصبر والمجاهدة والمثابرة ليُّتَّوَّج المشهد ويختتم في كمالٍ زاهٍ خلاب..،،


كُتِب منذ عامين.


١٠- اعلم أن ذنبك يطعن في ظهر أمتك، فاحرص على حفظ دينك، وابتعد عن التفاهات والملهيات، فالأمة لا تحتمل أبدًا أيًا من هذه الترهات الآن، احمل هم أمتك، فالحياة منقضية منقضية، فاقضها في رضا ربك؛ حتى يطيب المآل بإذن الله.
١١- الحرب تعتمد بالأساس على طول النَفَس، فإياك والفتور بعد عدة أيام.
والفتور هنا لا يعنى التوقف عن نشر المنشورات الفيسبوكية_ مع أهميتها وسأذكر هذا في النقطة التالية_ وإنما تلك الجذوة التي تحدثنا عنها آنفًا تبدأ في الخمود، فإياكم إياكم، إنما هي قضيتكم فقوموا إليها مشمرين ولو أعجزتكم المنافذ من الوجود فيها، فكونوا بحماسة من فيها..
١٢- مشاركة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام والبثوث المباشرة وما إلى ذلك، لا تتمركز أهميتها في التعريف بالقضية وما إلى ذلك، لأن فى الأصل معظم الدوائر المحيطة بالفرد تكون على علمٍ بالأمر _ مع تفاوته_ والمعظم يأخذ من مصدر واحد ويقتبس من ذات المشكاة، وبعض المشاهير الذين يتحدثون عن الأمر بمبدأ الإنسانية وما إلى ذلك؛ لن يغيّروا شيئًا في طبيعة المشهد والقضية، حتى وإن أدى حديثهم لحدوث هدنة، وهذا مما نحبه لإخواننا، لكن كما نرى من عدوٍ متغطرس لا يعبأ بهذا كثيرًا.
وإنما أرى فائدته الكبرى في إشعار إخواننا أننا معهم، أنفسنا وأنفاسنا معهم، عندما أُشارك شيئًا من عند المقدسية المرابطة هنادى حلوانى، وغيرى وغيرى ... فيصل إليها ومن ورائها أن ثمّ إخوة لكم يحملون همكم وفى صدورهم لهيب من أجلكم، نعم نعم تلك اللُحمة والشعور بعزوة المسلمين ونصرتهم لبعضهم البعض "وألّف بين قلوبهم" لهذا نستمر في نشر المنشورات لتصل أنفاسنا وأنفسنا إلى أرض العز والشرف والكرامة والحرية، ونحافظ على جذوة قلوبنا مشتعلة، ولعلنا نُعّرف أحدًا بأمر لا يعرفه. ومع هذا نثمن أي مجهود لنشر القضية على جميع الأصعدة.
١٣- علينا أن نُدثر إخواننا بالدعاء لهم.
١٤- علينا أن نعلم أن كيد هؤلاء الأعداء ضعيفًا، وكيد أهل الحق قويًا، فالحق أبلج والباطل لجلج، فاثبتوا يا أهل الحق على حقكم، ﴿وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [الأنفال ٤٦]

إنما النصر صبر ساعة..﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوۤا۟ۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ یُورِثُهَا مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِینَ﴾ [الأعراف ١٢٨].

متع الله أنظارنا بالحرية الكبرى للأمة جمعاء، وأوقفنا صواف في المسجد الأقصى وقد علت فيه راية التوحيد.
والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون..،،


لو عدنا سبع سنوات من الآن في معركة العصف المأكول التي وقعت عام ٢٠١٤ حتى نعرف طبيعة المشهد وطبيعة الجولة الموجودة حاليًا...
معركة العصف المأكول كانت عدوان على قطاع غزة بسبب اعتداء صهيـ ـونى سافر على أهل نابلس وقتل عائلة الدوابشة حرقًا..
المعركة كانت في قطاع غزة واستمرت ٥١ يومًا بلياليهم..
ارتقى فيها مئات الشهداء في آخر الإحصائيات الرسمية كانوا ٢١٤٧ شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى..
ركز الصهايـ ـنة عدوانهم على حي الشجاعية بقطاع غزة..
وسطرت المـ ـقاومة الفلسطينيـ ـة حينها بكافة فصائلها أروع صور الثبات والإعداد بفضل الله سبحانه وتعالى، وحقًا أهل غزة وقفوا وقفة رجال فى ظهر
مقاومـ.ـتهم، وسطروا ملاحم في البذل والعطاء والتضحية والفداء.
حتى يوم النصر الموعود، فكل جولة حتى يأتي وعد الله لقطع دابر هؤلاء، سيكون النصر لأهل الحق طالما ثبتوا عليه ولم يخشوا في الله لومة لائم.
﴿ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیل*فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَ ٰ⁠نَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ﴾ [آل عمران-١٧٣ :١٧٤]
وبالفعل جلس اليـhود على طاولة المفاوضات بشروط رجال المقاومـ ـة.
إذًا ما الفائدة من هذا الكلام؟
١- أنّ هذه الجولة لا زال فيها سجالات، والله أعلم متى ستنتهي.
٢- يقيننا بأن القضية قضيتنا؛ إذًا فيجب أن نوقن أن ما يقوم به المرابطـ ـون والمقاومـ ـة هو دورٌ على عاتقنا أجمعين، إذًا فى رقاب الأمة جمعاء دَينٌ لهؤلاء الأبطال الغُر الميامين، ولنعلم أن ذَودهم عن شرف الأمة دوننا تفضل منهم وليس فرضًا عليهم وحدهم، وأنهم بهذا الذود اصطُفوا ليكونوا عِبادًا لله تبارك وتعالى كما أخبر في كتابه.
٣- رغم اعتصار قلوبنا على أهلنا في فلسطين عامة وفى غزة خاصة، إلا أننا نحتسبهم شهداء عند ربهم يرزقون، فبالله عليكم أي حياة تطيب إذا جاءت ميتة الكرامة؟!
٤- نرى التثبيت الإلهي في نفوسهم ويقينهم بهذا الوعد الإلهي، فنراهم ثابتين رغم المآسي العظام.
٥- ﴿وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا﴾ [النساء ١٠٤] هذه الآية الجامعة يجب أن تكون نصب أعيننا في هذا المقام، فالجميع يتألم، ولكن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، فأي الفريقين خير مقام؟
فنحن نحب الموت كما يحبون هم الحياة، ولا خيّب الله لنا رجاءً.
٦- تحملك للقضية تحملًا عمليًا يقتضي العمل لأجلها والتعريف بها لكل من حولك قدر المستطاع، والحفاظ على جذوتها مشتعلة في قلبك.
٧- يجب على رجال الأمة المنطبق عليهم شروط الجهـ ـاد أن يكونوا أكثر الناس حنقًا على هؤلاء، فهم يجب أن يكونوا بين مستعر القلب غضبان وبين من فاض ذاك من قلبه فتولى وأعينه تفيض من الدمع حَزَنًا أنه لم يستطع الخروج مع إخوته، غير ذلك فهو متخاذل.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات ولم يغزُ ولم يُحدّث نفسه بالغزو؛ مات على شُعبةٍ من نفاق"[رواه مسلم].
٨- العقيدة لا تُجابَه إلا بعقيدة، جميعنا يعلم أن هذه المعركة معركة عقيدة، فلا تنظر إليها سوى بمنظار العقيدة، فعقيدتنا تجاه القدس مبنية على كلام الله ورسوله، فلا تُسقط أو تتهاون في الأحكام والشرائع تحت أى دعوى ظنًا منك أنك بهذا تدعم القضية!
﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة ١٠٩]
لا تقل أدعمها لأجل الإنسانية أو الوطنية أو العروبة أو.. أو.. أو ..، وإنما هى قضيتي أنا لأنني مسلم، وبما أنها ترتكز على جوهر عقيدة الإسلام؛ فلا يمكن بأي حال التهاون في العقيدة أو تمرير بعض الطعنات في الدين _ كما رأينا عند البعض_ ثم ادعاء نصرة القدس لأجل الدين!
٩- قس حياتك على حياة إخوتك بين الفينة والفينة..
عندما تأكل ما لذ وطاب؛ نذكر أن منهم بات أيامًا بلا طعام، عندما تخلد إلى فراشك وقد هُيّأ لك فيه كل معاني الراحة والترف؛ تذكر أنّ منهم بات بلا مأوى أصلًا.
وهذا ليس من باب "التنكيد ووجع القلب" ولكن هكذا الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ألم نقل أننا منهم وهم منا؟! ألا تريد تذكر نِعَم الله عليك! فلتتذكر ثم تدعو لهم وتحمد الله.


خرجت اليوم إلى البَلْكونة وقت الضحى لأنظر إلى المشهد البديع الذي حوى سماء ساحرة يتخللها بعض السحب الرقيقة، والصحراء الشاسعة، والجبال التي على مرمى البصر، والأشجار الخضراء التي أمام البيت تكسر لون الرمال الصفراء، ونسيم الهواء العليل، وصوت العصافير، مشهدٌ في غاية الجمال والجلال، وبينما أقلب وجهي في السماء وأنا أتأمل عظمة الخلق وأتذكر عظمة الخالق، جاءني خاطر يقول" تبًا لمن جحد بالخالق تعالى وعمي عن هذا الجلال ليقول بسماجة "أنا أحب العلم"، تبًا مرة أخرى".
وحقيقة دومًا أمام مثل هذه المشاهد عندما أتذكر أن ثمة بشر معنا على الكوكب يكفرون بالله وينكرونه مع وجود هذه الآيات، تتبخر من عقلي أدلة الوجود وأساليب الرد والتقاط المغالطات وأشعر أن الرد الوحيد الذي سيخرج مني إذا صادفت ملحدًا في هذه اللحظة هو "يا أحمق"، وأحسبني لن أزيد..،،


وأنا في المرحلة الثانوية، عُقدِت ندوة مجانية في المدرسة لأحد "مدربي التنمية البشرية"، فاختارت الإدارة الطالبات المميزات ليحضرن هذه الندوة، وكنت منهن (للأسف هذه المرة فقط😅)، بدأ يتحدث عن النجاح طبعًا وكيف تتحدى الظروف و..و...و... إلخ، فحينها سألته وقت له: ماذا له كان التحدي في انعدام موارد الهدف في المكان الذي تعيش فيه؟
فأجابني إجابة لا تمت بصلة للسؤال! وحصر السؤال في الجانب المادي فقط!
فكررت السؤال بصيغة أخرى، فأجاب نفس الإجابة مُذيلها بعبارات تؤكد على رده.
_ تبًا لرجل القش_.
فحينها فهمت أنه مُبرمَج "على كلمتين" وليس عنده جواب أصلا؛ فهززت رأسي بالموافقة وسكتت.
ثم استمر في الحديث على ذات الوتيرة، وفي نهاية الندوة قال: أغمضوا أعينكن وطيروا في أحلامكن وتخيلوها، أنا أتحدث جديًا هيا ابدأن!
حينها ضحكت من هذه السذاجة وعدد من الزميلات، وأخريات بالفعل أغمضن أعينهن باحثين عن الحلم والهدف.

في المرة الثانية الذي جاء هذا الرجل إلى المدرسة وحضرت كذلك، أذكر أنني كنت في وادٍ وهو في وادٍ آخر، لأنني أعرف ماذا سيقول.
والأكثر طرافة أنه متلبس حالة الرجل النموذج المثالي المدرب التنموي، حتى أنني صادفته بعدها بعامين في موقف المواصلات أثناء عودتي من الجامعة، لأجده يعيش تلك الحالة مع نفسه وفي تعامله مع الناس.

لماذا ذكرت كل هذا؟

عندما يكون هذا الخِطاب من "مدرب معتمد" على حد زعمه وزعم المدرسة، فكيف بمن ليس "معتمد"؟
وبغض النظر عن عشرات الأسئلة التي تدور حول الجهة التي اعتمدته؟ وصلاحياته؟ وتخصصه؟ و...و...و..إلخ، إلا أنّ الإشكال عندي ليس هنا تحديدًا، وإنما ثمة سؤال آخر أهم، وهو ما سبب القبول والرواج الذي حظى به خطاب التنمية البشرية مع ما يحمله من هذا الكم من الهشاشة والسفه وعدم المنطق؟
حقيقةً أول ما لفت انتباهي هو ردود فعل الشباب الذي تلقوا هذا الخطاب وخصوصا لأول مرة، سواء عبر محاضرات مسجلة أو على أرض الواقع، حيث تجد أن أول ما يتبادر إلى أذهانهم معاني تتمحور بشكل أساسي حول التعبير عن الذات واكتشافها، والشعور بالقدرة والأهمية.
فعندما تبحث عن السبب الذي جعل هذه المعاني _ التي هي في جزء كبير منها فطري وأصيل لأي إنسان سوي_ تمسّ الوتر الحساس عندهم، وتجعلهم يتشبثون وينجرّون خلف هذا الخطاب كمنقذ لهم، واعتبروه ممثلًا لمعاني مفقودة عندهم، هو في البيئة التربوية التي نشأوا فيها _ بمفهومها الواسع الذي يشمل الأسرة والعائلة والشارع والمدرسة والمرافق العامة وغيرها من أماكن التعامل البشري في حياته_ حيث إنّ الغالب على معظم هذه البيئات هو التهميش والتقليل من آراء الأطفال وحتى الشباب، مع الكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية التي تُمارَس على الكثير منهم _ سواء في أسرتهم أو في بقية أجزاء البيئة التربوية الممتدة _ فيكبر هذا الطفل فاقد الثقة بذاته، صورته مهزوزة أمام نفسه، لا يستطيع أن يأخذ قرارات أو أن يدافع عن حقوقه أو أن يأخذ موقفًا بمفرده، وصفات أخرى تتبلور في الهشاشة النفسية
_ ولذا أنا لا أستغرب أبدًا من ازدياد معدل/ظهور الهشاشة النفسية في هذا الجيل، لأن منحنى الإشكالات التي في البيئة من عوامل مستجدة تزداد بالتوازي مع عدم وجود بيئة قادرة على الإتيان بالأساسيات( لأنها من نفس الحاضنة المجتمعية)، بالإضافة إلى بعض الوعي الذي أظهر خطأ هذا النمط البيئي خصوصا في ظل شيوع وسائل التواصل الاجتماعي، مما أوضح هذه الهشاشة أكثر، لأنه حتى مع تواجد صور من الكبت والهشاشة النفسية في الأجيال السابقة، إلا أنه لم يكن هناك فسحة تتيح ظهور هذه الإشكالات بوضوح_
فبمجرد سماعه لخطاب _ مهما كان سفهيًا فهو لا يملك أصلا الحس النقدي_ ينفض غبار هذا شعور التهميش وعدم الأهمية؛ يستمسك به لأنه يرى أن استمساكه به مرادفًا لاستمساكه بذاته التي كادت أن تختفي وتذوب من شدة التشويش والتهميش.
ويربط إيمانه بذاته بإيمانه بهذا الخطاب، ولأنه _ كما قلت سابقًا_ لا يملك حس نقدي أو ملكة فكرية، فيكون إيمانه بالخطاب = إيمانه بصاحب الخطاب _ لا يفصل بين الذات والمعنى_ وبالتالي تنتقل كل أفكار " أو هرطقات" هذا المتحدث بصحيحها وخطأها، وسفيهها ورصينها _ وقليلٌ جدًا رصينه_ و.. إلخ.
ويعتبر أي هجوم على الخطاب هو أو حتى نقد رصين، هو هجوم على ذاته التي _ أخيرًا _ وجدها، وهلم جرا في هذه الدوامة.

لذا _في رأيي_ أرى أن معالجة إشكالية شيوع خطاب التنمية البشرية المهترئ لا يمكن أن تُختزل في نقد الخطاب _ مع أهمية ذلك _، ولكن الأصل هو إصلاح الحاضنة المجتمعية ليخرج منها إنسان سوي لا يحتاج أصلا لهذه الخطابات فضلًا عن أن تؤثر فيه، وهذا أمر شديد الأهمية، لأنني من خلال تعاملاتي المباشرة مع بعض من تأثرن بهذا الخطاب أو تشربنه، لاحظت إشكالات كثيرة واضحة بسببه _ لا يسع المقام لتفصيلها_، والوقاية _ دومًا_ خيرٌ من العلاج.

أسأل الله أن يبلغ هذه الأمة رشدها..،،


والله هذا الموضوع ما يقال فيه كثير ولكن نكتفي بهذا وأرجو من الله أن يجعل هذا الكلام سببًا في الحد من هذا الخَبَث.
أسأل الله أن يبلغ هذه الأمة رشدها..،،


الدراما وسقف الحياء

عندما كنت في الثانوية، نظم أحد المدرسين مع مجموعة من المشرفين رحلة إلى إحدى المدن، فذهبت مع مجموعة من صديقاتي ومدرسة كذلك كانت معنا، ومر اليوم بشكل جيد، ولكن بينما كنا في طريق العودة، حيث أسدل الليل ستاره، وكانت الحافلة تسير في طريق زراعي شديد الظلمة لا أضواء فيه، إذا أخرجت يدي من النافذة لم أكد أراها، والطريق يقع بين أرضين زراعيتين منخفضتين عنه بأمتار، لأجدهم فتحوا تلفاز الحافلة على فيلم "كوميدي" لهذا المدعو "رامز"، حينها كنت متوقفة عن مشاهدة هذه الأفلام والمسلسلات منذ خمس سنوات، وبالتالي فإن كل كلمة بل حرف خارج السياق يقع في نفسي موقعًا تقشعر منه، فالحمد لله انقطعت الألفة والتطبيع اللَذَين يصنعهما كثرة المشاهدة لهذه الأشياء حتى يصبح لفظ المشاهد الخارجة مقتصرة على الفواحش البيّنة، اشتغل الفيلم ووجدت من حولي يقولون " آه حلو جدا هذا الفيلم ومضحك"، وأنا أعلم أنهم ما قالوا ذلك إلا من الإلف الذي حصل لهم، وبالفعل لم أتحمل الاستمرار في المشاهدة أكثر من دقائق خصوصًا ومشهد الظلمة التي تحيط بنا يحيطني بخوف شديد، ليس للظلمة في ذاتها، ولكن لكوننا في وقت متأخر والجميع _بما فيهم السائق _ مرهق، وأقل انحراف للحافلة ستودي بنا جميعا، ما أحببت أن يكون هذا آخر ما نشاهده، ثمة مواطن يجب أن يكون خشية الذنب والعظة فيها أعظم، والمرعب أن يحصل العكس.

المهم كانت الضحكات تتعالى من حولي، وأنا أقول بداخلي إلى هذا الحد انحدر الذوق، ثمة عبارات قيلت كانت خارجة عن النص خادشة للحياء، والغريب أنهم يضحكون!

ظل المشهد هكذا وأنا بداخلي أرجو أن نصل على خير، والحمد لله وصلنا، وبعدها لم أستطع تجاوز هذا المشهد، حيث أنني لاحظت أن أغلب من اعتاد مشاهدة الأفلام والمسلسلات أصبح تصنيفه للعورات والصحيح والخطأ مختلفًا، أصبح يرى أن النظر إلى النساء المتبرجات طالما في مشهد كوميدي لا بأس فيه، أصبحت ترى أن الإيحاءات الفاحشة التي تُقال طالما أنها تلميحات فلا بأس، أصبحوا يرون أن هذه الأفلام "الكوميدية" صالحة لاجتماع العائلة عليها!

ومع الوقت تتكسر مزيدًا من الحدود ويكسرونها منتجو هذه الأعمال عمدًا، فمن قَبِل أن ينظر إلى الممثلة في بداية الفيلم الكوميدي "الرائع" وهي متبرجة مع بعض الحشمة، سينظر إليها في منتصف الفيلم وهي على أحد الشواطئ! وسيستمر حتى ينتهي منه ويقول هذا مشهد عابر!

لذا أصبحتُ لا أندهش كثيرًا عندما أرى أن المروءة في مجموع الشارع صارت ضامرة، وأن التبرج صار منتشرًا، وأن كل فضائل الحياء صارت تفصح عن نفسها باستحياء!

بل لا أستطيع أن أنسى هذا الموقف الذي حصل في العام الماضي في آخر فصل دراسي لي ، حيث استضافت الكلية طبيب أورام لإعطاء ندوة تعريفية عن سرطان الثدي، وبالطبع لن أتحدث عن كم العبث في الترتيب أن يجعلوا من يحضر الندوة هم طلاب البكالوريوس في كلية الصيدلة الذين درسوا عدة مقررات عن السرطان، فكان الأولى أن يحضره طلاب الفرقة الأولى أو يذهب إلى الكليات غير الطبية ليكون هناك فائدة حقيقية، المهم بدأ يتحدث وكلها بديهيات بالنسبة لنا، وبالنسبة لي أخرجت الهاتف وبدأت أقرأ في كتاب "كامل الصورة" للأستاذ أحمد يوسف السيد (كتاب جميل وبسيط أنصحكم به)، وهو مستمر في الشرح، حتى انتقل إلى شرح حَقْن السيليكون ومخاطره وما الحالات التي تحتاجه، وكل هذا لا بأس به في سياق علمي، ولكن أتفاجئ بعدها أنه يقول سأسأل الشباب سؤالا، ثم قال: الممثلة الفلانية ( سمى اسم ممثلة أجنبية لن أذكرها) حقنت سيليكون أم لا؟
حينها أنا تجمدت مكاني واحتقرته، ومن الصدمة انفجر الجميع بالضحك!
تخيلوا أنّ هذا البني آدم رأى أن سؤاله الشبابَ عن مفاتن امرأة والتمعن فيها لمعرفة الإجابة شيء لا بأس فيه، بل لا بأس أن يسأله على الملأ في حضور فتيات!
وما هذا إلا نتيجة إلف المشاهدة التي ذابت فيها الحدود وأصبح مشهد ممثلة متبرجة إلى هذا الحد عاديًا!

والغريب أن الناس تستغرب وجود أشخاص يمتلكون منافذ المشاهدة ولا يشاهدون، والله لو علموا كم النفايات التي تلقى في عقولهم ونفوسهم لفروا منها فرارهم من السباع، يكفي إلف رؤية المعاصي، سبحان الله الإنسان عندما يبتعد عن هذه الأشياء يستشعر نقاء في قلبه بل لا يتحمل بعدها المشاهدة، حقًا لا يتحمل وليس ذلك ناتج عن منع نفسه وكبحها، بل النفس تنفر من هذا المستنقع.

ربما الأمر يكون صعب بعض الشيء في البداية، لكن بالمجاهدة وصدق العزم يوفقك الله عز وجل للإقلاع عنها، هذا وعدٌ إلهي، فقد قال الله عز وجل﴿وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [العنكبوت: ٦٩]، ووالله لتجدون ثمرة هذا في قلوبكم ونفوسكم وأبدانكم وإيمانكم، بل ومجتمعكم.

اشغلوا أنفسكم بما ينفعكم وينفع دينكم وأمتكم، ولا بأس في بعض الترفيه ولكن المباح، الذي لا يفسد ما بنيت، ولا يهدم ما شيدت، ولا يحرق ما جمعت.


إنّ الكثير من أبناء هذا الجيل الذين وُلِدوا في ظل هيمنة الثقافة الغربية، وبعد موجة التغريب في التعليم والحياة إبان الاستعمار، يشعرون بغضاضة من التحدث بلغةٍ عربية فصيحة، أو حتى عامية خالصة من كلماتٍ أعجمية، والكثير منهم يستبعد إمكانية الدراسة بالعربية وممارسة الحياة العلمية بها، إنّ دواء هذا الإشكال إجمالًا يمكن أن يدور في ثلاثة أفلاك:

١- إعلام هذا الجيل بتاريخ تلك العلوم من حيث أصل نشأتها ومنشأها، وأنّ ثمة أجيال درست كل العلوم بالعربية وتفوقت فيها على أقرانها ممن درسوها بلغات أجنبية.

٢- توعية هذا الجيل بالعلاقة الوثيقة بين استيعاب العلوم والإنجاز والإبداع والاختراع، وبين الدراسة باللغة الأم.

٣- أنّ النهضة المادية الغربية التي خطفت أبصارهم وبصائرهم يمكن تحصيلها بل وريادتها لو اتبعنا طريق النهضة الإسلامية الذي بدايته إعادة دور اللغة العربية ومن ثمّ إصلاح التعليم وأسلمة المعارف لإقامة نهضة حضارية، إذ لا يُتصوَر قيام نهضة لأمةٍ لا تملك منطلقاتها المعرفية..،،


شيماء مصطفى dan repost
ينتفع المرء بالعزلة إذا خاضها مستعينًا بالله أولا، ثم عالمًا مآلاتَها، فاهمًا لنفسه مدركًا طبيعتها وخباياها، مستغنيًا بالله عن الناس، غذاؤه من داخله نابع، فلا ينتظر من يغذي نفسه من الخارج، حينها عندما ينعزل يزداد معرفة بربه ونفسه، ويدرك مواطن قصوره، ويعرف مواضع حبوره، فتتفتق الحُجُب عن أغوار نفسه، ويخرج بإبداعات ما كانت لتخرج إلا بمروره بتلك الحالة، ونرى هذا جليًا في علماء المسلمين الكبار، فالخمسة أشهر التي اعتزل فيها ابن خلدون؛ خرج منها بمقدمته التي تعتبر من نفائس النِتاجات البشرية، وكذا بن حزم رحمه الله، وأبو حامد الغزالي رحمه الله وغيرهم الكثير من العظماء، فأمثال هؤلاء يحسن في حقهم العزلة، بل هي واجبة عليهم حتى يتسنى لهم إخراج تلك الدرر، فكثرة وطول الخُلطة تُفسد القلب وتُشتت النفس وتُضيع المرء وتُذيب العقل.

أما من عَلِم في نفسه ضعفًا وعدم قدرة على مكابدة العزلة، فإنه حتمًا واقعٌ في كآبة وخواء وألم، وفرصة سانحة لتتخطفه الشياطين، فتصبح العزلة في حق هؤلاء مكروهة بل قد تصل إلى عدم الجواز لما ستؤول إليه من مفاسد عظيمة، وعليه أن يجد صحبة تعينه على إيجاد نفسه.

والقول الفاصل بين هذه الحالة وتلك، هو إدراك المقدمات وتوقع المآلات واستشراف ما هو آت، وقبلهم الاستعانة برب الأرض والسماوات..،،


شيماء مصطفى dan repost
لا مناصَ من موجات حزنٍ تصيب كل إنسانٍ فينة بعد فينة، ولا بأس ببعض العزلة التي تتيح مراجعة النفس وتقييمها وتقويمها، ولكن إبّان هذه الفترة عليك أن تراقب نفسك بدقة، لأن مآلات الحزن والعزلة ليست واحدة.

منذ فترة تكاسلت عن كسر بعض حبّات الجوز، فوضعتها جانبًا ولم أنتبه لها سوى بعد شهر تقريبًا، فقررت أن أكسرها بنفسي، وعندما أحضرتها تفاجئت أنّ أغلب الحبّات حصل فيها شق تلقائيًا، مما جعل من مهمة إخراج لُبها أمرًا يسيرًا جدًا ولم أحتج أيَ آلة لفتحها.

ولكن بعدما تناولتهم لفت انتباهي حال تلك الحبات، ووجدتني أتساءل: يا ترى هذا الصدع الذي حصل فيها من العزلة والترك، هل هو علامة نضجٍ أم انكسارٍ وضعف؟
ويا ترى هل إخراج ما فيها يعتبر خيرًا لها وأنها جادت بخير ما تملك بدلًا من أن تفنى وهي تحمله ويضيع؟ أم أنها فقدت ذاتها لضعفها وانكسارها وباتت خاويةً ضامرة؟

في الواقع أرى أن النموذجين وارد حدوثهما في تلك الحالات، فدعونا نتناول كليهما ونرى المآلات.

نموذج النضج

لو نظرنا إلى تلك الحبات واعتبرنا أنّ ما حصل لها طور من أطوار النضج؛ سنعتبر حتمًا أن أفضل شيء حدث لها هو إخراج لبّها في تلك الفترة، ولنعرف لماذا دعونا نعيش رحلة النمو على اعتبار أن هذا الشق مآل طبيعي لأطوار هذا النمو.
هذه الثمرة عندما أنبتها الله في الشجرة كانت في غاية الصغر والضعف، ثم بقيت على الأغصان تنمو وتكبر ولا زالت غضة طرية لم تتكون بشكل جيد ولا تصلح للأكل، ثم نضجت وتصلبت قشرتها، وجُنيت في تلك المرحلة التي يحتاج المرء فيها إلى مطرقة حتى يحطم تلك القشرة ويحصل على لُبها المفيد اللذيذ، ولكن ثمة مرحلة هي أكثر نضجًا وهي عندما تُترك فترة بعيدًا عن الأنظار التي لو رأتها ستسارع إليها بالمطارق، فتزداد نضجًا ونماء، فتجود بذاتها دون أي ضغط خارجي، ولكنها لو بخلت بما عندها وتنصلت من إيصال هذا اللب؛ ستخترقها البكتيريا والكائنات الدقيقة فتفُت عضدها وتفسد قلبها وتُعجّل بها إلى حتفها، فتعطب ويضيع ما فيها ولا ينتفع به أحد.

لو أنزلنا هذا النموذج على الإنسان، سنجده تمامًا يمر بذات مراحل النمو، وعندما يصل إلى نقطة معينة من المعرفة التي تُمكّنه من ابتداء البذل والعطاء، أحيانًا كثيرة تتسارع إليه بعض المطارق، سواء متعلقة بحياته أو بماهية هذا العطاء أو جوانب أخرى كثيرة جدًا تفضي به إلى عزلة يطمئن إليها ويلجأ إلى الله فيها، فينظر ويدقق ويمحص حتى يزداد بتوفيق الله نضجًا وتوازنًا، فعندما يخرج من هذه العزلة تكون جاهزيته أعلى ولياقته النفسية والحياتية أكثر نضجًا، مما يتيح له العطاء على بصيرة، والبذل المناسب لإمكاناته، والحرص على تمحيص ما يقول ويعمل وتبيين الحق للناس وعدم كتمانه.

ولكن في ذات الوقت لو شحّ بعطائه وأراد أن يضن بعلمه دون مانع معتبر؛ فإنه بذلك يفتح بابًا واسعًا لشياطين الإنس والجن لتعبث بقلبه وتخوض فيه، فلا تتركه إلا وقد أفسدته، ويصبح مثل من قال الله عز وجل فيه {وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِیۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ} [الأعراف :١٧٥] فانسلاخه من الآيات البينات، واخّلاده إلى الأرض؛ أورثه الحرمان من الرفعة بهذه الآيات، واستحق أن يكون عبرة لمن يعتبر {وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُۥۤ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَیۡهِ یَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ یَلۡهَثۚ ذَّ ٰ⁠لِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف ١٧٦]، وكان علمه وبالًا عليه لا نفع به ولا انتفع منه.

نموذج الضعف

لو اعتبرنا أنّ هذا الشق الذي حصل انكسار وضعف، دعونا نتخيل المقدمات والمآلات.
فتلك الحبات عندما انعزلت بعيدًا عن مجموعها؛ تصدت وحدها لعوامل البيئة والمحيط، فاستقبلت من العواصف والبرد أو الحر والرطوبة وغيرها ما أثقلها وما احتملوا أن يصمدوا أمام هذه العوامل الطبيعية المؤثرة؛ فانفلقت ضعفًا وحزنًا، وفقدت لُبّ ذاتها وبقيت خاوية فارغة لا جوهر لها ولا فائدة!

عندما ننزل هذا النموذج على الإنسان؛ سنجد أن البعض يكون هذا مآل العزلة والحزن، فيترك نفسه تنهشها الحزن دون أن يستعين بربه عليه، ودون أن يأخذ الأسباب اللازمة للتخفيف منه، ودون أن ينتبه لوساوس الشياطين التي تفت عضده، ودون أن يتذوق معنى الرضا والصبر، فتنسل نفسه من بين جنبيه نَفَسًا نفسًا حتى يفقدها جميعًا دون أن يشعر، ويتفاجئ بعد ذلك أنه صار شخصًا لا مباليًا خاويًا، جسدًا بلا روح، ويمكن أن يورثه ذلك ضعفًا في دينه ويأسًا من رحمة الله وروحه؛ فيقع في المحرمات والكبائر، خسر الدنيا والآخرة.

متى تصبح العزلة نافعة؟


شيماء مصطفى dan repost
١+١= ...؟

في المحاضرة الأولى له في عامي الأول، سألنا د. ياسر عميد كلية الصيدلة هذا السؤال: ١+١ يساوي كم؟ البعض أجاب ( اثنان) والبعض صمت _وكنت منهم_ لأنه سؤال بديهي جدًا فمن الواضح أن هذه ليست الإجابة.

وفعلًا قال لنا ما يعني: في علم الأحياء ١+١ يساوي أي رقم في الدنيا إلا الاثنين، لا يوجد أبيض وأسود، بل هناك مدى تتحرك فيه، إذا سألتك عن عدد نبضات القلب الطبيعي وقلت لي سبعون فإجابتك خطأ، بل قل هناك مدى صحيح من سبعين إلى مائة وهذا المدى نفسه يتفاوت حسب الفترات العمرية المختلفة والحالة الحيوية.

وهذا الدرس من أهم وأعمق الدروس التي تعلمتها، هذه العقلية المرنة المُحررَة من القولبة وتستطيع فهم وتقبل فكرة المدى، فكرة أنه لا أبيض وأسود فقط، فكرة أن المدى نفسه يختلف من ظرف لآخر تحت عوامل عدة، وبرأيي هذا من أهم الأسس التي يجب أن تتوافر في أي إنسان أراد أن يخوض الميدان البحثي أو الفكري أو الاجتماعي أو النفسي.

وقد بلوَّر هذا المبدأ عندي علم الفقه والحديث في العلوم الشرعية، فعندما تقرأ تفصيل حكم شرعي عند العلماء وتدرس أصول الفقه ثم تنتقل إلى القواعد الفقهية المستنبطة منه والتي على أساسها يتم بناء الأحكام، تلاحظ بجلاء أن أهم عامل فيها هو العقلية المرنة التي تعطي اعتبارًا كبيرًا لمناط الحكم الواقعي، ولا يوجد قالب حكمي يُلفّق لأي شخص عنده إشكال مشابه، بل كل حالة بذاتها.

أما عن علم الحديث وهو الأكثر إبداعًا، عندما ترى العلماء الكبار يحكمون على رواية بالضعف الذي لا يحتج به، ولكن في ذات الوقت يقولون يمكن أن تعاضِد رواية أخرى، وترى تحرير لفظ ( حسن) عند كل عالم والمدى الذي تركه له، إبداع رهيب في تحقيق هذا المبدأ وفي مرونة العقلية الحديثية وعبقريتها.

ولعلنا افتقدنا هذه العقلية في الكثير من المساحات الفكرية، فنجد القوالب مجهزة عند البعض يلبسونها من أمامهم دون أي اعتبارٍ في مشهدٍ يكاد يصيب الإنسان بيأسٍ أو حزن أن تظل تلك المساحات الفكرية بهذا الجمود والقولبة.

كم أتمنى أن نكسر تلك العقلية المقولَبة التي أصابت البعض، فهي من العوائق الحقيقية في إشكالات كثيرة على الساحة، وقد ساهمت العديد من العوامل في تشكيلها.

أسأل الله أن يبلغ هذه الأمة رشدها..،،


شيماء مصطفى dan repost
أتعجب العجب كله عندما أرى أحدًا سمع من أحد العلماء بعض كلامه أو جله أو حتى كله؛ فظن أنه أحاط بعلمه، ونزل منزلته، وبلغ مرتبته، والأدهى أنه يُظَن في من سمع عنه وأخذ منه واستقى من فيضه؛ فكتب طيفًا من أطيافه، أنه أصبح أيضًا مُلمًا بعلمه بالغًا فهمه!

الحق أنه مَثَلُ العالم ومَثَلُنا، كمثل ينبوعٍ يفيض في إناء، حتى يمتلأ ويفيض هذا الإناء، فيستقي منه العشب والكلأ، فلا الإناء أحاط بالينبوع، ولا العشب بلغ ما في الإناء، فلو ترك الإناء مكانه لتوقف فيضه، وتبخر ماؤه، ولمات العشب إما غرقًا من الينبوع فهو لا يصمد أمامه، وإما عطشًا لعدم توافق المصب معه.

أما الينبوع الذى لا ينتهي، هو علم الله المُطْلق وآياته، يفيض الله عزّ وجل به على عباده الصالحين ما داموا لم يخلدوا إلى الأرض ويتبعوا الهوى، والإناء هو ذاك المصطفى للعلم من ربه، ولا يفيض حتى يمتلئ، ولا يستمر فى الفيضان إلا إذا استمر في الرِواء من المنبع، وأما نحن فالعشب، نأخذ من ذلك الفيض ونأمل المزيد وننتظره، فلم نبلغ شيئًا سوى قطرات فيض الإناء، التي لا تعدل شيئًا من فيض الينبوع!

ربما ينمو هذا العشب بعد سنينٍ طوال، ليكوّن اللحاء والأخشاب، ويشتد عوده وساقه، فيُصنع منه إناءًا جديدًا، ليتعرض لفيض الينبوع وعطائه، حتى يمتلأ، ومن ثمَّ يفيض ... وهكذا دواليك..

وربما لا تنمو تلك الأعشاب وتموت في صغرها، أو لا تحسن المقصد فتُعرِض عن الفيض!
فقليلٌ من قليلٍ من قليل!
فإيانا وهذا الظن! فإنه مصرفةٌ ومهلكة!
والله المستعان..،،


شيماء مصطفى dan repost
يصيبني حالة من التعجب والاستغراب حينما أرى أحدًا أصابه حزن؛ لرؤيته أحدًا قد أحرز نجاحًا ما هو لم يحرزه! _ طبعًا أتحدث عن النجاحات الحقيقية بما فيها نفع_ وكذا ما أراه من استثارة بعض الأحقاد على هؤلاء!
منبع الاستغراب هنا ليس مُتفجرًا من مُسلَّمات إنسانية ضرورية، وهي اختلاف الكفائات والقدرات العقلية والنفسية والبدنية؛ مما يجعل تنوع مجالات النجاحات وتفاوتها أمرًا طبيعيًا جدًا يسوغه كل عاقل.

وإنما لكوني أراها علاقة تكامل .. كيف؟

أرى المجتمع المسلم عبارة عن آلة كبيرة، بها تروس ومحركات كثيرة، وكذا مسامير وهيكل ومعدن وقواعد وأسلاك ومكابس، وهذه الآلة يجب أن تعمل بكامل كفائتها؛ لتحقق المنشود من خلق الكون والحياة بكافة مقتضياته الإنسانية وبما أراد الله، أى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى بكافة الصور والوسائل.
فكلٌ منّا يمثل شيئًا في هذه الآلة، البعض يكون مُحرك، نعم دوره مركزي وسببٌ أساس في صحة الآلة وجميع مكوناتها، ولكن هل يمكن أن تعمل الآلة بمحركات فقط؟

بالطبع لن تكون ذات فائدة أو نفع، إذ أنها ستكون طاقة مهدرة لا ينتج عنها المنتج المُراد.
وإنما كلٌ يُسِرَ لما خُلِقَ له، فتأكد أن كل الأدوار لها ذات الأهمية وإن لم يكن لها ذات المركزية، وتيقن أنك موضوع تمامًا فى مكانك الصحيح، ودونه قدر أنملة لن يكون مناسبًا لك.
وإذا رأيت بعض الأشخاص أصبحوا متعددي الأدوار؛ فلتعلم يقينًا أن ثَمَّ مقصرون تركوا مواقعهم، وفرّوا من الزحف، فكان لِزامًا على غيرهم القيام بأعمالهم لئلا تفسد الآلة، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، فإما أن يتوبوا ويرجعوا، وإما البواء بغضبٍ من الله.

وعليك أن تكون فخورًا بهؤلاء الذين وقفوا على ثغورٍ ليست لهم لئلا تنهار الآلة ويفسد المآل.
ولتفرح بكل ترس يعمل بشدة، وكل محرك يتحرك بعزم، وكل جدار صامد، ومسمار صنديد، ومكبس حَمول، ولتشجعهم على المزيد من العمل، لأننا جميعًا يجب أن يكون المنتج نُصب أعيننا، فنريده منتجًا قويًا متفردًا، فَعله من فعله، لا بأس، فليس المهم بمن يظهر الحق، المهم أن يظهر الحق، فتيقن أنَّ نجاحه من نجاحك، وقرائن عزمه تحتويك، ونِتاج مثابرته تصل إليك لا محالة.

وإن كنت باذلًا من الجهد المزيد، فإياك أن تبذله ليُقال عنك كذا وكذا، أو لتحل محل جزء آخر ويكأننا في صراع معًا لا في لُحمة يكمل بعضنا بعضًا، وإنما ابذله وبشدة؛ ليقوى الناتج وتترسخ المبادئ وينعم الجميع.

وإياكم وظن الاستحواذ، وأن من أصبح ناجحًا أخذ مكاني أو أعجزني بما آلَ إليه وربما لن أبلغه، وإنما هو انسجام وتناغم بيننا ولله الحمد .

فافرحوا بنجاح بعضكم البعض، وسلوا الله لهم ولكم المزيد، فذاكم سعادة الدنيا والآخرة..،،


شيماء مصطفى dan repost
بالنسبة لي أرى أن الأخذ من العلوم النافعة والحضارات الأخرى في مجالات الحياة المختلفة والتي قد لا تكون متوافرة في الحاضنة المجتمعية التي أعيش فيها _بذات القدر في هذا المكان_، بالقدر الكافي للوصول لمعرفة معينة، هو أمر إنساني ضروري.

ولكنني أرفض وبشدة قبول الأفكار التي تمثل " النظارة" التي يرى المرء حياته من خلالها، دائمًا أريد أن تكون تلك النظرة الحياتية نابعة من بارئ الحياة وبالذي أراده هو سبحانه وتعالى، وأريد تلك النظارة نقية نظيفة تقوّم بصرى لا تعله، تبَصِّره بحقائق الأمور ومآلاتها، لا تطمس بصره عنها، شفافيتها لرؤية الأشياء، وطهارتها من الأخلاط والشبهات؛ جعلت من الحياة شيئًا رائعًا، ليس لكون مُتعِها ولذَّاتها، ولكن لكونك عالم بمقتضياتها ومصيرها؛ فتتوجه للطريق القويم، والصراط المستقيم الذي لا عِوَج فيه ولا ميل، فتسير دون عتمة، ولن تشكو من كثرة الالتفات، لأنك تعلم علم اليقين أن طريقك هو عين الطريق الذى أراده خالقه وخالقك، وكلما أقدمت فيه المسير، وطال شوطك فيه؛ ازدادت البراهين تجليًا وتلألًأ ووضوحًا أمامك.

ثم إذا ما استرقَت عينك نظرة إلى ما هو دون الطريق، سترصد قطعًا من الليل مظلمًا قد غمرت خلقًا كثيرًا، فلتحمد الله وسله الثبات؛ علّنا نلقاه وهو راضٍ عنّا بإذن الله..،،

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

39

obunachilar
Kanal statistikasi