عزيزي نون ..
أردتُ أن أكتب لكَ في أخر يومٍ من شهر نوفمبر ،
فلم أجد الفرصة لأخطَّ لك صفحًا من حروفي ،
اليوم هو الأول من ديسمبر ، شهرُ الحبّ ، والدفء ،
أخر شهر في هذا العام .
عامٌ مرير ، تبلدت به مشاعري و تجردتُ من نفسي ، وأصبحت الفتاة الأكثر برودًا ، تمردتُ على قلبي وتناسيته تمامًا فبقيت أفعل بما يمليه عليَّ عقلي ، أصبحت قاسية على غير عادتي ، لم أعد أبحث عن نصفي الأخر بدأت أحبّ كينونتي الخاصة والوحيدة ، وحدانية أيامي ، شتاءٌ منفصل عن العالم استقل وحدي نهاري فلا أبالي بمن جاء أو رحل ، لم أعد أحصي أيامي بعدك منذ اليوم الواحد والعشرين من المئتين ، أخبرتك أيضًا ؟
تفاديتُ خطتي (أ) و (ب) لأتخلص من أولئك الحثالة إن حكمي في الحياة لم يكن إعدامي بأحد المجازر المفتعلة من سلسلة دماغي الإجرامية ، بل كان بكوني تحولت بشكلّ كبير ومفزع إلى كتلةٍ من البرود وانعدام الرغبة والشغف ، بدأت أعيش أيامي لكوني أعيشها فقط فلا تعني لي كيف تمشي ولمَ ، لم أعد أرغب في بناء بيتٍ مغمور بالحب في ليلةٍ ربيعية مقمرة ، تلك الحياة الدافئة التي تمنيتها معك لم أعد أحبها الآن فأشعر بانقباضٍ في قلبي كلّما تذكرت أمنياتي تلك ، لم تكن نصفي الأخر لكنك غششتني فأيدعت في قلبي بذور حبّك لكنها الآن جفت فأكلها اليباس وبقيت أنا بلا حبٍّ بلا بذرة بلا حنان ..
لا بد أنَّك الآن بأحد الأماكن العامة تترقب الطرقات والناس كما اعتدت أن أفعل أنا ، ثمَّ أنصت بصمت إلى كلَّ الأحاديث ، أقرأ الابتسامات ، أترجم الوجوه والحركات ، أفكر بالناس وأدخل في عمق أدمغتهم فيسهلُ عليَّ معرفة كينونتهم ،
عزيزي نون ، إن شمسَ الشتاء الدافئة هي ذاتها شمس الصيف الحارة ، وأعلم أنكَ لا تحبُّ الصيف ، لتحذر من كون هذا الشتاء قد يكون صيفًا حارًا على قلبك ، فكلُّ ساقٍ سيسقى بما سقى ..
عزيزي نون إنّني وأن ودّدت الانتقام ، لجردتك من كل شعورٍ لطيف عشته وجعلت من شمسي نارًا تأكل كل خضارٍ في حضن قلبك ، لكنني أنا ، شمس
لا أقترب ولا أبتعد ، في مكاني وحدي وأغيب فأترك خلفي ظلامًا لا فكاك منه ..
إلى الثاني من ديسمبر ..💛
Lojain@shine_of_the_sun
