أنهيا عملهما بعد أن تجاوزت الساعة الثانية و النصف ظهرًا، و زيادةً على ذلك فقد كان عليهما كنس الأرضية التي استقر عليها ما تبقى من ذرات الغبار الهاربة.
أثناء عمله فقد مرر تلك الممسحة إلى ما تحت السرير فاصطدمت بشيءٍ لم يدرك ماهيته، أحس برايلين بأن هناك أمرًا مخبأً تحته.
حاول الوصول إلى ذلك الشيء الأسود الذي لمحه تحت أنظار وايت المملوءة بالذهول، هل هناك سرٌ مخفيٌ آخر؟
أخرجه برايلين إلى النور ثم نفض عنه الغبار الذي تكدس فوقه، بدا ككتابٍ من نوعٍ ما.
اقترب وايت منه بينما فتح برايلين الغلاف كاشفًا عن الصفحة الأولى، كان ألبوم صورٍ قديمًا للغاية.
من خلال الصورةِ الأولى فقد تعرف وايت على هذا الألبوم حيث هتف بحماسةٍ غير مألوفةٍ منه : لقد عرفته، إنه الألبوم الذي طلبت منا معلمة المرحلة الأولى جمعه عندما كنا في الثانوية .. ما رأيك بإلقاء نظرة؟
رمقهُ برايلين بنظرة لم يفهم الآخر مغزاها إلا أنه أومأ أخيرًا موافقًا على ذلك، لم يرغب وايت في أن يجلس على سريرها لسببٍ ما فاختار الأرضية الخشبية بعد أن أسند ظهره على الجدار المتواجد بالقرب من السرير.
أشار لذلك الواقف بأن يجلس إلى جواره فتنهد و انحنى كي يقعد ثم أسند كل منهما ظهره إلى الحائط استعدادًا لبدء عرضٍ يحتوي العديد من الذكريات القديمة.
الصورة الأولى كانت لطفلٍ صغيرٍ تلوّنت بالأبيض و الأسود، ابتسامةٌ خجولةٌ قد زينت محيا ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره الأربع سنوات آن ذاك.
أشار وايت إلى الصورة ثم نطق بتهكمٍ واضح : انظر إلى هذا الفتى هنا، أريد فقط أن أعرف كيف تحول هذا، ثم نقر بإصبعه عليها عدة مراتٍ و تابع بعد أن وجه إصبعه ناحيته : إلى هذا؟
لم يمنع برايلين نفسه من إظهار شبح ابتسامةٍ على ما قاله، من الواضح أن الصورة كانت لطفلٍ بسيطٍ و عادي .. كيف آلت به الأمور حتى وصل إلى هذا الحال؟
قلب برايلين الصفحةَ بعد ذلك ليريا فيها صورةً كان فيها أكبر بقليل، لربما كان ذلك في عمر السادسة حيث كانت مرته الأولى في الذهاب إلى المدرسة.
لسببٍ ما أكسبته تلك الصورة شعورًا غير مريحٍ أبدًا، ما الذي حصل في ذلك الحين حتى باغته الضيق هكذا من مجرد رؤيتها؟
تلَت تلك اللقطة صورةٌ لبرايلين و هو يحمل سمكةً حيث كان قد ذهب لصيد السمك مع والده مرةً عندما كان في العاشرة كما يذكر، نطق هذا المسكين ليحرك الأجواء قليلًا : كدت أغرق هناك، من كان يتوقع أن البحيرات عميقةٌ هكذا؟
ضحك وايت على حال صديقه ثم عقّب على ما قاله بردٍ ساخرٍ عجز عن إبقائهِ لنفسه : و هل كنت تحسب أن تلك البحيرة تشبه حوض استحمامك أم ماذا؟
همهم برايلين بردٍ سريعٍ قبل أن يقلب الصفحة : لا تتوقع مني إنقاذك إن غرقت يومًا ما، ظهرت الصورة التالية حيث كانت مختلفةً قليلًا عن سابقاتها.
حوَت تلك الصورة والديهِ حيث كانا واقفين إلى جواره، التقطت تلك الصورة بعد أن تخرج من المرحلة الابتدائية كما أخبرته ذاكرته.
قلب الصفحة ليريا صورةً جديدةً كان فيها برايلين يدرس في المرحلة المتوسطة، التقطت والدته تلك الصورة في غفلةٍ منه إلا أنها أفادته مستقبلًا في صناعة هذا الألبوم.
بعد ذلك تلتها صورةٌ كان يحمل باقة وردٍ فيها أثناء تقديمها لوالدته، تذكر أن والدهُ هو ملتقط هذهِ الصورة فتمتم و هو يتحسسها حيث امتلأ وجهه بملامح الحنين فجأةً : كان هذا عندما تعلمت صنع باقة وردٍ للمرةِ الأولى.
لقد مضى الكثير من الوقت فعلًا، كم كان عمرهُ عندما التقطت هذهِ الصورة؟ لعله كان في الخامسة عشر آن ذاك .. كيف يمكن له أن يعود إلى تلك اللحظة مرةً أخرى؟ في ذلك الحين حيث كانت أكبر مشاكله فروضٌ لم ينجزها و أعظم ما يطمح إليه كان وجه والدته الباسم أو بعضًا من طعامها اللذيذ و توبيخها له مع والده اللامسؤول في نظرها.
بعد ذلك تابعا مشاهدة الصور في صمت لسببٍ مجهول، كانت لمواقف مختلفةٍ و أحداثٍ متفاوتة إلا أن جميعها قد اشتركت في شيءٍ واحد .. السعادة المحشوة في كل ركنٍ من أركانها و المختبئة بين ابتسامتهم لم تكن بالشيء الهين لتجاهله.
آخر صورةٍ رأياها كانت لبرايلين واقفًا وسطهما، من الزي المدرسي الذي كان يرتديه أدرك وايت في لمح البصر زمن التقاط تلك الصورة، أما برايلين فقد عاود الألم لتشويه الابتسامةِ الضئيلة التي استحلت وجهه عندما تذكر تلك المسحرية الهزلية التي قاما بها في يومهِ الأول في الثانوية .. التقطوا تلك الصورة بعدما أنهوا غداءهم في ذلك الحين.
- أعتقد أنني كان يجب أن أضيف صورةً لي و أنا أركل زي الثانوية.
لفظ برايلين تلك الكلمات كي يلين الموقف قليلًا و يذيب الصمت الذي تجمد بفعل الحزن حيث سيطر ذلك المجرم على الأجواء فجأةً .. هو لم يقم بكل هذا كي يعود إلى الغرق في الكآبةِ مرةً أخرى.
أثناء عمله فقد مرر تلك الممسحة إلى ما تحت السرير فاصطدمت بشيءٍ لم يدرك ماهيته، أحس برايلين بأن هناك أمرًا مخبأً تحته.
حاول الوصول إلى ذلك الشيء الأسود الذي لمحه تحت أنظار وايت المملوءة بالذهول، هل هناك سرٌ مخفيٌ آخر؟
أخرجه برايلين إلى النور ثم نفض عنه الغبار الذي تكدس فوقه، بدا ككتابٍ من نوعٍ ما.
اقترب وايت منه بينما فتح برايلين الغلاف كاشفًا عن الصفحة الأولى، كان ألبوم صورٍ قديمًا للغاية.
من خلال الصورةِ الأولى فقد تعرف وايت على هذا الألبوم حيث هتف بحماسةٍ غير مألوفةٍ منه : لقد عرفته، إنه الألبوم الذي طلبت منا معلمة المرحلة الأولى جمعه عندما كنا في الثانوية .. ما رأيك بإلقاء نظرة؟
رمقهُ برايلين بنظرة لم يفهم الآخر مغزاها إلا أنه أومأ أخيرًا موافقًا على ذلك، لم يرغب وايت في أن يجلس على سريرها لسببٍ ما فاختار الأرضية الخشبية بعد أن أسند ظهره على الجدار المتواجد بالقرب من السرير.
أشار لذلك الواقف بأن يجلس إلى جواره فتنهد و انحنى كي يقعد ثم أسند كل منهما ظهره إلى الحائط استعدادًا لبدء عرضٍ يحتوي العديد من الذكريات القديمة.
الصورة الأولى كانت لطفلٍ صغيرٍ تلوّنت بالأبيض و الأسود، ابتسامةٌ خجولةٌ قد زينت محيا ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره الأربع سنوات آن ذاك.
أشار وايت إلى الصورة ثم نطق بتهكمٍ واضح : انظر إلى هذا الفتى هنا، أريد فقط أن أعرف كيف تحول هذا، ثم نقر بإصبعه عليها عدة مراتٍ و تابع بعد أن وجه إصبعه ناحيته : إلى هذا؟
لم يمنع برايلين نفسه من إظهار شبح ابتسامةٍ على ما قاله، من الواضح أن الصورة كانت لطفلٍ بسيطٍ و عادي .. كيف آلت به الأمور حتى وصل إلى هذا الحال؟
قلب برايلين الصفحةَ بعد ذلك ليريا فيها صورةً كان فيها أكبر بقليل، لربما كان ذلك في عمر السادسة حيث كانت مرته الأولى في الذهاب إلى المدرسة.
لسببٍ ما أكسبته تلك الصورة شعورًا غير مريحٍ أبدًا، ما الذي حصل في ذلك الحين حتى باغته الضيق هكذا من مجرد رؤيتها؟
تلَت تلك اللقطة صورةٌ لبرايلين و هو يحمل سمكةً حيث كان قد ذهب لصيد السمك مع والده مرةً عندما كان في العاشرة كما يذكر، نطق هذا المسكين ليحرك الأجواء قليلًا : كدت أغرق هناك، من كان يتوقع أن البحيرات عميقةٌ هكذا؟
ضحك وايت على حال صديقه ثم عقّب على ما قاله بردٍ ساخرٍ عجز عن إبقائهِ لنفسه : و هل كنت تحسب أن تلك البحيرة تشبه حوض استحمامك أم ماذا؟
همهم برايلين بردٍ سريعٍ قبل أن يقلب الصفحة : لا تتوقع مني إنقاذك إن غرقت يومًا ما، ظهرت الصورة التالية حيث كانت مختلفةً قليلًا عن سابقاتها.
حوَت تلك الصورة والديهِ حيث كانا واقفين إلى جواره، التقطت تلك الصورة بعد أن تخرج من المرحلة الابتدائية كما أخبرته ذاكرته.
قلب الصفحة ليريا صورةً جديدةً كان فيها برايلين يدرس في المرحلة المتوسطة، التقطت والدته تلك الصورة في غفلةٍ منه إلا أنها أفادته مستقبلًا في صناعة هذا الألبوم.
بعد ذلك تلتها صورةٌ كان يحمل باقة وردٍ فيها أثناء تقديمها لوالدته، تذكر أن والدهُ هو ملتقط هذهِ الصورة فتمتم و هو يتحسسها حيث امتلأ وجهه بملامح الحنين فجأةً : كان هذا عندما تعلمت صنع باقة وردٍ للمرةِ الأولى.
لقد مضى الكثير من الوقت فعلًا، كم كان عمرهُ عندما التقطت هذهِ الصورة؟ لعله كان في الخامسة عشر آن ذاك .. كيف يمكن له أن يعود إلى تلك اللحظة مرةً أخرى؟ في ذلك الحين حيث كانت أكبر مشاكله فروضٌ لم ينجزها و أعظم ما يطمح إليه كان وجه والدته الباسم أو بعضًا من طعامها اللذيذ و توبيخها له مع والده اللامسؤول في نظرها.
بعد ذلك تابعا مشاهدة الصور في صمت لسببٍ مجهول، كانت لمواقف مختلفةٍ و أحداثٍ متفاوتة إلا أن جميعها قد اشتركت في شيءٍ واحد .. السعادة المحشوة في كل ركنٍ من أركانها و المختبئة بين ابتسامتهم لم تكن بالشيء الهين لتجاهله.
آخر صورةٍ رأياها كانت لبرايلين واقفًا وسطهما، من الزي المدرسي الذي كان يرتديه أدرك وايت في لمح البصر زمن التقاط تلك الصورة، أما برايلين فقد عاود الألم لتشويه الابتسامةِ الضئيلة التي استحلت وجهه عندما تذكر تلك المسحرية الهزلية التي قاما بها في يومهِ الأول في الثانوية .. التقطوا تلك الصورة بعدما أنهوا غداءهم في ذلك الحين.
- أعتقد أنني كان يجب أن أضيف صورةً لي و أنا أركل زي الثانوية.
لفظ برايلين تلك الكلمات كي يلين الموقف قليلًا و يذيب الصمت الذي تجمد بفعل الحزن حيث سيطر ذلك المجرم على الأجواء فجأةً .. هو لم يقم بكل هذا كي يعود إلى الغرق في الكآبةِ مرةً أخرى.