س) ما هو #علاج فتنة ضغط الواقع وكيف تُدفع؟
قال الشيخ #الزرقاوي-رحمه الله- :
" أما أهل الطائفة المنصورة فهم يدفعون ضغط الواقع ولا ينضغطون له أو به .
إذ عملهم هو في الأساس والمقام الأول #إخضاع الواقع لأمر الله #وأطره عليه أطراً ، وهم يقومون بذلك بفضل الله #أولاً ، ثم بيقينهم وصبرهم #ثانياً .
إذ فتنة ضغط الواقع هي #فتنة_الغربة بجوانبها المتعددة ومظاهرها المختلفة التي يعيشها أهل الطائفة المنصورة في سعيهم نحو إقامة أمر الله.
وقد كان الحسن -رحمه الله- يقول: (صدق الله ورسوله ، باليقين طلبت الجنة ، وباليقين هُرب من النار ، وباليقين أُدّيَت الفرائض ، وباليقين صبر على الحق ، وفي معافاة الله خير كثير ... قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فإذا نزل البلاء تفارقوا)
انتهى كلامه
فأهل الطائفة المنصورة #يصبرون على #غربة_الطريق ولا يوحشهم قلة السالكين، ولهم في ذلك الأسوة التامَّة بخير خلق الله وصفوتهم من الأنبياء والرسل -عليهم السلام-.
إن ضغط الواقع الشديد من هذه الغربة المستحكمة ، لا يدفع بغير #الصبر ، لا بالأخذ في بُنيّات الطريق #والعدول عن الجادّة ، ولذلك كلّه نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأيام للصبر ، وإنما نُسبت كذلك لأن العبد بدون الصبر ، بل والصبر العظيم الذي يضارع صبر #القابض_على_الجمر ، هيهات هيهات أن يسلَمَ له دينه ، مع هذه المحن والأهوال التي تحيط به من كل جانب .
ومما يدفع به أهلُ الطائفة المنصورة فتنة ضغط الواقع أو فتنة #الغربة كذلك #إستعلاء_الإيمان ، حيث تمتلئ صدورهم ونفوسهم بالعزة التي جعلها الله لأهل دينه دون غيرهم ..
قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}
وقال تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
فالعزة كُلها لله وحده وليس لمن حادّ الله ورسوله ودينه فيها أدنى نصيب ، وإن ملكوا أسباب السماء والأرض .
فهم ينضحون بالعزة في وجه أعداء الدين وإن كانت لهم الغلَبة ، وإن كان لهم السلطان المادي ، إذ العزة بالإسلام لا بغيره .
وفي مقابل وصف أهل الإيمان بالعزة قال تعالى في حق المحادّين له ولرسوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}
قال تعالى: ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
فمن مقتضيات ولوازم كون أهل الإيمان هم الأعلون ، #عدم الوهن والحزن والانكسار في طلب الأعداء ومواجهتهم وإن اشتد ضغط الواقع على المؤمنين بكون الصولة والجولة والدولة لأعدائهم ، #فكيف بالتنازل والتراجع استجابةً لهذا الضغط ؟!!!.
وذلك أن تَرَسُّخَ هذه الحقيقة في قلب ونفس العبد المؤمن #يورثه ثباتًا عظيمًا في مواجهة ضغط الواقع وإن اشتد وعظم ، حيث يدرك المؤمن أنه الأعز والأعلى من كل ما حوله ، رغم ضعفه المادي وتجرده من أسباب القوة المادية .
كما يدرك أن ما يظهر للواقع الجاهلي من مظاهر العزة والعلو ، والتي لها سطوة وهيبة على كثير من النفوس إنما هي مظاهر كاذبة خادعة ، وإنما هذا العلو والعزة وهم وسراب لا حقيقة له .
* ومن ثم ؛ فمن #رغب أن يكون من أهل الطائفة المنصورة ، وسط هذه الغربة الحالكة بحيث يكون كما قال ابن القيم -رحمه الله- ، #رأساً في ذلك ، يحتاج أن يكون شجاعًا مقدامًا ، حاكمًا على وهمه ، غير مقهور تحت سلطان تخيّله ، زاهدًا في كل ما سوى مطلوبه ، عاشقًا لما توجه إليه ، عارفًا بطريق الوصول إليه ، والطرق القواطع عنه ، مقدام الهمّة ، ثابت الجأش ، لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم ، ولا عذل عاذل ، كثير السكون ، دائم الفكر ، غير مائلٍ مع لذة المدح ولا ألم الذم ، قائمًا بما يحتاج إليه من أسباب معونته ، لا تستفزّه المعارضات ، شعاره الصبر و راحته التعب ".
#ملاحظة
(لمن أراد التوسع والإستزادة من تأصيل الشيخ #الزرقاوي -رحمه الله- فليرجع إلى محاضرته المعنونة ب #القابضون_على_الجمر وهي واحدة من سلسلة محاضرات بعنوان #لا_يضرهم_من_خذلهم).
--------------------------------------
https://t.me/wareeth8