كثيرون يبحثون في ذاكرتهم عن صورهم الأولى، تلك التي حملتْ قلوباً أخفَّ حملاً وأفكاراً أقل تعقيداً، رغم ما شابها من جهلٍ بالحياة وقلّة خبرةٍ بمتاهاتها. لقد كانت أياماً بسيطةً تتدفّق براءةً، تُزيّنها ابتسامةٌ صادقةٌ لم تُلوّثها شوائبُ الزمن. يُدرك المرءُ لاحقاً أنَّ السكينةَ التي افتقدها بعد ليست سوى حنينٍ إلى ذلك الزمن الذي كان فيه القلبُ نقيّاً، والروحُ حرّةً طليقةً من أثقالِ الوجود. ففي النهاية، لا يُعادل ثمنُ الرضا والسلام الداخليّ أيّ كنز مهما عظُم.