🌿وعادت الذكريات🌿
الجزء الثامن🦋
تنهد السيد نضال تنهيدة طويلة ثم قال: لقد أحب والدك فتاة كانت تعمل في محل لبيع الزهور. وعندما طلب مني أن أخطبها له رفضت ذلك رفضًا قاطعًا، لأنها كانت فقيرة ولا تليق بمقامه .
فنظرت إليه مريم مستنكرة، وقد لاحظ ذلك . قال لها :لا تنظري إلي هكذا، دعيني أكمل أولًا .
فقالت : أنا آسفة.
ثم أكمل الجد :كان هذا تفكيري في وقتها، وذات يوم جاء إلى المنزل برفقتها وقال لي أنه تزوجها، وهو يحبها، وهو يريد الخروج من سيطرتي فمعها وجد الحنان والأمان والقرب من الله… لكني طردتهما خارج المنزل، وقلت له اعتبر أنه لا أهل لديك. رفض بداية، ولكن مع اصراري الشديد اضطر أن يرحل. وقد اتصلت بي والدتك مرارًا لتصلح الوضع، لكني رفضت الاستماع إليها ظنًا مني أنها تريد المال فقط . وقلت لنفسي عندما يصبح فقيرًا ستتركه. وكنت أضايقه جدًا ولم أسمح لأي أحد من معارفي أن يستقبله في شركته، فترك بيروت ولم أعلم عنه أي شيء بعد ذلك… بحثت عنه هنا وهناك ولكن دون فائدة . انتظرت أن يبادر هو باتصاله لاستقبله بين ذراعي، ولكني فقدت الأمل وظننته سافر خارج البلاد .
قال كلماته هذه ثم اختنق بعبرته، يا لقساوة الموقف ..
قالت :وأين دفنته، هنا أم في الجبل ؟
قال :دفنته بالقرب من والدتك هنا…
قالت له :أريد الذهاب إلى هناك حالًا.
قالت بتول : يا صديقتي انتظري إلى أن. يأتي الطبيب وإن سمح لكِ نخرج سويةً من هنا.
وبعد دقائق دخل الطبيب وطمأنهم عن حالها وسمح لها بالخروج. و أول مكان زارته كان قبر والديها وكان صديقتها وجدّها إلى جانبها، احتضنتها بتول، قالت مريم :من لي بعدهما ؟صدقيني الحياة أمر من العلقم بدونهما…
قالت بتول :الله قادر على كل شيء يا غاليتي وقد تعلمتُ هذا منكِ، أصبري إن الله مع الصابرين ..
قال جدها محاولًا إخفاء دموعه :هيا بنا لنذهب إلى المنزل يا صغيرتي فالطقس بارد جدًا هنا وعليك أن ترتاحي.
عندها استاذنت بتول العودة إلى الجبل لأن الوقت تأخر ، وأهلها اتصلوا بها. فودعت صديقتها وأخبرتها أنها ستتصل بها بين الحين والحين لتطمئن عنها.
أما مريم فكانت المرة الأولى التي تذهب بها إلى بيت جدها الذي عرفها على العائلة، عمها نزار، زوجة عمها نسرين، وابنة عمها لارا كانت في الثامنة عشر من عمرها، وعمتها زينب التي احتضنتها بشدة لأنها من رائحة والدها . وكانت معها حنونة جدًا .
وكان عليها أن تنام مع لارا في غرفتها .
لم يعجب هذا نسرين، ولكنه قرار الجد وعلى الجميع أن يسمعوا أوامره . وكانت مضطرة أن تعاملها بلطف . أما لارا فشعرت بالغيرة منها لانها أخذت اهتمام عمتها وجدها. ولكنها عندما تتذكر أنها يتيمة تشفق عليها، وهي مع وجود كل هؤلاء الأشخاص كانت تشعر بفراغ كبير. فهي تشتاق أهلها كثيرًا، ولم تفتح قلبها لأحد . وهم أيضًا كذلك، ربما لأنهم في بداية التعارف والأجواء كانت حزينة جدًا ..ومر عشرون يومًا ولا زالت على حالها، وكانت تصبر نفسها بالصلاة وتحب هذه اللحظات كثيرًا. وذات مرة استيقظت لتصلي صلاة الفجر، توضأت وبعدها فتحت الباب كي تنزل إلى الصالون حتى لا تزعج لارا بسبب الضوء. وكانت تمشي بحذر، وما إن اغلقت الباب وحاولت السير حتى ارتطمت بشيء ما، نظرت إلى الوراء وكانت المفاجأة أنه وائل !!! ما الذي أتى به إلى هنا ؟؟آه، إنه وائل أحمد، كيف لم ألحظ ذلك، أيعقل أن يكون ابن عمي المسافر، يا لهذه الصدفة العجيبة !
ماذا ستكون ردة فعل وائل هذا ما سنعرفه في الجزء القادم إن شاء الله .
يتبع..
ليلى مظلوم
الجزء الثامن🦋
تنهد السيد نضال تنهيدة طويلة ثم قال: لقد أحب والدك فتاة كانت تعمل في محل لبيع الزهور. وعندما طلب مني أن أخطبها له رفضت ذلك رفضًا قاطعًا، لأنها كانت فقيرة ولا تليق بمقامه .
فنظرت إليه مريم مستنكرة، وقد لاحظ ذلك . قال لها :لا تنظري إلي هكذا، دعيني أكمل أولًا .
فقالت : أنا آسفة.
ثم أكمل الجد :كان هذا تفكيري في وقتها، وذات يوم جاء إلى المنزل برفقتها وقال لي أنه تزوجها، وهو يحبها، وهو يريد الخروج من سيطرتي فمعها وجد الحنان والأمان والقرب من الله… لكني طردتهما خارج المنزل، وقلت له اعتبر أنه لا أهل لديك. رفض بداية، ولكن مع اصراري الشديد اضطر أن يرحل. وقد اتصلت بي والدتك مرارًا لتصلح الوضع، لكني رفضت الاستماع إليها ظنًا مني أنها تريد المال فقط . وقلت لنفسي عندما يصبح فقيرًا ستتركه. وكنت أضايقه جدًا ولم أسمح لأي أحد من معارفي أن يستقبله في شركته، فترك بيروت ولم أعلم عنه أي شيء بعد ذلك… بحثت عنه هنا وهناك ولكن دون فائدة . انتظرت أن يبادر هو باتصاله لاستقبله بين ذراعي، ولكني فقدت الأمل وظننته سافر خارج البلاد .
قال كلماته هذه ثم اختنق بعبرته، يا لقساوة الموقف ..
قالت :وأين دفنته، هنا أم في الجبل ؟
قال :دفنته بالقرب من والدتك هنا…
قالت له :أريد الذهاب إلى هناك حالًا.
قالت بتول : يا صديقتي انتظري إلى أن. يأتي الطبيب وإن سمح لكِ نخرج سويةً من هنا.
وبعد دقائق دخل الطبيب وطمأنهم عن حالها وسمح لها بالخروج. و أول مكان زارته كان قبر والديها وكان صديقتها وجدّها إلى جانبها، احتضنتها بتول، قالت مريم :من لي بعدهما ؟صدقيني الحياة أمر من العلقم بدونهما…
قالت بتول :الله قادر على كل شيء يا غاليتي وقد تعلمتُ هذا منكِ، أصبري إن الله مع الصابرين ..
قال جدها محاولًا إخفاء دموعه :هيا بنا لنذهب إلى المنزل يا صغيرتي فالطقس بارد جدًا هنا وعليك أن ترتاحي.
عندها استاذنت بتول العودة إلى الجبل لأن الوقت تأخر ، وأهلها اتصلوا بها. فودعت صديقتها وأخبرتها أنها ستتصل بها بين الحين والحين لتطمئن عنها.
أما مريم فكانت المرة الأولى التي تذهب بها إلى بيت جدها الذي عرفها على العائلة، عمها نزار، زوجة عمها نسرين، وابنة عمها لارا كانت في الثامنة عشر من عمرها، وعمتها زينب التي احتضنتها بشدة لأنها من رائحة والدها . وكانت معها حنونة جدًا .
وكان عليها أن تنام مع لارا في غرفتها .
لم يعجب هذا نسرين، ولكنه قرار الجد وعلى الجميع أن يسمعوا أوامره . وكانت مضطرة أن تعاملها بلطف . أما لارا فشعرت بالغيرة منها لانها أخذت اهتمام عمتها وجدها. ولكنها عندما تتذكر أنها يتيمة تشفق عليها، وهي مع وجود كل هؤلاء الأشخاص كانت تشعر بفراغ كبير. فهي تشتاق أهلها كثيرًا، ولم تفتح قلبها لأحد . وهم أيضًا كذلك، ربما لأنهم في بداية التعارف والأجواء كانت حزينة جدًا ..ومر عشرون يومًا ولا زالت على حالها، وكانت تصبر نفسها بالصلاة وتحب هذه اللحظات كثيرًا. وذات مرة استيقظت لتصلي صلاة الفجر، توضأت وبعدها فتحت الباب كي تنزل إلى الصالون حتى لا تزعج لارا بسبب الضوء. وكانت تمشي بحذر، وما إن اغلقت الباب وحاولت السير حتى ارتطمت بشيء ما، نظرت إلى الوراء وكانت المفاجأة أنه وائل !!! ما الذي أتى به إلى هنا ؟؟آه، إنه وائل أحمد، كيف لم ألحظ ذلك، أيعقل أن يكون ابن عمي المسافر، يا لهذه الصدفة العجيبة !
ماذا ستكون ردة فعل وائل هذا ما سنعرفه في الجزء القادم إن شاء الله .
يتبع..
ليلى مظلوم