سِفْرُ الوجود..
إن اتصالي بها كاتصال روحٍ خالدةٍ سماويّة وروحٍ فانيةٍ أرضيّة، تُلقي الروح السماويّة أمانًا رائعًا ودِفئًا إلٰهِيًّا تسرقه من أمانِ بقاءها في السّماء وتقتبسُ من دِفء عنصرها العُلويّ طمانينةً تحلِل على تلك الروح الفانية فتسكُن!
ثمّ تستفِزُّ الروح الأرضية قوتها العاجزة كيْ تفجر من الأرضِ شجرة، فتسقيها كل يومٍ ببعضِ أمان السماء ودِفئها وقبسٌ من صواعقها، وتضع حواليها حبلًا قويًا من الحُبّ المتفجر يصرخ بالصّمتِ! يصرخ بالصّمتِ صمتًا عاتيًا لا يكاد يفُل شعرة من رأس قطّة، أو يقطع بصوته عُشْرَ ما تسير إليه الشّمس في الثّانية الثكلىٰ! لعلّ أن يحفظها من رياح التلكُّؤ وعاصفات البُعد القاسيات، حتى تُخرج لها ثمرةً هي مُرادتها، ألا إنها ثمرةٌ تجعل من الروح السماويّة روحًا أرضيّة، ومن الروح الأرضيّة روحًا علويّة، ثمرةٌ للخلد وفاكهةُ الفناء!
فلمّا أرادت الروح الفانية الأرضيّة أن تأكُل منها كي تستحلب الخُلد منها، لا لشيءٍ غيرَ أنها تودُّ الأَنَسَ الأرضيّ المشؤوم! بتلك الروح السماويّة! إذا تتعطب يدها عن الأكل فجاة! إنها الروح السماويّة! تناشدُها أن أمسكِي عليكِ حُبَّك! وانظُري في أمرِنا ما كان لك أن تنظُري يا أوّل فناءٍ لّي!
ليت شِعري إذا اختلط الحُبّ الأرضي بالخُلد السّماوي، كيفَ تكُون الجروح يومئذٍ! بل من يؤخَذ في اجتماعٍ لا يُشرع!
الروح التي ألِفت الفناء واستيقنته لذلك عندما أحبت روحًا فانيةً مثلها لم تحببها إلا بعلمٍ سابقٍ بمظَاعنتِها ومفارقتها، فيذهب حبٌ ويجيءُ حبٌّ ويموتُ حبٌ ويعيش في الفِراقِ حب مُصادق!
أم الروح العلويّة التي تعوّدت الخُلد! والرّيْث في أخذِ القرار والاستيعاب الخارق! فعندما أحبّت تلك الفانية لم تحببْها إلا من فَهمٍ سابقٍ برحيلها ومُفارقتها! فذلكما برهانانِ منهما كتبه في افتراقهما القدرُ، بيدَ ما كتبَ اليوم في اجتماعهما!
سِفْرُ الحُبّ..
قد تساوَا فِي الشّعور في عدم الشّعور! واتّفقَا ألّيسَ من اتّفاق! واتّصلا في الحروفِ وما تحمِل من أهوال!
تلك أحبت تلك لأن تلك ستموت بفرض حصتها من الفناء! وتلك أحبت تلك لأن تلك ستحيا بحكم حصتها من البقاء!
تلك مشارع الأهواء! روحان من عالمين مختلفين! فانية وخالدة، أرضيّة وسماوية، مُجرمة وزكيّة! الاثنان لم يقذفا في الحِسبانِ أن تَطُول معيَّة الأخرى! ولم يتوقّعا حبًّا أزليًّا يبدءانِه ولا ينتهيان منه! إنما ينتهيان فيه!
من أين تأتي الكلمات إذا تعايشَا جُرومًا من السّنوات التي لا تنتهي! وتشاحنا في قضايا لا تستوي إلى قانونٍ سوى القَبُول والعفو! من أين ينبوع ذلك الحُب! أهو في الأرض؟ إذ لا ماءَ في السّماء!
سِفرُ الفِراق..
إنّ من استسقى من ينبوع الحُبّ، كان لِزامًا عليه أن يفترسه الفِراق! فإنّ الحُبّ مُوجِبٌ له! مثلَ أنّ الظّما موجِبُ الإعياء! وإنهما ثابتان فِي الحياةِ الأرضيّة! كثبوتِ محِل الشّمس من كبد السماء، وثبوت النور اللّطيف من القمر! الذي لا نورَ فيه ولا ضياء..
وإن ذلك الفِراق له اتجاهات شتّى، ولكلّ اتجاهٍ أشراطُه وأماراتُ اقترابه! فمن استَتَب أمره فِي قصيدةِ الحُبّ واستمر عليها لا تنطَفِئ فيها سجيَّتُه ولا تنطوي نفسُه على الكِفاية منها من شيء! ففراقه بالموت، ومن ذَهَل عنها أو تحاشاها أو أراد سباقًا إلى بيتٍ من أبياتِها او شطرٍ لم يحِن، تخطّفته يدُ الزّمان ففراقه بالخيانة أو المَلل!
لعمري إنّ فِراقهما الآن ليسَ كفراقِ أهل الارضِ في شيء! مثل أنّ حبهما ليسَ كحبّ أهل الأرض في شيء!
فتلك تأخذ من طبيعة السماء وتغرسها في نفسها الارضية! وتلك تأخذ من مقاليد الأرض وسمْتِها فتجعلها فِي ذاتها السّماوية! والاثنتان على قدر كفايتهما بما في عالمهما من مأوًى ومرتعٍ، فلا تقنَعُ إحداهما بكِسْرة الرِّفاء، بل تودّان لو أنِ التَقمهما ذات النّسيج!
إن اتصالي بها كاتصال روحٍ خالدةٍ سماويّة وروحٍ فانيةٍ أرضيّة، تُلقي الروح السماويّة أمانًا رائعًا ودِفئًا إلٰهِيًّا تسرقه من أمانِ بقاءها في السّماء وتقتبسُ من دِفء عنصرها العُلويّ طمانينةً تحلِل على تلك الروح الفانية فتسكُن!
ثمّ تستفِزُّ الروح الأرضية قوتها العاجزة كيْ تفجر من الأرضِ شجرة، فتسقيها كل يومٍ ببعضِ أمان السماء ودِفئها وقبسٌ من صواعقها، وتضع حواليها حبلًا قويًا من الحُبّ المتفجر يصرخ بالصّمتِ! يصرخ بالصّمتِ صمتًا عاتيًا لا يكاد يفُل شعرة من رأس قطّة، أو يقطع بصوته عُشْرَ ما تسير إليه الشّمس في الثّانية الثكلىٰ! لعلّ أن يحفظها من رياح التلكُّؤ وعاصفات البُعد القاسيات، حتى تُخرج لها ثمرةً هي مُرادتها، ألا إنها ثمرةٌ تجعل من الروح السماويّة روحًا أرضيّة، ومن الروح الأرضيّة روحًا علويّة، ثمرةٌ للخلد وفاكهةُ الفناء!
فلمّا أرادت الروح الفانية الأرضيّة أن تأكُل منها كي تستحلب الخُلد منها، لا لشيءٍ غيرَ أنها تودُّ الأَنَسَ الأرضيّ المشؤوم! بتلك الروح السماويّة! إذا تتعطب يدها عن الأكل فجاة! إنها الروح السماويّة! تناشدُها أن أمسكِي عليكِ حُبَّك! وانظُري في أمرِنا ما كان لك أن تنظُري يا أوّل فناءٍ لّي!
ليت شِعري إذا اختلط الحُبّ الأرضي بالخُلد السّماوي، كيفَ تكُون الجروح يومئذٍ! بل من يؤخَذ في اجتماعٍ لا يُشرع!
الروح التي ألِفت الفناء واستيقنته لذلك عندما أحبت روحًا فانيةً مثلها لم تحببها إلا بعلمٍ سابقٍ بمظَاعنتِها ومفارقتها، فيذهب حبٌ ويجيءُ حبٌّ ويموتُ حبٌ ويعيش في الفِراقِ حب مُصادق!
أم الروح العلويّة التي تعوّدت الخُلد! والرّيْث في أخذِ القرار والاستيعاب الخارق! فعندما أحبّت تلك الفانية لم تحببْها إلا من فَهمٍ سابقٍ برحيلها ومُفارقتها! فذلكما برهانانِ منهما كتبه في افتراقهما القدرُ، بيدَ ما كتبَ اليوم في اجتماعهما!
سِفْرُ الحُبّ..
قد تساوَا فِي الشّعور في عدم الشّعور! واتّفقَا ألّيسَ من اتّفاق! واتّصلا في الحروفِ وما تحمِل من أهوال!
تلك أحبت تلك لأن تلك ستموت بفرض حصتها من الفناء! وتلك أحبت تلك لأن تلك ستحيا بحكم حصتها من البقاء!
تلك مشارع الأهواء! روحان من عالمين مختلفين! فانية وخالدة، أرضيّة وسماوية، مُجرمة وزكيّة! الاثنان لم يقذفا في الحِسبانِ أن تَطُول معيَّة الأخرى! ولم يتوقّعا حبًّا أزليًّا يبدءانِه ولا ينتهيان منه! إنما ينتهيان فيه!
من أين تأتي الكلمات إذا تعايشَا جُرومًا من السّنوات التي لا تنتهي! وتشاحنا في قضايا لا تستوي إلى قانونٍ سوى القَبُول والعفو! من أين ينبوع ذلك الحُب! أهو في الأرض؟ إذ لا ماءَ في السّماء!
سِفرُ الفِراق..
إنّ من استسقى من ينبوع الحُبّ، كان لِزامًا عليه أن يفترسه الفِراق! فإنّ الحُبّ مُوجِبٌ له! مثلَ أنّ الظّما موجِبُ الإعياء! وإنهما ثابتان فِي الحياةِ الأرضيّة! كثبوتِ محِل الشّمس من كبد السماء، وثبوت النور اللّطيف من القمر! الذي لا نورَ فيه ولا ضياء..
وإن ذلك الفِراق له اتجاهات شتّى، ولكلّ اتجاهٍ أشراطُه وأماراتُ اقترابه! فمن استَتَب أمره فِي قصيدةِ الحُبّ واستمر عليها لا تنطَفِئ فيها سجيَّتُه ولا تنطوي نفسُه على الكِفاية منها من شيء! ففراقه بالموت، ومن ذَهَل عنها أو تحاشاها أو أراد سباقًا إلى بيتٍ من أبياتِها او شطرٍ لم يحِن، تخطّفته يدُ الزّمان ففراقه بالخيانة أو المَلل!
لعمري إنّ فِراقهما الآن ليسَ كفراقِ أهل الارضِ في شيء! مثل أنّ حبهما ليسَ كحبّ أهل الأرض في شيء!
فتلك تأخذ من طبيعة السماء وتغرسها في نفسها الارضية! وتلك تأخذ من مقاليد الأرض وسمْتِها فتجعلها فِي ذاتها السّماوية! والاثنتان على قدر كفايتهما بما في عالمهما من مأوًى ومرتعٍ، فلا تقنَعُ إحداهما بكِسْرة الرِّفاء، بل تودّان لو أنِ التَقمهما ذات النّسيج!