لكن، صفات الحوار والتسامح والإنفتاح لا تأتي من فراغ للأسف، فالحوار مع الآخر يستوجبُ معرفة الذات أولا، معرفة الإكراهات النفسية والوجوية التي فُرضت عليها في محيط قد يكون مريضاً بأورامٍ خبيثة متراكمة منذ عصور قديمة أزَّمت ''النفس'' فكريا ووجوديا. والتسامح يفرض علينا التخلي على ثقافة الانتماء العمياء وتعالي الآنا إتجاه الآخر ونفيه، أما الإنفتاح فتلك قصة أخرى، تبدأ بصيرورة تنوير ثقافية عميقة للذات تُفكك من خلالها '' ما ليس لكَ'' في ''داخلك'' وتهدم المعابد القديمة ... لكن وأيضا للأسف هذه الأمور تحتاج ثورة، ثورة فكرية تُسقطُ نظام العقليات القديمة واستبدادها، ونحن علمنا التاريخ أننا فاشلون في كل الثوراث .. للأسف، للأسف.