أَحاديثُ وَآدابُ الشُّعَراء


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


تَجدِونَ هُنا سَبَب كُلَّ بَيتَ شِعْرٍ قيلَ ..

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


قَالَ أَبو الفَرَج بِنْ هِنْد فِي مَلِكٍ لَيسَ لَهُ مِنَ المُلكِ إلَّا الاسم:


لَنَا مَـــلِكٌ مَــــا فـيـهِ لِلمـــلكِ آلَـةٌ
سِوى أَنَّهُ يَــوم الــسَّـــلامِ مُتَـوَّجُ

أُقيمَ لإِصلاحِ الوَرى وَهو فَاسِـــدٌ
مَتى يَسْتَقيم الظِّل وَالعَودُ أَعْوَجُ !




يَقولُ #عبد_الله_گنون مُعَلِّقًا :

[ وَلا نَجِدُ لِشَاعِرٍ مِنَ الشُّعَراءِ مِثلَ هذينِ البَيتَين فِي تَصويرِ مَا آل إِليهِ الأَمر فِي بَعضِ العُصور مِن تَنْصيبِ إِحدى الدُّمى عَلى العَرشِ، وَاطلاق اسم المَلِك عَلَيها، وَاعتِمَاد هذا المَلِك بِالتَّحيةِ وَسَائِر مَظاهِر الملك، وادِّعَاء أَنَّه سَيُصلِح البِلاد والعِباد، مَعَ أَنَّهُ فِي نَفسهِ فَاسِد، فَكَيفَ يَأتِي الصَلاح مِنَ الفَسَاد، وَالظل إِنَّما يُمثل الشَّاخص؟ فَإِذا كَانَ هذا مَائِلًا فَإِنَّ ظِلَّه لا يَكون إِلا مِثلَه، وَالتَّعبير بِالاستِقَامة وَالاعوِجاج فِي الشِّعرِ أَبلَغُ مِمَّا فَسَّرنا بِهِ مَثَلَه المَضروب، وَذلِك مِمَا زَادَه بَلاغة وَقوة حجَّة ! ]


==============


مُلاحَظة: أَبو الفَرَج - رَحِمَه الله - يَقصدُ فِي هذهِ الأَبَيات أُسْرة " آل بويه " وَهي أسرة أَقَامَت دَولَة لَهَا فِي "ايران" اسمها " الدولة البويهية" ثُمَّ امْتَدت إِلى العِراقِ، فَاستَولَتْ عَلى مَقَالِيدِ الأُمور، واغْتَصَبَت الخِلافة، وَتَسَلَطَت عَلى الرَّعيةِ فِي العَهدِ العَبَّاسِي.



T.me/Ahadeth_Alshoara


إِنَّ أَكثَرَ مَا يَجذِب مُحِبو القِرَاءة هو الشِّعْر وَالخَيل وَعِلاقة المُحِب بِمَن يُحِب؛ فَكَيفَ لَو اجتَمَعن جَميع تِلْكَ المَذاهِب بِقِصةٍ وَقَصيدةٍ وَاحِدة؟


كَانَ أَعرَابيٌ يُحِبُّ ابنَة عَمٍّ لَهُ فَخَطَبَهَا مِنْ عَمَّه وَدَفَع لَهُ مَائة (مِئة) نَاقَة مَعَ رَاعيهَا
فَقَالَ لَهُ عَمَّهُ: أَنتَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيرِكَ وَلَكِنْ لا أُريدُ مَهْرَهَا إِلا جَوادَكَ !
فَوَقَفَ عَنِ الجَوابِ لِمَكَانَةِ الخَيلِ فِي قَلْبِهِ؛ فَنَظَرَت إِليهِ ابنَة عَمِّـه وَغَمَزَته -أَي وَافِق- فَتَنَهد ثُمَّ أَنشَدَ يَقول:



لَصَلْصَلةُ اللِّجَامِ بِرَأسِ طِرْفٍ
أَحَبُّ إِليَّ مِــنْ أَنْ تَنْكِحِينِـي

وَقَعقَعةُ اللِّجَامِ بِرَأسِ مُهْـرِي
أَحبُّ إِليَّ مِمَــا تَغْمُـــزينِــــي

وَمَاهَانَ الجَــــوادُ عَلَيَّ حَتَّى
أَجودَ بِهِ وَرُمْحِي فِـي يَمينِي

أَخَافُ إِذا حَلَلْنَا فِي مَضِيــقٍ
وَجَـدَّ الرَّكـض أَنْ لا تَحْمِلينِي

جِيَادُ الخَيـل إِنْ أَركَبْهَا تُنْجِي
وَإِنِّي إِنْ صَحَبْتكِ تُوقِعينِـــي

دَعينِي وَاذهَبِي يَا بِنْتَ عَمِّـي
أَفي غَمْزِ الجُفُـون تُرَاوِدينِي؟

فَمَهمَا كُنْتُ فٍي نِعَـــمٍ وَعِــــزٍّ
مَتى جَــار الزَّمَـانُ سَتَزدَرينِي

وَأَخشى إِنْ وَقَعْتُ عَلى فراشٍ
وَطَالَتْ عِلَّتِــــي لا تَرْحَمينِــي



فَلَمَّا سَمِعَت إِبنَة عَمّه النَبيلة كَلامه اغرُورَقَت عَينَاهَا بِالدُّمُوعِ تَأَثُرًا، وَأَنْشَأتْ تَقول:



مَعَاذَ اللهِ أَفْعَـــــلُ مَا تَقـــــولُ
وَلَو قُطِعَتْ شمَالِي عَنْ يَمينِي

مَتى عَاشَرْتَنِي وَعَلمْتَ طَبْعِي
سَتَعْلَــمُ أَنَّنِي خَيــــرَ القَريـــنِ

وَتَحمَدُ صُحْبَتِي وَتَقـولُ كَانَتْ
لِهذا البَيت كَالحِصْـنِ الحَصينِ

فَظُنَّ الخَيرَ وَاترُكْ سَـــوءَ فِكْرٍ
وَمَيِّزْ ذَاكَ بِالعَقْـــــلِ الرَّزيـــــنِ

فَحَاشَا مِنْ فِعَالِ النَّقْص مِثلِي
وَحَاشَــــاهَا الخِيَـانَةُ لِلأَميـــنِ



وَلَمَّا سَمعَ أَبوهَا مِنْهُمَا ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّه كُفؤٌ لَهَا فَزَوَجهُ إِيَّاهَا.




T.me/Ahadeth_Alshoara


"سِت الركب العَسقَلانية" بِنت عَلي بِن حَجَر شَقيقَية الإِمام "ابن حَجَر العَسْقَلانِي" !

قَال "ابن حَجَر" عَنْهَا: ( كَانَت قَارِئة كَاتِبة أُعجُوبةٌ فِي الذَّكاءِ، وَهي أُمِّي بَعدَ أُمِّي وَأُصبتُ بِهَا ) يَعنِي تَأَلَمَ لِمَوتِهَا.
وَقَال "ابنْ حَجَر" عَنهَا فِي مَوضِعٍ آخَر: ( وَكَانَت بِي بَرَّة رَفيقَة مُحسِنة جَزاها الله تَعالى عَنِّي خَيرًا، فَلَقَد انتَفَعتُ بِهَا وَبِآدابِهَا مَع صغر سِنّهَا وَمَاتَت شَابة فَقد رَحلَت عَنِ الدُّنيا وَعُمرها 28 سَنة! وَكَانَت مُكثِرة لِمطالَعَةِ الكُتُب فَمَهَرت فِي ذَلِك جِدًّا بِحَيث كَانَ يَظنُّ مَن يَراهَا تَقرَأ مِن الكِتَّابِ أَنَّها تَحفَظهُ لِجَودَةِ استِخراجهَا ).

لَقَد تَأَلَّم "ابِن حَجر العَسْقَلانِي" لِفُرَاقِها ألَمًا شَديدًا، وَكَتَب يُرثيهَا وَكَأنَّهُ يُرثِي أُمَّهُ، لِأنَّهَا كَانَت أُمَّه بِالفِعل، يَقول:



بَكَيتُ عَلــــى تِلْكَ الشَّمَــــائِلِ غَالَهَـــا
كَيفَ الثّــرَى بَعْــــدَ التَّنَعُم وَاللّطــــفِ

بَكَيتُ عَلى حِلْــــمٍ وَعِلْـــــمٍ وَعِفَّــــةٍ
يُقَارَنُ مَعَ عِــزّ الهُدى هَـــزَّة الظُّـــرَفِ

بَكَيتُ عَلى الغُصْنِ الذي اجتُثَّ أَصْلُهُ
وَلَمْ أَجْنِ مِـــنْ أَزهَارِهِ ثَمـــر القطــفِ


وَقَالَ:


فَقَدتُ بِكِ الأَهليـــن قُربى وَأَلفَـة
فَأَقسَمْتُ مَالِي بَعْدَ بُعْدِكِ مِنْ إِلَفِ



T.me/Ahadeth_Alshoara


كَانَتْ تَمْشِي مَعَ أَبيهَا صَبية فِي مُنْتَهى الجَمَال بَادِية مَفَاتِنها يَتَطَايرُ شَعرها عَلى كَتْفَيهَا فَلَقيا شَاعرًا ؛ وَقَال أَبوها مُعرِّفًا مُفتَخِرًا بِهَا : هَذهِ ابْنَتِي!!
هَات أَسمِعنَا مَا تَقولُ فِيهَا؟
[ وَفِي رِوايةٍ تَغَزَّل بِهَا عَددا مِنَ الشُّبَّانِ ]
فَقَالَ لَهَا الشَّاعِر:


فُقْتِ الغَزَّالَةَ فِي جَميعِ صِفَاتِهَا
فَتَمَـثَّلَتْ كُـلُّ المَحَاسِـــنِ فِيـكِ

لَكِ جِيـدُهَـا وَعُيونُـهُا وَنِفَـارُهَا
أَمَّـا القُــــرُونُ فَإِنَّهَــــا لأَبيــــكِ



==============

مُلاحظة: هذهِ القصة مَعَ الأَبَيات لا مَصْدَرَ لَهَا ولَكَِنَّهَا اشتَهَرت بَينَ النَّاس كَطُرفةٍ تَحكي عن دَياثة الأب.



T.me/Ahadeth_Alshoara


قَالَ الأَصمَعِي:

حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ، فَرَأَيْتُ امْرَأَةً أَعْرَابِيَّةً بَرْزَةً جَمِيلَةً، وَإِذَا هِيَ وَاقِفَةٌ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ كَانُوا يَأْكُلُونَ شَيْئًا، وَبِيَدِهَا قَصْعَةٌ، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:


طَحْطَحَتْنَا طَحَاطِــحُ الأَعْوَامِ
وَرَمَتْنَا بِصَـــرْفِـــهَا الأَيَّـــــــام

فَأَتَيْنَاكُــــــمْ نَمُـــــــدُّ أَكُــــــفَّا
لِفَضَـالاتِ زَادِكُــمْ وَالطَّـــعَــامِ

فَاطْلُبُوا الأَجْرَ وَالْمَثُــوبَةَ فِينَا
أَيُّهَا الزَّائِــرُونَ بَيْتَ الْحَـــــرَامِ

مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِـــي وَرَحْلِــي
فَارْحَمُوا حَاجَتِي وَذُلَّ مُقَامِي



فَرَجَعْتُ إِلَى هَارُونَ، فَأَخْبَرْتَهُ، فَبَكَى وَقَالَ:

اطْلُبِ الْمَرْأَةَ، وَائْتِنِي بِهَا، فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقُلْنَا لَهَا: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَتْ: حَيَّاهُ اللَّهُ ، وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: يُرِيدُ أَنْ تُنْشِدِيهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي قُلْتِيهَا قُبَيْلٌ. فَأَنْشَدَتْهُ إِيَّاهَا ، فَالْتَفَتَ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ، فَقَالَ: امْلأْ لَهَا الْقَصْعَةُ دَنَانِيرَ، فَمَلأَهَا لَهَا حَتَّى فَاضَتْ مِنْ جَوَانِبِهَا.



================


مُلاحظة: القِصة ذُكرت فِي عِدَّة مَصَادِر ولَكنَّ الحَديث مَقطوع.



T.me/Ahadeth_Alshoara


يُروى أَنَّ "عَبدُ الله بِن أَبي بَكر الصِّديق" -رَضي اللهُ عَنهُمَا- قَد تَزَوَجَ "عَاتِكة بِنْتَ عَمرو بِن نفيل" - رَضي اللهُ عَنها- وَكَانَت مِنْ أَجمَلِ نِسَاء قُرَيش، وَكَانَ "عَبدُ الله" مِن أَحسَنِ النَّاس وَجهًا وَأَبرَّهُم بِوالِدَيهِ، فَلَمَّا دَخَل بِها غَلَبَت عَلى عَقلِهِ وَأَحَبَّها حُبًّا شَديدًا، فَمرَّ عَليهِ "أَبو بَكر" أَبوهُ وهو فِي عَليَّة يُنَاغيهَا فِي يِوم ِجُمعة وَأَبو بَكر مُتَوَجه إِلى الجُمعة ثُمَّ رَجَع وهُو مَا زَال يُنَاغيهَا
فَقَال: يَا بَني إِنِّي أَرى هَذهِ المَرأَة قَد أَذهَلَت رَأيكَ فَأَشغَلتك عَنِ الصَّلاة وَتَركتَ السُّوقَ وَالتِّجارَة وَغَلَبت عَلى عَقلكِ، فَطَلِقهَا.
قَالَ: لَستُ أَقدر عَلى ذَلِكَ.
فَقالَ: أَقسمتُ عَليكَ إِلا طَلَقتَها.
فَلمَ يَقدِر عَلى مُخَالَفةِ أَبيهِ فَطَلَقها، فَجزَع عَلَيها جَزعًا شَديدًا، وَامتَنَع مِن الطَّعامِ وَالشَّرابِ، فَقيلَ "لأَبي بَكر" أَهلَكتَ "عبد الله" فَمرَّ بِهِ يَومًا "وعبد الله" لا يَراهُ وَهو مُضطَجِع فِي الشَّمسٍ وَيقولُ هذهِ الأَبَيَات:


فَوَاللهِ لا أَنْــسَــاكِ مَا ذَرَّ شَـــارِقٌ
وَمَا نَاحَ قَــمَـريّ الحَمام المطوّقُ

فَلَـــمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ اليَوم مِثْلَهَا
وَلا مِثْلهَا فٍي غَيرِ شَيءٍ يُطَلّـــقُ

لَهَا خَلــــقٌ عَفٌّ وَدينٌ وَمحتَـــد
وَخلق سَويٌّ فِي الحَياءِ وَمَنطِقُ



فَسَمِعهُ أَبوهُ فَرَقَّ لهُ وَقَال: رَاجعهَا يَا بني.


فَرَاجَعَهَا، وَأَقَامَت عِندَهُ حَتى قَتَلَ عَنهَا يَوم الطَّائِف مَع رَسول الله -صَلى الله عَليهِ وَسَلم- أَصَابهُ سَهمٌ فَقَتَلهُ؛ فَجزعتْ عَليهِ جَزَعًا شَديدًا، وَقَالَت تُرثيهِ:



فَآلَيت لا تَنْفَكّ نَفْسِــــي حَزينَــــــة
عَلَيكَ وَلا يَنْفَكّ جٍلْـــــدي أَغْبَــــــرا

فَتى طُولَ عُمْري مَا أَرى مِثلَهُ فَتى
أَكَرّ وَأَحمى فِــــي الهِياجِ وَأَصـــبَرا

إِذا شَـــرَعَت فِيهِ الأَسِـنَّـة خَاضَــهَا
إِلى القِرنِ حَتى يَتْرك الرّمح أَحمَرا




T.me/Ahadeth_Alshoara


أَلَيسَ امرَأَة تَكونُ أَشْجَع مِنكِ؟

قَالَ "أَبو الفَرج بِن الجَوزِي" -رَحِمَهُ الله تَعَالى-:

بَلَغَني عَن بِعضِ الأَشرافِ أَنَّه اجتَازَ بِمَقبرةٍ فَإِذا جَارية حَسْنَاء عَلَيها ثِياب سَوادٍ، فَنَظَر إِليهَا فَعَلَقَت بِقَلبِهِ فَكَتَبَ إِليهَا:


قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الشَّمْسَ وَاحِدةٌ
وَالبَّدْر فِي مَنْظَرٍ بِالحُسْنِ مَوصُوفُ

حَتى رَأَيتُكِ فِـــي أَثـــوابِ ثَاكِلَـــةٍ
سُودٍ وَصَدْغُكِ فَوقَ الخَد مَعْطُـوفُ

فَرُحْتُ وَالقَلْبُ مِنِّـــي هَائِــــمٌ دَنِفٌ
وَالكَبْد حَرِّي وَدَمْـــع العَين مَذرُوفُ

رُدِّي الجَـوابَ فَفيهِ الشُّكَر وَاغْتَنِمِي
وَصْل المُحِب الذي بِالحُبِّ مَشْغُوفُ


وَرَمى بِالرُّقعَةِ إِليها فَلمَّا قَرَأَتْهَا كَتَبَت:


إِنْ كُنْتَ ذَا حَسـَبٍ زَاكٍ وَذَا نَسَــبٍ
إِنَّ الشَّريفَ بِغَضِّ الطَّرفِ مَعْـرُوفُ

إِنَّ الزّنَــاةَ أُنَاسٌ لا خَـــلاقَ لَهُــــمْ
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ يَـوم الدِّيـــن مَوقُوفُ

وَاقْطَعْ رَجَاكَ لَحَاكَ الله مِنْ رَجُــلٍ
فَإِنَّ قَلْبِي عَــنِ الفَحْشَاءِ مَصْرُوفُ


فَلَمَّا قَرأ الرُّقعَة زَجَر نَفسهُ وَقَال:
أَليسَ امْرَأة تَكونُ أَشْجَعَ مِنْكِ؟.


ثُمَّ تَابَ وَلَبس مِدْرَعةً مِن الصُّوفِ وَالتَّجأَ إِلى الحَرمِ، فَبَينَمَا هُو فِي الطَّوافِ يَومًا وَإِذا بِتِلكَ الجَارية عَلَيها درعٌ مِن صُوفٍ
فَقَالت لَهُ: مَا أَليقَ هذا بِالشَّريف، هَل لَكَ فِي المُباح؟
فَقَال: قَد كُنْتُ أََروم هذا قَبلَ أَنْ أَعرف الله وَأُحبَّهُ، وَالآنْ قَد شَغَلَنِي حُبُّه عَنْ حُبِّ غَيره.
فَقَالَت َلهُ: أَحسَنتَ ثُمَّ طَافَتْ وَهِي تنْشد:



فَطفنَا فَلاحَتْ فِي الطَّوافِ لَوائِحٌ
غنَينَا بِهَا عَــنْ كُلِّ مَـرْأىً وَمَسْمَــعِ



T.me/Ahadeth_Alshoara


جَاءَ فِي كِتَّابِ ( بُهْجَة المَجَالِس ) لِــ " ابِنْ عَبد البَرّ الأَنْدُلُسِي":


نَظَرَ رَجُلان إِلى جَارِيةٍ حَسْناءَ فِي بَعضِ طُرُقِ مَكَّة، فَمَالا إِليها فَاستَسْقَياهَا مَاءً فَسَقَتْهُما، فَجَعلا يَشربَانِه ولا يُسِيغانِه فَعَرفَتْ مَا بِهما، فَجَعَلَت تَقولُ:


هُمَا اسْتَسْقَيَا مَاءً عَلى غَيرِ ظَمْأَةٍ
لِيَسْتَمْتِعَا بِاللَّحْـظِ مِمَّـــنْ سَقَاهُمَا‏


فَعَجَِبَا مِنْ ذَلِكَ، وَدَفَعا الإِناءَ إِليهَا، فَمَرَّتْ وَهي تَقول:


وَكُنْتَ مَتى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا
لِقَلْبِكَ يَومًا أَتْعَبَتْـــكَ المَنَاظِــــرُ

رَأَيتَ الذي لا كُلُّــــهُ أَنْتَ قَـــادِرٌ
عَلَيهِ، وَلا عَــنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ


==============

مُلاحَظة: الجَارية تَحكي عَنْ مَن لا يَغضُّ بَصَرَهُ.

يَقولُ أصحاب قَناة "أَحاديث وَآدابَ الشُّعَراء":
وهذه مِنْ الأَبياتِ الرَّائِعة عَنْ غَضِّ البَصر.



T.me/Ahadeth_Alshoara


بَعدَ مُغَادَرة الشَّاعِر "أَبو الطَّيب المُتَنَبي" بلاطَ "سَيف الدَّولة" كَانَت هذهِ مُدَّة جَفوة بَينَ الرَّجُلَين لمَا كَانَ يَتَعرضُ لَهُ "المُتَنَبي" مِنَ الكَيدِ وَالإِيذاءِ، وَفَشلت جَميع مُحَاولات "سَيف الدَّولة" لِأَعَادة شَاعره وَصَديقه إِلى البَّلاطِ مَرَّة أُخرى بَعدَ استِرضَائه.

تُوفِّيت "خَولَة" أُخت "سَيف الدَّولة" بَعد سَنةٍ أَو سَنَتَينِ مِن مُغَادَرةِ "المُتَنَبي" فَتَلقى هَذا الخَبَر تَحتَ وَطأة الإِحسَاس بِالغُربَة وَهو بَعيدٌ عَن وَطَنهِ مِمَّا جَعَل الخَبر أَثرًا مُضَاعَفًا فِي نَفسِ "المُتَنَبي" فَأَرسَل إِلى "سَيف الدولة" قَصيدةً مُكَونَة مِنْ (44) بَيتًا [ يُرثيهَا ]، وَهذهِ بَعضُ الأَبَياتْ:



يَا أُخْـــتَ خَــيــرِ أَخٍ يَا بِـنْـتَ خَيرِ أَبِ
كِنَايَةً بِهِمَــــا عَــــنْ أشْــــــرَفِ النَّسَبِ

أُجِــــلُّ قَــــدْرَكِ أَنْ تُسْمَــــــيْ مُـؤبَّنَةً
وَمَـــنْ يَصِفْكِ فَقَـــدْ سَــــمَّاكِ لِلعَرَبِ

غدَرْتَ يَا مَـوْتُ كَــــمْ أَفنَيتَ مِنْ عَدَدٍ
بِمَــــنْ أَصَبْتَ وَكَـــمْ أَسْكَتَّ مِنْ لجَبِ

وَكَــــمْ صَحِبْتَ أَخَــاهَا فِـــــي مُنَازَلَةٍ
وَكَــــمْ سَأَلتَ فلَمْ يَبْخَـــلْ وَلَـمْ تَخِبِ

طَــوَى الجَزِيـــرَةَ حَتى جَــاءَنِي خَبَرٌ
فَزِعْتُ فِيـــهِ بِآمَالِـــي إِلــى الكَــــذِبِ

حَتى إِذا لَمْ يَــــدَعْ لِي صِـــدْقُهُ أَمَـلًا
شَرِقْتُ بِالدَّمْــــعِ حَتى كَادَ يَشْرَقُ بِي

تَعَثَّـــــرَتْ بِهِ فِي الأفْـــــــوَاهِ أَلْسُنُهَــا
وَالبُرْدُ فِي الطُّرْقِ وَالأَقْلامُ فِي الكُتُبِ

كَـــــأَنّ فَعْلَـــةَ لَــــــمْ تَمْلأ مَوَاكِبُـــــهَا
دِيَارَ بَكْـــــرٍ وَلَــــــمْ تَخْلَــعْ وَلَــمْ تَهَبِ

وَلَـــــمْ تَـــــرُدَّ حَــــيَـــــاةً بَعْــدَ تَوْلِيَةٍ
وَلَـــــمْ تُغِثْ دَاعِيًا بِالوَيـــلِ وَالحَــرَبِ

أَرَى الــعِـــرَاقَ طَوِيلَ اللَّيْلِ مُــذْ نُعِيَتْ
فكَيفَ لَيلُ فَتـــى الفِتْيَانِ فِـــي حَلَبِ

يَـــظُــــنُّ أَنّْ فُـؤادي غَيــــرُ مُلْتَــــهِبٍ
وَأَنَّ دَمْـــــعَ جُـــفُـــونِـي غَيرُ مُنْسَكِبِ

وَهَمّـــهَا فِـــي العُلَى وَالمَجْـــــدِ نَاشِئَةً
وَهَـــــمُّ أَتْرابِهَا فِــي اللَّهْــــوِ وَاللَّعِـــبِ

فَمَــــا تَقَلَّــــدَ بِاليَاقُـــــوتِ مُشْبِـــــهُهَا
وَلا تَقَلَّــــــــدَ بِالهِنْدِيَّـــــــةِ القُضُـــــبِ

وَلا ذكَـــرْتُ جَميــــلًا مِـــنْ صَـــنائِعِهَا
إلاّ بَكَيْـــــتُ وَلا وُدٌّ بِــــــلا سَــــــــبَبِ

وَمَــــنْ تَفَكَّـــــرَ فِــي الدُّنْيَا وَمُهْـــجَتهِ
أَقَامَــــهُ الفِكْــــرُ بَينَ العَجْــزِ وَالتَّعَــبِ




T.me/Ahadeth_Alshoara


يَقولُ "الأَصمعي" كُنتُ مَاشياً فِي طَريقِي فَرَأَيتُ أَخَوينِ يَتَخَاصَمَان، فَقالَ الأَخ الأَصغَر لِأَخيهِ:
واللهِ لأَهجُونَّكَ ..
فَقَال لَهُ أَخوهُ: كَيفَ تَهجونِي وَأَبي أَبوكَ وأُمي أمُّك؟ فَإِنْ هَجَوتَنِي سَيَرتَد الهَجاء عَلى أَبينَا وَأُمِّنا وَعَليكَ.
قَالَ لَهُ: اسمَع مَا أَقول:


لَئيمٌ أَتاهُ اللؤم مِنْ ذَاتٍ نَفْسِهِ
وَلَـمْ يَأتِـهِ مِنْ إِرْثِ أُمٍّ وَلا أَبِ



T.me/Ahadeth_Alshoara


ذَكَرتُكِ وَالحَجيجُ لَهُم ضَجيجٌ
بِمَكَّــــةَ وَالقُلـــوبُ لَها وَجيبُ


عِندما بَلَغ العِشق بِـ "قَيسِ ابن المَلوّح" أَقصاهُ وَأَخرَجهُ إِلى الوِّسواسِ وَالهَيمَان، وَأَذهَبَ عَقله، فَكَثَر هَذيانه وَزَادَت وحدته وَتفَرُّده فِي الصَّحراءِ .. وَكَان إِذا ذُكِرَت لَهُ لَيلى رَجَعَ إِلى عَقلهِ وَتَجَلَت عَنهُ غَمرته، فَقيلَ لِأَبيهِ لَولا أَخذتهُ وذَهَبت بِهِ إِلى الحَجِّ وَأَمرتَهُ أَن يَدعو الله أَنْ يَجلي عَنهُ حُبَّ لَيلى وَيردَّ إِليهِ رُشْدهُ، فَفَعل وأَخذهُ إِلى الحَجِّ؛ وعِندَ الكَعبة قَالَ لُهُ أَبوهُ: يَا بني خُذ بِأَستَارِ الكَعبة وَاطلُب الله أَنُ يُنسِيك مَا بِكَ مِنْ حُبِّ لَيلى، فَذهبَ المَجنون وَتَمَسَك بِأَستَارِ الكَعبة وَقَالَ: اللهُمَّ زِدنِي لِليلى حُبًّا إِلى حُبِّهَا وَأرني وَجْهَها فِي خَيرٍ وَعَافية .. ثُمَّ انشَأَ يَقولُ:


ذَكَرْتُكِ وَالحَجيجُ لَهُمْ ضَجيجٌ
بِمَكَّـــةَ وَالقُلُــــوبُ لَهَا وَجيبُ

فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِـي بَلَــدٍ حَــرَامٍ
بِهِ وَللهِ أَخلِصَـــتِ القُلُــــــوبُ

أَتــوبُ إِلَيكَ يَا رَحْمَــــــنُ مِمَّا
عَمِلْتُ فَقَــدْ تَظَاهَـرَتِ الذُّنُوبُ

فَأَمَّا مِـــنْ هَــوى لَيلى وَتَرْكِي
زِيـارَتَهَـــا فَـإِِنِّـــــي لا أَتــــوبُ

وَكَيفَ وَعِنْدَهَــا قَلْبِي رَهيـــنٌ
أَتـوبُ إِلَــيـــكَ مِنْـهَــا أَوْ أُنيبُ



T.me/Ahadeth_Alshoara


كَأَنَّ العَامَ لَيسَ بِعَامِ حَـجّ
تَغَيرَت المَواسِمُ وَالشُّكُولُ


قَائِل هذا البَيت هُو الشَّاعِر [ عَبد الله بِن عُمَر بِن عَمْرو بِن عُثمَان بِن عَفَّان بِن أبي العَاصِي بِن أُمية بِن أَبي عَبد شَمس ] المُلَقَب بـ "العرجي" نِسبةً إِلى وَادٍ بِالحِجاز ذي نَخْلٍ كَثير يُقَال لَهُ العرج.

قَال هذا البَيت بِسببِ الخُصُومَات مَعَ وَالي مَكَّة " مُحَمد بِن هشام" حينَ كَلَّفه الخَليفة "هشَّام بِن عَبد المَلك" بِإِدارةِ شُؤون الحَج؛ فَهَجاهُ العرجي بالبَيتِ المَذكور سَابِقًا.
وَلَم يَكتَفي "العرجي" بِهِجاءِ "مُحَمد بِن هشام" بَل طَفَق يُشبب بِنِساءِ الوالي كَأَمه وَزَوجَته وَيَتَعَرض لَهُنَّ فِي شِعرهِ؛ فَقَيَّدهُ الوالي وَوضَعهُ فِي السِّجنِ وَأَقسَم أَن لا يَخرج مِنهُ مَا دَام لَهُ سُلطان؛ فَمَكَث "العرجي" فِي السِّجنِ حَتى مَات 120هـ / 738م

فَكَتَب "العرجي" مُعَانَاته وَهو فِي السِّجنِ بِأبَياتٍ مَشهورة وَقليلٌ مَن يعلم أَن قَائِلها هو "العرجي"
يَقول:


أَضَاعُونِي وَأَيَّ فَتَىً أَضَاعُــــوا
لِيومِ كَريـهَـةٍ وَسَــــدَادِ ثَغْـــــرِ

وَخَلونِـــي لِمُعْتَــركِ المَــــــنَايَا
وَقَـدْ شَـرَعَت أَسِنَتَهَا بِنَحْـــرِي

كَأَنِّـي لَمْ أَكُــنْ فِيهِم وَسْيـــطًا
وَلَمْ تَكُنْ نِسْبَتِي فِي آلِ عَمْرُو

أجرر فِي الجَوَامـعِ كُلَّ يَــــومٍ
أَلاَ لله مَظْلَمَتِــــي وَصَـــبْـــرِي

عَسى المَلِك المُجيب لِمَنْ دَعَاهُ
يُنَجِّينِي فَيَعْلَــمَ كَيفَ شُكْـــرِي

فَأَجْزيَ بِالكَرَامَــــة أَهْـــلَ ودِّي
وَأَورثَ بِالضَغَائِنِ أَهْـــلَ وِتْــرِي



T.me/Ahadeth_Alshoara


"حَفْصَة بِنت الحَاج الركونية"


شَهَدت الأَندَلُس وَفرة في عَددِ الشَّاعِرات، اشتَهَرت مِن بَينِهِنَّ "حَفْصة بِنت الحَاج الركونية" خِلال القِرن السَّادِس، وَهي شَاعٍرةٌ أَديبة مِن شَاعِراتِ وَأَديباتِ غرناطة، كَانت ذَاتَ جَمالٍ وَحَسَبٍ وَثَراء وَبَديهة وَسُرعة خَاطِر، لَمْ تَجِد غضاضة فِي البَّوحِ بِعذبِ الشِّعر الذي يَفيضُ شَوقًا لِلوزيرِ "أَبي جَعفر أحمَد بِن سَعيد" فَقَالت تَتَغزلُ فِيهٍ:


أَغَارُ عَليكَ مِنْ عَينِي رَقيبِيْ
وَمِنْكَ وَمِنْ زَمَانِكَ وَالمَكَـانِ!

وَلَو أَنِّي خَبَّأتُكَ فِي عُيونِـي
إِلى يَومِ القِيامَـةِ مَـا كَفَّانِــي


أَوغَلَتْ "حَفصة" فِي عِشْقِهَا "لِأَبِي جَعفَر" فَانْسَكَب حُلو الكَلام مِن ثَغْرِهَا، وَكَانَ أَسلَسهُ قَولهَا:


أََزوركَ أَمْ تَزورُ فِإِنَّ قَلبِـــي
إِِلى مَا تَشْتَهِي أَبَدًا يَميـــلُ


فَعَجِّلْ بٍالجَوابِ فَمَا جَميلٌ
إِبَاؤكَ عَنْ بُثَينَة يَا جَميــلُ




T.me/Ahadeth_Alshoara


ﻣَﺮَّ ﺍﻟﺒُﺤْﺘﺮﻱ ﺑِﺠَﻤَﺎﻋَﺔِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻌَﺮﺍﺀِ، ﻓَﺮَﺃﻯ ﺑَﻴﻨَﻬُﻢ ﺻَﺒﻴًﺎ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺒُﺤْﺘﺮﻱ: ﺃَﺷﺎﻋِﺮٌ ﺃَﻧﺖَ؟!
فَأَجابَ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲ: ﻧَﻌَﻢ، ﻭَﺇِﻧِّﻲ ﻷَﺷْﻌَﺮ ﻣِﻨﻚَ.
فَقال ﺍﻟﺒُﺤْﺘﺮﻱ: ﻣَﺮﺣﻰ! ﻓَﻬَﻞ ﺗَﺴْﺘﻄﻴﻊُ ﺃَﻥ ﺗُﺠﻴﺰَ ﻗَﻮﻟِﻲ؟

ﻟَﻴﺖَ ﻣَﺎ بَينَ ﻣَﻦْ ﺃُﺣِﺐُّ ﻭَﺑَﻴﻨِﻲ

قَالَ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲ: ﺃَﺗُﺮﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﺗُﻘْﺮِّﺑﻪ ﺃَﻡْ ﺗُﺒْﻌِﺪﻩُ ؟
قَالَ ﺍﻟﺒُﺤْﺘﺮﻱ: ﺃُﻗَﺮِّﺑﻪُ.

قَالَ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲ:

ﻟَﻴﺖَ ﻣَﺎ ﺑَﻴﻦَ ﻣَﻦْ ﺃُﺣِﺐُّ ﻭَﺑَﻴﻨِﻲ
ﻣِﺜﻞَ ﻣَﺎ ﺑَﻴﻦَ ﺣَﺎﺟﺒِﻲ ﻭَﻋَﻴﻨِـﻲ

ﻓَﻄﺮﺏَ ﺍﻟﺒُﺤﺘﺮﻱ ﻭَﺳُﺮَّ ﻛَﺜﻴﺮًﺍ ﻭَﻗَﺎﻝ ﻟِﻠﺼَّﺒِﻲ: ﻭَﺇِﺫﺍ ﻛُﻨﺖُ ﺃُﺭﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﺃُﺑْﻌِﺪَﻩُ؛ ﻓَﻤَﺎﺫﺍ ﺗَﻘﻮﻝ ؟

قَالَ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲ:

ﻟَﻴﺖَ ﻣَﺎ ﺑَﻴﻦَ ﻣَﻦْ ﺃُﺣِﺐُّ ﻭَﺑَﻴﻨِـﻲ
ﻣِﺜﻞَ ﻣَﺎ ﺑَﻴﻦَ ﻣُﻠْﺘَﻘﻰ ﺍﻟﺨَﺎﻓِﻘَﻴﻦِ


فَقَال ﺍﻟﺒُﺤﺘﺮﻱ: ﺣَﻘَّﺎ ﺇٍﻧَّﻚ ﺃَﺷْﻌَﺮُ ﻣِﻨِّﻲ.

*الخَافقين : المَشرِق وَالمَغرِب او السَّماء والأَرض.




T.me/Ahadeth_Alshoara


رُوِيَ أَنَّ "أَبا نَواس" ذَهَب فِي صِباهُ َمع جَماعةٍ مِنْ الشُّعراء إِلى "الخَصيبِ" لمَّا وَلاَّه "الرَّشيد" عَلى مَصر يُريدونَ مَدحَهُ وَكَان "الخَصيب" عَبدًا عِند "الرَّشيد"
وَفي الطَّريقِ كَانوا يَعرضون قَصَّائِدهم التي سَيَلقونَها عَلى الوالي فَطَلبوا مِن "أَبي نَواس" أَنْ يَنشدهُم قَصيدته فَقَال:


اللَّيْلُ لَيْلٌ وَالنَّهَـــــــارُ نَهَـــــــــارُ
وَالبَغْلُ بَغْلٌ وَالحِـمَــــــارُ حِمَــارُ

وَالدِّيكُ دِيكٌ وَالدَّجَاجَةُ زَوْجُــهُ
وَكِلاهُمَا طَيْــــرٌ لَهُ مِنْقَـــــــــــارُ


فَضَحِكوا مِنْهُ وَسَخِروا ! فَلَمَّا وَصلوا إِلى الوالي أَنشَد كُلُّ قَصيدته فَلمَّا جَاءَ دَور "أَبي نواس" بَدَّأ الشُّعَراء يَضْحَكون؛ فَإِذْ بِهِ يلقي قَصيدةً مِن أَربعينَ بَيتًا مِنْهَا* :

تَقولُ الَّتي عَن بَيتِها خَفَّ مَركَبي
عَزيـــــزٌ عَلَينا أَن نَراكَ تَســيـــــرُ

أَما دونَ مِصــــرٍ لِلغِنـــى مُتَطَلَّبٌ
بَلى إِنَّ أَسبابَ الغِنــــى لَكَثيـــــرُ

فَقُلتُ لَها وَاستَعجَلَتـــــها بَــوادِرٌ
جَرَت فَجَــرى فـي جَريِهِــنَّ عَبيرُ

ذَريني أُكَثِّـــــر حاسِــديكِ بِرِحلَةٍ
إِلى بَلَـــــدٍ فيهِ الخَصيــــبُ أَميرُ

إِذا لَـمْ تَزُر أَرْضَ الخَصيبِ رِكابُنا
فَأَيَّ فَتىً بَعدَ الخَصيــــــبِ تَزورُ

فَتىً يَشتَري حُســـنَ الثَناءِ بِمالِهِ
وَيَعلَـــــــمُ أَنَّ الدائِراتِ تَــــــدورُ

فَما جازَهُ جــــودٌ وَلا حَـــلَّ دونَهُ
وَلَكِن يَصيرُ الجــودُ حَيثُ يَصيرُ

فَلَم تَرَ عَيني سُؤدُداً مِثلَ سُــؤدُدٍ
يَحِلُّ أَبو نَصــــرٍ بِهِ وَيَسيــــــــرُ

زَها بِالخَصيبِ السَيفُ وَالرُمحُ فِي الوَغى
وَفي السِّلمِ يَزهو مِنبَرٌ وَسَريــــرُ

وَإِنّي جَديـــرٌ إِذ بَلَغتُكَ بِالمُنــــى
وَأَنتَ بِمــــا أَمَّلتُ مِنكَ جَديـــــرُ

فَإِن تولِنـي مِنكَ الجَميــلَ فَأَهلُهُ
وَإِلّا فَإِنّــــي عاذِرٌ وَ شُكـــــــــورُ


فَذُهِلَ الشُّعَراء مِنه وَقَالوا: مَا مَنَعَك أَنْ تنشدَنا هَذهِ القَصيدة عِندما طَلبنَا مِنكَ ذَلِكَ؟
فَقَال: خَشيتُ أَنْ تُعْجِبَكُم فَتَسْرِقونَها!.

وَيُقال إِن "الأَمينَ" لمَّا تَولى الخِلافة قَال لِأَبي نَواس، وَكَان مِن شُعَرائِهِ المُقَرَبين:
إِذا كُنتَ قُلتَ فِي "الخَصيبِ" الذي هو عَبد عِنْدنَا:

إِذا لَم تَزُر أَرضَ الخَصيبِ رِكَّابُنَا
فَأَيَّ فَتىً بَعْـــدَ الخَصيبِ تَــزورُ

فَماذا أَبقَيتَ لَنَّا؟

قَالَ: أَبقيتُ يَا أَميرَ المُؤمِنين قَولِي فيكُم:

إِذا نَحـــنُ أَثنَينا عَلَيكَ بِصَـــالِــحٍ
فَأَنتَ كَمَا نُثْنِي وَفَـوقَ الَّذي نُثْنِي

وَإِن جَــــرَتِ الأَلفَاظُ مِنَّا بِمِدْحَــةٍ
لِغَيـــرِكَ إِنْسَاناً فَأَنْتَ الَّذي نَعْنــي.


=================

مُلاحظة: لَمْ نَنْقُل لَكُم كُلَّ الأَبيات حتى يَسع المنشور. .


T.me/Ahadeth_Alshoara


فَلَمَّا أَنشَد المُتَنبي قَصيدته ( وا حَرَّ قَلبَاهُ ) وَانْصَرفَ، اضْطَرَب المَجْلِس وَقالَ نبطي كان في المجلس لِسيفِ الدَّولة: اترُكنِي أَسعى فِي ذَمِّهِ، فَرَخْصَ لَهُ في ذَلِكَ، والنَّبطي هو السَّامَري
فَهَجى المُتَنَبي السَّامَري وَقَالَ:


أسَامَـــــــرِّيُّ ضُحْكَـــــةَ كُــلَّ رَاءِ
فَطِنْتَ وَكُنْتَ أغْبَى الأغْبِيَـــــــاءِ

صَغُرْتَ عنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجَى
كَأنَّكَ مَــــا صَغُـــرْتَ عَنِ الهِجـاءِ

وَما فَكَّـــرْتُ قَبلَكَ فِـي مُحــــالٍ
وَلا جَرَّبْتُ سَيْفــــي فِــي هَبَـــاءِ



T.me/Ahadeth_Alshoara


"سيف الدولة" وهو اللَّقب الأَكثر شيوعًا عَنهُ وَإِسمهُ الحَقيقي "عَلي بِن أَبي الهَيجاء بِن حَمدان بِن الحَارث سَيف الدولة التَّغلبي"
كَانَ حَريصًا عَلى أَنْ يَنالَ مَدحًا مِن شَاعرٍ قَلَّ أَن يَهِبَ الدَّهرُ مِثله؛ فَكان "المُتَنَبي" فِي زَمَانِه ..
وَقَد ظَلَّ المُتنبي طَوال المُدة التي قَضاها عِندَ سَيف الدَّولة وَهو عُرضةٌ لِلكَيدِ وَالإِيذاء، حَتى أَصبَحَت حَياتَهُ فِي خَطر، فَقد جَاءَ فِي الدِّيوانِ: [ قَالَ وَكانَ سَيف الدَّولة إِذا تَأَخر عَنهُ مَدحَهُ شَقَّ عَليهِ، وَأَكثرَ مِن أَذاهُ، وأَحضرَ مَن لا خَيرَ فيه، وَتَقَدمَ إِليهِ بِالتَّعريضِ لَهُ فِي مَجْلِسه بِمَا لا يُحِب. فَلا يُجيب أُبو الطَّيب أَحدًّا عَن شَيءٍ فَيزيد بِذلِكَ في غَيظِ سَيف الدَّولة ].

ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻤُﺘَﻨﺒﻲ ﻗَﺼﻴﺪَﺗﻪُ ﺍﻟﺸَﻬﻴﺮﺓ ‏( ﻭﺍ ﺣَﺮَّ ﻗَﻠﺒَﺎﻩُ ‏) ﻓِﻲ ﻣَﺠﻠﺲِ ﺳَﻴﻒَ الدَّﻭﻟﺔ ﺑَﻌﺪَ ﺃَﻥ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﺍﻟﺪَّﺳَﺎﺋِﺲ ﺑَﻴﻨَﻬُﻤﺎ ﻋَﻤَﻠﻬﺎ، ﻭَﻛَﺎﻥ ﻗَﺪ ﻣَﺪﺡ ﻧﻔﺴﻪُ ﺑِﻘﺪﺭِ ﻣَﺎ ﻣَﺪﺡَ ﺍﻷَﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤَﻤَﺪﺍﻧﻲ ﻭَﺑَﻄَّﻦَ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﻟِﻠﺤُﻀﻮﺭِ ﻓِﻲ ﺍﻟﻤَﺠﻠﺲِ ﻭَﻣِﻨﻬُﻢ ﺃَﺑﻮ ﻓِﺮﺍﺱَ ﺍﻟﺤَﻤَﺪﺍﻧﻲ، يَقولُ المُتَنَبي فِي قَصيدَته ( وا حَرَّ قَلْبَاهُ ):


وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ

إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ
وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ

فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ
وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ

فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ
في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُه
اأَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً
تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ

عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُ

واأمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ

يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ

أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا
بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ

أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ

وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها
أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ

رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ
وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ

الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ

صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً
حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ

يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ

مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ

إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا
فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ

وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ
إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ
وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ

أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ

لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا
لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ

إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ

شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ

بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ
تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ

هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ
قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ




يتبع >>> ........ 🔻



T.me/Ahadeth_Alshoara


جَاء فِي كِتَّابِ [ الأَغانِي ] لِأَبي فَرَجِ الأَصفَهَانِي

سَأَلَ عَبد المَلك بِنْ مَروان "كُثيِّر عزَّة" -الشَّاعر المَعروف- عَنْ أَعْجَب خَبرٍ لَهُ مَعَ "عزَّة"

فَقَالَ: يَا أَمير المُؤمِنينَ، حَجَجْتُ سَنَةً، وَحَجَّتْ "عزَّة" مَع زَوجِها، وَلَم يَعلَم أَحدنا بِصَاحِبهِ، فَلَمَّا كُنَّا بِبعضِ الطَّريقِ أَمَرهَا زَوجَهَا بِابْتيَاعِ سمَن تَصلح بِهِ طَعامًا لِرِفقَتهِ، فَجَعَلتْ تَدورُ الخِيام خَيمَةً خَيمَة، حَتى دَخَلت إِليَّ، وَهيَّ لا تَعلَمُ أَنَّها خَيمَتِي، وَكُنتُ أبري سَهمًا، فَلَما رَأيتُها جَعَلتُ أبري لَحمِي، وَأَنظُرُ حَتى بَريتُ ذِراعِي وَأَنا لا أَعلمُ بِهِ، وَالدَّم يَجرِي، فَلَمَّا عَلِمت ذَلِك، دَخَلَت إِليَّ فَأَمْسَكَت يَدي، وَجَعَلَتْ تَمْسَحُ الدَّمَ بِثَوبِهَا، وَكَانَ عندي نِحيُ -وعاء- سمَن فَحَلَفْتُ لَتَأخُذَنَّهُ؛
فَأَخذَتهُ وَجَاءَت زَوجَهاَ، فَلَمَّا رَأى الدَّم سَأَلها عَن خَبرهِ فَكَاتَمتهُ، حَتى حَلفَ عَليهَا لَتصدقَنهُ. فَصَدقَتهُ فَضَرَبهَا، وَحَلَف عَليهَا لَتَشْتُمَنِي فِي وَجْهِي، فَوقَفَت عَلَيَّ وَهو مَعَها وَقَالَتْ لِي وَهي تَبْكِي: يَا إِبْنَ الزَّانية ! ثُمَّ انْصَرَفَا وَذَلِكَ حَيثُ أَقولُ:


يُكَلِّفُهَا الغَيـــرانُ شَتْمِــي وَمَــا بِهَا
هَوانِــــي وَلَكِنْ لِلمَليكِ اسَتَـــذَلَتِ

هَنيئًا مَريئًا غَيــــرَ دَاءٍ مخَامـــــــرٍ
لِعزَّةِ مِــنْ أَعْرَاضِــنَا مَـــا اسَتَحَلَّتِ

فَـإِنْ تَكُنْ العُتْبَـــى فَأَهْــلًا وَمَرْحَبًا
وَحُقَّتْ لَهَا العُتْبَـــى لَدَينَا وَقَلَّــــتِ

أَسِيئِـــي بِنَا أَوْ أَحْسِنِــي لا مَلُومَـةً
لَدَينَا ولا مَــــقْلِيّـــــةً إِنْ تَقَلَّــــــتِ

وَلَكِنْ أَنيلِي وإِذْكُرِي مِـــــنْ مَــودَّةٍ
لَنا خُلَّةً كَانَـــــتْ لَديكُـــــمْ فَضَلَّتِ

وَإِنِّي وَإِنْ صَــدَّتْ لَمُثْنٍ وَصَــــادِقٌ
عَلَيـــهَا بِمَـا كَانَــــــــتْ إِلينَا أَزَلَّـتِ

فَمَا أَنا بِالدَّاعِــــي لِعَـــــــزَّةَ بِالرَّدَى
ولا شَامِـــتٍ إِنْ نَعْلُ عَـــــــزَّةً زلَّتِ

فَلا يَحْسَبِ الوَاشُـــونَ أَنَّ صَبَابَتِي
بِعَـــــزّة كَانَـــتْ غَمْـــــرَةً فَتَجَلَّــتِ

فَأَصبَحْتُ قَــدْ أَبْلَلْتُ مِـنْ دَنَفٍ بِهَا
كَمـــا أُدنِفَتْ هَيـــمَاءُ ثَــمَّ اسْتَبَلَّتِ

فَوَاللهِ ثُــــمَّ اللهِ لا حَـــــــلَّ بَعْدَهَا
وَلا قَبْلَهَا مِــــن خُلَّـةٍ حَيــث حلَّتِ

وَمَا مَــــرَّ مِــنْ يَـــومٍ عَليَّ كَيَومِهَا
وَإِنْ عَظُمَتْ أَيَّـــامُ أُخـــرى وَجَلَّتِ

وَحَلَّتْ بِأَعلى شَاهِـــــقٍ مِنْ فُؤَادِهِ
فَلا القَلبُ يَسْلاهَا وَلا النَّفْسُ مَلَّتِ


===============

مُلاحظة: القَصيدة جَاءَت فِي (42) بَيتًا نَقَلنا رُبعهَا فَقَط.



T.me/Ahadeth_Alshoara


ﻗَﺎﻝ ﺍﻷَﺻْﻤَﻌِﻲ: ﺃَﺗﻴﺖُ ﺍﻟﺒَﺎﺩﻳﺔ ﻓَﺈِﺫﺍ ﺃَﻋْﺮَﺍﺑﻲٌ ﺯَﺭَﻉ ﺑُﺮًّا ( ﻧﻈﻴﺮ ﺍﻟﻘﻤﺢ ) ﻟﻪُ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﻗَﺎﻡَ ﺳُﻮﻗُﻪ ﻭَﺟﺎﺀَ ﺳُﻨْﺒﻠﻪُ ﺃَﺗﺎﻩُ ﺟَﺮَﺍﺩ؛ ﻓَﺠَﻌَﻞ ﻳَﻨﻈﺮُ ﺇِﻟﻴﻪِ ﻭﻻ ﻳَﺮﻯ ﻛَﻴﻒَ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓِﻴﻪِ
ﺛُﻢَّ ﺃَﻧْﺸَﺄَ ﻳَﻘﻮﻝُ:


ﻣَﺮَّ ﺍﻟﺠَﺮَﺍﺩُ ﻋَﻠﻰ ﺯَﺭْﻋِﻲ ﻓَﻘُﻠْﺖُ ﻟَﻪُ
ﻻ ﺗَﺄْﻛُﻠَﻦَّ ﻭَﻻ ﺗَﺸْﻐَﻞ ﺑِﺈِﻓْﺴَــــــــﺎﺩِ

ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻣِﻨْﻬُﻢْ خَطيبًا ﻓَﻮﻕَ ﺳُﻨْﺒُﻠَﺔٍ
أَﻧﺎ ﻋَﻠﻰ ﺳَﻔَـــــﺮٍ ﻻﺑُﺪ ِﻣـﻦْ ﺯَﺍﺩِ..!


وَجَاءَتْ بِطَريقَةٍ مُخْتَلِفة:


مَرَّ الجَرَادُ عَلى زَرْعِـي فَقُلْتُ لَهُ
إِلزَمْ طَريقَكَ لا تُولَع بِإِفْسَــــــادِ

فَقَالَ مِنْهْمْ خَطيبًا فَـوقَ سُنْبُلَةٍ
أَنا عَلى سَـفَـــــرٍ لابُدَّ مِــــنْ زَادِ



T.me/Ahadeth_Alshoara


كَانَ هُناكَ رَجُلٌ وَاقِفًا على بَابِ دَارهِ وَكَانَ بَابهُ يشبهُ بَابَ حَمَّام مُجاورٍ لهُ، فَمَرَّت بِهِ جَارِيَة لَهَا مَنظر ، وَهِي تَقول:

أَيْن الطَّرِيقُ إِلَى حمَّام مِنْجَابِ ؟

فَقَالَ لَهَا: هَذَا حمَّام منْجَاب، وَأَشَارَ إِلَى دَاره ..! فََدخلت الدَّار، فَدخل وَرَاءَهَا ، فَلَمَّا رَأَتْ نَفسهَا مَعَه فِي دَارهِ وَلَيْسَت بِحمَّام عَلِمَت أََنَّه خَدَعَها؛ فَعَلِمَت أَنَّه لا نَجاةَ لَها مِنه إِلا بِالحيلة والخِداع، فَأَظهَرت لَهُ الْبشر والفَرح بِاجتِمَاعِها مَعَهُ على تِلْكَ الْخَلْوَة فِي تِلْكَ الدَّار، وَقَالَت لَهُ : يَصلحُ أَنْ يَكونَ عِندنَا مَا يَطيبُ بِهِ عَيشنا وَتَقِر بِهِ عُيونَنا مِن طَعامٍ وَشَرَاب .
فَقَالَ لَهَا : السَّاعَة آتِيك بِكُل مَا تُريدين وَبِكُل مَا تَشتَهين ، وَخَرج فَتَركهَا فِي الدَّار.
فَأَخَذ مَا يَصلُحُ لَهما وَرجَع ، وَدَخَل الدَّار فَوَجَدَهَا قد خَرجت وَذَهَبتْ ، وَلم يجد لَهَا أثرًا ، فَهَام الرَّجُل بِهَا ، وَأكْثَر الذِّكر لَهَا ، والجَزع عَلَيْهَا ، وَجَعَل يَمشي فِي الطُّرُقِ والأَزِقة وَهُوَ يَقُول:


يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًـا وَقَــدْ تَعِبَتْ
أَيْنَ الطَّرِيق إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ ؟


وَفِي رِوايةٍ : أَنَّه بَعد أَشهُر مَرَّ فِي بعضِ الْأَزِقَّة وَهُوَ ينشد هَذَا الْبَيْت ، وَإِذا بِالجَارِيَة تُجاوبهُ مِن طاق وَهِي تَقول :


هَــــــلَّا جَعَلْتَ لَهَا إِذْ ظَفِـــــرتَ بِهَا
حِرْزًا عَلى الدَّارِ أَو قُفْلًا عَلى الْبَاب ؟

إِنْ يَنْفَـــــدَ الرِّزْقُ فَالرّزَّاقُ يَخْلِفُـــهُ
وَالعِرْضُ إِنْ نْفَدَ فمِنْ أَيْنَ يُنْجَــابُ ؟



وَلم يزل يَذكُرُهَا حَتَّى كَانَ مِن أَمرهِ أَنَّهُ لَمَا نَزَل بِهِ الْمَوْت وجَاءَت سَاعة احتِضَاره ، قيل لَهُ قُل : "لَا إِلَه إِلَّا الله " فَلا يَسْتَطيع ، إِنَّمَا جعل يَقُول :

أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ ؟


==============

كِتاب " العَاقبة في ذِكرِ الموت " لـ " عبد الحق الإشبيلي" رحمهُ الله.

قَالَ أَصحاب صَفحة ( أَحاديث وأدابَ الشُّعراء ) :
[ نَعودُ باللهِ مِنَ المِحَنِ والفِتَنِ وسوء الخَاتِمة ].



T.me/Ahadeth_Alshoara

20 last posts shown.

1 218

subscribers
Channel statistics