🔹 الشفاعة وشروطها وأنواعها وأسباب تحصيلها وموانع الحرمان منها
❗️ عدم فقه الفرق بين الشفاعة عند الخالق ولدى المخلوق ، ورَّث الشرك وأصَّله في نفوس أهله .
▫️ قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمهما الله تعالى - مبينًا سر الشرك ، وعلته ، مع كيفية الرد الباهر عليه :
👆 #تكملة
ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة : أهل التوحيد الذي جرَّدوا التوحيد وخلَّصوه من تعلقات الشرك وشوائبه وهم الذين ارتضى الله سبحانه. قال تعالى : { وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ، وقال تعالى : {ةيَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا ً} .
فأخبر أنه لا تحصل يومئذ شفاعة تنفع إلَّا بعد رضى قول المشفوع له وإذنه للشافع فأما المشرك فإنه لا يرضاه ولا يرضى قوله : فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علَّقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له وأذنه للشافع فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
وسر ذلك أن الأمر كله لله وحده فليس لا حد معه من الأمر شيء وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده هم الرسل والملائكة المقرَّبون وهم عبيد محض لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئًا إلَّا من بعد أذنه لهم ولا سيما يوم لا تملك لنفس شيئًا فهم مملوكون مربوبون أفعالهم مقيدة بأمره وأذنه فإذا أشركهم به المشرك واتخذهم شفعاء من دونه ظنًا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه فإن هذا محال ممتنع يشبه قياس الرب سبحانه على الملوك والكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
🔴 ( علة عظيمة تبيَّن فساد قياس الخالق على المخلوق في مسألة الشفاعة )
وبهذا القياس الفاسد عُبدت الأصنام واتَّخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي والفرق بينهما : هو الفرق بين الخالق والمخلوق والرب والمربوب والسيد والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة به إلى أحد قط والمحتاج من كل وجه إلى غيره .
فالشفعاء عند المخلوقين هم شركائهم فإن قيام مصالحهم بهم وهم أعوانهم وأنصارهم الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قَبول شفاعتهم وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم فتنقص طاعتهم لهم ويذهبون إلى غيرهم ، فلا يجدون بدًّا من قبول شفاعتهم على الكره والرضا.
فأما الذي غناه من لوازم ذاته وكل ما سواه فقير إليه لذاته وكل من في السموات والأرض عبيد له مقهورون لقهره مصرَّفون بمشيئته لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته والهيته مثقال ذرة.
قال تعالى : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ِ} قال في سيدة آي القرآن أية الكرسي : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } . وقال تعالى : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ِ} .
فأخبر أن ملكه السموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده وأن أحدًا لا يشفع عنده إلَّا بإذنه فإنه ليس بشريك بل مملوك محض بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
فتبيَّن أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يفعلها بعضهم مع بعض ولهذا يطلق نفيها تارة بناء على أنها هي المعروفة عند الناس ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلَّا بإذنه وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه فإنه الذي أذن والذي قبل والذي رضي عن المشفوع والذي وفَّقه لفعل ما يستحق به الشفاعة .
❗️( الفرق بين سلوك الموحد والمشرك في الشفاعة )
فمتَّخذ الشفيع لا تنفعه شفاعته ولا يشفع فيه ومتخذ الرب وحده ألهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ويطلب رضاه ويتباعد من سخطه هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع له.
قال تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
فبين سبحانه أن متَّخذي الشفعاء : مشركون وأن الشفاعة لا تحصل بإتخاذهم.
⤵️
❗️ عدم فقه الفرق بين الشفاعة عند الخالق ولدى المخلوق ، ورَّث الشرك وأصَّله في نفوس أهله .
▫️ قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمهما الله تعالى - مبينًا سر الشرك ، وعلته ، مع كيفية الرد الباهر عليه :
👆 #تكملة
ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة : أهل التوحيد الذي جرَّدوا التوحيد وخلَّصوه من تعلقات الشرك وشوائبه وهم الذين ارتضى الله سبحانه. قال تعالى : { وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ، وقال تعالى : {ةيَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا ً} .
فأخبر أنه لا تحصل يومئذ شفاعة تنفع إلَّا بعد رضى قول المشفوع له وإذنه للشافع فأما المشرك فإنه لا يرضاه ولا يرضى قوله : فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علَّقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له وأذنه للشافع فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
وسر ذلك أن الأمر كله لله وحده فليس لا حد معه من الأمر شيء وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده هم الرسل والملائكة المقرَّبون وهم عبيد محض لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئًا إلَّا من بعد أذنه لهم ولا سيما يوم لا تملك لنفس شيئًا فهم مملوكون مربوبون أفعالهم مقيدة بأمره وأذنه فإذا أشركهم به المشرك واتخذهم شفعاء من دونه ظنًا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه فإن هذا محال ممتنع يشبه قياس الرب سبحانه على الملوك والكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
🔴 ( علة عظيمة تبيَّن فساد قياس الخالق على المخلوق في مسألة الشفاعة )
وبهذا القياس الفاسد عُبدت الأصنام واتَّخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي والفرق بينهما : هو الفرق بين الخالق والمخلوق والرب والمربوب والسيد والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة به إلى أحد قط والمحتاج من كل وجه إلى غيره .
فالشفعاء عند المخلوقين هم شركائهم فإن قيام مصالحهم بهم وهم أعوانهم وأنصارهم الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قَبول شفاعتهم وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم فتنقص طاعتهم لهم ويذهبون إلى غيرهم ، فلا يجدون بدًّا من قبول شفاعتهم على الكره والرضا.
فأما الذي غناه من لوازم ذاته وكل ما سواه فقير إليه لذاته وكل من في السموات والأرض عبيد له مقهورون لقهره مصرَّفون بمشيئته لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته والهيته مثقال ذرة.
قال تعالى : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ِ} قال في سيدة آي القرآن أية الكرسي : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } . وقال تعالى : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ِ} .
فأخبر أن ملكه السموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده وأن أحدًا لا يشفع عنده إلَّا بإذنه فإنه ليس بشريك بل مملوك محض بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
فتبيَّن أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يفعلها بعضهم مع بعض ولهذا يطلق نفيها تارة بناء على أنها هي المعروفة عند الناس ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلَّا بإذنه وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه فإنه الذي أذن والذي قبل والذي رضي عن المشفوع والذي وفَّقه لفعل ما يستحق به الشفاعة .
❗️( الفرق بين سلوك الموحد والمشرك في الشفاعة )
فمتَّخذ الشفيع لا تنفعه شفاعته ولا يشفع فيه ومتخذ الرب وحده ألهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ويطلب رضاه ويتباعد من سخطه هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع له.
قال تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
فبين سبحانه أن متَّخذي الشفعاء : مشركون وأن الشفاعة لا تحصل بإتخاذهم.
⤵️