🔹 الشفاعة وشروطها وأنواعها وأسباب تحصيلها وموانع الحرمان منها
❗️ الفرق بين الشفاعة المثبتة والمنفية في القرآن العظيم .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى : قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحرَّاني رحمه الله تعالى ، وطيَّب مثواه :
فصل
وأما من يأتي إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات :
- إحداهما : أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دَينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلَّا الله عز وجل، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلَّا قتل.
وإن قال : أنا أسأله لأنه أقرب إلى الله منى ليشفع لي في هذه الأمور؛ لأنى أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه .
فهذا من أفعال المشركين والنصارى، فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم، ولذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفي } .
وقد قال سبحانه : { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء } ، إلى قوله : { تُرْجَعُونَ }، وقال تعالى : { مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ }، وقال تعالى : { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }.
فبين الفرق بينه وبين خلقه. فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه، فيسأله ذلك الشفيع، فيقضى حاجته؛ إما رغبة، وإما رهبة، وإما حبًّا وإما مودة، وإما غير ذلك، والله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع، فلا يفعل إلَّا ما شاء، وشفاعة الشافع من إذنه، والأمر كله له.
ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : " لا يقول أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له ".
فبين أن الرب لا يفعل إلَّا ما يشاء، ولا يكرهه أحد على ما يختاره، كما قد يكره الشافع المشفوع إليه، وكما يكره السائل المسؤول إذا ألح عليه وآذاه. فالرغبة يجب أن تكون إليه، كما قال تعالى : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }. والرهبة يجب أن تكون منه قال : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }، وقال تعالى : { فَلَا تَخْشَوُاْ النَاسَ وَاخْشَوْنِ }. وقد أمرنا أن نصلى على النبي ﷺ في الدعاء، وجعل ذلك من أسباب إجابة دعائنا.
وقول كثير من الضلال : هذا أقرب إلى الله مني، وأنا بعيد من الله لا يمكن أن أدعوه إلَّا بهذه الواسطة، ونحو ذلك هو من قول المشركين، فإن الله تعالى يقول : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَاعِ إِذَا دَعَانِ }.
وقد روي أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا : "يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه ؟ أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله هذه الآية ".
وفي الصحيح : " أنهم كانوا في سفر، وكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير، فقال النبي ﷺ : " يا أيها الناس، ارْبَعُوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" .
وقد أمر الله العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته وأمر كلًّا منهم أن يقول : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }. وقد أخبر عن المشركين أنهم قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفى } ، [ منهاج التأسيس والتقديس | ١٧٨-١٧٩].
T.me/Atba3_alh9
❗️ الفرق بين الشفاعة المثبتة والمنفية في القرآن العظيم .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى : قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحرَّاني رحمه الله تعالى ، وطيَّب مثواه :
فصل
وأما من يأتي إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات :
- إحداهما : أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دَينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلَّا الله عز وجل، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلَّا قتل.
وإن قال : أنا أسأله لأنه أقرب إلى الله منى ليشفع لي في هذه الأمور؛ لأنى أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه .
فهذا من أفعال المشركين والنصارى، فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم، ولذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفي } .
وقد قال سبحانه : { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء } ، إلى قوله : { تُرْجَعُونَ }، وقال تعالى : { مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ }، وقال تعالى : { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }.
فبين الفرق بينه وبين خلقه. فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه، فيسأله ذلك الشفيع، فيقضى حاجته؛ إما رغبة، وإما رهبة، وإما حبًّا وإما مودة، وإما غير ذلك، والله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع، فلا يفعل إلَّا ما شاء، وشفاعة الشافع من إذنه، والأمر كله له.
ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : " لا يقول أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له ".
فبين أن الرب لا يفعل إلَّا ما يشاء، ولا يكرهه أحد على ما يختاره، كما قد يكره الشافع المشفوع إليه، وكما يكره السائل المسؤول إذا ألح عليه وآذاه. فالرغبة يجب أن تكون إليه، كما قال تعالى : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }. والرهبة يجب أن تكون منه قال : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }، وقال تعالى : { فَلَا تَخْشَوُاْ النَاسَ وَاخْشَوْنِ }. وقد أمرنا أن نصلى على النبي ﷺ في الدعاء، وجعل ذلك من أسباب إجابة دعائنا.
وقول كثير من الضلال : هذا أقرب إلى الله مني، وأنا بعيد من الله لا يمكن أن أدعوه إلَّا بهذه الواسطة، ونحو ذلك هو من قول المشركين، فإن الله تعالى يقول : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَاعِ إِذَا دَعَانِ }.
وقد روي أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا : "يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه ؟ أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله هذه الآية ".
وفي الصحيح : " أنهم كانوا في سفر، وكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير، فقال النبي ﷺ : " يا أيها الناس، ارْبَعُوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" .
وقد أمر الله العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته وأمر كلًّا منهم أن يقول : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }. وقد أخبر عن المشركين أنهم قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفى } ، [ منهاج التأسيس والتقديس | ١٧٨-١٧٩].
T.me/Atba3_alh9