هو لفرط الحذر خائفٌ من الفرح؛ فهل على فؤاده الغَضِّ من جُناحٍ؟
يا حبيبي؛ لو لم يكن فيما ترى غير فكِّ الأسرى؛ لكان كافيًا في طيران قلبك من شدة الفرح؛ كيف ومِنَّة الرحمن في إزاحة عدوِّه والمسلمين كبرى!
يا حبيبي؛ مهما يكن من سوءٍ تحاذره فإنه لو كان؛ لا يُقَايَس بما قبع فيه المسلمون عقودًا من دَوَاهٍ في الدين والعِرض والدم والعقل والمال.
يا حبيبي؛ من قارن بين حكم الإسلاميين (فاتحِهم وغامقِهم) وبين حكم الطواغيت؛ صلُح بالُه؛ فإنهم -على عُجَرِهم وبُجَرِهم- لا يحاربون الإله.
يا حبيبي؛ أغطشَ السوادُ الواقعَ حتى كدنا نقول لا صباح، ولقد كان يسوؤنا ما يَنقص في الناس من الإسلام، فاليوم يُقِرُّ أعيُننا الذي بقي فيهم منه.
يا حبيبي؛ لسنا بسَوآت الذين تحاذر جاهلين ولا عن سيئاتهم ذاهلين؛ لكنَّ طمعنا في الله بالذي فيهم من الإسلام كبيرٌ، نرجو الله لهم وبهم إعزاز الملة.
يا حبيبي؛ الذي بيننا وبين أعدائنا عداوةٌ وبغضاء، والذي بيننا وبين إخواننا (فاتحِهم وغامقِهم) -أينما وَلُوا- أخذٌ وردٌّ؛ فعُذ بالله من شططٍ وغُلَواء.
يا حبيبي؛ استتمِم الله خيرَه بحق ما بقوله: "وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ بِمَا صَبَرُوا۟ۖ"، وما رأيت منكرًا فأنكره لا تخف في الله لومة لائمٍ.
يا حبيبي؛ حدِّث نفسك: عمَّا قليلٍ أفتح لأسيرٍ باب زنزانته، يجعل ربي بي جدرانها دكًّا، فتَخِرُّ آلامُه هدًّا، ويفيق من لُبْث الغم بين ذراعيَّ يقول: سبحانك!
يا حبيبي؛ ليَبلغن هذا الدينُ ما بلغ الليل والنهار، إن الله صادقٌ عبادَه وعدَه؛ لكن أنَّى لما نُقِض في دهورٍ أن يُبنى بين عشيةٍ وضحاها! فتَرَوَّ لله لا تعجل.
يا ذا المعارج؛ قد جعلت يومنا خيرًا من أمسنا؛ فاجعل غدنا خيرًا منه.
حمزة أبو زهرة.
فيسبوك.
9 / ديسمبر / 2024.