في ظل اليوم العالمي للغة العربية؛
ونحن تحت سطوة هيمنة الثقافة الغربية والأطر العولمية، لابد من إحياء مفاهيم ارتباط اللغات والهوية، حيث إننا نتداول اللغة على إنها مخارج حروف وأصوات، ثم نقع تحت تأثير هويتها، مما يكون أشخاص يحملون هويات مشوهة ممزوجة من لغات عدة، دون إدراك السياقات الاجتماعية لتلك اللغات، حيث إن اللغات تكون أنساقًا ذهنية تشكل عقول الناطق بها، فالذي يحاول فهم ثقافة ما لابد أ، يدرك لسانيتها ليدرك مباديء تفكيرها، -وقد ذكرت وجهًا لذلك في مقال سابق-، والمعرفة إذا ترجمت فقدت الكثير من قيمها، وكذلك كتاب الله –تبارك وتعالى- لا يستطيع أحد ترجمته ترجمة حقيقية كلية، لذلك يكون ذوق وإدراك إعجاز القرآن الكريم بحظ وافر من معرفة العربية، تلك اللغة الساحرة الرائقة، التي كرمها الله –عز وجل- بأن جعلها عالية البيان رهيفة الحس ثم اختارها لكتاب العظيم، ثم شرف الناطقين بها بأن يرتلوا كتاب الله فيها، لنشهد في عصر الانسلاخ المعاصر، محاولة الخروج عنها كأنها لغة بدائية، وهي أعظم اللغات رقيًا وسعة وقدرة على استيعاب واكتساب الكينونات المختلفة، ومن بحث بإنصاف أدرك، فكم تقصر اللغات العجمية عن كثير من المنطقيات التداولية المستخدمة في اللغة العربية، مستعيضين عنها برمزيات للتعبير عن القضاية التي تقصر لغتهم الطبيعية عنها، وأي فكرة يعبر عنها صاحبها بلغته اللأم يصب فيها شيئًا من روحه وشعوره، فإذا ترجمت فقدت كثيرًا من مدلولاتها –خصوصًا الما وراء حسية-، وهنا تجربة الفيلسوف الكبير د.طه عبدالرحمن في تعلم ست لغات لإدراك الأفكار بلغاتها الأصيلة ثم التمكن من المحاجة بها!، لذلك يجب علينا في هذا العصر إعادة إحياء الاعتزاز اللغوي والثقافي باللغة العربية، فالهوية تتشكل من لغة القوم ودينهم، ومن لم يعتز بدينه ولغته فهويته ممسوخة، وكل من يحاول التسلق على سلم الرقي الحضاري بلبس لباس هوية منتصرة مادية أخرى، كان ساقطًا حضاريًا؛ فلا هو بلغ تقدمًا ماديًا ولا هو بلغ تقدماً معرفيًا، لغنه امتلك بذلك عقدة ونزعة نقص نفسية تعتريه تجعله يشعر بالقلق من هويته ويحاول التخلي عنها فيصير كالمسخ لا هوية له، بل هو كلابس ثوبي زور، لا هما سترانه ولا وقاه بردً ولا حرًا، والله تعالى أعلم.
ونحن تحت سطوة هيمنة الثقافة الغربية والأطر العولمية، لابد من إحياء مفاهيم ارتباط اللغات والهوية، حيث إننا نتداول اللغة على إنها مخارج حروف وأصوات، ثم نقع تحت تأثير هويتها، مما يكون أشخاص يحملون هويات مشوهة ممزوجة من لغات عدة، دون إدراك السياقات الاجتماعية لتلك اللغات، حيث إن اللغات تكون أنساقًا ذهنية تشكل عقول الناطق بها، فالذي يحاول فهم ثقافة ما لابد أ، يدرك لسانيتها ليدرك مباديء تفكيرها، -وقد ذكرت وجهًا لذلك في مقال سابق-، والمعرفة إذا ترجمت فقدت الكثير من قيمها، وكذلك كتاب الله –تبارك وتعالى- لا يستطيع أحد ترجمته ترجمة حقيقية كلية، لذلك يكون ذوق وإدراك إعجاز القرآن الكريم بحظ وافر من معرفة العربية، تلك اللغة الساحرة الرائقة، التي كرمها الله –عز وجل- بأن جعلها عالية البيان رهيفة الحس ثم اختارها لكتاب العظيم، ثم شرف الناطقين بها بأن يرتلوا كتاب الله فيها، لنشهد في عصر الانسلاخ المعاصر، محاولة الخروج عنها كأنها لغة بدائية، وهي أعظم اللغات رقيًا وسعة وقدرة على استيعاب واكتساب الكينونات المختلفة، ومن بحث بإنصاف أدرك، فكم تقصر اللغات العجمية عن كثير من المنطقيات التداولية المستخدمة في اللغة العربية، مستعيضين عنها برمزيات للتعبير عن القضاية التي تقصر لغتهم الطبيعية عنها، وأي فكرة يعبر عنها صاحبها بلغته اللأم يصب فيها شيئًا من روحه وشعوره، فإذا ترجمت فقدت كثيرًا من مدلولاتها –خصوصًا الما وراء حسية-، وهنا تجربة الفيلسوف الكبير د.طه عبدالرحمن في تعلم ست لغات لإدراك الأفكار بلغاتها الأصيلة ثم التمكن من المحاجة بها!، لذلك يجب علينا في هذا العصر إعادة إحياء الاعتزاز اللغوي والثقافي باللغة العربية، فالهوية تتشكل من لغة القوم ودينهم، ومن لم يعتز بدينه ولغته فهويته ممسوخة، وكل من يحاول التسلق على سلم الرقي الحضاري بلبس لباس هوية منتصرة مادية أخرى، كان ساقطًا حضاريًا؛ فلا هو بلغ تقدمًا ماديًا ولا هو بلغ تقدماً معرفيًا، لغنه امتلك بذلك عقدة ونزعة نقص نفسية تعتريه تجعله يشعر بالقلق من هويته ويحاول التخلي عنها فيصير كالمسخ لا هوية له، بل هو كلابس ثوبي زور، لا هما سترانه ولا وقاه بردً ولا حرًا، والله تعالى أعلم.