الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولهِ الصّادقِ الأمين، وعلى آلهِ وصحبهِ الطّيبينَ الطّاهرينَ، وبعد:
ــ فإنّي هممتُ بعونهِ تعالى وبسببِ حثِّ بعض الإخوةِ الأفاضل بتدوينِ شهادتي على شكل حلقات على أحداثٍ و وقائِعَ مفصليّة في ثورةِ الشّامِ المباركة إبراءً للذمّةِ، وإعذاراً أمامَ اللهِ، وكشفاً للّبسِ الّذي لُبِّسَ على النّاسِ بقصدِ طَمسِ الحقائقِ، وإِلباسِ الباطلِ لَبوسَ الحقِّ، أقول مستعيناً به تعالى:
ــ إنَّ موضوعَ اندماجِ فصائلِ الثورةِ هوَ أهمُّ وأَولى ما شَغَلَ العامّةَ والخاصَّةَ مِن أَهلِ الشّامِ، وقد حَصلتْ مبادراتٌ كثيرةٌ: منها ما كُتِبَ له التوفيقُ، ومنها ما ذَهبتْ ريحهُ واندَثَر، ومنها ما لم يرَ النّورَ أصلاً .
ــ وقد كنتُ بدوري وبِحُكمِ موقعي في العملِ الثّوري شاهداً على كثير من تلك المبادرات، بلْ وكنتُ طرفاً في كثير منها لا سيما المبادرة التي شَملتْ بعض فصائلِ الشّمال المحرّر بما فيها جبهة فتح الشام، وسيأتي الكلامُ عنها لاحقاً بإذن الله .
ــ ولكنْ في البدايةِ لابدَّ من سردٍ تاريخيٍّ من غير تفصيل قبلَ الشّروع في شهادتي على تلكَ الواقعة لتوضيحِ قيمةِ ومكانةِ التّوحُدِ والاندماجِ في أدبياتِ كلٍّ مِن فصائلِ الثّورة من خِلال سُلوكها وَ منهجها في التّعاملِ مع محاولاتِ وحدة الصفِ، سواء الّتي تمَّ فيها الاندماج واستمرّ أو المحاولات التي لم يكتب لها النجّاح .
ــ بدايةً ومن تاريخِ {7/2012} والتي كانت إِحدى المبادرات المبكّرة، وذلك نقلاً عن الشّيخ أبي العبّاس الشّامي -حفظهُ الله-والذي نقل لي وقائعَ تلكَ الجّلسة، فقال :
( طلبَ مِنّي أبو عبدِ الله الحَمَوي رحمه الله ـ وكانَ يَومها قائداً لكتائبِ أحرارِ الشام ـ أنْ نَلتقي بِبعضِ قادةِ النّصرةِ في بلدةٍ داخلَ الحدود السوريّة للبحثِ في توحيدِ الصّفِّ، فذهبتُ معهُ وكانَ بِصُحبتنا مجموعةُ من قاداتِ الكتائبِ أيضاً، وكانَ الجولاني على رأسِ وفدِ النّصرة، وتبادلَ الجمعُ الكلامَ العامَّ في وحدةِ السّاحةِ، وتكاتُفِ الجّهودِ، وطالَ الأمرُ ما بينَ تنظيرٍ ومثالياتٍ مبتعدينَ عنْ الخوضِ في تفاصيلِ الواقعِ إلى أن طلبتُ منهم الدّخولَ في خطواتٍ عمليةٍ تُتَرجمُ ما اتفقَ عليهِ الجمع، وطرحتُ عليهم أفكاراً تساعدُ على البَدءِ في ورشةِ عملٍ حقيقيّةٍ و واقعيةٍ فقلتُ لهم :
إنَّ الاندماجَ له ثلاث صورٍ ممكنةٍ في ساحتنا الشّاميّة لابدَّ أن يتجلّى في أَحدها، وهي :
1) أنْ تندمجَ الكتائبُ في النّصرةِ
2) أنْ تندمجَ النصرةُ في الكتائبِ
3) أنْ تندمجَ الجماعتانِ في مسمّىً جديدٍ
ــ فبادرَ الجولاني إلى إغلاقِ الملفِّ بأكملهِ بقولهِ: إنّه ليسَ عندهم إلاّ صورةٌ واحدةٌ ممكنةٌ وهي أنْ تندمجَ الكتائبُ في النّصرةِ، وغيرُ ذلكَ يعتبرهُ عبثْاً، وبرّرَ قولَهُ ذاكَ بأسبابٍ واهيةٍ أربأُ بمسامِعِكم أنْ تَنشَغِلَ بِمثلها كما أَرْبَأُ بِنفسي أنْ أنقُلَ لكم تفاهاتٍ كالتي ذكرَ يومها .
ــ وحينَ جاءَ دورُ أبي عَبدِ الله الحَمَويّ فِي الكلامِ استدارَ الحديثُ، و استحالَ إلى امتحانٍ في العقيدةِ والمنهجِ لهُ وللكتائبْ ومدى مُوافقتهِ لعقيدةِ ومنهجِ القاعدة مع الأسفِ الشّديدِ) انتهى كلامُه.
ــ وهنا تمَّ وأدُ هذهِ المحاولةِ بأيدي من كان سبباً في إفشالِ كافّةِ المبادرات الّتي كانَ طرفاً فيها كما سيأتي ذكره بإذن الله.
في الوقت الذي كانت فيه أحرار الشام هي الدافع والمحرك لهذه المبادرة ولغيرها من المبادرات على مدار سنييّ الثورة، وليسَ هذا تحاملاً منّي على طرفٍ دونَ آخرْ، ولا محاباة للفصيل الذي أنتمي إليه بل إنَّ المقام مقام تدوين شهادة أسجلها للتاريخ فالمنصف الذي يتتبع مسيرة الحركة فيما يتعلق بالمبادرات التي طرحت في الساحة يجد أنها من أكثر الفصائل اندماجاً وتجاوباً مع المبادرات والمحاولات التي حصلت، حيث إن الحركة نشأت أصلاً من اندماج عدد من الفصائل، كما أنَّ كتائب أحرار الشام كانت جزءاً من جبهة ثوار سوريا في 2012 ثم الجبهة الإسلامية السورية ثم كانت الجبهة الاسلامية التي كانت حركة أحرار الشام جزءاً رئيساً فيها ثم أعقب ذلك اندماج لواء الحق، وألوية صقور الشام، والجبهة الإسلامية الكردية مع حركة أحرار الشام بالإضافة إلى مشاريع اندماجية أخرى خاضتها الحركة، كما وافقت الحركة على عدد من مبادرات الاندماج التي لم يكتب لها النجاح وشرعت فيها كمبادرة أهل العلم الأولى والثانية، والمحاولة التي ضمت الغالبية الساحقة من الشمال المحرر وصولا ً إلى المحاولة الأخيرة التي سبقت بغي النصرة على فصائل الساحة ثم على حركة أحرار الشام في أواخر 2017، وغير ذلك مما سنقف على تفاصيله في معرض هذه الشهادة بإذن الله، وهذا لا يعني إنكاري لتعطيل الحركة بعض الاندماجات في الساحة نتيجة اجتهادات خطأ في ظروف معينة
ــ فإنّي هممتُ بعونهِ تعالى وبسببِ حثِّ بعض الإخوةِ الأفاضل بتدوينِ شهادتي على شكل حلقات على أحداثٍ و وقائِعَ مفصليّة في ثورةِ الشّامِ المباركة إبراءً للذمّةِ، وإعذاراً أمامَ اللهِ، وكشفاً للّبسِ الّذي لُبِّسَ على النّاسِ بقصدِ طَمسِ الحقائقِ، وإِلباسِ الباطلِ لَبوسَ الحقِّ، أقول مستعيناً به تعالى:
ــ إنَّ موضوعَ اندماجِ فصائلِ الثورةِ هوَ أهمُّ وأَولى ما شَغَلَ العامّةَ والخاصَّةَ مِن أَهلِ الشّامِ، وقد حَصلتْ مبادراتٌ كثيرةٌ: منها ما كُتِبَ له التوفيقُ، ومنها ما ذَهبتْ ريحهُ واندَثَر، ومنها ما لم يرَ النّورَ أصلاً .
ــ وقد كنتُ بدوري وبِحُكمِ موقعي في العملِ الثّوري شاهداً على كثير من تلك المبادرات، بلْ وكنتُ طرفاً في كثير منها لا سيما المبادرة التي شَملتْ بعض فصائلِ الشّمال المحرّر بما فيها جبهة فتح الشام، وسيأتي الكلامُ عنها لاحقاً بإذن الله .
ــ ولكنْ في البدايةِ لابدَّ من سردٍ تاريخيٍّ من غير تفصيل قبلَ الشّروع في شهادتي على تلكَ الواقعة لتوضيحِ قيمةِ ومكانةِ التّوحُدِ والاندماجِ في أدبياتِ كلٍّ مِن فصائلِ الثّورة من خِلال سُلوكها وَ منهجها في التّعاملِ مع محاولاتِ وحدة الصفِ، سواء الّتي تمَّ فيها الاندماج واستمرّ أو المحاولات التي لم يكتب لها النجّاح .
ــ بدايةً ومن تاريخِ {7/2012} والتي كانت إِحدى المبادرات المبكّرة، وذلك نقلاً عن الشّيخ أبي العبّاس الشّامي -حفظهُ الله-والذي نقل لي وقائعَ تلكَ الجّلسة، فقال :
( طلبَ مِنّي أبو عبدِ الله الحَمَوي رحمه الله ـ وكانَ يَومها قائداً لكتائبِ أحرارِ الشام ـ أنْ نَلتقي بِبعضِ قادةِ النّصرةِ في بلدةٍ داخلَ الحدود السوريّة للبحثِ في توحيدِ الصّفِّ، فذهبتُ معهُ وكانَ بِصُحبتنا مجموعةُ من قاداتِ الكتائبِ أيضاً، وكانَ الجولاني على رأسِ وفدِ النّصرة، وتبادلَ الجمعُ الكلامَ العامَّ في وحدةِ السّاحةِ، وتكاتُفِ الجّهودِ، وطالَ الأمرُ ما بينَ تنظيرٍ ومثالياتٍ مبتعدينَ عنْ الخوضِ في تفاصيلِ الواقعِ إلى أن طلبتُ منهم الدّخولَ في خطواتٍ عمليةٍ تُتَرجمُ ما اتفقَ عليهِ الجمع، وطرحتُ عليهم أفكاراً تساعدُ على البَدءِ في ورشةِ عملٍ حقيقيّةٍ و واقعيةٍ فقلتُ لهم :
إنَّ الاندماجَ له ثلاث صورٍ ممكنةٍ في ساحتنا الشّاميّة لابدَّ أن يتجلّى في أَحدها، وهي :
1) أنْ تندمجَ الكتائبُ في النّصرةِ
2) أنْ تندمجَ النصرةُ في الكتائبِ
3) أنْ تندمجَ الجماعتانِ في مسمّىً جديدٍ
ــ فبادرَ الجولاني إلى إغلاقِ الملفِّ بأكملهِ بقولهِ: إنّه ليسَ عندهم إلاّ صورةٌ واحدةٌ ممكنةٌ وهي أنْ تندمجَ الكتائبُ في النّصرةِ، وغيرُ ذلكَ يعتبرهُ عبثْاً، وبرّرَ قولَهُ ذاكَ بأسبابٍ واهيةٍ أربأُ بمسامِعِكم أنْ تَنشَغِلَ بِمثلها كما أَرْبَأُ بِنفسي أنْ أنقُلَ لكم تفاهاتٍ كالتي ذكرَ يومها .
ــ وحينَ جاءَ دورُ أبي عَبدِ الله الحَمَويّ فِي الكلامِ استدارَ الحديثُ، و استحالَ إلى امتحانٍ في العقيدةِ والمنهجِ لهُ وللكتائبْ ومدى مُوافقتهِ لعقيدةِ ومنهجِ القاعدة مع الأسفِ الشّديدِ) انتهى كلامُه.
ــ وهنا تمَّ وأدُ هذهِ المحاولةِ بأيدي من كان سبباً في إفشالِ كافّةِ المبادرات الّتي كانَ طرفاً فيها كما سيأتي ذكره بإذن الله.
في الوقت الذي كانت فيه أحرار الشام هي الدافع والمحرك لهذه المبادرة ولغيرها من المبادرات على مدار سنييّ الثورة، وليسَ هذا تحاملاً منّي على طرفٍ دونَ آخرْ، ولا محاباة للفصيل الذي أنتمي إليه بل إنَّ المقام مقام تدوين شهادة أسجلها للتاريخ فالمنصف الذي يتتبع مسيرة الحركة فيما يتعلق بالمبادرات التي طرحت في الساحة يجد أنها من أكثر الفصائل اندماجاً وتجاوباً مع المبادرات والمحاولات التي حصلت، حيث إن الحركة نشأت أصلاً من اندماج عدد من الفصائل، كما أنَّ كتائب أحرار الشام كانت جزءاً من جبهة ثوار سوريا في 2012 ثم الجبهة الإسلامية السورية ثم كانت الجبهة الاسلامية التي كانت حركة أحرار الشام جزءاً رئيساً فيها ثم أعقب ذلك اندماج لواء الحق، وألوية صقور الشام، والجبهة الإسلامية الكردية مع حركة أحرار الشام بالإضافة إلى مشاريع اندماجية أخرى خاضتها الحركة، كما وافقت الحركة على عدد من مبادرات الاندماج التي لم يكتب لها النجاح وشرعت فيها كمبادرة أهل العلم الأولى والثانية، والمحاولة التي ضمت الغالبية الساحقة من الشمال المحرر وصولا ً إلى المحاولة الأخيرة التي سبقت بغي النصرة على فصائل الساحة ثم على حركة أحرار الشام في أواخر 2017، وغير ذلك مما سنقف على تفاصيله في معرض هذه الشهادة بإذن الله، وهذا لا يعني إنكاري لتعطيل الحركة بعض الاندماجات في الساحة نتيجة اجتهادات خطأ في ظروف معينة