ــ وبالعودةِ للتسلسلِ التاريخي للأحداثِ يأتي دورُ مبادرةِ الجبهةِ الإسلاميّة عام {2٠١3
ــ هذهِ المبادرةُ اجتمعَ فيها كُبرى فصائلِ السّاحةِ وقتها (صقور الشام – لواء التوحيد - أحرار الشام – جيش الإسلام ) بالإضافةِ إلى فصائلَ أخرى، أمّا النصرة فقد رفضتْ هذهِ المبادرةِ بذرائع واهية وأسباب غير منطقية.
ــ وعلى الرّغمِ منْ ذلك ناقشتْ الفصائلُ المؤسّسةُ للجبهةِ الإسلاميّة دعوةَ النّصرةِ للانضمامِ للكيانِ الجديدِ بعدَ تَشَكُّلِهِ منْ بابِ ضرورةِ احتواء الجميع .
ــ وبالفعلِ وافقت كلُّ الفصائلِ على ذلك حتى أَنّي أذكرُ تماماً أنَّ الشيخ زهران علوش- رحمهُ الله- رَأى أنْ تتِمَّ دعوتُهم للدخولِ في الجبهةِ الإسلاميةِ دونَ أيَّ قيدٍ أو شرط لاحتوائهم فيما اشترطَ بعضهم تغيير الاسم وفكَّ الارتباطِ بالقاعدة من بابِ سدِّ الذرائع, ولأنَّ الانضمامَ الحقيقيَّ يقتضي عقلاً ومنطقاً عدمَ وجودِ قيادتينِ لفصيلٍ واحد .
ــ وقام الشيخ أبو عبدِ اللهِ الحَمَويّ رحمه الله بعرضِ المشاركة في تشكيل الجبهة عليهم بتفويض من الفصائل المشكلة للجبهة إلّا أَن العرض قوبلَ بالرّفضِ، معَ العلمِ أنّ النّصرةَ يومئذِ في أضعفِ وأوهنِ حالاتها، وأشرفتْ على الزّوالِ بسببِ خِلافها مع تنظيمهم الأمّ ( داعش ) وانفصالِها حديثاً عنه .
ــ بل إنّ الأمرَ الأعجبَ من هذا أنّهم تجاهلوا رسالة من أمير القاعدة أيمن الظواهري وكانوا يومها يتبعون له طلبتْ منهم الانضمام إلى الجبهة الإسلاميّة غير أنهم أصروا على رفضهم لأنه لا يتناسب مع مصالحهم التنظيمية.
ــ ومما يزيدُ موقفهم عجباً أنّهم قاتلوا الفصائلَ بعدَ ذلكَ، واستباحوا دِماءهم بِدعوى أنّهم لم ينضمّوا لهم عِندما شُكلتْ هيئةُ تحريرِ الشّام حيثُ اعتبروها ـ كذباً وزوراًـ أكبرَ كيانٍ سنّيٍ ويجبُ الانضواءُ تحتهُ وتناسَوا ما فعلوهُ معَ الجبهة الإسلاميّة ـ وهي كيان أكبر من الهيئة بكثير - نفوذاً وعدداً وانتشاراً ومكانةً، ولكن إذا كان الكيان هم من قاموا بإنشائه ويتناسب مع طموحاتهم وأهدافهم فهو كيان أهل السنة، وإذا كان الكيان من صنع غيرهم فلا قيمة له !!
ــ ومرت أيامٌ وشهورٌ بل وسنينَ على الثورةِ عانت فيها السّاحةُ من التشرذمِ الشيءَ الكثيرَ، وأصبحَ مطلبُ التوحّدِ مطلباً شعبياً وغايةَ أملِ المصلحينَ، وفي هذا السّياقِ كانت المبادرةُ التي عُرِفت بمبادرةِ أهلِ العلمِ الأولى .
ــ و ذلكَ في مطلِعِ العام 2016 حيثُ اجتمعَ ما يقاربُ الستين مِن طلابِ العلمِ ثمَّ فَوّضوا عدداً من المشايخِ والدّعاةِ لمقابلةِ قاداتِ الفصائلِ، أذكرُ منهم ( الشيخ أيمن هاروش، الشيخ أبو بكر علوش، الشيخ أبو الحارث المصري، الشيخ أبو الهيثم نشأت، الشيخ المحيسني، الشيخ محمّد عبدالسّلام، الشيخ عبدالمنعم زين الدّين ,و الشيخ عبد الرزاق المهدي).
ــ وعندما جاءَ الوفدُ، و عرضَ مبادرتهُ على قيادةِ الحركةِ و كنتُ حينها ــ نائباً لأمِيرها الشيخ أبي يحيى حفظه الله ــ كانَ الردُّ بالموافقةِ الفوريّةِ دونَ أيَّ تردّدٍ ـ وذاك دأبها ـ وكذلكَ فعلتْ كلُّ قياداتِ الفصائلِ التي عُرضتْ عليها المبادرةُ ماخلا جبهةَ النّصرة حيثُ رفضَ الجولاني مقابلةَ الوفدِ أصلاً وقامَ بالمماطلةِ والتّهربِ إلى أنْ رضيَ بعدَ أسابيعَ بلقاءِ قسمٍ منهمْ فقطْ، وتحفّظَ على لقاءِ الباقينَ، وكلُ ذلكَ دونَ ذِكرِ أيِّ سببٍ واضحٍ لهذا التصرّفِ المتعالي اللامبالي .
ــ وفي هذا اللّقاءِ أصرّ الجولاني على اختزالِ المبادرةِ في جيشِ الفتحِ، وذلك يعني أنْ تقتصرَ على إدلبَ فقطْ .
ــ لكن وبعدَ جهدٍ و ضغطٍ من المشايخ وافقتْ النّصرةُ على إدخالِ جيشِ الإسلامِ والجبهةِ الشّاميةِ فقط، ثمَّ ما لَبثوا إلاّ أيامَا قليلةً حتى عادوا إلى الرفضِ و التعنّتِ دونَ ذِكرِ الأسبابِ
ــ و قامَ الجولاني بعدها بالالتفافِ على المبادرةِ لِإفشالِها ولِلفرارِ منْ ضغطِ المشايخِ و ذلكَ بدعوةِ قادةِ جيشِ الفتحِ لاجتماعٍ طَرحَ فيهِ مبادرةَ ضرار غايتها اندماجٌ بعيدٌ عنْ مبادرةِ أهلِ العلمِ، فوافقَ بعضهم بشرطِ فكِ الارتباطِ بالقاعدةِ ممّا دفعَ بالجولاني للعودةِ إلى المربّعِ الأوّلِ حيثُ رفضَ ذلكَ رفضاً تاماً، واعتبر الارتباط من صميم مصلحة الساحة، وانتهت المبادرة دونَ نتيجةٍ تذكر .
ــ أمّا المشايخُ والدّعاةُ فبقوا على مبادرتهم يدعونَ إلى الاجتماعاتِ التي يرتّبها الشيخُ أيمن هاروش أمينُ سرِّ المبادرةِ وذلكَ من أجلِ اتمامها بأيِّ ثمنٍ كانْ، وكانتِ الفصائلُ كلّها تستجيبُ للجَلَساتِ وتَحضُرُها بجِدِّيَةٍ فيما كانتِ النّصرةُ تعتَزلُها وتتغيّبُ عنها إلى حينِ أعلنَ الشيخُ أيمن هاروش توقّفَ هذهِ المبادرةِ و ذكرَ ماحصلَ يومها بشكلٍ مفصّلٍ على الإعلامِ بشهادته على مجريات المبادرة كما ذكرَ أنّ السببَ في إنهائها الخوف من زيادة حالةِ الاستقطاب في حال إتمام الاندماج دون النصرة.
ــ هذهِ المبادرةُ اجتمعَ فيها كُبرى فصائلِ السّاحةِ وقتها (صقور الشام – لواء التوحيد - أحرار الشام – جيش الإسلام ) بالإضافةِ إلى فصائلَ أخرى، أمّا النصرة فقد رفضتْ هذهِ المبادرةِ بذرائع واهية وأسباب غير منطقية.
ــ وعلى الرّغمِ منْ ذلك ناقشتْ الفصائلُ المؤسّسةُ للجبهةِ الإسلاميّة دعوةَ النّصرةِ للانضمامِ للكيانِ الجديدِ بعدَ تَشَكُّلِهِ منْ بابِ ضرورةِ احتواء الجميع .
ــ وبالفعلِ وافقت كلُّ الفصائلِ على ذلك حتى أَنّي أذكرُ تماماً أنَّ الشيخ زهران علوش- رحمهُ الله- رَأى أنْ تتِمَّ دعوتُهم للدخولِ في الجبهةِ الإسلاميةِ دونَ أيَّ قيدٍ أو شرط لاحتوائهم فيما اشترطَ بعضهم تغيير الاسم وفكَّ الارتباطِ بالقاعدة من بابِ سدِّ الذرائع, ولأنَّ الانضمامَ الحقيقيَّ يقتضي عقلاً ومنطقاً عدمَ وجودِ قيادتينِ لفصيلٍ واحد .
ــ وقام الشيخ أبو عبدِ اللهِ الحَمَويّ رحمه الله بعرضِ المشاركة في تشكيل الجبهة عليهم بتفويض من الفصائل المشكلة للجبهة إلّا أَن العرض قوبلَ بالرّفضِ، معَ العلمِ أنّ النّصرةَ يومئذِ في أضعفِ وأوهنِ حالاتها، وأشرفتْ على الزّوالِ بسببِ خِلافها مع تنظيمهم الأمّ ( داعش ) وانفصالِها حديثاً عنه .
ــ بل إنّ الأمرَ الأعجبَ من هذا أنّهم تجاهلوا رسالة من أمير القاعدة أيمن الظواهري وكانوا يومها يتبعون له طلبتْ منهم الانضمام إلى الجبهة الإسلاميّة غير أنهم أصروا على رفضهم لأنه لا يتناسب مع مصالحهم التنظيمية.
ــ ومما يزيدُ موقفهم عجباً أنّهم قاتلوا الفصائلَ بعدَ ذلكَ، واستباحوا دِماءهم بِدعوى أنّهم لم ينضمّوا لهم عِندما شُكلتْ هيئةُ تحريرِ الشّام حيثُ اعتبروها ـ كذباً وزوراًـ أكبرَ كيانٍ سنّيٍ ويجبُ الانضواءُ تحتهُ وتناسَوا ما فعلوهُ معَ الجبهة الإسلاميّة ـ وهي كيان أكبر من الهيئة بكثير - نفوذاً وعدداً وانتشاراً ومكانةً، ولكن إذا كان الكيان هم من قاموا بإنشائه ويتناسب مع طموحاتهم وأهدافهم فهو كيان أهل السنة، وإذا كان الكيان من صنع غيرهم فلا قيمة له !!
ــ ومرت أيامٌ وشهورٌ بل وسنينَ على الثورةِ عانت فيها السّاحةُ من التشرذمِ الشيءَ الكثيرَ، وأصبحَ مطلبُ التوحّدِ مطلباً شعبياً وغايةَ أملِ المصلحينَ، وفي هذا السّياقِ كانت المبادرةُ التي عُرِفت بمبادرةِ أهلِ العلمِ الأولى .
ــ و ذلكَ في مطلِعِ العام 2016 حيثُ اجتمعَ ما يقاربُ الستين مِن طلابِ العلمِ ثمَّ فَوّضوا عدداً من المشايخِ والدّعاةِ لمقابلةِ قاداتِ الفصائلِ، أذكرُ منهم ( الشيخ أيمن هاروش، الشيخ أبو بكر علوش، الشيخ أبو الحارث المصري، الشيخ أبو الهيثم نشأت، الشيخ المحيسني، الشيخ محمّد عبدالسّلام، الشيخ عبدالمنعم زين الدّين ,و الشيخ عبد الرزاق المهدي).
ــ وعندما جاءَ الوفدُ، و عرضَ مبادرتهُ على قيادةِ الحركةِ و كنتُ حينها ــ نائباً لأمِيرها الشيخ أبي يحيى حفظه الله ــ كانَ الردُّ بالموافقةِ الفوريّةِ دونَ أيَّ تردّدٍ ـ وذاك دأبها ـ وكذلكَ فعلتْ كلُّ قياداتِ الفصائلِ التي عُرضتْ عليها المبادرةُ ماخلا جبهةَ النّصرة حيثُ رفضَ الجولاني مقابلةَ الوفدِ أصلاً وقامَ بالمماطلةِ والتّهربِ إلى أنْ رضيَ بعدَ أسابيعَ بلقاءِ قسمٍ منهمْ فقطْ، وتحفّظَ على لقاءِ الباقينَ، وكلُ ذلكَ دونَ ذِكرِ أيِّ سببٍ واضحٍ لهذا التصرّفِ المتعالي اللامبالي .
ــ وفي هذا اللّقاءِ أصرّ الجولاني على اختزالِ المبادرةِ في جيشِ الفتحِ، وذلك يعني أنْ تقتصرَ على إدلبَ فقطْ .
ــ لكن وبعدَ جهدٍ و ضغطٍ من المشايخ وافقتْ النّصرةُ على إدخالِ جيشِ الإسلامِ والجبهةِ الشّاميةِ فقط، ثمَّ ما لَبثوا إلاّ أيامَا قليلةً حتى عادوا إلى الرفضِ و التعنّتِ دونَ ذِكرِ الأسبابِ
ــ و قامَ الجولاني بعدها بالالتفافِ على المبادرةِ لِإفشالِها ولِلفرارِ منْ ضغطِ المشايخِ و ذلكَ بدعوةِ قادةِ جيشِ الفتحِ لاجتماعٍ طَرحَ فيهِ مبادرةَ ضرار غايتها اندماجٌ بعيدٌ عنْ مبادرةِ أهلِ العلمِ، فوافقَ بعضهم بشرطِ فكِ الارتباطِ بالقاعدةِ ممّا دفعَ بالجولاني للعودةِ إلى المربّعِ الأوّلِ حيثُ رفضَ ذلكَ رفضاً تاماً، واعتبر الارتباط من صميم مصلحة الساحة، وانتهت المبادرة دونَ نتيجةٍ تذكر .
ــ أمّا المشايخُ والدّعاةُ فبقوا على مبادرتهم يدعونَ إلى الاجتماعاتِ التي يرتّبها الشيخُ أيمن هاروش أمينُ سرِّ المبادرةِ وذلكَ من أجلِ اتمامها بأيِّ ثمنٍ كانْ، وكانتِ الفصائلُ كلّها تستجيبُ للجَلَساتِ وتَحضُرُها بجِدِّيَةٍ فيما كانتِ النّصرةُ تعتَزلُها وتتغيّبُ عنها إلى حينِ أعلنَ الشيخُ أيمن هاروش توقّفَ هذهِ المبادرةِ و ذكرَ ماحصلَ يومها بشكلٍ مفصّلٍ على الإعلامِ بشهادته على مجريات المبادرة كما ذكرَ أنّ السببَ في إنهائها الخوف من زيادة حالةِ الاستقطاب في حال إتمام الاندماج دون النصرة.