[4/1] ⬅️
ماذا تعرف عن #هيئة_تحرير_الشام ؟
- قرأتُ تقريرا نشره موقع "الجزيرة" عن هيئة تحرير الشام حاز انتشارا كبيرا، رغم احتوائه بعضَ الخلط والتدليس، فأحببتُ أن أكتب -مستعينا بالله- تعريفا موجزا سريعا بالجماعة يتناول الخطوط العريضة العامة المعلنة لمسيرتها ويكون منصفا قدر الاستطاعة، خاصة أنني من المحسوبين فكريا على التيار الجهادي الذي تنتمي له الهيئة؛ والمختلفين معها في بعض مواقفها واجتهاداتها واختياراتها السياسية، فلعل الله أن يعينني على الإنصاف..
- هيئة تحرير الشام جماعة سنية مجاهدة على ثرى الشام، وهي امتداد لجبهة النصرة سابقا، حيث مَرَّت بعدة مراحل خلال تاريخها الجهادي الحافل رغم قصره..
- فلقد بدأت مع بداية الثورة السورية باسم "جبهة النصرة لأهل الشام من مجاهدي الشام في ثغور الإسلام" ولقد تم تشكيلها من مجاهدي الشام القادمين من ثغور الجهاد تحديدا العراق، ولقد كانت جزءا من مشروع الجهاد العالمي الذي كان رأسه تنظيم قاعدة الجهاد، وكانت إمرتها المباشرة تتبع لدولة العراق الإسلامية آنذاك، ولما قرر قادة "دولة العراق" تمددهم إلى الشام وإعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" رفضت قيادة جبهة النصرة ذلك لأن الأمير العام لكلا الطرفين -الجبهة ودولة العراق- هو القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد ويجب الرجوع إليها في مثل هذا القرار الخطير، خاصة أنه تقريرُ مصيرِ ثغرٍ من أهل ثغرٍ آخر دون مشورة أهل الشأن وهم الأمراء؛ قادة الجهاد الشامي والقيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد وأمراء الثغور الأخرى، فأَعلَنت الجبهة لأول مرة عن تبعيتها لتنظيم قاعدة الجهاد، ورَفعت بيعتها إلى القيادة العامة للتنظيم مباشرة، ورغم رغبة القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد أن تبقى تبعية جبهة النصرة لتنظيم القاعدة سرية كما كانت؛ إلا أن المتغيرات الجديدة جعلتها تقبل الإعلان عن ذلك، فأصبحت الجبهة فرعا علنيا لتنظيم قاعدة الجهاد في الشام، وجاءت الأوامر أن تكون القيادة العامة للتنظيم هي المسؤول المباشر عن فرع الشام دون وسيط، كما جاءت الأوامر بأن ترجع "دولة العراق الإسلامية" إلى العراق وتكون ولايتها المكانية ضمن العراق فقط، وأن تبقى جبهة النصرة كما هي وأن تكون ولايتها المكانية ضمن الشام، لكن "قيادة دولة العراق" رفضت هذا الأمر واعتبرت الانصياع له "معصية" بل وتنكرت لتبعيتها لتنظيم القاعدة واستمرت في مشروعها الذي أعلنت عنه، وبعدها حصلت الخلافات التي يعرفها الجميع والتي وصلت إلى درجة تكفير وقتال الجبهة وكل فصائل الشام، وليتطور الأمر إلى تكفير وقتال جماعات مجاهدة خارج الشام مثل القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد وطالبان الأفغانية وأنصار الشريعة في اليمن وحركة الشباب المجاهدين الصومالية وغيرهم من الجماعات..
- لقد أوجدت جبهة النصرة لنفسها مكانا قويا بين الفصائل المقاتلة في الشام بفضل الله؛ ثم بحسن بلائها في الجهاد بشهادة العدو قبل الصديق، وكانت تدعوا الفصائل باستمرار للوحدة والاجتماع، وتسعى للملمة الصفوف وتوحيد الجهود في مشروع واحد ضد أعداء الله الرافضة والنصيرية، وقدمت في سبيل ذلك العديد من التنازلات، لكن حجة هذه الفصائل كانت دائما هي ارتباط جبهة النصرة بتنظيم قاعدة الجهاد العالمي..
- وبتنسيق مع قيادة القاعدة المتواجدة في الشام التي تم إيفادها إلى الشام وعلى رأسها الشيخ المجاهد أبو الخير المصري -والذي استشهد بغارة أمريكية فيما بعد تقبله الله- تم اتخاذ قرار فك الارتباط مع تنظيم قاعدة الجهاد لمصلحةٍ ظَنَّها الجميع ورجحت لديهم حينها، وفعلا تم الإعلان عن مسمى جديد للمرحلة الجديدة وهو "جبهة فتح الشام" والإعلان أنها جماعة ليست لها "علاقات مع جهات خارجية"..
- كان الاتفاق بين قيادة الجبهة وقيادة القاعدة المتواجدة في الشام أن يكون فك الارتباط صوريا، بحيث تبقى البيعة سرية، فإذا نجحت جهود توحيد الفصائل في مشروع جهادي واحد ساعتها يتم فك الارتباط فعليا، وإن لم تنجح الجهود في ذلك تبقى البيعة للقيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد كما هي، وهذا من المخادعة الجائزة في الحرب والمداراة المباحة..
- ولقد تم الاتفاق مع قيادة القاعدة المتواجدة في الشام لأن الاتصال انقطع فترة طويلة بالأمير العام لفروع القاعدة الشيخ المجاهد أيمن الظواهري -حفظه الله- نتيجة ظروفه الأمنية، ولقد حاولت قيادة الجبهة التواصل مع الأمير العام؛ لكن انقطاع الاتصال استمر حوالي 8 أشهر كما أعلنوا فيما بعد، مما اضطرهم للتشاور والاتفاق مع من ينوب عن الأمير وهو الشيخ أبو الخير المصري تقبله الله..
يتبع ⬇️
ماذا تعرف عن #هيئة_تحرير_الشام ؟
- قرأتُ تقريرا نشره موقع "الجزيرة" عن هيئة تحرير الشام حاز انتشارا كبيرا، رغم احتوائه بعضَ الخلط والتدليس، فأحببتُ أن أكتب -مستعينا بالله- تعريفا موجزا سريعا بالجماعة يتناول الخطوط العريضة العامة المعلنة لمسيرتها ويكون منصفا قدر الاستطاعة، خاصة أنني من المحسوبين فكريا على التيار الجهادي الذي تنتمي له الهيئة؛ والمختلفين معها في بعض مواقفها واجتهاداتها واختياراتها السياسية، فلعل الله أن يعينني على الإنصاف..
- هيئة تحرير الشام جماعة سنية مجاهدة على ثرى الشام، وهي امتداد لجبهة النصرة سابقا، حيث مَرَّت بعدة مراحل خلال تاريخها الجهادي الحافل رغم قصره..
- فلقد بدأت مع بداية الثورة السورية باسم "جبهة النصرة لأهل الشام من مجاهدي الشام في ثغور الإسلام" ولقد تم تشكيلها من مجاهدي الشام القادمين من ثغور الجهاد تحديدا العراق، ولقد كانت جزءا من مشروع الجهاد العالمي الذي كان رأسه تنظيم قاعدة الجهاد، وكانت إمرتها المباشرة تتبع لدولة العراق الإسلامية آنذاك، ولما قرر قادة "دولة العراق" تمددهم إلى الشام وإعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" رفضت قيادة جبهة النصرة ذلك لأن الأمير العام لكلا الطرفين -الجبهة ودولة العراق- هو القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد ويجب الرجوع إليها في مثل هذا القرار الخطير، خاصة أنه تقريرُ مصيرِ ثغرٍ من أهل ثغرٍ آخر دون مشورة أهل الشأن وهم الأمراء؛ قادة الجهاد الشامي والقيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد وأمراء الثغور الأخرى، فأَعلَنت الجبهة لأول مرة عن تبعيتها لتنظيم قاعدة الجهاد، ورَفعت بيعتها إلى القيادة العامة للتنظيم مباشرة، ورغم رغبة القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد أن تبقى تبعية جبهة النصرة لتنظيم القاعدة سرية كما كانت؛ إلا أن المتغيرات الجديدة جعلتها تقبل الإعلان عن ذلك، فأصبحت الجبهة فرعا علنيا لتنظيم قاعدة الجهاد في الشام، وجاءت الأوامر أن تكون القيادة العامة للتنظيم هي المسؤول المباشر عن فرع الشام دون وسيط، كما جاءت الأوامر بأن ترجع "دولة العراق الإسلامية" إلى العراق وتكون ولايتها المكانية ضمن العراق فقط، وأن تبقى جبهة النصرة كما هي وأن تكون ولايتها المكانية ضمن الشام، لكن "قيادة دولة العراق" رفضت هذا الأمر واعتبرت الانصياع له "معصية" بل وتنكرت لتبعيتها لتنظيم القاعدة واستمرت في مشروعها الذي أعلنت عنه، وبعدها حصلت الخلافات التي يعرفها الجميع والتي وصلت إلى درجة تكفير وقتال الجبهة وكل فصائل الشام، وليتطور الأمر إلى تكفير وقتال جماعات مجاهدة خارج الشام مثل القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد وطالبان الأفغانية وأنصار الشريعة في اليمن وحركة الشباب المجاهدين الصومالية وغيرهم من الجماعات..
- لقد أوجدت جبهة النصرة لنفسها مكانا قويا بين الفصائل المقاتلة في الشام بفضل الله؛ ثم بحسن بلائها في الجهاد بشهادة العدو قبل الصديق، وكانت تدعوا الفصائل باستمرار للوحدة والاجتماع، وتسعى للملمة الصفوف وتوحيد الجهود في مشروع واحد ضد أعداء الله الرافضة والنصيرية، وقدمت في سبيل ذلك العديد من التنازلات، لكن حجة هذه الفصائل كانت دائما هي ارتباط جبهة النصرة بتنظيم قاعدة الجهاد العالمي..
- وبتنسيق مع قيادة القاعدة المتواجدة في الشام التي تم إيفادها إلى الشام وعلى رأسها الشيخ المجاهد أبو الخير المصري -والذي استشهد بغارة أمريكية فيما بعد تقبله الله- تم اتخاذ قرار فك الارتباط مع تنظيم قاعدة الجهاد لمصلحةٍ ظَنَّها الجميع ورجحت لديهم حينها، وفعلا تم الإعلان عن مسمى جديد للمرحلة الجديدة وهو "جبهة فتح الشام" والإعلان أنها جماعة ليست لها "علاقات مع جهات خارجية"..
- كان الاتفاق بين قيادة الجبهة وقيادة القاعدة المتواجدة في الشام أن يكون فك الارتباط صوريا، بحيث تبقى البيعة سرية، فإذا نجحت جهود توحيد الفصائل في مشروع جهادي واحد ساعتها يتم فك الارتباط فعليا، وإن لم تنجح الجهود في ذلك تبقى البيعة للقيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد كما هي، وهذا من المخادعة الجائزة في الحرب والمداراة المباحة..
- ولقد تم الاتفاق مع قيادة القاعدة المتواجدة في الشام لأن الاتصال انقطع فترة طويلة بالأمير العام لفروع القاعدة الشيخ المجاهد أيمن الظواهري -حفظه الله- نتيجة ظروفه الأمنية، ولقد حاولت قيادة الجبهة التواصل مع الأمير العام؛ لكن انقطاع الاتصال استمر حوالي 8 أشهر كما أعلنوا فيما بعد، مما اضطرهم للتشاور والاتفاق مع من ينوب عن الأمير وهو الشيخ أبو الخير المصري تقبله الله..
يتبع ⬇️