📝
بعض الأفاضل ظن أن منشوري السابق اصطفاف مع جماعة دون أخرى !
أو انحياز لفئة على أخرى !
ولا أعلم متى سنخرج من هذه المفاهيم الضيقة التي ضاقت بنا وما عادت اتسعت !
هل يجب أن أقول أنني لو أنصفت جماعةً فليس بالضرورة أن أكون خصما لمخالفيها !
فعلا ليس بالضرورة ذلك..
فوالله أنني أحب الخير لكل مسلم، وأرجو النصر والتمكين لكل الأمة بمؤمنها وضالِّها، وتَقِيِّها وعاصيها، وسُنِّيِّها ومبتدعها..
تشغلني معركة الأمة بمجموعها أكثر من غيرها من المعارك..
وألتمس الأعذار لكل صادق عامل لدين الله، دون تهوين من الخطأ أو الزلل؛ وإنما بما لا يعطل المجاهدين أو يَشغلهم عن معركتهم..
وإن قسوتُ في مَواطن فليس بغضا أو بُعدًا..
علمتُ أننا في معركة دفاع عن الكينونة والهوية، معركة وجودية؛ نكون فيها أو لا نكون، فانشغلت بما يحفظ هويتي ويدفع صيال عدوي وشروره عن أمتي..
أضع كل كلمة على ميزان حساس، بحيث تَجمع لا تُفرّق، وتُيسّر لا تُعسّر ، وتُقرّب لا تُبعِد..
أنا ابن أمتي المسلمة، أنتمي لها انتماءً كاملًا؛ أسمو به فوق الحدود والسدود والقوميات والوطنيات الجاهلية..
يليه انتمائي لطائفة المجاهدين في سبيل الله؛ الذين يدافعون عن الدين والعرض والأرض، أواليهم جميعا بقدر قربهم من الحق، وأبرأ من الخطأ والزلل فقط؛ وليس من المجاهد إن أخطأ..
يليه انتمائي لمن أظنه الأقرب إلى الحق؛ تنظيم قاعدة الجهاد، وفي رقبتي بيعة لقيادته؛ لازلت عليها طالما بقي التنظيم يعمل لأجل الأمة ويقاتل دونها ويدافع عن شريعتها وحرماتها..
كنت ولازلت أرى أن تنظيم قاعدة الجهاد أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق؛ وأطوعهم وأكثرهم انصياعا له، دون أن أزعم أنني على الحق المطلق؛ أو أن تنظيم قاعدة الجهاد قد أصاب في كل اجتهاداته، ودون أن أصادر حق غيري من المسلمين ممن قادَهُ اجتهاده إلى غير اجتهادي، وإن كنت أختلف مع غيري من المسلمين العاملين إلا أنني أتمنى بصدق أن يجمعنا الله على الحق الذي يرضيه سبحانه..
لكن في المقابل لا أرى أي مانع شرعي من القتال مع أي جماعة مسلمة مهما اختلفت معها، وذلك عند مواجهة أعداء الله والشريعة..
فلو وجدت نفسي في أفغانستان سأقاتل تحت راية طالبان الماتريدية الديوبندية..
ولو كنت في القوقاز سأقاتل مع الأعاجم الصوفيين..
ولو شهدت معركة الموصل لقاتلت مع تنظيم الدولة ولو كانوا خوارج أقحاح؛ في مواجهة الرافضة المشركين..
ولو رجع بي الزمن قليلا إلى معركة الفلوجة سأقاتل تحت إمرة الشيخ الصوفي عبد الله الجنابي كما فعل الشيخ الزرقاوي..
ولو رجع الزمن أكثر سأقاتل مع عمر المختار الصوفي في ليبيا..
ومع صلاح الدين الأشعري في حطين..
ومع الإباضية ضد العبيديين الفاطميين كما فعل المالكية السنة في المغرب العربي..
وجماعةُ قاعدة الجهاد عندي كهيئة تحرير الشام، كلاهما تنظيم مجاهد حتى لو وافقتُ الأولى؛ وخالفتُ الثانيةَ في مسائل..
كذلك الهيئة وحراس الدين؛ أقول فيهم ما قاله الشيخ أبو قتادة الفلسطيني ثبته الله وحفظه ورعاه، وأزيدُ أنه لا فرق إلا ما تميزت به الهيئة من الشوكة والقدرة على تحقيق النكاية؛ والقدرة على إدارة شؤون المسلمين، وفي كُلٍّ خير..
كما وأختلف مع حركة حماس في سياساتها ومشروعها وأهدافها المعلنة، لكن لا أتردد أبدا أن أكون جنديا مع كتائب القسام عند مواجهة اليهود الكافرين..
أنظر للمعركة بنظرة أممية لا حزبية..
فالعبرة بدفع صيال الأعداء عن الدين والأمة..
لا أُسقِط راية أو جماعة في مواجهة الكافرين مهما كانت مُتلبّسةً بِبِدَعٍ أو ظلم..
وإن أَمَرتُ بمعروفٍ فبالمعروف، وإن نَهيتُ عن منكرٍ فبلا منكر..
أُسدّد وأقارب، وهدفي تصويب البوصلة لا إتلافها..
أرجو النصر لأمتي ولو جاء بأيدي أشد المخالفين، وأتمنى انتصار الإسلام والمسلمين ولو بأيدي من ظلمني وآذاني، ولا أتهيب من الاصطفاف معه في نصرته للإسلام والمسلمين؛ وأن أتناسى مظالمي الشخصية دون تردد..
يَحدُونِي في ذلك أقوالُ مناراتِ هذا الطريق المبارك، فلا زالت كلمةٌ للشيخ الملهم رفاعي سرور رحمه الله أضعها قاعدة أنطلق منها؛ عندما قال ( لا صراع مع مسلم )
وكلمةٌ للشيخ المعلم المربي أبي قتادة الفلسطيني حفظه الله عندما قال ( اُنظر لموقع مخالفك في مواطئته لأعداء الشريعة قبل الخلاف معه )
وتوصيات الشيخ الحكيم الأمير أيمن الظواهري حفظه الله وأطال عمره وهو يوصي بالاصطفاف والتعاون والتعاضد والاتفاق والتَّراصّ صفا واحدا، وكان قد خَصّ مجاهدي الشام تحديدا وجنوده هناك؛ وفي كل مكان عندما أَمَر قائلا ( ادفنوا أسباب الخلاف )
وإني لأظن أن هذا المنهج في التوفيق هو الذي تحتاجه أمتنا المكلومة اليوم، وأظنه الأقرب إلى الحق؛ ومنهجَ أهل السنة والجماعة، وهو نتيجة تجاربٍ ومشاهدات؛ وخلاصة سنين طويلة..
وأرجو أن أكون مصيبا..
وقيد قيل : (إنّ لكلمة الحق ثقلا يخفّفه الإنصاف، ومرارة تُحلّيها سعة الصدر)..
وقيل (الإنصاف حُلّة الأشراف، والأشراف أقل الأصناف)..
فاللهم اجعلنا من أقل الأصناف..
@abomoaaz83