تم نقل القناة


Channel's geo and language: World, Arabic
Category: Other



Channel's geo and language
World, Arabic
Category
Other
Statistics
Posts filter


تابعوني انستغرام

https://www.instagram.com/yaser._.radi




مع النَّبِي ٣ : آسيا بنتُ مزاحم !

روى أبو يَعلى في مُسنده عن أبي هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّ فرعون أوتدَ لامرأتِه أربعةَ أوتادٍ في يديها ورجليها
فكان إذا تفرَّقُوا عنها ظللتها الملائكة
فقالت : " ربَّ ابنِ لي عندكَ بيتاً في الجنَّةِ ونجِّنِي من فرعون وعمله ونجِّنِي من القوم الظالمين"
فكشفَ لها عن بيتِها في الجنَّة !

الدَّرسُ الأوّل :
يحاربُ اللهُ الطغاةَ من بيوتهم
من قصر الذي قال : " أنا ربكم الأعلى "، خرج نبيٌّ !
ومن غرفة نومه خرجتْ إحدى أعظم النَّساءِ في التَّاريخ
يريدُ الله أن يخبره كم هو عاجز !
ذبحَ آلاف الأطفال في طلب موسى عليه السّلام
ثم لمّا عثرَ عليه رغماً عنه ربّاه في قصره
جعلَ ألوفَ النساء تسجدنَ له
ولكنه عجز عند امرأته، لأنَّ القلوبَ بيد الله، وإنْ ملكَ النَّاسُ الأجساد

الدَّرسُ الثَّاني :
مساكين أولئك الذين يعتقدون أنّ الدِّينَ أفيون الشعوب
وأنه ليس إلا مخدر يتعاطاه الفقراء ليُصبِّروا أنفسهم
فيعيشون على أمل الجنة، كما يعيش السَّائرُ في الصحراء وراء السَّرابِ يحسبه ماءً !
هذه سيدة مصر الأولى، زوجة الملكِ الذي يحكم
وزوجة الإلهِ الذي يُعبد من دون الله
يكفيها أن تأمر لتطاع ...
وأن تنادي لتُجاب ...
ولكنَّها علمتْ أن ما عند الله خيرٌ وأبقى
لم تؤمنْ بأنهارِ الجنَّةِ من عطشٍ
ولم تؤمنْ بثمارها من جوعٍ
ولم تسألْ بيتاً في الجنة لضيق بيتها في الدنيا
كانتْ سيِّدة القصر، وسيِّدة البلد، وسيِّدة النَّاس
ولكنها رأتْ أن الغِنى الحقيقيّ هو غِنى القلب
وأنَّ الثَّراءَ الحقيقيّ هو ثراءُ الإنسان بربِّه
وأنَّ كلَّ البيوت مقارنة بالجنِّةِ ضيّقة
فكأنها قالتْ لفرعون : خُذْ كل ملكك واتركني لربي !

الدَّرسُ الثَّالث :
قيل لبلالٍ رضي الله عنه بعد أن سطعَ نجمُ الإسلامِ في سماء العالم :
كيف كنتَ تصبرُ على تعذيب أمية بن خَلفٍ لكَ ؟
فقال : كنتُ أخلطُ حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فأصبر !
الإيمان مركّبٌ عجيب إذا تملَّكَ من القلبِ قَلبَ حال الناس
وإنْ صبرَ بلالٌ فليس في الأمر عجباً كثيراً
بلال رجل، والرجال أكثر صلابة في البنية الجسديّة من النِّساء
وهو قبل هذا كان عبداً وقد اعتاد العمل والمشقَّة
ولكن العجب أن تصبر امرأةٌ مُنعمة اعتادتْ على العزّ والدَّلال
على كلَّ هذا العذاب
وضعها فرعونُ على لوح من خشب
ودقّ الأوتاد في يديها ورجليها
فكانتْ كالجبل لا يئنُّ عندما تقطع الفؤوسُ الصَّخرَ من خاصرته !
وكالأشّجار العملاقة لا تبكي عندما تمخرُها المناشير
جسدٌ رقيقٌ يُعذب في الأرض
وروحٌ صلبة تُحلّقُ في السَّماء
وقبل أن تُسلم الرُّوح تبتسمُ، كما يقول ابن كثير في تفسيره
فيُجنُّ فرعون ويقول : أما زالتْ تبتسمُ ؟
لم يكن يعلمُ أنَّ الله أراها البيتَ الذي سألته إياه في الجنة !

الدَّرسُ الرَّابع :
كان الله قادراً أن يُنجيها من العذاب
فالذي أرسل لها ملائكةً تُظللها لن يعجزه أن يرسلهم ليخلِّصُوها
ولكنه سبحانه جعلَ الدُّنيا دار زراعةٍ لا دار حصاد
وآسيا زرعتْ في الدُّنيا لتحصدَ في الآخرة
فأراد اللهُ أن يُنمي لها زرعها !
إياكَ أن تسيء الأدبَ مع الله إذا نزلَ العذابُ بأهلِ الإيمان
كما يقولُ الحمقى إذا رأوا الباطلَ ينتصرُ في معركة : أين الله ؟!
إنَّ الله أطلقَ أيدي النَّاس على بعضٍ ليس عن عجزٍ منه
وأمهلَ الظالمين ليس عن قلة جُندٍ عنده
ولكنه جعل هذه الحياة امتحان
كيف سيرسبُ الظَّالمُ إن لم تكن عنده الحُريَّة أن يظلم ؟
وكيف سينجحُ العادلُ إن لم تكن عنده الحرية أن يعدل ؟
ثم متى كان الطريقُ إلى الجنة مُعبَّداً بالورود ؟
هذا طريقٌ مشى فيه نوحٌ عليه السّلام تسعمئةً وخمسين سنةً من المشقَّة
وطريقٌ نُشر فيه يحيى عليه السّلام بالمنشار
وطريقٌ أُلقي فيه إبراهيمُ عليه السّلام في النَّار
وطريقٌ أُضجعَ فيه إسماعيل عليه السَّلام للذبح
إنَّ الجنَّة غالية !

الدَّرسُ الخامس :
من خانَ اللهَ لا تتوقعْ منه الوفاءَ مع النَّاس !
لا تستغربْ أن فرعون صلبَ امرأته دون أن يراعي العشرة والصُّحبة
فهو لم يراعِ إحسان الله إليه من قبل !
وعندما يُعذب أميّة بن خلفٍ بلالاً دون أن يراعي سنوات طويلة من الخدمة
فهو عقّ اللهَ قبل أن يعقَّ مولاه
وأحسن ما قالته العجائز : خَفْ ممن لا يخاف الله !
لا تنتظر الأدبَ من قليل الأدبِ مع الله
من لم يقمْ بحقِّ اللهِ فهو عن حق الناس أعجز !
لهذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه
لأنَّ الذي همَّه رضا الله فسيرضيه في خلقه
ولا تُزوج ابنتكَ إلا لتقيٍّ
إذا أحبها أكرمها وإذا لم يحبها لم يُهنها !

من كتاب : مع النَّبِي / أدهم شرقاوي


على منهاج النُّبُوَّة ٥٠
وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ!

جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، أيُّ الصَّدقة أعظمُ أجراً؟
فقال له: أن تتصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقرَ وتأملُ الغنى، ولا تُمْهِلْ حتى إذا بلغت الحُلقوم، قُلتَ: لفُلانٍ كذا، ولفُلانٍ كذا، وقد كان لفُلان!

اِشبعوا من العباداتِ وأنتم في كاملِ الصحةِ والعافيةِ قبل أن يُحالَ بينكم وبينها!
تلذَّذوا بالسجود وأنتم أقوياء، ضعوا جِباهكم الشابة على الأرضِ له، قبل أن يجلسَ أحدُكم على كرسيٍّ ولا يستطيع من السجود أكثر من أن يحني رأسه إلى الأمام قليلاً! صحيح أن السُّجودين يقبلهما الله، ولعلَّ ساجداً على كُرسيه، قد سجدَ قلبه وكل عضو فيه، ولكنَّ العبادة في حال القوة أحب إلى الله، فالمرض يكسرُ الإنسان، ويُقرِّبه إلى الله بالفطرة، أما القوي الذي يختار أن يسجد فكأنه جاء يقول لربه: سجدَ لكَ هذا الرأسُ على ما فيه من مشاغل، وخشعَ لك هذا القلبُ على ما فيه من أهواء!

تلذَّذوا بالحج وأنتم أقوياء، طُوفوا على أقدامكم، واسعوا بين الصفا والمروة، واَسرِعوا الخُطى حيث أسرعتْ أمنا هاجر خُطاها، وارجموا بأيديكم، قبل أن يجلسَ أحدكم على كرسي مُدولب يُطاف به حول الكعبة، ويُسعى به بين الصفا والمروة، ويُوكِّل فلاناً وفلاناً ليرجُم مكانه! صحيحٌ أن اللهَ يقبلُ العبادةَ من العبد على حسب قُدرته، وربما طائفٌ على كرسي وكل أعضائه تطوف حُباً وخِشيةً، ولكن لذة العبادة عن قوة، وأن يُؤدِّيها المرءُ بنفسه لا يعدِلُها شيء!

اِشبعوا من الصِّيام وأنتم أقوياء، قبل أن يُباغتَكُم العُمْر والضغط والسكري وقرحة المعدة فتدفعون الكفَّارات وتتمنَّون أن يرجعَ بكم العُمر لتصوموا حتى النوافل! صحيحٌ أن الله يقبل من المُسلم الكفارة رحمة منه، ولكن أن يُحال بين العبد والطاعة دون أن يشبعَ منها في شبابه وقوته شعورٌ مُوجعٌ جداً، مُخطئٌ من يعتقد أن المُسنَّ الثريَّ ارتاح واستراح والكفارة لا تُكلِّفه شيئاً، واللهِ إن في قلوب المُسلمين المرضى الذين حُرموا الصوم حرقة!

تلذَّذوا بالصَّدقة وأنتم أقوياء، ألف راتب لو شئت أن تُنفقه لما كفاك، مُتطلبات الحياة كثيرة، وكمالياتها أكثر، وكل شيء يذهب وتبقى الصَّدقة، عوِّد نفسك أن تقتطعَ من راتبك ولو شيئاً يسيراً، وسمِّه مال الصدقة كما تقتطع من راتبك وتُسميه مال الكهرباء، ومال فاتورة الهاتف، ومال البقالة! لا تكن جامع مالٍ، يأخُذه الورثة بعدكَ وتُحاسب عليه وحدكَ! لا تنتظر لحظة العجز والنوم على فراش آخر العمر، حيث لم يعد المال يلزمك كثيراً ثم تقول اعطوا فُلاناً وفُلاناً، صحيحٌ أن الله يقبل الصَّدقة على أيِّ حال ولكن شتَّان بين من يتصدَّق رغم أنه يحتاج هذا المال لشيءٍ من الكماليات وبين من وصل إلى آخر العمر ثم استفاقَ على نفسه!

أدهم شرقاوي


مقولة اليوم


Forward from: تم نقل القناة
‏رمضان بين أحد عشر شهرًا
‏كيوسف بين أحد عشر كوكبًا
‏فلا تقتلوه..
‏ولا تُلقوه في الجُب..
‏ولا تبيعوه بثمن بخس..

‏بل أكرِموا مثواه عسى أن ينفعنا ! ❤️
‏.
‏⁧ #اقتباس ⁩


Forward from: تم نقل القناة
‏" يتولاكَ اللهُ
‏بينما تظُنُّ أنكَ بمفردِكَ !" ❤️


‏السعادة في مكانين : قلب قانع بالعطاء ، ونفس مطمئنة بالقضاء.


Forward from: تم نقل القناة
‏"ثق تماماً
بأنّ اليد الممتدة إلى الله
لا تعود فارغة أبداً !" ❤


ضرراً لم يأذنْ به الله
وأن يَجُرُّوا نفعاً لم يأذنْ به الله
فالذي لا يرزقُ نفسَه أعجزُ من أن يرزقَ غيره
والذي لا يملكُ موتَه أعجزُ من أن تُطلب منه الحياة
فعلِّقْ قلبكَ بالله !

من كتاب : مع النبي


مع النَّبِي ٢ : جُريجُ العَابد!

روى البخاريُّ ومسلمُ في صحيحهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
كان جريجُ رجلاً عابداً، فاتَّخذَ صومعةً، فكان فيها
فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : يا ربَّ ! أميّ وصلاتي، فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ، أميّ وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته
فقالتْ : اللهم لا تُمتْهُ حتى ينظرَ إلى وجوهِ المُومِسَاتِ
فتذاكرَ بنو إسرائيل جريجاً وعبادتَه
وكانتْ امرأةٌ بغيٌّ يُتَمَثَّلُ بحسنها، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه
فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها
فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها
فوقعَ عليها فحملتْ
فلما وَلدتْ قالتْ : هو من جُريج
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعتَه، وجعلُوا يضربُونَه
فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ
قال : أين الصبيُّ ؟
فجاءوا به، فقال : دعوني حتى أصلي، فصلى
فلمَّا انصرفَ أتى الصبيَّ، فطعنَ في بطنه وقال : يا غلام، من أبوك ؟
قال : فلان الرَّاعي !
فأقبلوا على جُريجٍ يقبِّلُونَه ويتمسَّحُون به
وقالوا : نبني لك صومعتكَ من ذَهبٍ
قال : لا، أعيدوها من طينٍ كما كانت. ففعلوا !

الدَّرسُ الأوَّل :
القَدرُ مُوكَلٌ بالمنطقِ !
فلا تدعُوا على أولادِكُم فتوافقَ ساعةَ استجابةٍ
وقد رأى عُمر رضي الله عنه شيخاً كبيراً يده مشلولة
فسأله : ما الذي أصابَ يدكَ ؟
قال : دعا عليَّ أبي في الجاهليَّةِ أن تُشلَّ فَشُلتْ
فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهليَّةِ فكيف في الإسلام ؟!
تعالوا نُعوّد أنفسنا على الدُّعاء " لـِ " بدل الدُّعاء " على "
إذا كسَرتْ بنتٌ صَحناً قلنا : كسرَ الله قلبكِ !
ماذا لو وافقتْ هذه الدَّعوةُ ساعةَ استجابةٍ
أيساوي الصَّحنُ قلباً ؟!
لماذا لا نقولُ : أصلحكِ الله
إذا تشاجرَ أخ وأخته
قالتْ أم في لحظةِ غضبٍ : انتقمَ الله منكما
ماذا لو وافقتْ ساعةَ استجابةٍ ؟ فأيّنا يطيقُ انتقام الله ؟!
ماذا لو قلنا : أصلحَ الله قلبيكما ؟!
تعالوا نستبدل : " عمى يعميك "، بشرح الله صدرك
و" يغضب الله عليك " بيهديك الله
تعالوا نُصلح ألسنتنا قبل أن نُفسد بها أولادنا !

الدَّرسُ الثَّاني :
ودّ الزَّاني لو أنَّ كلَّ النَّاس زنُوا
وودَّت المسترجلةُ لو أنّ كلَّ النِّساءِ استرجلنَ
وودَّ السَّارقُ لو أنَّ كلَّ النَّاس سرقُوا
هكذا هم أهلُ الباطلِ دوماً يزعجُهم صلاحُ أهلِ الحقِّ
فالأمينُ صفعةٌ عَمليةٌ على وجه اللصِّ
والعفيفُ ضربةٌ قاسمةٌ على ظهرِ الزَّاني
والموظَّفُ الشَّريفُ ضربةٌ موجعةٌ في ضميرِ الموظَّفِ المُرتشي
أهلُ الحقِّ يُذكِّرون أهلَ الباطلِ بنقصِهم
لهذا يريدُون منهم أن يكونوا مثلهم !
عُصاة بني إسرائيل أزعجهم صلاحُ جُريج العابد
فأرسلوا له بغياً كي يصيرَ مثلهم
ومُشركو العالم يومذاك أزعجهم توحيدُ إبراهيم عليه السّلام
فرموه في النَّار لأنه رفض أن يكون مثلهم
الشَّواذُ من قوم لوطٍ عليه السّلام أزعجهم أنه سَويّ
فقالوا: " أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنَّهم أناسٌ يتطهّرون " !

الدَّرسُ الثَّالث :
المؤمنُ إذا نزلتْ به نازلةٌ فزعَ إلى الصلاة !
لأنه يعرف أنَّ كلَّ مشاكلِ الأرضِ حلّها في السَّماء
هذا جُريج وقد اجتمعتْ عليه المصائب
تهمة الزِّنا، وولدٌ من غير صلبه يريدون نسبته إليه
فقال : دعوني أصلي
بركعتين أبطلتْ السماءٌ مؤامرةَ الأرض
وشهِدَ الرضيعُ ببراءة النَّقيّ التَّقيّ
خبيبُ بن عدي رضي الله عنه أسرته قريش
ولما أرادوا قتله قال لهم : دعوني أصلي
كان يعرفُ أن أجمل ما يختمُ المرءُ به حياته صلاة
وهذا سيّدُ النَّاسِ صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصَّلاة
قال لبلال : أَرِحْنَا بها يا بلال
وشتَّان بين من يتعامل مع الصلاة بمنطق أَرِحْنَا بها
وبين من يتعاملُ معها بمنطق أَرِحْنَا منها !

الدَّرسُ الرَّابع :
لا تُصدِّقْ تهمةً بلا دليل !
فشأن النَّاس دوماً أن يفتريَ بعضُهم على بعض
فلا تخُضْ في ذمة رجلٍ لم تشهدْ خيانتَه
ولا تخُضْ في عرضِ امرأةٍ لأنَّ فلاناً قال
كفى بالمرءِ إثماً أن يُحّدث بكل ما سمع !
الإنسانُ سُمعة، وهدرُ سُمعة إنسانٍ كهدرِ دمِه
وحتى لو ثبتتْ عندك تهمة
تذكَّرْ أنَّ الله ستيرٌ ويحبُّ السِّتر
فلا تذكرْ عيوبَ إنسانٍ ليس لذكرها حاجة تُرتجى
بالمقابل لو سُئلت من باب النصيحة
فمن الغش أن لا تبوحَ بما تعرف
السِّترُ شيء وأن تكون سبباً في ابتلاء عفيفةٍ بفاجر
أو عفيفٍ بفاجرةٍ شيء آخر !

الدَّرسُ الخامس :
كُنْ مع الله يكنْ معكَ
خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة خلسةً تحت جنح الظَّلام
ثم عادَ ودخلها في وضحِ النَّهارِ من أبوابها الأربعة !
وأُدخلَ يوسفُ عليه السّلام السِّجنَ مظلوماً
وخرجَ منه عزيزَ مِصر
وفتيةُ الكهفِ فرُّوا بدينهم إلى الجبلِ
فأنامهم الله مُطارَدين ثم بعثَهُم وعلى دينهم أهل مدينتهم !
النَّاسُ أعجزُ من أن يُلحقوا


السَّنافرُ في رمضان

قيل لأعرابيّ: رمضان قادم على الأبواب
فقال: والله لأبددنه بالأسفار!
هذا هو سنفور «معترض»، رمضان عنده شرُّ غائبٍ يُنتظر، وشر ضيف يحل! من الآن قرع طبول التذمر، يندب جوع رمضان قبل أن يكابده، وعطشه قبل أن يجربه، خبر اقتراب رمضان عليه كخبر السبع العجاف على أهل مصر إذ أوَّلها يوسف لأخناتون! مفهوم الصيام عنده جوع معدة وعطش حنجرة وقد أزفت المجاعة واقترب الجفاف! وعندما يصوم يحسب الأيام لانتهاء رمضان كما تحسب الحامل ما تبقى لها من أيام شهرها الأخير لتستريح، وكما يحسب العتّال ما تبقى من خطوات ليلقي عن كتفه هذا الكيس الثقيل الذي ينوء تحته، لهذا ثقوا أن الناس وإن تساووا في الجوع والعطش فليسوا في الأجر سواء، الأجر ليس دوماً على قدر المشقة وإنما على قدر النية!

النوع الثاني من السنافر هو سنفور «غضبان»، وهو سنفور يعتقد أنه الوحيد الصائم على وجه الأرض، وأن كل المخلوقات عليها أن تكون «فشّة خلق» أو كيس ملاكمة يفرغ فيها غضبه، يعتقد أن المرء يترك أخلاقه إذا ترك طعامه، ولا يعرف أن الهدف من الصيام تحصيل التقوى بنص الآية «لعلكم تتقون»، وأن رمضان «كورس مكثف» من الصبر لا «كورس مكثف» من الريجيم!

والنوع الثالث هو سنفور «أكول»، يقضي أهله ساعات في المطبخ يكابدون حر الفرن ورائحة الطعام، وإذا حضرت مائدة الإفطار قال: «هذا فقط»؟!
يعتقد أن النساء اللائي أعددن «هذا فقط» جاريات لا يستحققن بعض الشكر أو بعض الصمت! ثم يبدأ بالانتقام من نهار رمضان، وما هي إلا ساعة حتى ينتفخ بطنه كحية الأناكوندا التي تبتلع كبشاً ضخماً بفرائه وقرونه، ويستلقي بانتظار أن تفرغ الجاريات من تنظيف ضحايا غزوة الإفطار، ليأتين له بالتحلية، هذا إذا انتظر!

النوع الرابع هو سنفور «نائم»، ينام بعد الفجر بقليل، ويستيقظ قبل المغرب بقليل، فرمضان شهر السبات، وليس الشهر الذي خاض فيه الأوائل القادسية وعين جالوت كي يبقى لنا رمضان! وهذا عند جمهور الفقهاء صائم مذموم، إلا أن جدتي لها اجتهاد في الأمر تُخالف فيه الجمهور، كأغلب اجتهاداتها أدامها الله! فتراه من أعلى الناس أجراً إذ أن أحد فتاويها الخالدة «نوم الظالم عبادة»!

النوع الخامس هو سنفور «لاهي»، من مسلسل إلى مسلسل، ومن برنامج إلى برنامج، صفّد الله له شياطين الجن، فعزّ عليه فراقهم فذهب إلى إخوتهم من الإنس.

خلاصة الأمر: الغضب قد يحدث، وقد قالت العرب ثلاثة يُعذرون بغضبهم: الصائم والمريض والمسافر، ولكن على الإنسان أن يتذكر أن النفس فرس جامحة، وأن العاقل من يلجم فرسه، والفارس من يركب حصانه لا من يركبه حصانه.
والأكل الطيب حلال، ولا يحتاج لفتوى، ولكنه وسيلة للتقوي على الطاعة لا غاية في ذاته، وجميل جداً أن تلقى الزوجة والأم كلمة شكر، وأن تُعان على الشهر، فلها عبادات وشهر يجب أن تقوم بحقه، فكفى تطلباً وتذمراً، والنوم والراحة في نهار رمضان لا شيء فيها من قبلي ومن بعدي، ولكن الذي فيه شيء هو أن تقوم بحق الصيام وتُسقط حق الصلاة، لأن السنافر النائمة تدرك الظهر والعصر قبل المغرب بدقائق!
والترويح عن النفس حلال، وإن القلوب لتمل، وساعة فساعة، ولكن ما أجمل أن نقول لهذه القنوات: لن تسرقوا منا رمضان!

كتاب : وإذا الصُّحف نُشرت


مقولة اليوم


‏اجتمعت الساعتان العظيمتان
‏ساعة الإجابة في آخر يوم الجمعة
‏وساعة الإفطار التي للصائم فيها دعوة مستجابة
‏أَلِحُّوا بالدُّعاء
‏فمن أدامَ قرعَ الباب
‏يُوشك أن يُفتح له ❤️


كُلَّ عامٍ وأنتم الحُب 💚
مجاهدونا تاج رؤوسنا


مع النَّبِيّ ١ : صَدَقَة

روى البخاريُّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
قال رجلٌ لأتصدّقنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقتِه
فوضعها في يدِ سارقٍ
فأصبحُوا يتحدَّثون، تُصدِّقَ على سارق !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانيةٍ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ الليلة على زانية !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقتِه فوضعها في يدي غنِيٍّ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ على غنيٍّ !
فقال: اللهم لك الحمد، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ !
فأُتيَ، فقيل له :
أمّا صدقتكَ على سارقٍ فلعله أن يستعفَّ عن سرقته
وأما الزَّانيةُ فلعلها أن تستعفَّ عن زناها
وأما الغنيُّ فلعله يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله !

الدَّرسُ الأوَّل :
هذا هو شأنُ النَّاسِ دوماً
إذا ترفعتَ عن ردِّ الإساءة، قالوا : جبان
وإذا تصدَّقتَ، قالوا : يُرائي
إذا صاحبتَ عالماً، قالوا : يتزلَّف
وإذا صافحتَ عاصياً، قالوا : هو مثله
إذا أحسنتَ إلى زوجتك، قالوا : خروف
إن لم تُجارِهم في المعصية، قالوا : مُتزمِّت
وإن لم تجارِهم في قبول الرَّشوة، قالوا : غشيم
إن تحجبتِ، قالوا : جاهلةٌ بالموضة
وإن غطيتِ وجهكِ، قالوا : تسترُ قبحها
إن أطعتِ زوجك، قالوا : ضعيفةُ الشَّخصيةِ
فكُنْ أنتَ ولا تسمح لهم أن يُغيِّروك
ولا تتنازلْ عن مبادئك لإرضائهم
لو تأملتَ حال الناس، لوجدتَ أكثرهم ليسوا راضين عن الله
فكيفَ يرضى النَّاسُ عن الناس ؟!

الدَّرسُ الثَّاني :
خُذْ بأيدي النَّاسِ إلى الله
وتذكَّرْ أنَّ الله سبحانه لم يُرسل الرُّسلَ إلا للعُصاة من خلقه !
فلو كانوا أهل طاعةٍ ما احتاجُوا إلى الرُّسل
حتى الشَّواذ منهم أرسلَ الله لهم نبياً
والذي قال: " أنا ربكم الأعلى" ، أرسل الله له رسولاً ليقول له " قولاً ليناً "
والذين قالوا : أنَّ الأصنامَ بنات الله
أرسل لهم صفوة خلقِه عليه الصَّلاة والسَّلام
فلا تنظرْ في ذنوبِ النَّاسِ كأنكَ ربّ
وانظرْ إليهم كأنكَ عبد
وإنَّ زكاة الهداية التي حباكَ الله إياها
أن تأخذ بأيديهم إلى الله
فما كان لك أن تهتدي بقوَّتك
ولكنه سبحانه منَّ عليك
فانظرْ في أهلِ المعصيةِ كما تنظرُ في أهل البلاء
وإنَّ المرضَ أهونَ من الضَّلال
فقد يكون رفعةً في الأجر، أمَّا الضَّلالُ فعاقبته وخيمة !

الدَّرسُ الثَّالث :
صحيح أننا أُمرنا أن نحكم على الأمور بظاهرها
ولكن كُنْ أذكى من أن تخدعكَ المظاهر
هناك عصاةٌ يحبون الله ورسوله
أكثر من كثيرين من تُجّار الدِّين الذين تعرفونهم
ولكن غلبتهم شهواتُهم، وتسلَّطتْ عليهم شياطينُهم
وقد روى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حماراً
وكان خفيف الظل، يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يشرب الخمر، فجلده النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرَّةً وأخرى
وفي الثَّالثة قال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يُؤتى به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله !
إنَّ القلوب أسرار لا يعلمها إلا خالقها
التي لا تتحجبُ ليستْ عاهرة
والذي يسمعُ الموسيقى لا يكره القرآن
وأنا لا أدافعُ عن العصاة ولا أبررُ لهم
إني أقول فقط : خذُوا بأيديهم إلى الله !

الدَّرسُ الرَّابع :
إنْ لم نعامل النَّاسَ بأخلاقٍ ولينٍ
فنحنُ نُقدِّمُ لهم نماذج سيئة عن المُتديِّنين
عندها لن يتركُوا معاصيهم ليكونوا متديِّنين قساة
إن لم نكن نماذج يُحتذى بها
فلا نلُمْ الناس لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثلنا
فلا تُبغّضوا الله إلى خلقه !
مصافحةٌ ممن يرتادُ المساجد لتاركِ صلاةٍ
قد تحضره إلى المسجد !
وابتسامةٌ وكلمةٌ حلوة من محجبةٍ
قد تقودُ سافرةً إلى الحجاب !
كلمةٌ حُلوةٌ من طائعٍ قد تأتي بعاصٍ إلى الله !
وإن لم يُحدث هذا صدى في النَّاسِ يكفيكَ أجرُ الدَّعوة
تصدَّقَ صاحبنا على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غنيٍّ
فلم يقلْ له ربُّه
لو تصدَّقتَ على عفيفةٍ كان أولى
ولو تصدَّقتَ على أمينٍ كان أجدى
ولو تصدَّقتَ على فقيرٍ كان أنفع
ولكنه أرسل له رؤيا صالحة يخبرُه فيها أنه قَبِلَ صدقته
فالزَّانيةُ علَّها تترك زناها !
والسَّارقُ علَّه يترك سرقته !
والغنيُّ علَّه يقتدي بكَ !

كتاب : مع النبِيِّ / أدهم شرقاوي


‏ستعود هذه الأيام بإذن الله 💙


‏"أياماً معدودات"

فأحسِنوا ضيافتها وأصلِحوا ما بينكم وبين ربكم
رتِّلوا مصاحفكم
أَكثِروا أذكاركم
وألحوا بدعواتكم
بِرُّوا آباءكم وأمهاتكم
أَكثِروا صدقاتكم
صِلوا أرحامكم
تفقدوا فقراءكم
تعاهدوا جيرانكم
تحمّلوا أبناءكم
وارفقوا بزوجاتكم
رمضان أكثر من ترك طعام وشراب وشهوة
رمضان حياة ❤️


‏"قَاتِلْ حتّى تَخرُجَ مِن رَمضان
‏بِغيْرِ القَلبِِ الذي دَخَلتَهُ به" ❤️


مقولة اليوم

20 last posts shown.

14 641

subscribers
Channel statistics