مع النَّبِي ٢ : جُريجُ العَابد!
روى البخاريُّ ومسلمُ في صحيحهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
كان جريجُ رجلاً عابداً، فاتَّخذَ صومعةً، فكان فيها
فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : يا ربَّ ! أميّ وصلاتي، فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ، أميّ وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته
فقالتْ : اللهم لا تُمتْهُ حتى ينظرَ إلى وجوهِ المُومِسَاتِ
فتذاكرَ بنو إسرائيل جريجاً وعبادتَه
وكانتْ امرأةٌ بغيٌّ يُتَمَثَّلُ بحسنها، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه
فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها
فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها
فوقعَ عليها فحملتْ
فلما وَلدتْ قالتْ : هو من جُريج
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعتَه، وجعلُوا يضربُونَه
فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ
قال : أين الصبيُّ ؟
فجاءوا به، فقال : دعوني حتى أصلي، فصلى
فلمَّا انصرفَ أتى الصبيَّ، فطعنَ في بطنه وقال : يا غلام، من أبوك ؟
قال : فلان الرَّاعي !
فأقبلوا على جُريجٍ يقبِّلُونَه ويتمسَّحُون به
وقالوا : نبني لك صومعتكَ من ذَهبٍ
قال : لا، أعيدوها من طينٍ كما كانت. ففعلوا !
الدَّرسُ الأوَّل :
القَدرُ مُوكَلٌ بالمنطقِ !
فلا تدعُوا على أولادِكُم فتوافقَ ساعةَ استجابةٍ
وقد رأى عُمر رضي الله عنه شيخاً كبيراً يده مشلولة
فسأله : ما الذي أصابَ يدكَ ؟
قال : دعا عليَّ أبي في الجاهليَّةِ أن تُشلَّ فَشُلتْ
فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهليَّةِ فكيف في الإسلام ؟!
تعالوا نُعوّد أنفسنا على الدُّعاء " لـِ " بدل الدُّعاء " على "
إذا كسَرتْ بنتٌ صَحناً قلنا : كسرَ الله قلبكِ !
ماذا لو وافقتْ هذه الدَّعوةُ ساعةَ استجابةٍ
أيساوي الصَّحنُ قلباً ؟!
لماذا لا نقولُ : أصلحكِ الله
إذا تشاجرَ أخ وأخته
قالتْ أم في لحظةِ غضبٍ : انتقمَ الله منكما
ماذا لو وافقتْ ساعةَ استجابةٍ ؟ فأيّنا يطيقُ انتقام الله ؟!
ماذا لو قلنا : أصلحَ الله قلبيكما ؟!
تعالوا نستبدل : " عمى يعميك "، بشرح الله صدرك
و" يغضب الله عليك " بيهديك الله
تعالوا نُصلح ألسنتنا قبل أن نُفسد بها أولادنا !
الدَّرسُ الثَّاني :
ودّ الزَّاني لو أنَّ كلَّ النَّاس زنُوا
وودَّت المسترجلةُ لو أنّ كلَّ النِّساءِ استرجلنَ
وودَّ السَّارقُ لو أنَّ كلَّ النَّاس سرقُوا
هكذا هم أهلُ الباطلِ دوماً يزعجُهم صلاحُ أهلِ الحقِّ
فالأمينُ صفعةٌ عَمليةٌ على وجه اللصِّ
والعفيفُ ضربةٌ قاسمةٌ على ظهرِ الزَّاني
والموظَّفُ الشَّريفُ ضربةٌ موجعةٌ في ضميرِ الموظَّفِ المُرتشي
أهلُ الحقِّ يُذكِّرون أهلَ الباطلِ بنقصِهم
لهذا يريدُون منهم أن يكونوا مثلهم !
عُصاة بني إسرائيل أزعجهم صلاحُ جُريج العابد
فأرسلوا له بغياً كي يصيرَ مثلهم
ومُشركو العالم يومذاك أزعجهم توحيدُ إبراهيم عليه السّلام
فرموه في النَّار لأنه رفض أن يكون مثلهم
الشَّواذُ من قوم لوطٍ عليه السّلام أزعجهم أنه سَويّ
فقالوا: " أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنَّهم أناسٌ يتطهّرون " !
الدَّرسُ الثَّالث :
المؤمنُ إذا نزلتْ به نازلةٌ فزعَ إلى الصلاة !
لأنه يعرف أنَّ كلَّ مشاكلِ الأرضِ حلّها في السَّماء
هذا جُريج وقد اجتمعتْ عليه المصائب
تهمة الزِّنا، وولدٌ من غير صلبه يريدون نسبته إليه
فقال : دعوني أصلي
بركعتين أبطلتْ السماءٌ مؤامرةَ الأرض
وشهِدَ الرضيعُ ببراءة النَّقيّ التَّقيّ
خبيبُ بن عدي رضي الله عنه أسرته قريش
ولما أرادوا قتله قال لهم : دعوني أصلي
كان يعرفُ أن أجمل ما يختمُ المرءُ به حياته صلاة
وهذا سيّدُ النَّاسِ صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصَّلاة
قال لبلال : أَرِحْنَا بها يا بلال
وشتَّان بين من يتعامل مع الصلاة بمنطق أَرِحْنَا بها
وبين من يتعاملُ معها بمنطق أَرِحْنَا منها !
الدَّرسُ الرَّابع :
لا تُصدِّقْ تهمةً بلا دليل !
فشأن النَّاس دوماً أن يفتريَ بعضُهم على بعض
فلا تخُضْ في ذمة رجلٍ لم تشهدْ خيانتَه
ولا تخُضْ في عرضِ امرأةٍ لأنَّ فلاناً قال
كفى بالمرءِ إثماً أن يُحّدث بكل ما سمع !
الإنسانُ سُمعة، وهدرُ سُمعة إنسانٍ كهدرِ دمِه
وحتى لو ثبتتْ عندك تهمة
تذكَّرْ أنَّ الله ستيرٌ ويحبُّ السِّتر
فلا تذكرْ عيوبَ إنسانٍ ليس لذكرها حاجة تُرتجى
بالمقابل لو سُئلت من باب النصيحة
فمن الغش أن لا تبوحَ بما تعرف
السِّترُ شيء وأن تكون سبباً في ابتلاء عفيفةٍ بفاجر
أو عفيفٍ بفاجرةٍ شيء آخر !
الدَّرسُ الخامس :
كُنْ مع الله يكنْ معكَ
خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة خلسةً تحت جنح الظَّلام
ثم عادَ ودخلها في وضحِ النَّهارِ من أبوابها الأربعة !
وأُدخلَ يوسفُ عليه السّلام السِّجنَ مظلوماً
وخرجَ منه عزيزَ مِصر
وفتيةُ الكهفِ فرُّوا بدينهم إلى الجبلِ
فأنامهم الله مُطارَدين ثم بعثَهُم وعلى دينهم أهل مدينتهم !
النَّاسُ أعجزُ من أن يُلحقوا
روى البخاريُّ ومسلمُ في صحيحهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
كان جريجُ رجلاً عابداً، فاتَّخذَ صومعةً، فكان فيها
فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : يا ربَّ ! أميّ وصلاتي، فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ، أميّ وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفتْ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالتْ : يا جُريج
فقال : أي ربِّ! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته
فقالتْ : اللهم لا تُمتْهُ حتى ينظرَ إلى وجوهِ المُومِسَاتِ
فتذاكرَ بنو إسرائيل جريجاً وعبادتَه
وكانتْ امرأةٌ بغيٌّ يُتَمَثَّلُ بحسنها، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه
فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها
فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها
فوقعَ عليها فحملتْ
فلما وَلدتْ قالتْ : هو من جُريج
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعتَه، وجعلُوا يضربُونَه
فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ
قال : أين الصبيُّ ؟
فجاءوا به، فقال : دعوني حتى أصلي، فصلى
فلمَّا انصرفَ أتى الصبيَّ، فطعنَ في بطنه وقال : يا غلام، من أبوك ؟
قال : فلان الرَّاعي !
فأقبلوا على جُريجٍ يقبِّلُونَه ويتمسَّحُون به
وقالوا : نبني لك صومعتكَ من ذَهبٍ
قال : لا، أعيدوها من طينٍ كما كانت. ففعلوا !
الدَّرسُ الأوَّل :
القَدرُ مُوكَلٌ بالمنطقِ !
فلا تدعُوا على أولادِكُم فتوافقَ ساعةَ استجابةٍ
وقد رأى عُمر رضي الله عنه شيخاً كبيراً يده مشلولة
فسأله : ما الذي أصابَ يدكَ ؟
قال : دعا عليَّ أبي في الجاهليَّةِ أن تُشلَّ فَشُلتْ
فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهليَّةِ فكيف في الإسلام ؟!
تعالوا نُعوّد أنفسنا على الدُّعاء " لـِ " بدل الدُّعاء " على "
إذا كسَرتْ بنتٌ صَحناً قلنا : كسرَ الله قلبكِ !
ماذا لو وافقتْ هذه الدَّعوةُ ساعةَ استجابةٍ
أيساوي الصَّحنُ قلباً ؟!
لماذا لا نقولُ : أصلحكِ الله
إذا تشاجرَ أخ وأخته
قالتْ أم في لحظةِ غضبٍ : انتقمَ الله منكما
ماذا لو وافقتْ ساعةَ استجابةٍ ؟ فأيّنا يطيقُ انتقام الله ؟!
ماذا لو قلنا : أصلحَ الله قلبيكما ؟!
تعالوا نستبدل : " عمى يعميك "، بشرح الله صدرك
و" يغضب الله عليك " بيهديك الله
تعالوا نُصلح ألسنتنا قبل أن نُفسد بها أولادنا !
الدَّرسُ الثَّاني :
ودّ الزَّاني لو أنَّ كلَّ النَّاس زنُوا
وودَّت المسترجلةُ لو أنّ كلَّ النِّساءِ استرجلنَ
وودَّ السَّارقُ لو أنَّ كلَّ النَّاس سرقُوا
هكذا هم أهلُ الباطلِ دوماً يزعجُهم صلاحُ أهلِ الحقِّ
فالأمينُ صفعةٌ عَمليةٌ على وجه اللصِّ
والعفيفُ ضربةٌ قاسمةٌ على ظهرِ الزَّاني
والموظَّفُ الشَّريفُ ضربةٌ موجعةٌ في ضميرِ الموظَّفِ المُرتشي
أهلُ الحقِّ يُذكِّرون أهلَ الباطلِ بنقصِهم
لهذا يريدُون منهم أن يكونوا مثلهم !
عُصاة بني إسرائيل أزعجهم صلاحُ جُريج العابد
فأرسلوا له بغياً كي يصيرَ مثلهم
ومُشركو العالم يومذاك أزعجهم توحيدُ إبراهيم عليه السّلام
فرموه في النَّار لأنه رفض أن يكون مثلهم
الشَّواذُ من قوم لوطٍ عليه السّلام أزعجهم أنه سَويّ
فقالوا: " أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنَّهم أناسٌ يتطهّرون " !
الدَّرسُ الثَّالث :
المؤمنُ إذا نزلتْ به نازلةٌ فزعَ إلى الصلاة !
لأنه يعرف أنَّ كلَّ مشاكلِ الأرضِ حلّها في السَّماء
هذا جُريج وقد اجتمعتْ عليه المصائب
تهمة الزِّنا، وولدٌ من غير صلبه يريدون نسبته إليه
فقال : دعوني أصلي
بركعتين أبطلتْ السماءٌ مؤامرةَ الأرض
وشهِدَ الرضيعُ ببراءة النَّقيّ التَّقيّ
خبيبُ بن عدي رضي الله عنه أسرته قريش
ولما أرادوا قتله قال لهم : دعوني أصلي
كان يعرفُ أن أجمل ما يختمُ المرءُ به حياته صلاة
وهذا سيّدُ النَّاسِ صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصَّلاة
قال لبلال : أَرِحْنَا بها يا بلال
وشتَّان بين من يتعامل مع الصلاة بمنطق أَرِحْنَا بها
وبين من يتعاملُ معها بمنطق أَرِحْنَا منها !
الدَّرسُ الرَّابع :
لا تُصدِّقْ تهمةً بلا دليل !
فشأن النَّاس دوماً أن يفتريَ بعضُهم على بعض
فلا تخُضْ في ذمة رجلٍ لم تشهدْ خيانتَه
ولا تخُضْ في عرضِ امرأةٍ لأنَّ فلاناً قال
كفى بالمرءِ إثماً أن يُحّدث بكل ما سمع !
الإنسانُ سُمعة، وهدرُ سُمعة إنسانٍ كهدرِ دمِه
وحتى لو ثبتتْ عندك تهمة
تذكَّرْ أنَّ الله ستيرٌ ويحبُّ السِّتر
فلا تذكرْ عيوبَ إنسانٍ ليس لذكرها حاجة تُرتجى
بالمقابل لو سُئلت من باب النصيحة
فمن الغش أن لا تبوحَ بما تعرف
السِّترُ شيء وأن تكون سبباً في ابتلاء عفيفةٍ بفاجر
أو عفيفٍ بفاجرةٍ شيء آخر !
الدَّرسُ الخامس :
كُنْ مع الله يكنْ معكَ
خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة خلسةً تحت جنح الظَّلام
ثم عادَ ودخلها في وضحِ النَّهارِ من أبوابها الأربعة !
وأُدخلَ يوسفُ عليه السّلام السِّجنَ مظلوماً
وخرجَ منه عزيزَ مِصر
وفتيةُ الكهفِ فرُّوا بدينهم إلى الجبلِ
فأنامهم الله مُطارَدين ثم بعثَهُم وعلى دينهم أهل مدينتهم !
النَّاسُ أعجزُ من أن يُلحقوا