وَأَخْذُ المَالِ وَالعَرَضِ بِغَيْرِ حَقٍّ, وَسَفْكُ الدِّمَاءِ, وَنَقْصُ الأَعْمَارِ وَالأَبْنَاءِ وَالثِّمَارِ, وَقِصَرُ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي, وَكَثْرَةُ الهَرْجِ, وَبِنَاءِ القُصُورِ العَالِيَةِ, وَظُهُورُ البَغْيِ وَالرِّشَا وَالحَمِيَّةِ الجَاهِلِيَّةِ وَالشُّحِّ وَالعَصَبِيَّةِ, وَاخْتِلَافُ الأَهْوَاءِ, وَتَبَايُنُ الآرَاءِ, وَإِحْدَاثُ البِدَعِ وَالشُّرُورِ, وَتَرْكُ الصَّوَابِ مِنَ الأُمُورِ, وَاتِّبَاعُ الهَوَى, وَالقَضَاءُ بِالظَّنِّ, وَأَكْلُ النَّاسِ بِالأَلْسِنَةِ كَأَكْلِ البَقَرِ بِأَلْسِنَتِهَا, وَتَسَافُدُهُم فِي الطُّرُقِ كَالبَهَائِمِ, وَتَنَافُرُ القُلُوبِ, وَاخْتِلَافُ الأَخَوَيْنِ مِنَ الأَبَوَيْنِ فِي الدِّينِ, وَالاسْتِئجَارُ عَلَى الغَزْوِ, وَحَيْفُ الوُلَاةِ, وَجَوْرُ الأَئِمَّةِ, وَالتَّصْدِيقُ بِالنُّجُومِ, وَالتَّكْذِيبُ بِالقَدَرِ, وَنِكَاحُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَأَمَتَهُ فِي الدُّبُرِ, وَاسْتِشَارَةُ الإِمَاءِ, وَسُلْطَانُ النِّسَاءِ, وَإِمَارَةُ السُّفَهَاءِ, وَالسَّلَامُ عَلَى المَعْرِفَةِ, وَافْتِرَاقُ الكَلِمَةِ, وَتَرْكُ الغَزْوِ, وَاتِّخَاذُ المَسَاجِدِ طُرُقًا, وَالغِشُّ فِي التِّجَارَةِ, وَتَحَوُّلُ شِرَارُ الشَّامِ إِلَى العِرَاقِ, وَخِيَارُهَا إِلَى الشَّامِ, وَاسْتِخْفَاءُ المُؤْمِنِ كَالمُنَافِقِ, وَعَدَمُ الاسْتِحْيَاءِ مِنَ الحَلِيمِ, وَعَدَمُ اتِّبَاعِ مَنْ هُوَ بِالقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ عَلِيمٌ, وَعَدَمُ عِرْفَانِ المَعْرُوفِ مَعَ مَعْرِفَةِ المُنْكَرِ, وَالاسْتِهْزَاءُ بِالصَّالحِينَ, وَتَحْمِيقُ المُتَّقِينَ, وَهَلَاكُ البُيُوتِ بِالرَّوَاجِفِ, وَهَلَاكُ الدَّوَابِ بِالصَّوَاعِقِ, وَالهَلَاكُ بِالجُدَرِي, وَتَحْلِيَةُ المَصَاحِفِ, وَعَدَمُ التَّدَبُّرِ فِي المَصَاحِفِ مَعَ كَثْرَةِ التِّلَاوُةِ, وَتَقَارُبُ الأَسْوَاقِ بِقِلَّةِ الأَرْبَاحِ, وَفُشُوُّ الغِيبَةِ وَالسِّعَايَةِ وَالنَّمِيمَةِ, وَمُكَابَرَةُ العُلَمَاءِ وَرَدُّ بَعْضِهِم بَعْضًا فِي الفَتْوَى, وَالطَّعْنُ عَلَى السَّلَفِ, وَالتَّشْنِيعُ عَلَى الخَلَفِ, وَكَثْرَةُ البَغَايَا وَأَوْلَادِهِم, وَظُهُورُ المُنْكَرِ مَعْرُوفًا وَالمَعْرُوفُ مُنْكَرًا, وَسُوُء الجِوَارِ, وَتَعْطِيلُ السُّيُوفِ عَنِ الجِهَادِ, وَاخْتِيَارُ الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ, وَإِيثَارُ الرَّأْيِ عَلَى النَّصِّ, وَقِلَّةُ البَرَكَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ, وَمَوْتُ الفَجْأَةِ.
وَمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى:
ظُهُورُ الكَاسِيَاتِ العَارِيَاتِ الْمُمِيلَاتِ المَائِلَاتِ عَلَى رُؤوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ, وَظُهُورُ قُوْمٍ مَعَهُم سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ, وَيَمْنَعُونَهُم مِنَ الدُّخُولِ عَلَى الوُلَاةِ, وَإِضَاعَةُ الصَّلَوَاتِ, وَالمَيْلُ مَعَ الهَوَى, وَفِعْلُ السَّيِّئاتِ, وَتَعْظِيمُ رَبِّ المَالِ, وَإِهَانَةُ صَاحِبِ العِلْمِ, وَإِكْثَارُ العِلْمِ وَإِضَاعَةُ العَمَلِ, وَائْتِلَافُ الأَلْسُنِ وَاخْتِلَافُ القُلُوبِ, وَاليَقَظَةُ لِلدُّنْيَا وَالذُّهُولُ عَنِ الآخِرَةِ, وَتَبَايُنُ المَذَهِبِ, وَتَخَالُفُ المِلَلِ وَكَثْرَةُ النِّحَلِ, وَابْتِلَاءُ المُسْلِمِينَ بِالشِّرْكِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ؛ كَمَا قَالَ -جَلَّ وَعَلَا- {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
وَعُمُومُ البَلْوَى فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ كُلِّهَا مِنَ العَجَمِ وَالعَرَبِ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالدِّينِ السَّلِيمِ وَالحَقِّ المُسْتَقِيمِ, وَاتَّبَعَ كَلَامَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ -عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والتَّسْلِيمِ-, وَبِدْعَةُ التَّشَبُّهِ بِالأَقْوَامِ المُخَالِفِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ الإِسْلَامُ؛ كَالتَّشَبُّهِ بِالمَجُوسِ وَأَهْلِ الكِتَابِ فِي المَظْهَرِ وَفِي الجَوْهَرِ, وَبِدَعُ القَبْرِيَّةِ وَمَا تَحْوِي مِنْ مُعْتَقَدَاتٍ فَاسِدَةٍ وَعِبَادَاتٍ خَارِجَةٍ عَنِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
فَالفِتَنُ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى, وَالأَخْبَارُ فِيهَا غَزِيرَةٌ لَا تَسْتَقْصَى، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى عَلَى كُلٍّ مِنْهَا دَلِيلٌ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَبِيلِ التَّحْذِيرِ وَالتَّنْفِيرِ.
فَعَلَى المَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ زَمَانَهُ, وَأَنْ يَحْذَرَ أَهْلَ زَمَانِهِ, وَأَنْ يَجْتَهِدَ فِي الحِفَاظِ عَلَى دِينِهِ, وَأَنْ يَكُونُ ضَنِينًا شَحِيحًا بِآخِرَتِهِ؛ فَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ هِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ, وَأَمَّا هَذِهِ الحَيَاة فَلَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بِالأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ.
وَمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى:
ظُهُورُ الكَاسِيَاتِ العَارِيَاتِ الْمُمِيلَاتِ المَائِلَاتِ عَلَى رُؤوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ, وَظُهُورُ قُوْمٍ مَعَهُم سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ, وَيَمْنَعُونَهُم مِنَ الدُّخُولِ عَلَى الوُلَاةِ, وَإِضَاعَةُ الصَّلَوَاتِ, وَالمَيْلُ مَعَ الهَوَى, وَفِعْلُ السَّيِّئاتِ, وَتَعْظِيمُ رَبِّ المَالِ, وَإِهَانَةُ صَاحِبِ العِلْمِ, وَإِكْثَارُ العِلْمِ وَإِضَاعَةُ العَمَلِ, وَائْتِلَافُ الأَلْسُنِ وَاخْتِلَافُ القُلُوبِ, وَاليَقَظَةُ لِلدُّنْيَا وَالذُّهُولُ عَنِ الآخِرَةِ, وَتَبَايُنُ المَذَهِبِ, وَتَخَالُفُ المِلَلِ وَكَثْرَةُ النِّحَلِ, وَابْتِلَاءُ المُسْلِمِينَ بِالشِّرْكِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ؛ كَمَا قَالَ -جَلَّ وَعَلَا- {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
وَعُمُومُ البَلْوَى فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ كُلِّهَا مِنَ العَجَمِ وَالعَرَبِ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالدِّينِ السَّلِيمِ وَالحَقِّ المُسْتَقِيمِ, وَاتَّبَعَ كَلَامَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ -عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والتَّسْلِيمِ-, وَبِدْعَةُ التَّشَبُّهِ بِالأَقْوَامِ المُخَالِفِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ الإِسْلَامُ؛ كَالتَّشَبُّهِ بِالمَجُوسِ وَأَهْلِ الكِتَابِ فِي المَظْهَرِ وَفِي الجَوْهَرِ, وَبِدَعُ القَبْرِيَّةِ وَمَا تَحْوِي مِنْ مُعْتَقَدَاتٍ فَاسِدَةٍ وَعِبَادَاتٍ خَارِجَةٍ عَنِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
فَالفِتَنُ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى, وَالأَخْبَارُ فِيهَا غَزِيرَةٌ لَا تَسْتَقْصَى، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى عَلَى كُلٍّ مِنْهَا دَلِيلٌ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَبِيلِ التَّحْذِيرِ وَالتَّنْفِيرِ.
فَعَلَى المَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ زَمَانَهُ, وَأَنْ يَحْذَرَ أَهْلَ زَمَانِهِ, وَأَنْ يَجْتَهِدَ فِي الحِفَاظِ عَلَى دِينِهِ, وَأَنْ يَكُونُ ضَنِينًا شَحِيحًا بِآخِرَتِهِ؛ فَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ هِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ, وَأَمَّا هَذِهِ الحَيَاة فَلَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بِالأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ.