أرزاق الله لا تُستجلب بمعصيته ❗️
فالولد رزق والزوجة رزق والمال رزق والعلم رزق بل حتى الجنة رزق فمفهوم الرزق أعم بكثير مما يفهمه الكثير !
لذا جاء عند أحمد : إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .
حينما نرى المشاكل من حولنا والتي تُبث إلينا تذهب الأفكار والتحليلات مذاهبها البعيدة والقريبة هذا يقول سببها العين والآخر الحسد وذاك شياطين الإنس ..
ونغفل عن أعظم الأسباب الجالبة للبلاء ألا وهي المعصية وأنها هي السبب الرئيسي لزوال النعم وحرمانها لذا يقول العلامة السعدي :
"إن المعاصي تُفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق"
كم من زوجة خسرت زوجها بعد حياة مستقرة ورائعة وفريدة بل ربما كانت مضرب المثل وفجأة حصل الفراق والإنفصال فإذا تأملت وجدت أن حياتهما بشكلها الطبيعي لم تتغير ، وإنما الذي تغيرت هي القلوب !
والسبب هي الذنوب حينما يستمرئ الشخص الذنوب تحل معها النقم والبلايا
ولهذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: ( إن العبد يخلو بمعاصي الله فيُلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر )
ويدخل في هذا الزوج وغيره فيسلطه الله عليها ويلقي الله في قلبه بغض هذه الزوجة بعد أن كانت شمعة حياته ..
وهذا عام في كل شيء الزوجة مع زوجها والأباء مع أولادهم والصديق مع صديقه ..
من شؤم المعصية أنها متعدية لذلك يقول أحد السلف : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي .
من الذي غيّر خلق المرأة بل من الذي غيّر خلق الدابة التي لا تعقل ؟!
هو من يملك ناصيتها ونواصي العباد وقلوبهم بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء فيلقي في قلوبهم بغض هذا العاصي فتتغير أخلاقهم تجاهه حتى الدواب تتغير على صاحبها بسبب معصيته !
ومن شؤم المعصية أنها قد تتجاوز الشخص إلى أولاده، قال ابن كثير في تفسيره عن أبي البلاد قال :
قلت : للعلاء بن بدر :
قد ذهب بصري وأنا غلام ؟
قال : فبذنوب والديك .
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"
فبذنب الوالدين تضرر الابن !
ما أقبح الذنوب !
وهذا يدلنا على خطورة المعصية وأنها تزيل النعم وتبدلها بالنقم ، قال علي رضي الله عنه: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة).
فالبلاء كما قال علي رضي الله عنه ما نزل إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة !
فالحل إذاً هو التوبة فكل توبة بحسبها ..
فمن كان ملازماً لذنب معين فعليه بتركه والتوبة منه .
فقد تكون التوبة بملازمة ذنب أو بتغيير سلوك أو بترك عمل ما أو غير ذلك فاحرص على تفقد نفسك وسلوكياتك وأعمالك وأقوالك فما كان منها في معصية الله فبادر بالتوبة بتركه وتغييره .
اختم بهذه القصة العجيبة :
حدثني أحد المشايخ يقول كان هناك من جماعة مسجدي من لا يفوته الصف الأول خلف الإمام لكنه حليق ومسبل فتعجبت لان الله يقول ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
وهذا ما زال ملازماً لهذا المنكر وهو الإسبال والحلق .
يقول فأمرت أحد الجماعة أن يصلي بالناس فتعمدت التأخر وصليت في الصف الثاني خلف هذا الرجل فوحدت الخلل الذي حرمه من الانتفاع لهذه الصلاة لتنهاه عن الفحشاء والمنكر وجدت أنها يسابق الإمام في الركوع والسجود فيركع ويسجد قبل الإمام !
فعلمت من أين أُتي ! فبهذا الذنب الذي قد لا يراه ذنباً حرم الإنتفاع .
يقول فتحينت الفرصة فأخبرته بالخطأ الواقع به فبادر بتغييره فما هي إلا مدة وتغيرت حاله بالكلية قصر ثوبه وأطلق لحيته وتغيرت حاله !
ما أقبح الذنوب وأعظم شؤمها على العباد ..
اسأل الله أن يغفر لي ولكم .
https://t.me/Fabohoor