الجهاد على بصيرة و فرقان
أهداف القتال في الإسلام ليست محصورة في بناء الدولة الاسلامية وفتح بلدان الكفار والدفاع عن الدولة الاسلامية بل توجد أهداف أخرى قد تكون علاقتها بالدولة الإسلامية غير واضحة و لكنها ترجع إلى إنفاذ الأوامر الشرعية و الإلزام بها و نصرة المستضعفين من المؤمنين فالقتال وسيلة و فعل بشري لبلوغ هدف أرشد إليه الشرع و كل أهداف القتال الشرعي في الإسلام يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"متفق عليه فالقتال الذي هو على الطريق الموصلة لله ،و الذي هو طاعة لله هو هذا القتال قال شيخ الإسلام بعد ذكر هذا الحديث: و كلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه. (السياسية الشرعية).
فالمقصود بالكلمة هنا الكلمات الشرعية أي الجهاد في سبيل الله هو القتال الذي يسعى صاحبه لانفاذ أوامر الله الشرعية عبره و الإلزام بها.
كما يدل على أهداف الجهاد أيضًا قوله تعالى" و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله"فأمر الله سبحانه بالقتال لإزالة فتنة المشركين و هي الشرك المستعلي أو السائد.
قال ابن القيم الجوزية:و حقيقتها (أي حقيقة الفتنة عندما تضاف إلى المشركين)الشرك الذي يدعو إليه صاحبه و يقاتل عليه و يعاقب من لم يفتتن به. (زاد المعاد)و المقصود أن الآية تأمر بالقتال لإزالة الشرك المستعلي و حتى يكون الدين ظاهراً عالياً على سائر الأديان. و كل أهداف الجهاد تعود إلى ما سبق، فمن ذلك نصرة المستضعفين و استنقاذ الأسرى و دفع الكفار عن المسلمين و إلزام الناس بحكم الشريعة، و هذه الأهداف كلها من إنفاذ الأوامر الشرعية و الإلزام بها و من إزالة فتنة المشركين فلا يقال إن هذا ليس جهادا لأنه لا تتحقق فيه دولة إسلامية لا حالاً ولا مآلا. فالله سبحانه وضع سننا كونية في مخلوقاته و هذه السنن عامة يخضع لها المؤمن و الكافر فهي لا تحابي أحداً و لا تتعلق باعتقاد المتعامل معها فيها فإهمال هذه السنن ترك للعمل بمقتضى النصوص الدالة على إثباتها و إثبات حكمة الله و خلل في العقل فعلى المسلمين في التيار الجهادي الالتزام بها.
فتجب الواقعية في التخطيط و وضع الخطوات لبلوغ الأهداف و وضع الهدف المرحلي المناسب للظروف.
و الواقعية في الهدف المرحلي تساعد على جني الثمرات من الأعمال لأن البعض يبني أهدافاً كبيرة جداً على أعمال بسيطة و في ظل ظروف غير مواتية فلا تتحقق الأهداف التي يصبو إليها و يضيع ما كان ممكناً أن يتحقق.
فلا يظننّّ ظان أن كونه مجاهدا يجعله يحقق كل ما يريده من نصرة الدين و لو كانت الظروف غير مواتية.
و من يظن أن ما مع المجاهدين من عدد و عتاد كاف لمواجهة الكفار فهو واهم .
مع العلم أن عدد المجاهدين و عتادهم لا يشكل أي شيء بالنسبة للكفار و لكن ينتظرون أن تنزل عليهم المعجزات و أن ينصرهم الله بما معهم من عدد و عتاد قليلين .
مثال يوضح ما سبق:
ما حدث في البوسنة حيث دهم المسلمين أعداؤهم من النصارى فقتلوا رجالهم و انتهكوا أعراضهم ،فهب لنصرتهم بعض المسلمين و نجحوا في دفع الكثير من أذى الكفار عنهم،و ذلك بتحالفهم مع الجيش في تلك البلاد و كان هذا الجيش علمانيا،وكان كثير من المجاهدين يعقد أهدافاً كبيرة جداً على ما فعله (بناء دولة إسلامية، فتح روما، ...)و في نهاية الحرب تحقق للمجاهدين الهدف الذي جاؤوا من أجله و لم تتحقق الأهداف الكبيرة التي أرادوها فبعضهم رأى أن الزمن ليس زمن جهاد بل زمن دعوة و هؤلاء هم أهل التفريط و البعض الآخر رأى أن ما فعلوه كان محرماً لأنهم قاتلوا مع الكفار ضد الكفار و أن الراية غير شرعية لا يجوز القتال فيها و هؤلاء هم أهل الإفراط و الغلو والحق أن الظروف كانت مواتية لنصرة المسلمين و بدء الدعوة في تلك البلاد البعيدة و لم تكن الأهداف الأخرى التي وضعوها واقعية أبداً.
أهداف القتال في الإسلام ليست محصورة في بناء الدولة الاسلامية وفتح بلدان الكفار والدفاع عن الدولة الاسلامية بل توجد أهداف أخرى قد تكون علاقتها بالدولة الإسلامية غير واضحة و لكنها ترجع إلى إنفاذ الأوامر الشرعية و الإلزام بها و نصرة المستضعفين من المؤمنين فالقتال وسيلة و فعل بشري لبلوغ هدف أرشد إليه الشرع و كل أهداف القتال الشرعي في الإسلام يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"متفق عليه فالقتال الذي هو على الطريق الموصلة لله ،و الذي هو طاعة لله هو هذا القتال قال شيخ الإسلام بعد ذكر هذا الحديث: و كلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه. (السياسية الشرعية).
فالمقصود بالكلمة هنا الكلمات الشرعية أي الجهاد في سبيل الله هو القتال الذي يسعى صاحبه لانفاذ أوامر الله الشرعية عبره و الإلزام بها.
كما يدل على أهداف الجهاد أيضًا قوله تعالى" و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله"فأمر الله سبحانه بالقتال لإزالة فتنة المشركين و هي الشرك المستعلي أو السائد.
قال ابن القيم الجوزية:و حقيقتها (أي حقيقة الفتنة عندما تضاف إلى المشركين)الشرك الذي يدعو إليه صاحبه و يقاتل عليه و يعاقب من لم يفتتن به. (زاد المعاد)و المقصود أن الآية تأمر بالقتال لإزالة الشرك المستعلي و حتى يكون الدين ظاهراً عالياً على سائر الأديان. و كل أهداف الجهاد تعود إلى ما سبق، فمن ذلك نصرة المستضعفين و استنقاذ الأسرى و دفع الكفار عن المسلمين و إلزام الناس بحكم الشريعة، و هذه الأهداف كلها من إنفاذ الأوامر الشرعية و الإلزام بها و من إزالة فتنة المشركين فلا يقال إن هذا ليس جهادا لأنه لا تتحقق فيه دولة إسلامية لا حالاً ولا مآلا. فالله سبحانه وضع سننا كونية في مخلوقاته و هذه السنن عامة يخضع لها المؤمن و الكافر فهي لا تحابي أحداً و لا تتعلق باعتقاد المتعامل معها فيها فإهمال هذه السنن ترك للعمل بمقتضى النصوص الدالة على إثباتها و إثبات حكمة الله و خلل في العقل فعلى المسلمين في التيار الجهادي الالتزام بها.
فتجب الواقعية في التخطيط و وضع الخطوات لبلوغ الأهداف و وضع الهدف المرحلي المناسب للظروف.
و الواقعية في الهدف المرحلي تساعد على جني الثمرات من الأعمال لأن البعض يبني أهدافاً كبيرة جداً على أعمال بسيطة و في ظل ظروف غير مواتية فلا تتحقق الأهداف التي يصبو إليها و يضيع ما كان ممكناً أن يتحقق.
فلا يظننّّ ظان أن كونه مجاهدا يجعله يحقق كل ما يريده من نصرة الدين و لو كانت الظروف غير مواتية.
و من يظن أن ما مع المجاهدين من عدد و عتاد كاف لمواجهة الكفار فهو واهم .
مع العلم أن عدد المجاهدين و عتادهم لا يشكل أي شيء بالنسبة للكفار و لكن ينتظرون أن تنزل عليهم المعجزات و أن ينصرهم الله بما معهم من عدد و عتاد قليلين .
مثال يوضح ما سبق:
ما حدث في البوسنة حيث دهم المسلمين أعداؤهم من النصارى فقتلوا رجالهم و انتهكوا أعراضهم ،فهب لنصرتهم بعض المسلمين و نجحوا في دفع الكثير من أذى الكفار عنهم،و ذلك بتحالفهم مع الجيش في تلك البلاد و كان هذا الجيش علمانيا،وكان كثير من المجاهدين يعقد أهدافاً كبيرة جداً على ما فعله (بناء دولة إسلامية، فتح روما، ...)و في نهاية الحرب تحقق للمجاهدين الهدف الذي جاؤوا من أجله و لم تتحقق الأهداف الكبيرة التي أرادوها فبعضهم رأى أن الزمن ليس زمن جهاد بل زمن دعوة و هؤلاء هم أهل التفريط و البعض الآخر رأى أن ما فعلوه كان محرماً لأنهم قاتلوا مع الكفار ضد الكفار و أن الراية غير شرعية لا يجوز القتال فيها و هؤلاء هم أهل الإفراط و الغلو والحق أن الظروف كانت مواتية لنصرة المسلمين و بدء الدعوة في تلك البلاد البعيدة و لم تكن الأهداف الأخرى التي وضعوها واقعية أبداً.