🖌بروباغندا التدمير الذاتي🖌 3️⃣
▪️ لمواجهة البروباغندا والتصدي لها وسيلتان مترابطتان:
⬅️ الأولى عامة: وهي التحلي بالوعي
ويكون ذلك بتخلق المجتمع بأفراده بأخلاق مأمور بها, وأهمها التثبت والتأكد من المعلومات, قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6], وعدم إذاعتها بين الناس قبل بيان وجهها, وعدم إلقاء السمع للكفار والمنافقين, ناهيك عن تصديق أراجيفهم ونشرها بين المسلمين.
وهذا الوعي أمر وقائي يصعب تحقيقه في المجتمع كلما تقدم الزمان, لتفشي الجهل ولازدياد نسبة الرعاع الذين أخبر عنهم الخليفة الراشد علي رضي الله حيث قال: (الناس ثلاثة, فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق).
أضف إلى ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي, فمن أحد أكبر مساوئها إخفاء هوية الكثير من المواقع والصفحات المعادية تحت أسماء وهمية أو صديقة, وبث الدعاية المغرضة التي يصعب منع العوام من تلقيها والمساهمة في نشرها أيضاً, وقد يُعمَدُ إلى العلاج من خلال الدعاية المضادة لكن ربما بعد فوات الأوان.
⬅️ الثانية خاصة: وهي نشر الوعي
ويتصدى لهذه المهمة أهل الاختصاص السياسي والإعلامي ولربما العسكري في بعض الأحيان, وهذا كله بالتنسيق وبإدارة القيادة الموحدة للمجتمع, إن وجدت!.
وهو أمر علاجي لا بد منه في موقع وزمن الحدث لتوجيه الناس واستدراكهم قبل الوقوع في شرك البروباغندا المعادية.
➖ مما سبق من تعريف للبروباغندا يصعب على المرء تخيل وجود جهة تستخدم هذه الوسيلة ضد نفسها, فكيف كان ذلك في الثورة السورية؟
هذا ما حدث بسبب حالة التفرق والفصائلية والفوضى السياسية والإعلامية التي تعيشها الثورة السورية منذ قيامها إلى اليوم.
فكثير من الفصائل المتفرقة والمتصارعة تمارس الدعاية السوداء ضد الفصائل الأخرى, متجاهلة النتائج الكارثية على نفسية ومعنويات المجاهدين والمدنيين.
إن أهم أمر يسعى إليه النظام وحلفاؤه هو تكريس الهزيمة في أذهان الناس, لكي يضعف عزيمتهم عن التصدي لحملاته على المناطق المحررة, ولكي يستمر في قضم مساحات من الأرض وتهجير أهلها, وهذا ما فشل فيه النظام لأن المجاهدين وأنصارهم لا يتابعون إعلام النظام ولا يثقون بأخباره ويتجاهلون دعايته, والطامة أن هذا ما نجح في تحقيقه "قادة" بعض الفصائل و"إعلاميوها" و"مفكروها" و"مشايخها" إن صح وصفهم بهذه الأوصاف, فكانوا أشد ضرراً على الثورة وأهلها من أعدائها, فالطعنة التي تأتي من مأمن تكون أشد فتكاً من غيرها.
فلقد مارس هؤلاء البروباغندا 📢 بهدف تشويه وإسقاط فصائل أخرى, وذلك بسبب انعدام الإخلاص والتقوى عندهم, وبسبب اتصافهم بالفجور في الخصومة, فصنيعهم هذا لا يصنعه إلا من يعمل لنفسه ولحزبه, ولا يتقي الله في غيره من المسلمين, فتسببوا في تشويه وإسقاط الثورة في أعين كثير من الناس, بل وإسقاط مناطق كاملة بسبب السلبية التي زرعوها في الأنفس, أضف إلى ذلك الأخبار الكاذبة التي نشرتها بعض الجهات الإعلامية المحسوبة على الثورة, لهدفٍ قذرٍ أو لهدف نظيف, لكن المؤدى واحد وهو الإضرار بالثورة وأهلها العسكريين والمدنيين.
وبسبب هذه الفرقة والتنافس السلبي ضاعت لسبع سنوات فرصة توجيه الدعاية الثورية ضد النظام في الداخل والخارج, بل وصعب محاسبة المخالفين من إعلاميي الفصائل وغيرهم من الإعلاميين المستقلين, الذين لم يتركوا مناسبة إلا وكشفوا فيها عورة المسلمين لعدوهم, وخذَّلوا الناس عن الصمود في وجه دخلاء لا يملكون عزيمة ولا عقيدة أهل الأرض الأصلاء, وهذا إن كان بغير قصد فتلك مصيبة, وإن كان بقصد فالمصيبة أكبر.
إن الذي يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة, وإن الإعلام وسيلة ذات حدين يلزمها إدارة واعية وموحدة لتوجيهها والإفادة منها ومنع أو التخفيف من ضررها, خاصة في أيامنا هذه حيث دخلت كل بيت وأثرت على كل عقل.
فمتى تكون هذه الإدارة الواعية الموحدة لكي تمارس البروباغندا لتدمير الأعداء ولبناء الذات, وليس العكس؟
نسأل الله أن يكون ذلك قريباً. اللهم آمين
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]
تابعونا على قناة بروج لنشر الوعي بالسياسة الشرعية
@borwj
▪️ لمواجهة البروباغندا والتصدي لها وسيلتان مترابطتان:
⬅️ الأولى عامة: وهي التحلي بالوعي
ويكون ذلك بتخلق المجتمع بأفراده بأخلاق مأمور بها, وأهمها التثبت والتأكد من المعلومات, قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6], وعدم إذاعتها بين الناس قبل بيان وجهها, وعدم إلقاء السمع للكفار والمنافقين, ناهيك عن تصديق أراجيفهم ونشرها بين المسلمين.
وهذا الوعي أمر وقائي يصعب تحقيقه في المجتمع كلما تقدم الزمان, لتفشي الجهل ولازدياد نسبة الرعاع الذين أخبر عنهم الخليفة الراشد علي رضي الله حيث قال: (الناس ثلاثة, فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق).
أضف إلى ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي, فمن أحد أكبر مساوئها إخفاء هوية الكثير من المواقع والصفحات المعادية تحت أسماء وهمية أو صديقة, وبث الدعاية المغرضة التي يصعب منع العوام من تلقيها والمساهمة في نشرها أيضاً, وقد يُعمَدُ إلى العلاج من خلال الدعاية المضادة لكن ربما بعد فوات الأوان.
⬅️ الثانية خاصة: وهي نشر الوعي
ويتصدى لهذه المهمة أهل الاختصاص السياسي والإعلامي ولربما العسكري في بعض الأحيان, وهذا كله بالتنسيق وبإدارة القيادة الموحدة للمجتمع, إن وجدت!.
وهو أمر علاجي لا بد منه في موقع وزمن الحدث لتوجيه الناس واستدراكهم قبل الوقوع في شرك البروباغندا المعادية.
➖ مما سبق من تعريف للبروباغندا يصعب على المرء تخيل وجود جهة تستخدم هذه الوسيلة ضد نفسها, فكيف كان ذلك في الثورة السورية؟
هذا ما حدث بسبب حالة التفرق والفصائلية والفوضى السياسية والإعلامية التي تعيشها الثورة السورية منذ قيامها إلى اليوم.
فكثير من الفصائل المتفرقة والمتصارعة تمارس الدعاية السوداء ضد الفصائل الأخرى, متجاهلة النتائج الكارثية على نفسية ومعنويات المجاهدين والمدنيين.
إن أهم أمر يسعى إليه النظام وحلفاؤه هو تكريس الهزيمة في أذهان الناس, لكي يضعف عزيمتهم عن التصدي لحملاته على المناطق المحررة, ولكي يستمر في قضم مساحات من الأرض وتهجير أهلها, وهذا ما فشل فيه النظام لأن المجاهدين وأنصارهم لا يتابعون إعلام النظام ولا يثقون بأخباره ويتجاهلون دعايته, والطامة أن هذا ما نجح في تحقيقه "قادة" بعض الفصائل و"إعلاميوها" و"مفكروها" و"مشايخها" إن صح وصفهم بهذه الأوصاف, فكانوا أشد ضرراً على الثورة وأهلها من أعدائها, فالطعنة التي تأتي من مأمن تكون أشد فتكاً من غيرها.
فلقد مارس هؤلاء البروباغندا 📢 بهدف تشويه وإسقاط فصائل أخرى, وذلك بسبب انعدام الإخلاص والتقوى عندهم, وبسبب اتصافهم بالفجور في الخصومة, فصنيعهم هذا لا يصنعه إلا من يعمل لنفسه ولحزبه, ولا يتقي الله في غيره من المسلمين, فتسببوا في تشويه وإسقاط الثورة في أعين كثير من الناس, بل وإسقاط مناطق كاملة بسبب السلبية التي زرعوها في الأنفس, أضف إلى ذلك الأخبار الكاذبة التي نشرتها بعض الجهات الإعلامية المحسوبة على الثورة, لهدفٍ قذرٍ أو لهدف نظيف, لكن المؤدى واحد وهو الإضرار بالثورة وأهلها العسكريين والمدنيين.
وبسبب هذه الفرقة والتنافس السلبي ضاعت لسبع سنوات فرصة توجيه الدعاية الثورية ضد النظام في الداخل والخارج, بل وصعب محاسبة المخالفين من إعلاميي الفصائل وغيرهم من الإعلاميين المستقلين, الذين لم يتركوا مناسبة إلا وكشفوا فيها عورة المسلمين لعدوهم, وخذَّلوا الناس عن الصمود في وجه دخلاء لا يملكون عزيمة ولا عقيدة أهل الأرض الأصلاء, وهذا إن كان بغير قصد فتلك مصيبة, وإن كان بقصد فالمصيبة أكبر.
إن الذي يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة, وإن الإعلام وسيلة ذات حدين يلزمها إدارة واعية وموحدة لتوجيهها والإفادة منها ومنع أو التخفيف من ضررها, خاصة في أيامنا هذه حيث دخلت كل بيت وأثرت على كل عقل.
فمتى تكون هذه الإدارة الواعية الموحدة لكي تمارس البروباغندا لتدمير الأعداء ولبناء الذات, وليس العكس؟
نسأل الله أن يكون ذلك قريباً. اللهم آمين
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]
تابعونا على قناة بروج لنشر الوعي بالسياسة الشرعية
@borwj