🔄مقال مترجم🔄
في سياق فهم واقع القوى الفاعلة في سوريا والعلاقة الروسية الإيرانية وما يؤثر عليها إيجابا وسلبا نقدم لكم هذا المقال المترجم:
🖌التصدعات في الحلف الروسي الإيراني تفتح خيارات أمام ترامب🖌
رويترز
9 يناير 2018
جوش كوهين
لم تُخْفِ كل من إيران وروسيا رغبتهما المشتركة في تهميش الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لبوتين خلال زيارة الرئيس الروسي لطهران إن "تعاوننا يمكن أن يُبعد أمريكا".
أشاد بوتين من جانبه بالعلاقات بين موسكو وطهران بأنها "مثمرة جداً". من المؤكد أن الحلف أثمر في سوريا، حيث أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران غيَّر مسار الحرب لصالح حليفهما المشترك بشار الأسد وأجبر الولايات المتحدة على التخلي عن هدف إجبار الأسد على ترك السلطة.
ومع ذلك، في حين يجب على واشنطن – بلا شك - أن تكون حذرة من العلاقة الروسية الإيرانية، إلا أن العلاقة أقرب إلى كونها زواج مصلحة من كونها حلفاً استراتيجياً - تحالفٌ تظهر تصدعاته مسبقاً. يبدو أن دحر تنظيم الدولة في سوريا قد أبرز اختلافات هامة في أهداف وتكتيكات بوتين وخامنئي.
تتضمن أهداف موسكو القصوى منع تغيير النظام وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط والحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا.
تحقيق هذه الأهداف -كما يأمل بوتين - قد يؤدي إلى مكاسب دبلوماسية في الغرب ويشجع الولايات المتحدة للنظر إلى روسيا كنظير.
على أية حال، في حين تعتبر موسكو أن الأسد هو الرئيس السوري الشرعي فإن مصلحة بوتين الرئيسية تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتقويتها وليس الأسد شخصياً.
حتى أن الروس اقترحوا لنظرائهم الغربيين أن موسكو ستقبل برحيل الأسد طالما أن ذلك يحدث كجزء من عملية سلام شاملة.
الإيرانيون – في المقابل - يعتبرون مغادرة الأسد "خطاً أحمراً" ويعتقدون أن الإبقاء على الرئيس السوري في السلطة يبقى أمراً جوهرياً لتحقيق هدفين رئيسيين:
أولاً: الحفاظ على قدرتها على تزويد وكيلها الشيعي القديم "حزب الله" بأسلحة أثناء بناء ممر شيعي "خالِ من السنة" من إيران إلى البحر المتوسط - وهو تطور تخشى إيران أن الحكومة الجديدة لن تسمح به.
ثانياً: تعتقد إيران أن وجودها في سوريا هو أمر بالغ الأهمية لتمكين طهران من الضغط على إسرائيل.
تريد إيران أن تبقى قادرة على ضرب الدولة اليهودية من لبنان وسوريا، ولذلك تصمم إيران على الحفاظ على الوكلاء الشيعة الغير تابعين للحكومة في سوريا.
يريد الحرس الثوري الإيراني المتشدد تحويل هؤلاء الوكلاء إلى قوة مؤسسية سياسية وعسكرية شبيهة بحزب الله في لبنان، وهو إجراء يتعارض مع رغبة روسيا في بناء قدرات الدولة السورية وتقليل اعتماد سوريا على إيران.
في الوقت الذي تزداد فيه حرارة المفاوضات الدبلوماسية حول مستقبل سوريا، تهدد الاختلافات بين الأهداف الروسية والإيرانية هناك بالازدياد.
تعتقد إيران على وجه الخصوص أن رغبة روسيا في العمل مع دول مثل تركيا يمكن أن يقوض المصالح الإيرانية في سوريا.
ويشعر قادة إيران بالقلق أيضاً إزاء علاقة بوتين مع دونالد ترامب - تشير تقارير في وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن طهران كانت غاضبة من قرار بوتين بإطلاع الرئيس الأمريكي على أهداف موسكو قبل قمة سوتشي في نوفمبر الماضي بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني.
إن رغبة روسيا في العمل مع شركاء متعددين في سوريا يرمز إلى نهج روسيا الأوسع نطاقاً تجاه الشرق الأوسط - نهجٌ وصفه محلل روسي بارز بأنه "عقيدة المرونة" - وهو أمر يتفق مع نهج معاملات بوتين في السياسة الخارجية.
مثال ذلك رغبة موسكو في الحفاظ على علاقة جيدة مع دولة السعودية - السنية.
يعتقد بوتين أن هناك حاجة إلى التعاون الروسي السعودي لوضع حدود لإنتاج البترول ودعم الأسعار التي يحتاجها هو لتحقيق هدفيه: بناء الجيش الروسي مع تقوية الدولة الروسية داخلياً.
المشكلة بالنسبة لبوتين هي أن إيران الشيعية والسعودية السنية منشغلتان بمنافسة مريرة على النفوذ في الشرق الأوسط، لذلك فإن إيران تستاء بطبيعة الحال من التقارب من جانب الكرملين بعد سنوات من التوتر بين موسكو والرياض.
تحت قيادة بوتين، طورت روسيا أيضاً أفضل علاقة لها مع إسرائيل.
زار بوتين إسرائيل مرتين - أول زعيم روسي يقوم بذلك - واستضاف رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عدة مرات لبحث مصالح إسرائيل في سوريا.
ويقال إن بوتين يتمتع بانسجام شخصي جيد مع نتنياهو وأَمَرَ كلاً من الأسد وحزب الله بعدم الرد على الضربات الإسرائيلية في سوريا.
بل يسعى بوتين إلى التوصل إلى اتفاق يمنع القوى الأجنبية من استخدام سوريا كقاعدة للهجوم على دولة مجاورة، مما يتعارض بشكل مباشر مع هدف إيران باستخدام سوريا كمنصة للضغط على الحدود الشمالية لإسرائيل.
على أية حال ونظراً للعداء الإسرائيلي-الإيراني العميق، من الواضح أن علاقة موسكو الجيدة ب
في سياق فهم واقع القوى الفاعلة في سوريا والعلاقة الروسية الإيرانية وما يؤثر عليها إيجابا وسلبا نقدم لكم هذا المقال المترجم:
🖌التصدعات في الحلف الروسي الإيراني تفتح خيارات أمام ترامب🖌
رويترز
9 يناير 2018
جوش كوهين
لم تُخْفِ كل من إيران وروسيا رغبتهما المشتركة في تهميش الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لبوتين خلال زيارة الرئيس الروسي لطهران إن "تعاوننا يمكن أن يُبعد أمريكا".
أشاد بوتين من جانبه بالعلاقات بين موسكو وطهران بأنها "مثمرة جداً". من المؤكد أن الحلف أثمر في سوريا، حيث أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران غيَّر مسار الحرب لصالح حليفهما المشترك بشار الأسد وأجبر الولايات المتحدة على التخلي عن هدف إجبار الأسد على ترك السلطة.
ومع ذلك، في حين يجب على واشنطن – بلا شك - أن تكون حذرة من العلاقة الروسية الإيرانية، إلا أن العلاقة أقرب إلى كونها زواج مصلحة من كونها حلفاً استراتيجياً - تحالفٌ تظهر تصدعاته مسبقاً. يبدو أن دحر تنظيم الدولة في سوريا قد أبرز اختلافات هامة في أهداف وتكتيكات بوتين وخامنئي.
تتضمن أهداف موسكو القصوى منع تغيير النظام وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط والحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا.
تحقيق هذه الأهداف -كما يأمل بوتين - قد يؤدي إلى مكاسب دبلوماسية في الغرب ويشجع الولايات المتحدة للنظر إلى روسيا كنظير.
على أية حال، في حين تعتبر موسكو أن الأسد هو الرئيس السوري الشرعي فإن مصلحة بوتين الرئيسية تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتقويتها وليس الأسد شخصياً.
حتى أن الروس اقترحوا لنظرائهم الغربيين أن موسكو ستقبل برحيل الأسد طالما أن ذلك يحدث كجزء من عملية سلام شاملة.
الإيرانيون – في المقابل - يعتبرون مغادرة الأسد "خطاً أحمراً" ويعتقدون أن الإبقاء على الرئيس السوري في السلطة يبقى أمراً جوهرياً لتحقيق هدفين رئيسيين:
أولاً: الحفاظ على قدرتها على تزويد وكيلها الشيعي القديم "حزب الله" بأسلحة أثناء بناء ممر شيعي "خالِ من السنة" من إيران إلى البحر المتوسط - وهو تطور تخشى إيران أن الحكومة الجديدة لن تسمح به.
ثانياً: تعتقد إيران أن وجودها في سوريا هو أمر بالغ الأهمية لتمكين طهران من الضغط على إسرائيل.
تريد إيران أن تبقى قادرة على ضرب الدولة اليهودية من لبنان وسوريا، ولذلك تصمم إيران على الحفاظ على الوكلاء الشيعة الغير تابعين للحكومة في سوريا.
يريد الحرس الثوري الإيراني المتشدد تحويل هؤلاء الوكلاء إلى قوة مؤسسية سياسية وعسكرية شبيهة بحزب الله في لبنان، وهو إجراء يتعارض مع رغبة روسيا في بناء قدرات الدولة السورية وتقليل اعتماد سوريا على إيران.
في الوقت الذي تزداد فيه حرارة المفاوضات الدبلوماسية حول مستقبل سوريا، تهدد الاختلافات بين الأهداف الروسية والإيرانية هناك بالازدياد.
تعتقد إيران على وجه الخصوص أن رغبة روسيا في العمل مع دول مثل تركيا يمكن أن يقوض المصالح الإيرانية في سوريا.
ويشعر قادة إيران بالقلق أيضاً إزاء علاقة بوتين مع دونالد ترامب - تشير تقارير في وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن طهران كانت غاضبة من قرار بوتين بإطلاع الرئيس الأمريكي على أهداف موسكو قبل قمة سوتشي في نوفمبر الماضي بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني.
إن رغبة روسيا في العمل مع شركاء متعددين في سوريا يرمز إلى نهج روسيا الأوسع نطاقاً تجاه الشرق الأوسط - نهجٌ وصفه محلل روسي بارز بأنه "عقيدة المرونة" - وهو أمر يتفق مع نهج معاملات بوتين في السياسة الخارجية.
مثال ذلك رغبة موسكو في الحفاظ على علاقة جيدة مع دولة السعودية - السنية.
يعتقد بوتين أن هناك حاجة إلى التعاون الروسي السعودي لوضع حدود لإنتاج البترول ودعم الأسعار التي يحتاجها هو لتحقيق هدفيه: بناء الجيش الروسي مع تقوية الدولة الروسية داخلياً.
المشكلة بالنسبة لبوتين هي أن إيران الشيعية والسعودية السنية منشغلتان بمنافسة مريرة على النفوذ في الشرق الأوسط، لذلك فإن إيران تستاء بطبيعة الحال من التقارب من جانب الكرملين بعد سنوات من التوتر بين موسكو والرياض.
تحت قيادة بوتين، طورت روسيا أيضاً أفضل علاقة لها مع إسرائيل.
زار بوتين إسرائيل مرتين - أول زعيم روسي يقوم بذلك - واستضاف رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عدة مرات لبحث مصالح إسرائيل في سوريا.
ويقال إن بوتين يتمتع بانسجام شخصي جيد مع نتنياهو وأَمَرَ كلاً من الأسد وحزب الله بعدم الرد على الضربات الإسرائيلية في سوريا.
بل يسعى بوتين إلى التوصل إلى اتفاق يمنع القوى الأجنبية من استخدام سوريا كقاعدة للهجوم على دولة مجاورة، مما يتعارض بشكل مباشر مع هدف إيران باستخدام سوريا كمنصة للضغط على الحدود الشمالية لإسرائيل.
على أية حال ونظراً للعداء الإسرائيلي-الإيراني العميق، من الواضح أن علاقة موسكو الجيدة ب