🔸| تعذُّر التجذير لبعض الأفكار..
يتعذّر في بعض الأحايين تجذير بعض الأفكار بردّها إلى نبعٍ واحدٍ يكون هو النبع الأوحد لها؛ ذلك أن تأريخ الأفكار شاهد على ظاهرة الارتحال والانتحال لها..
والثمرة من معرفة تلك الحقيقة=ثمرتان:
الأولى (=تتعلق بالنّاسب للفكرة) فإنها تحمله على الاحتراز في النِّسبة فلا يقطع على أن تلك الفكرة هي بنت شرعية لذلك المُفكِّر أو العالم، وإنما يكتفي بالتعبير بما يُشعر رجحان نسبتها له دون جزم إلا إذا توفرت له قرائن عاضدة لقَطْعه..
والثمرة الأخرى (=تتعلق بالباحث) : فإن معرفته بهذه الطبيعة للأفكار، تدفعه لعدم الرضوخ والتسليم المطلق لتلك النسبة، وإفساح السبيل لإمكان وجود قائلين بها قبل من نُسبت إليه..
ولعل في التمثيل لهذه الحقيقة ما يزيدها وضوحا..
المثال الأول: فكرة تقسيم المجتمعات العلميَّة إلى قياسية و"لا قياسية/ثورية" تُنسب إلى الفيلسوف الأمريكي توماس كون في كتابه الشهير "بِنية الثورات العلميَّة"، حتى ظُنّ أنه أول من افترعها.. في حين أن هذا التقسيم الثنائي يقارب لحدٍ بعيد، تقسيم مُؤسِّسَي الاشتراكية الفرنسية "روفروا" و"سان سيمون" اللذين ذهبا إلى أن قانون التطور البشري يتسم بالتعاقب بين فترة "عضوية" وأخرى "نقدية" وطبيعة هاتين الفترتين تشبهان كثيرا ما قرره "توماس كون" في مجاله الابستملوجي.
المثال الثاني: فكرة تقسيم الحقائق إلى حقائق منطقية وأخرى واقعية، والتي كثيرا ما تُنسب إلى الفيلسوف الألماني ليبنتز.. في حين أن هذا التقسيم فضلا عن كونه قال به ديكارت من قبله= فإنه دارج في سياق مغاير للسياق الغربي وهو السياق اللاهوتي الإسلامي، ومعروف بـ"الحقائق الذاتية والحقائق اللازمة"!
إلى غير ذلك من الأمثلة..
يتعذّر في بعض الأحايين تجذير بعض الأفكار بردّها إلى نبعٍ واحدٍ يكون هو النبع الأوحد لها؛ ذلك أن تأريخ الأفكار شاهد على ظاهرة الارتحال والانتحال لها..
والثمرة من معرفة تلك الحقيقة=ثمرتان:
الأولى (=تتعلق بالنّاسب للفكرة) فإنها تحمله على الاحتراز في النِّسبة فلا يقطع على أن تلك الفكرة هي بنت شرعية لذلك المُفكِّر أو العالم، وإنما يكتفي بالتعبير بما يُشعر رجحان نسبتها له دون جزم إلا إذا توفرت له قرائن عاضدة لقَطْعه..
والثمرة الأخرى (=تتعلق بالباحث) : فإن معرفته بهذه الطبيعة للأفكار، تدفعه لعدم الرضوخ والتسليم المطلق لتلك النسبة، وإفساح السبيل لإمكان وجود قائلين بها قبل من نُسبت إليه..
ولعل في التمثيل لهذه الحقيقة ما يزيدها وضوحا..
المثال الأول: فكرة تقسيم المجتمعات العلميَّة إلى قياسية و"لا قياسية/ثورية" تُنسب إلى الفيلسوف الأمريكي توماس كون في كتابه الشهير "بِنية الثورات العلميَّة"، حتى ظُنّ أنه أول من افترعها.. في حين أن هذا التقسيم الثنائي يقارب لحدٍ بعيد، تقسيم مُؤسِّسَي الاشتراكية الفرنسية "روفروا" و"سان سيمون" اللذين ذهبا إلى أن قانون التطور البشري يتسم بالتعاقب بين فترة "عضوية" وأخرى "نقدية" وطبيعة هاتين الفترتين تشبهان كثيرا ما قرره "توماس كون" في مجاله الابستملوجي.
المثال الثاني: فكرة تقسيم الحقائق إلى حقائق منطقية وأخرى واقعية، والتي كثيرا ما تُنسب إلى الفيلسوف الألماني ليبنتز.. في حين أن هذا التقسيم فضلا عن كونه قال به ديكارت من قبله= فإنه دارج في سياق مغاير للسياق الغربي وهو السياق اللاهوتي الإسلامي، ومعروف بـ"الحقائق الذاتية والحقائق اللازمة"!
إلى غير ذلك من الأمثلة..