🔸| المعنى.. وظلال المعنى!
من الظواهر العجيبة الملاحظة في العلاقة بين النص وكاتبه والقول وقائله ..أن مدلول النص قد يكون أوسع دلالة من مراد صاحبه؛ ولا يكون هذا المعنى المتواري خلف السطور مرادا للكاتب، بل قد يكون غافلا عنه مع احتمال نصه له، أو قد يكون مُرادًا لكن لا بالأصالة(= وبتعبير الشاطبي: لا يكون مرادا بالقصد الأول)، وإنما يكون المعنى تَبَعيًا (=بالاصطلاح الأصولي)، أو ظِليًا (=بالاصطلاح اللساني)، أو إشاريًا (=بالاصطلاح الصوفي)..ومن شرط اعتبار هذا المعنى التَبَعي= احتمال اللفظ له وعدم مخالفته لدلالة اللفظ الظاهرة..فإذا ارتفع هذا الشرط وقع النص في هوّة "التأويل"، أو "فعل القراءة" بالاصطلاح الهرمنوطيقي، الذي من مُسلّماته كما يقول نيتشه :
[ لا وجود لحقائق وإنما لتأويلات]
أو كما عبر عنه أحد منظري الهرمونطيقا :
[كل قراءة هي تأويل]!
ولولا إعمال هذا المعنى الظِلّي لدخلت كثير من النصوص في مقبرة النسيان؛ فما الذي يجعل الأمم تستحيي التراث الكلاسيكي لأعلامها؛ لولا إيقانهم بحياتها وإمكان استنطاقها ومدّ دلالالتها لمعالجة قضاياهم المعاصرة!
لكن السؤال الذي يقفز على مسرح الذهن..هل يمكن أن يفهم القارئ من النص أفضل مما فهم المؤلف نفسه؟!
من الناحية النظرية يمكن القول إن ذلك ممكنٌ،لذا يقول الفيلسوف الألماني كانط:
(ليس غريبا على الإطلاق أن يُفهم-سواء في الحديث العادي أو في الكتب- عبر مقارنة الأفكار التي يُعبّر عنها المؤلف حول موضوعه=أفضل مما فهم هو نفسه، حيث إنه قد لا يكون عيّن مفهومه بكفاية..)
وإذا كان هذا الأمر من الناحية النظرية ممكنا.. فهل هو متحقق من الناحية الواقعية؟
الجواب: نعم، ومن شواهد ذلك أنّ المتنبي كان إذا سئل عن معنى من أشعاره،يقول:
(اذهبوا إلى ابن جنّي فإنه يقول لكم ما أردته وما لم أرده)
ولا يذهب المتنبي هذا المذهب إلا تعويلا منه على علوِّ بصر ابن جنّي بشعره..
من الظواهر العجيبة الملاحظة في العلاقة بين النص وكاتبه والقول وقائله ..أن مدلول النص قد يكون أوسع دلالة من مراد صاحبه؛ ولا يكون هذا المعنى المتواري خلف السطور مرادا للكاتب، بل قد يكون غافلا عنه مع احتمال نصه له، أو قد يكون مُرادًا لكن لا بالأصالة(= وبتعبير الشاطبي: لا يكون مرادا بالقصد الأول)، وإنما يكون المعنى تَبَعيًا (=بالاصطلاح الأصولي)، أو ظِليًا (=بالاصطلاح اللساني)، أو إشاريًا (=بالاصطلاح الصوفي)..ومن شرط اعتبار هذا المعنى التَبَعي= احتمال اللفظ له وعدم مخالفته لدلالة اللفظ الظاهرة..فإذا ارتفع هذا الشرط وقع النص في هوّة "التأويل"، أو "فعل القراءة" بالاصطلاح الهرمنوطيقي، الذي من مُسلّماته كما يقول نيتشه :
[ لا وجود لحقائق وإنما لتأويلات]
أو كما عبر عنه أحد منظري الهرمونطيقا :
[كل قراءة هي تأويل]!
ولولا إعمال هذا المعنى الظِلّي لدخلت كثير من النصوص في مقبرة النسيان؛ فما الذي يجعل الأمم تستحيي التراث الكلاسيكي لأعلامها؛ لولا إيقانهم بحياتها وإمكان استنطاقها ومدّ دلالالتها لمعالجة قضاياهم المعاصرة!
لكن السؤال الذي يقفز على مسرح الذهن..هل يمكن أن يفهم القارئ من النص أفضل مما فهم المؤلف نفسه؟!
من الناحية النظرية يمكن القول إن ذلك ممكنٌ،لذا يقول الفيلسوف الألماني كانط:
(ليس غريبا على الإطلاق أن يُفهم-سواء في الحديث العادي أو في الكتب- عبر مقارنة الأفكار التي يُعبّر عنها المؤلف حول موضوعه=أفضل مما فهم هو نفسه، حيث إنه قد لا يكون عيّن مفهومه بكفاية..)
وإذا كان هذا الأمر من الناحية النظرية ممكنا.. فهل هو متحقق من الناحية الواقعية؟
الجواب: نعم، ومن شواهد ذلك أنّ المتنبي كان إذا سئل عن معنى من أشعاره،يقول:
(اذهبوا إلى ابن جنّي فإنه يقول لكم ما أردته وما لم أرده)
ولا يذهب المتنبي هذا المذهب إلا تعويلا منه على علوِّ بصر ابن جنّي بشعره..