العَدَمُ لا مشروعَ له..
لن تحصل من وهم الوجود إلا على وجود الوهم!!
في عالم السياسة- وبعيداً عن فذلكات صبيان كليات الاقتصاد والعلوم السياسية- لا وجودَ لكَ ما لم تكن لكَ دولة!!
حَبَّاتُ المِسبَحة لا تُسمى مِسبَحةً إلا إذا انتظمت في خيط، وجواهرُ العقدِ لا تُصبح عقداً إلا إذا نُظمت في سِلك!!
وجودُ الأجزاءِ لا يعني وجودَ الكتلة؛ بل يعني غيابَ الخيطِ الناظم!!
كان اليهودُ موجودين منذ السبي البابلي وحتى الطرد الأوروبي.. بيد أن الفرصة لم تسنح (للأجزاء اليهودية) أن تتحول إلى (كتلةٍ إسرائيلية) إلا حين أطلت القومية العربية برأسها العَفِن؛ لتتفتت (الكتلةُ الإسلامية) إلى (أجزاءَ عربية)!!
الراية: هي ذلك الخيطُ الذي ينظم حبات المسبحة لتصير مسبحة، ويجمع جواهر العقد ليصير عقداً!!
ما لم تكن لك راية.. فوجودك افتراضي!!
ولأنهم يعلمون أن الوجود الافتراضي- إذا كان متكئاً على تاريخٍ موغلٍ في الواقعية- يمكن أن يتحولَ إلى وجودٍ حقيقي؛ فقد سارعوا إلى تحويل الوجودِ الافتراضي إلى وجودٍ متوهم؛ ليَظلَّ وهمُ الوجودِ مُسيطراً!!
أبقوا على السلطنة العثمانية رجلاً مريضاً لا يموت فيها ولا يحيا حتى اخترعوا هذه (الأكشاك) وسَمَّوها دولاً، وهذه (الخرابيش) وسَمَّوهَا حدوداً، وهؤلاء (الغرقد) وَسَمَّوهُم حُكَّاماً!!
🖋 علي فريد 🖋