في رحاب الأدب /أزهار متناثرة
*(( سَحْبَـان وَائِـل ))
سحبان بن زفر بن إياس الباهليّ الوائليّ، المعروف بسحبان وائل
كان خطيباً بليغاً يُضربُ المثلُ بفصاحته، دخل يوماً على معاوية وعنده خطباء القبائل، فلما رأوه خرجوا لعلمهم بقصورهم عنه، فقال سحبان:
لقد علم الحي اليمانيّون أنّني * * * إذا قلتُ أمّا بعدُ أني خطيبُها
فقال له معاوية: أخطب!
فقال: أنظروا لي عصى تقيم من أودي
فقالوا: وماذا تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين؟
فقال: ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربّه، فأخذها، وتكلّم من الظّهر إلى أن قاربت العصر، ما تنحنح ولا سَعَلَ ولا توقّف، ولا ابتدأ في معنى فخرج عنه، وقد بقيت عليه بقية فيه
فقال معاوية: الصّلاة!
فقال: الصّلاة أمامك، ألسْنا في تحميدٍ، وتمجيدٍ، وعِظَةٍ، وتنبيهٍ، وتذكيرٍ، ووعدٍ، ووعيدٍ؟.
فقال معاوية: أنت أخطب العرب
قال: العرب وحدها؟، بل أخطب الجنّ والإنس.
قال: كذلك أنت) *(1).
وهو المذكور بقول النّاظم:
جرى الخلفُ "أمّا بعدُ" من كان قائلاً ... لها خمس أقوال وداود أقرب
وكانت له فصل الخطـاب وبعـده ... فقس فسحبان فكعب فيعرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(1)(المنتظم في تاريخ الأمم والملوك) لابن الجوزي، و(البداية والنهاية) لابن كثير.
*(( سَحْبَـان وَائِـل ))
سحبان بن زفر بن إياس الباهليّ الوائليّ، المعروف بسحبان وائل
كان خطيباً بليغاً يُضربُ المثلُ بفصاحته، دخل يوماً على معاوية وعنده خطباء القبائل، فلما رأوه خرجوا لعلمهم بقصورهم عنه، فقال سحبان:
لقد علم الحي اليمانيّون أنّني * * * إذا قلتُ أمّا بعدُ أني خطيبُها
فقال له معاوية: أخطب!
فقال: أنظروا لي عصى تقيم من أودي
فقالوا: وماذا تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين؟
فقال: ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربّه، فأخذها، وتكلّم من الظّهر إلى أن قاربت العصر، ما تنحنح ولا سَعَلَ ولا توقّف، ولا ابتدأ في معنى فخرج عنه، وقد بقيت عليه بقية فيه
فقال معاوية: الصّلاة!
فقال: الصّلاة أمامك، ألسْنا في تحميدٍ، وتمجيدٍ، وعِظَةٍ، وتنبيهٍ، وتذكيرٍ، ووعدٍ، ووعيدٍ؟.
فقال معاوية: أنت أخطب العرب
قال: العرب وحدها؟، بل أخطب الجنّ والإنس.
قال: كذلك أنت) *(1).
وهو المذكور بقول النّاظم:
جرى الخلفُ "أمّا بعدُ" من كان قائلاً ... لها خمس أقوال وداود أقرب
وكانت له فصل الخطـاب وبعـده ... فقس فسحبان فكعب فيعرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(1)(المنتظم في تاريخ الأمم والملوك) لابن الجوزي، و(البداية والنهاية) لابن كثير.