••مِنْ قواعد الدَّعوة السَّلفية الرَّاسخة ومزاياها الرَّفيعة الثَّابتة••
▪️قال الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي-رحمه الله-:
*الرُّجوع في الأمور الَّتي يقع التَّنازع فيها إلى الكتاب والسُّنَّة مطلبٌ شرعيٌّ دلَّ عليه الوحي الكريم والعقل الصَّحيح السَّليم، كما قالَ المولى الكريم:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النِّساء:٥٩]. ومِنْ غير جدل أنَّ هذا هُو الميزان بالقسط، ولكن بفهم السَّلف وعلى أصُولهم السَّليمة وقواعدهم المستقيمة، فإنَّ هذه الأمَّة جعل عافيتها في أوَّلها، فالرُّجوع إلى نصوص الكتاب بمفهوم دأب العلماء الرَّاسخين، وخلق الأولياء الصَّالحين المتَّقين .
*منهج التَّصفية والتَّربية ثابتٌ للسَّلف، ومعلومٌ للفضلاء منهم بطريق الاسْتقراء، والمراد بالتَّصفية بمعناها العام تصفية الحقّ من الباطل، والطَّيب من الخبيث، وعلى سبيل الخصوص تصفية السُّنَّة الغراء وأهلها من البدعة المضلَّة وأنصارها، وأمَّا المراد بالتَّربية: فهي دعوة جميع المكلّفين ليتأدبوا ويتخلقوا بما أنزله لهم ربّهم على عبده ورسُوله ﷺ؛ ليكون لهم خُلقًا وأدبًا وسلوكًا، إذْ لا تطيب حياتهم ويصلح حالهم ومآلهم إلاَّ بذلك، ونعوذُ بالله مِنْ سوى ذلك .
*وجوب الالتزام -ظاهرًا وباطنًا- بطاعة ولاة أمُور المسلمين في المعروف، والدُّعاء لهم سرًّا وعلنًا بالهداية والعون والتَّوفيق، إذْ إنَّ صلاحهم سببٌ في صلاح العباد والبلاد، والعكس إلاَّ ما رحم ربّك، ألا وإنَّ من طاعتهم:
١-القيام بحقوقهم، وتأليف قلوب الرَّعية عليهم؛ طاعة لله وعملاً بِهدي رسُول اللهِ ﷺ .
٢-وعدم الخروج عليهم بأيّ وسيلة مِن وسائل الخروج؛ سواء كان بالسَّلاح أو الكلام المهيج لرعاع النَّاس ودهمائهم، ونصوص الكتاب والسُّنَّة إذْ تحرم ذلك، فلأنَّهُ يفضي إلى النَّقص في الدِّين، كما يفضي إلى هتك أعراض المسلمين، وسفك دمائهم، وتعطيل مصالحهم، وانتشار الفوضى بينهم، وزرع العداوات الجاهليَّة في مجتمعاتِهم، إلى غير ذلك من الأسواء القوليَّة والفعليَّة الَّتي لا يرضاها الشَّرع الكريم، ولا صاحب العقل السَّليم.
*الإيمان الجازم بأن دعوة الهدى والنُّور تستمد قوتَها وتقتبس ضوئها بصحَّة البرهان الَّذي جاء به من أنزل عليه الفرقان ﷺ، ولَم تستمد ذلك من كثرة أقوال الرِّجال وآرائهم، وعليه فلا وحشة مِن قلَّة السَّالكين على درب الحقِّ المبين، ولا اغترار بكثرة المنحرفين والزَّائغين عن هدي سيّد المرسلين، عليه مِن الله أفضل الصَّلاة وأتمّ التَّسليم.
*محبَّة الصَّحابة الكرام وأتباعهم على الإيمان والإحسان والإسلام فرضٌ من فروض الإسلام، والحق أنَّ مَن سبَّ الصَّحابة أو شتمهم أو تنقَّص واحدًا منهم أو أظهر بغضهم أو أضمره فقد جمع إلى الزَّندقة كبائر الذُّنوب والآثام, وأنَّ المعادي لأولياء الله بالسَّب والشَّتم والعداوة والبغضاء محاربٌ لله، فلينظر عقوبات الله الَّتي إذا نزلت لا ترد عن أهل الفساد والإجرام, ﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻘﺮاء اﻟﻜﺮاﻡ ﻓﻲ ﺑﺮﻫﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﺮاﻫﻴﻦ ﺩﻳﻦ اﻹﺳﻼﻡ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﻮﻝ ﺫﻱ اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ، ﻓﻲ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻭﺻﻒ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮاﻡ:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [اﻟﻔﺘﺢ:٢٩].
-ﻭﻗﻮﻝ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﷺ :"ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴّﺎً ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ".
---
📚[الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (ج٦/ ص٤٠٧ - ٤٠٩)].
▪️قال الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي-رحمه الله-:
*الرُّجوع في الأمور الَّتي يقع التَّنازع فيها إلى الكتاب والسُّنَّة مطلبٌ شرعيٌّ دلَّ عليه الوحي الكريم والعقل الصَّحيح السَّليم، كما قالَ المولى الكريم:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النِّساء:٥٩]. ومِنْ غير جدل أنَّ هذا هُو الميزان بالقسط، ولكن بفهم السَّلف وعلى أصُولهم السَّليمة وقواعدهم المستقيمة، فإنَّ هذه الأمَّة جعل عافيتها في أوَّلها، فالرُّجوع إلى نصوص الكتاب بمفهوم دأب العلماء الرَّاسخين، وخلق الأولياء الصَّالحين المتَّقين .
*منهج التَّصفية والتَّربية ثابتٌ للسَّلف، ومعلومٌ للفضلاء منهم بطريق الاسْتقراء، والمراد بالتَّصفية بمعناها العام تصفية الحقّ من الباطل، والطَّيب من الخبيث، وعلى سبيل الخصوص تصفية السُّنَّة الغراء وأهلها من البدعة المضلَّة وأنصارها، وأمَّا المراد بالتَّربية: فهي دعوة جميع المكلّفين ليتأدبوا ويتخلقوا بما أنزله لهم ربّهم على عبده ورسُوله ﷺ؛ ليكون لهم خُلقًا وأدبًا وسلوكًا، إذْ لا تطيب حياتهم ويصلح حالهم ومآلهم إلاَّ بذلك، ونعوذُ بالله مِنْ سوى ذلك .
*وجوب الالتزام -ظاهرًا وباطنًا- بطاعة ولاة أمُور المسلمين في المعروف، والدُّعاء لهم سرًّا وعلنًا بالهداية والعون والتَّوفيق، إذْ إنَّ صلاحهم سببٌ في صلاح العباد والبلاد، والعكس إلاَّ ما رحم ربّك، ألا وإنَّ من طاعتهم:
١-القيام بحقوقهم، وتأليف قلوب الرَّعية عليهم؛ طاعة لله وعملاً بِهدي رسُول اللهِ ﷺ .
٢-وعدم الخروج عليهم بأيّ وسيلة مِن وسائل الخروج؛ سواء كان بالسَّلاح أو الكلام المهيج لرعاع النَّاس ودهمائهم، ونصوص الكتاب والسُّنَّة إذْ تحرم ذلك، فلأنَّهُ يفضي إلى النَّقص في الدِّين، كما يفضي إلى هتك أعراض المسلمين، وسفك دمائهم، وتعطيل مصالحهم، وانتشار الفوضى بينهم، وزرع العداوات الجاهليَّة في مجتمعاتِهم، إلى غير ذلك من الأسواء القوليَّة والفعليَّة الَّتي لا يرضاها الشَّرع الكريم، ولا صاحب العقل السَّليم.
*الإيمان الجازم بأن دعوة الهدى والنُّور تستمد قوتَها وتقتبس ضوئها بصحَّة البرهان الَّذي جاء به من أنزل عليه الفرقان ﷺ، ولَم تستمد ذلك من كثرة أقوال الرِّجال وآرائهم، وعليه فلا وحشة مِن قلَّة السَّالكين على درب الحقِّ المبين، ولا اغترار بكثرة المنحرفين والزَّائغين عن هدي سيّد المرسلين، عليه مِن الله أفضل الصَّلاة وأتمّ التَّسليم.
*محبَّة الصَّحابة الكرام وأتباعهم على الإيمان والإحسان والإسلام فرضٌ من فروض الإسلام، والحق أنَّ مَن سبَّ الصَّحابة أو شتمهم أو تنقَّص واحدًا منهم أو أظهر بغضهم أو أضمره فقد جمع إلى الزَّندقة كبائر الذُّنوب والآثام, وأنَّ المعادي لأولياء الله بالسَّب والشَّتم والعداوة والبغضاء محاربٌ لله، فلينظر عقوبات الله الَّتي إذا نزلت لا ترد عن أهل الفساد والإجرام, ﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻘﺮاء اﻟﻜﺮاﻡ ﻓﻲ ﺑﺮﻫﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﺮاﻫﻴﻦ ﺩﻳﻦ اﻹﺳﻼﻡ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﻮﻝ ﺫﻱ اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ، ﻓﻲ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻭﺻﻒ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮاﻡ:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [اﻟﻔﺘﺢ:٢٩].
-ﻭﻗﻮﻝ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﷺ :"ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴّﺎً ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ".
---
📚[الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (ج٦/ ص٤٠٧ - ٤٠٩)].