Forward from: مِنْـبَرْ ?
صنَّف العلماء اليُتمَ لأربعةِ أقسام؛ واعتبَروا موتَ الأبِ والجنينُ لا يزال في بطنِ أمِّه أوَّل تلك الدَّرجات وأصعبها..
والعائد للآلئ السِّيرة النبويَّة، كي يستنبطَ العبَر منها، يجد أنَّ الرَّسول ﷺ عاشَ هذا اليُتم بحذافيرِه، فلم يُكتب له أن يلفظَ كلمة «أبي»، وكذا لم يُقسَم لأبيه أن يُناديه «يا بنيّ»..
أيّ وجعٍ قد يكبرُ عليه طفلٌ يُواجه الدُّنيا والمشركين والمرتدِّين، بغير أبٍ يستمدّ منه قوَّته؟ لم يعرف قسَمات وجهِه، ولم يحفظ نبرة صوتِه، ولم يُسامره ولم يُحادثه.. وبرغم ذلك نجد أنَّ محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أعطى للعالم أجمع أعظم الدُّروس في فقهِ برِّ الوالدَين، فكان نموذجًا للرَّحمة بالمسنِّين، ونبراسًا للتودِّد بالصَّغيرين، وإنَّه بذلك يكون الرَّجل الأعجوبة، الذي حرِم لكن أعطى حتى زاد الشُّعور منه وفاض..
ونحن إذا فقدنا الحيَّ الذي كان بيننا طاشَ حجر رأسِنا، ونُحنا بكلِّ فجٍّ وبكَينا بكلِّ واد، وتصلَّبت أعضاؤنا، وشُلَّت جوارحنا وفقدنا قيمةَ الحياة كأن لا آخرة فيما بعدٍ والعياذ بالله، وأنَّ اللقاءات انتهت بنا بعد الدَّفن وعقب التُّراب.. وهذا اليتيم الأمين، محمَّد بن عبدالله، صلَّى الله عليه وسلَّم، يفتح المعمورة من مشرقِها لمغربِها، ويدخل دينه كلَّ بيت، بلا أبٍ وبلا أمّ، ويُصبِّر أصحابَه ولا يُصبَّر، ويهاجمُ بنفسه في الغزَوات ولا يفتر، ويفتدي أهلَه بنفسه ولا يضعف، هذا وقد عاشَ من حضنٍ لآخر دون حضنِهما، وهو الذي يمدّ يدَه لقبرِ أمِّه مناديًا «أمِّي، أمِّي..»، يريد أخذَها معه بعد أن دفنها في صحراء وهو ابن ستِّ سنين، كما جاء في بعضِ كتب السِّيرة.. ونحن الذين نرى أمهاتنا كلّ يوم، فكأنّما وجهها صار عادة، وهو للحقيقة عبادَة، ونسمع صوت آبائنا كذلك، فمنَّا من يتضجّر منه، ومنَّا مَن لو استطاع إخراسَه لما قصَّر..
محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم أحبَّكم يا شباب، ويحبّ أن يرى اقتداءكم به، والمجاهدة في سبيلِ ذلك، وخير الطَّاعات برّ الوالدَين، اللَّذان يغضب الله لأجلهما، ويدافع عنهما من السَّماء السَّابعة.. لذا، كلَّما نظرتَ لوجهٍِهما، تذكَّر أنَّ هناك رجلٌ عظيمٌ يُدعى محمَّد، أخرجك به الله من الظُّلمات إلى النور، لم يرَ والدَيه، ولم يعرفْهما حقَّ المعرفة، واستشعر وجعَ فؤاده الذي ألِم لأجلك، ولأجل المسلِمين، وضعْ يدَك على قلبِك، وصلِّ عليه مع كلِّ خفقٍ ونبض، ذلك الذي وقفَ أمام قبرٍ يجهله، فسمع والدتَه تخبرُه: يا محمَّد، هذا قبرُ أبيك.. :') 💔
اسألوا الفاقدين عن معنى الموت الحقيقيّ، ابحثوا عن إجابة لسؤالكم عن الفقد، ولا تنتظِروا دفن أحد أهليكم لتعبدوا الله حقَّ عبادتِه، ولتوقنوا بأنَّ الموت آتٍ آت.. اسألوا من بين ليلةٍ وضُحاها لم يعد يستطيع أن يُنادي ماما، ومن بحث عن أبيه فلم يجده إلا تحت التُّراب.. إنَّما فقه الفراق دروسُ تهذيبٍ وتعذيب كتِبت على هذه الأمَّة، فلا تلهينَّكم الدّنيا وملذّاتها عن التفكُّر بساعات الانقضاء والتوديع وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..
اللهُمَّ صلِّ علىٰ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد كَما صلَّيتَ علىٰ ابراهيمَ وآلِ ابراهيم إنَّكَ حميدٌ مَجيد، وبارِك علىٰ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد كَما باركتَ علىٰ ابراهيمَ وآلِ ابراهيم إنَّكَ حميدٌ مَجيد.
____
#عابِدَة_ابنةُ_أحمد
#غفرَ_الله_لهما
____
Bibliomania22.sarahah.com
ask.fm/the2abida
والعائد للآلئ السِّيرة النبويَّة، كي يستنبطَ العبَر منها، يجد أنَّ الرَّسول ﷺ عاشَ هذا اليُتم بحذافيرِه، فلم يُكتب له أن يلفظَ كلمة «أبي»، وكذا لم يُقسَم لأبيه أن يُناديه «يا بنيّ»..
أيّ وجعٍ قد يكبرُ عليه طفلٌ يُواجه الدُّنيا والمشركين والمرتدِّين، بغير أبٍ يستمدّ منه قوَّته؟ لم يعرف قسَمات وجهِه، ولم يحفظ نبرة صوتِه، ولم يُسامره ولم يُحادثه.. وبرغم ذلك نجد أنَّ محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أعطى للعالم أجمع أعظم الدُّروس في فقهِ برِّ الوالدَين، فكان نموذجًا للرَّحمة بالمسنِّين، ونبراسًا للتودِّد بالصَّغيرين، وإنَّه بذلك يكون الرَّجل الأعجوبة، الذي حرِم لكن أعطى حتى زاد الشُّعور منه وفاض..
ونحن إذا فقدنا الحيَّ الذي كان بيننا طاشَ حجر رأسِنا، ونُحنا بكلِّ فجٍّ وبكَينا بكلِّ واد، وتصلَّبت أعضاؤنا، وشُلَّت جوارحنا وفقدنا قيمةَ الحياة كأن لا آخرة فيما بعدٍ والعياذ بالله، وأنَّ اللقاءات انتهت بنا بعد الدَّفن وعقب التُّراب.. وهذا اليتيم الأمين، محمَّد بن عبدالله، صلَّى الله عليه وسلَّم، يفتح المعمورة من مشرقِها لمغربِها، ويدخل دينه كلَّ بيت، بلا أبٍ وبلا أمّ، ويُصبِّر أصحابَه ولا يُصبَّر، ويهاجمُ بنفسه في الغزَوات ولا يفتر، ويفتدي أهلَه بنفسه ولا يضعف، هذا وقد عاشَ من حضنٍ لآخر دون حضنِهما، وهو الذي يمدّ يدَه لقبرِ أمِّه مناديًا «أمِّي، أمِّي..»، يريد أخذَها معه بعد أن دفنها في صحراء وهو ابن ستِّ سنين، كما جاء في بعضِ كتب السِّيرة.. ونحن الذين نرى أمهاتنا كلّ يوم، فكأنّما وجهها صار عادة، وهو للحقيقة عبادَة، ونسمع صوت آبائنا كذلك، فمنَّا من يتضجّر منه، ومنَّا مَن لو استطاع إخراسَه لما قصَّر..
محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم أحبَّكم يا شباب، ويحبّ أن يرى اقتداءكم به، والمجاهدة في سبيلِ ذلك، وخير الطَّاعات برّ الوالدَين، اللَّذان يغضب الله لأجلهما، ويدافع عنهما من السَّماء السَّابعة.. لذا، كلَّما نظرتَ لوجهٍِهما، تذكَّر أنَّ هناك رجلٌ عظيمٌ يُدعى محمَّد، أخرجك به الله من الظُّلمات إلى النور، لم يرَ والدَيه، ولم يعرفْهما حقَّ المعرفة، واستشعر وجعَ فؤاده الذي ألِم لأجلك، ولأجل المسلِمين، وضعْ يدَك على قلبِك، وصلِّ عليه مع كلِّ خفقٍ ونبض، ذلك الذي وقفَ أمام قبرٍ يجهله، فسمع والدتَه تخبرُه: يا محمَّد، هذا قبرُ أبيك.. :') 💔
اسألوا الفاقدين عن معنى الموت الحقيقيّ، ابحثوا عن إجابة لسؤالكم عن الفقد، ولا تنتظِروا دفن أحد أهليكم لتعبدوا الله حقَّ عبادتِه، ولتوقنوا بأنَّ الموت آتٍ آت.. اسألوا من بين ليلةٍ وضُحاها لم يعد يستطيع أن يُنادي ماما، ومن بحث عن أبيه فلم يجده إلا تحت التُّراب.. إنَّما فقه الفراق دروسُ تهذيبٍ وتعذيب كتِبت على هذه الأمَّة، فلا تلهينَّكم الدّنيا وملذّاتها عن التفكُّر بساعات الانقضاء والتوديع وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..
اللهُمَّ صلِّ علىٰ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد كَما صلَّيتَ علىٰ ابراهيمَ وآلِ ابراهيم إنَّكَ حميدٌ مَجيد، وبارِك علىٰ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد كَما باركتَ علىٰ ابراهيمَ وآلِ ابراهيم إنَّكَ حميدٌ مَجيد.
____
#عابِدَة_ابنةُ_أحمد
#غفرَ_الله_لهما
____
Bibliomania22.sarahah.com
ask.fm/the2abida