سُئِل أحد المشايخ المربين الأفاضل عن الرجل يريد أن يصحح نيته بأثرٍ رجعي، هل هذا ممكن؟
بمعنى: أن الرجل يعمل عملًا مما يُبتغى به وجه الله تعالى بنيةٍ فاسدة، ثم يندم بعد ذلك ويدرك مدى ما ضيّعَ على نفسه من الأجر، فهل يستطيع بعد انقضاء العمل أن يصحح تلك النية بحيث يتحصل على أجر العمل الذي عمله بنيةٍ فاسدة أم أنه قد فاته ذلك ولا سبيل لتحصيله؟
فكان جواب الشيخ كالتالي:
أولاً: أشار إلى الخلل في سؤال السائل، بحيث أن السائل لم يكن مُدرِكًا لعظم الجُرم الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حق الله تبارك وتعالى، حيث أنه بهذه النية الفاسدة قد عمل عملًا يعد من أكبر الكبائر؛ وهو أنه أشرك بالله معه غيره، والله تعالى يقول: "من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"، ويقول: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
فينغي أولاً على السائل أن يُدرك مدى فظاعة ما ارتكب، وأن يُسرع في التوبة والاستغفار والانكسار إلى الله تبارك وتعالى سائلًا إياه أن يعفو عنه، وأن يقبل توبته، وألا يؤاخذه بجريرته.
فهذا الذي ينبغي أن يكون شاغلًا لنفس من وقع في مثل هذا الأمر ابتداءً، لا أن يكون همه هل أستطيع أن أحصل الأجر بأثرٍ رجعي أم لا!
أما الشق الثاني من الجواب فقال:
فإن فعل ذلك _ يعني استشعر خطورة ما وقع فيه من الشرك وسارع بالتوبة والإنابة_ فإنا نرجو إن تقبل الله توبته أن يكون ممن قال الله فيهم: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".
والجميل في هذا الجواب؛ أن الشيخ لم يكتفِ بالإجابة على السائل بنعم أو لا، بل نبهه لأصل الخلل، وأعاد ترتيب الأولويات وكشفَ شيئًا من الخلل الحاصل في مراتب الأعمال لدى السائل، فبيَّن له أن التوحيد والإخلاص يأتي على هرم الأولويات، وأنه أعظم المركزيات، وأن أخشى ما يُخشى على العبد أن يشوه هذا الأصل لديه فيصير ندمه على فوات الأجر أعظم في نفسه مما قدح في التوحيد لديه، بعدما كان السائل قد جعل تحصيل الأجر هو غاية الهرم وأعلاه..
#فوائد_تربوية
#منهجيات
#ترتيب_الأولويات
بمعنى: أن الرجل يعمل عملًا مما يُبتغى به وجه الله تعالى بنيةٍ فاسدة، ثم يندم بعد ذلك ويدرك مدى ما ضيّعَ على نفسه من الأجر، فهل يستطيع بعد انقضاء العمل أن يصحح تلك النية بحيث يتحصل على أجر العمل الذي عمله بنيةٍ فاسدة أم أنه قد فاته ذلك ولا سبيل لتحصيله؟
فكان جواب الشيخ كالتالي:
أولاً: أشار إلى الخلل في سؤال السائل، بحيث أن السائل لم يكن مُدرِكًا لعظم الجُرم الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حق الله تبارك وتعالى، حيث أنه بهذه النية الفاسدة قد عمل عملًا يعد من أكبر الكبائر؛ وهو أنه أشرك بالله معه غيره، والله تعالى يقول: "من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"، ويقول: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
فينغي أولاً على السائل أن يُدرك مدى فظاعة ما ارتكب، وأن يُسرع في التوبة والاستغفار والانكسار إلى الله تبارك وتعالى سائلًا إياه أن يعفو عنه، وأن يقبل توبته، وألا يؤاخذه بجريرته.
فهذا الذي ينبغي أن يكون شاغلًا لنفس من وقع في مثل هذا الأمر ابتداءً، لا أن يكون همه هل أستطيع أن أحصل الأجر بأثرٍ رجعي أم لا!
أما الشق الثاني من الجواب فقال:
فإن فعل ذلك _ يعني استشعر خطورة ما وقع فيه من الشرك وسارع بالتوبة والإنابة_ فإنا نرجو إن تقبل الله توبته أن يكون ممن قال الله فيهم: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".
والجميل في هذا الجواب؛ أن الشيخ لم يكتفِ بالإجابة على السائل بنعم أو لا، بل نبهه لأصل الخلل، وأعاد ترتيب الأولويات وكشفَ شيئًا من الخلل الحاصل في مراتب الأعمال لدى السائل، فبيَّن له أن التوحيد والإخلاص يأتي على هرم الأولويات، وأنه أعظم المركزيات، وأن أخشى ما يُخشى على العبد أن يشوه هذا الأصل لديه فيصير ندمه على فوات الأجر أعظم في نفسه مما قدح في التوحيد لديه، بعدما كان السائل قد جعل تحصيل الأجر هو غاية الهرم وأعلاه..
#فوائد_تربوية
#منهجيات
#ترتيب_الأولويات